قال الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أحبائي في نور الأدب لو تعمقنا في تعريف الأخلاق لوجدناها تعني تحكيم العقل في تصرفات الإنسان
ومنحه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ على كافة الأمور والتعامل معها من منظور أخلاقي صرف
فقد خلق الله الانسان وميزه عن الحيوان بالعقل وخلقه ليعيش داخل اطار المجتمع
و عبروا عن الانسان وقالوا بأنه موجود اخلاقي بسبب الاعتقاد السائد بأنه لا حياة انسانية بدون الاخلاق
وإن أهمية الاخلاق في الاسلام تصل الى الحد الذي عبر عنه رسولنا الاكرم (صلى الله عليه وسلم ) بأن السر في بعثته كامن في هذا الامر
حيث قال صلى الله عليه واله وسلم ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )
وكما جاء في ذكر اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ( وانك لعلى خلق عظيم )
فكاتب الأدب أديب، طبعا، سواء كان سارداً أو شاعراً أو دارساً، و الأدب هو صناعة الذوق والأخلاق ، والذوق ينتج الجمال،
وكل ذلك يتم في الأدب بواسطة اللسان لسان ثقافة وأخلاق الأديب ,
ومن صفات الأديب أن يتمتع بأخلاق وسلوك حسنة وأن يعرف كيف يختار ألفاظه قبل أن يكتب
ويجب على الأديب أن يتذكر على الدوام قوله تعالى: ” ما يَلفِظُ مِن قول إلاّ لَديهِ رَقيب عَتيد
وعلى الأديب أن يراقب كلامه أكثر من كلام الناس ، فلا يتكلم إلاّ بعد رَوِيَّة وتفكر ، فإذا ما نطق بالكلمة ،
خرجت الكلمة من سيطرته وأصبحت ملك من سمعها . أما قبل ذلك فهي ملكه إن شاء تفوه بها وإن شاء كتمها .
ومن صفات الأديب ايضاً اضافة الى حسن الخلق , الصدق في الكلمة والعفو عند المقدرة والتسامح والتواضع واجتناب الغضب
و المبادرة لمساعدة الآخرين وتحليه بروح التعاون , واحترام الأكبر سنا تحت أي ظرف , و احترام الآخر بأفكاره وكلامه وأفعاله
وعدم التقليل من شانه مهما بدا صغيرا وأن يتمتع بالمنطق الحسن ويكون في الكلام الطيب البعيد كل البعد عن الألفاظ الجارحة الشاتمة
أحبائي أتمنى أن تثروا هذا الموضوع عن أخلاق الأديب وسلوكه في المجتمع ,
هل تكون أخلاق الأديب وسلوكه تشبه أخلاق أي شخص عادي ,
مشاركتي بسيطة على قدر ثقافتي الأدبية وأنتم كأدباء كبار تشهد لكم كتاباتكم أرجو أن تفيدونا بكل ما يتعلق بهذا الموضوع
أشكر لكم جهودكم
عود لسانك لفظ الخير تحظى به......إن اللسان ما عودت يعتاد
شكرا ناهد على هذا الموضوع المميز والمثير فإفادته تتجلى في مضمونه ودلالاته حيث أنه يتعلق بالعقل واللسان وتحكيم العقل في تصرفات الإنسان وسلوكياته ولذلك فإن كل تجمع بشري في مكان ما وزمان ما نظم نفسه وسن قوانين حسب ما يراه حسنا أو قبيحا كفعل أو امتناع عن فعل قدر له عقوبة أو ثواب أو مدح أو ذم .... وبالتالي فالوعي مرتبط بالسلوك الجماعي ومتأثر به وعليه فإن هدا الإختلاف أفرز عدة إشكالات في موضوع السلوك الإنساني بشكل عام ...ليظل السؤال مطروحا بإلحاح في مجتمعنا العربي والإسلامي وما يتسم به من طباع وأهواء مختلفة غير متآلفة سواء في الأعراق أو الملل مما نتج عنه تباينا واضحا ما بين المناهج والرؤى حول الموضوع...فهل الواقع الراهن وتحدياته كفيل بأن يأثر في العقل النتاج لتابو سلوكي يعيق مسيرة تطور الوعي العربي والإسلامي؟