كريم .... أخي و صديقي
آثرت الصمت كما هي عادتي دائما عندما يتعلق الأمر بشيء أرى انه من الحكمة التروي و عدم الحديث ....
آثرت عدم الرد و قد شعرت للوهلة الأولى أني عاجزة تماما أمام سيل الكلمات و الحروف التي تقاذفتها حواف صفحتي هذه
و زوبعة الخواطر التي هاجمت حرفي فأشعلت الشتاء و استعارت قليلا من دفء الصيف و رحيق زهر نيسان الذي تحبه و شموع الخريف المتلألئة التي تشعلها
الأرواح التعبة من قسوة الطقس الحزين ..
أخي الكريم ...........
ربما صمتي كان أقوى رد قبل أن أقرر خوض غمار الكلمة من جديد و التسطير بل و التصفيق مطولا أمام قصيدتك التي حفرت لنفسها مكانا قصيا
حيث لا يمكن لأحد أن يجتثها أو يحاورها بمثل الجمال الذي يسكن كل حرف و كل كلمة
صدقني لوهلة شعرت ان كلماتك تنبض و كانت صفحتي الجسد الذي ضم هذا النبض الراقي بطريقة عفويةـ متحضرة، نقية و صادقة
حين وصلني الإشعار بوجود رد جديد دخلت لكن فجأة تهت و كأن فضولي لمعرفة صاحب ( ة ) الرد قد انتقم مني
حضرت و غاب الوعي، ضعفي الكلمات الساحرة و الحروف الراقية حيث يستقر الحرف الجميل تستقر روحي و يغيب الإدراك تماما عني
حين أقرأ شيئا جميلا أسافر عبر حروفه لمكان لا اكاد أصفه لانه يتواجد فقط بالخيال و الخيال يكون نائما حين أستيقظ أنا
و قد أبدعت أنت و رحلت بالكلمات و حلقت و أزهار الياسمين و النرجس و الورود ترافقك في رحلتك هذه تعبق و تنثر أريجها حيث تضعك خطى قلمك الساحر
وقد سلمت أن صفحتي هذه كانت ميلادا جديدا لقصيدة، الفرق الوحيد بينهما هو ( اللحظة ) .
ردك قصيدة تخلت فقط عن وصفها الحقيقي لتصب في قالب آخر هو الرد إلا أنها و ما دامت تحتفظ بمقومات الحسن و الجمال و الرقة و السحر و الكلمات الدافئة
فهي قصيدة ... بشاعرية فائقة الجمال .
حتى و إن صببت كل الكلمات التي يحوزها فكري و أفرغت مخيلتي من أطيافها و أشباحها و أزهارها و حدائقها فسأعجز حتما عن إيصال مدى امتناني و شكري لك
أفخر دائما و اعتز بانك اخي الرائع و الجميل بما تحمله الأخوة من نقاء و صفاء و صدق
كلماتك هنا سيحفظها القمر و ستعلقها النجوم أيام العيد و سيستعير منها الربيع شيئا من العطر ليعطر حدائقه الفقيرة
و قد تزهر الورود من قطرات الندى المتصببة خجلا من سحر الكلمات
رقيق أنت في همسك و في شعرك و في لحنك الصامت الذي تخلل معزوفتك الروحية هذه
شكرا بعدد النجوم
بعدد قطرات الأمطار
شكرا على حرفك الخالد و نبضك المتسكع بين السطور
تقديري و عرفاني أخي و صديقي
كريم
حيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة