التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,671
عدد  مرات الظهور : 163,151,654

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25 / 01 / 2011, 06 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
زياد صيدم
مهندس / أديب وقاص

 الصورة الرمزية زياد صيدم
 




زياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين / غزة

عاشق الذهب ( قصة قصيرة).

استيقظ حيث لا زمن ولا مكان قد اعتاد عليه، أو سمع عنه من قبل، فحتى شطحات كتاب الخيال العلمي وإبداعاتهم تقف عاجزة في وصفهما.. لملم قواه الخائرة، أخذ يرمق ما حوله بذهول، مستذكرا آخر شيء علق بذاكرته، والتي سبقت وجوده في هذا المكان المستحيل وفق إدراكه الآدمي.. حاول أن يعتصر ذهنه بصعوبة بالغة، لكنها محاولات فشلت في لحظات من الريبة والانبهار.. فأغمض عينيه عله يفتحهما من جديد، وقد تغير المشهد الماثل أمامه ما بين الحقيقة والخيال، فقد كان يأمل في كونها مجرد أضغاث أحلام أو كابوس يؤرق منامه ...
ابتسم لها قبل أن يطالبها بمسكن لألم شديد في أذنيه، وصفير يضغط على سمعه، يبدد توازنه، ويعبث بأعصابه .. بدأت تهدأ من روعه، تطمئنه بزوال الحالة من تلقاء نفسها، حين يتأقلم مع الحالة المستجدة نتيجة طبيعية لاختلاف الضغط الجوى..كان يومئ برأسه، زاما شفتيه على مضض قبل أن تستأذنه المضيفة بالانصراف .. استعاد ثقل قدميه على أرضية الطائرة المتجهة في رحلتها إلى أقصى الشرق الآسيوي، بينما كان يعلن قبطانها، بأنهم فوق المحيط الهندي في طريقهم إلى جزيرة تايوان.. تقدم بخطواته المترنحة، يجر ساقيه قاصدا دورة المياه..كان يريد استفراغ ما بجوفه.. كوسيلة لا مفر منها، لخلاصه من هذا الشعور بالغثيان..
يفتح عينيه ثانية، ليجد جسده ممددا على رمال صفراء فاقعة، يغرف منها بكفيه، تبدو ثقيلة وملمسها ناعم على غير عاده.. يدور برأسه في كل اتجاه، يتفحص مندهشا حبيبات الرمال من جديد بأصابعه المرتجفة، يكاد يوقن الآن بأنه ليس في كابوس كما تمنى! كانت تشتد ببريقها الأصفر مع أشعة الشمس وهى تنساب برقة بين أنامله، ينتصب واقفا مذعورا، ينادى.. يركض على طول الرمال الممتدة بلا أفق أو نهاية..لكن أين الناس؟ أين الأشجار و المباني؟ تساءل بصوت خائف مرعوب ..لا شيء هنا غير رمال غريبة عجيبة، لقد تأكد بأنها رمال من ذهب خالص، فبدأ عقله الآدمي المسيطر عليه حتى اللحظة ، يخطط في كيفيه نقله أو إخفاء المكان عن عيون الآخرين ! لكن صوت قادم من عقله الباطني حادثه:
- عن أي عيون تريد إخفاء هذه الرمال والصخور من الذهب الأصفر اللامنتهى؟ إنها نهايتك هنا، ستعيش مع من أحببت طوال عمرك.. ألم يكن يهيمن ويسيطر على تفكيرك طيلة حياتك ؟ألم تكن في رحلتك الأخيرة تنقله ضمن اكبر صفقاتك التجارية ؟ انه ملكك الخاص الآن، فكل ما تراه على امتداد بصرك يقع ضمن مملكتك الجديدة..
- لكنى إنسان ! والإنسان يحب بطبعه وفطرته الذهب والمال..
- نعم لكن ليس إلى هذا الحد من الجنون والهوس به، على حساب جوانب أخرى كثيرة لا تقل أهمية لبنى الإنسان.. أما أنت، فقد تقوقعت ضمن شرنقة من ذهب، وكرست حياتك وحاضرك في سبيله، ورسمت مستقبلك من خلاله، حتى تحجر بصرك، وتاهت بصيرتك عما حولك من اهلك وأصدقاءك .. الم تكن أمنياتك وصلواتك بزيادة تجارتك وامتلاكك له؟ الم تكن تفعل الخير وتقدمه نهارا، وتدعو الله ليلا أن يزيدك منه في تضرعك؟ الم تكن هي قمة أمنياتك وأحلامك وآخر ما تفكر به ؟..إذا خذ منه ما شئت، بل هو لك خالصا، لا يشاركك أحدا به ...
- نعم، لكن ما نفع كل هذا؟ ما فائدته وأنا بعيد عن البشر! لا أحس بوجودي وتميزي، أو قوتي ونفوذي..فكل ما حولي ذهب أصفر فاقع، لا خضرة ولا طير ولا ألوان، وقد غابت كل ملامح لحياة آدمية تشعرني باني إنسان..
- الآن تريد ان تكون من بنى البشر تحيا معهم وفى وجودهم لكنك ما تزال تبحث عن التميز والنفوذ.. لكن مهلا، أريدك أن تنتبه قبل أن استودعك للحظات.. فقد نسيت أن الفت نظرك إلى أمر قد يكون هاما لك!
- قل ما هو؟ قل لي بأنه كابوس سأستيقظ منه ..
- لا، لا لن يكون كما تريد،ستدرك لاحقا! لكن: حاول أن تمسك جسدك وتتحسسه بيديك !
- ماذا؟ لم افهم .. يستمر الصوت القادم من عقله الباطني محاورا: افعل ما قلته لك.. فقد تصل إلى إدراك الحقيقة و واقعك الجديد ؟
- عن أي حقيقة تتحدث؟ لكنى سأفعل ما تريد.. نعم أنا افعل الآن ..لكن: ما هذا ؟ تغوص أناملي في أنحاء جسدي ..لكن: أين جسدي؟ انه قطعة هلامية شفافة! يطلق صرخة تلو الأخرى، تهز الأرجاء، ترتد مع موجات صوته في فضاء شاسع لا نهاية له.. صرخات تكاد أن تمزق حباله الصوتية .. انه لا يحس بجسده ، لا كتلة له ولا وزن.. لكنه ما يزال يرى ظله يمشى أمامه.. يتحرك حسب حركات جسد لا وجود له..يخترقه الفضاء والضوء .. يأتيه الصوت هامسا: تخلص من عادات الأرض، لتتكيف في عالمك الجديد الذي ناجيت ربك يوما في ليلة قدر مباركة.. حيث كانت أبواب السماء مشرعة لكل مستجير.. ثم انقطع الصوت ليتركه في ذهوله وحيرته، وانبهاره..قبل أن يبدأ فعلا في استدراك واقعه، وحقيقة ما هو عليه الآن؟...
فجأة أحس بأنه يستطيع تذكر كل شيء بلا عناء أو جهد !.. كأنه يسمع الآن صوت قائد الطائرة في آخر كلماته المتلعثمة والمستغيثة: جاءني أن عصابة من مافيا الذهب العالمية، استطاعت زرع قنبلة في احدي حقائب عميل لها، يسافر معنا على متن هذه الرحلة ..وسنحاول الهبوط على سطح الماء، فشدوا الأحزمة، وتشبثوا بمقاعدكم، وأكثروا من الدعاء والاستغفار..فخرج حينها مسرعا من دورة المياه التي ذهب إليها ليتخلص من حالة غثيانه، يشق طريقه وسط هيجان، وصراخ، وعويل، وهلع بين الركاب..وما أن استقروا جميعا في مقاعدهم، حتى انفجرت مؤخرة الطائرة.. فبدأت تتشقلب في الهواء بجنون، وتهوى مشتعلة ... كان آخر شيء تذكره عاشق الذهب من حياته الأولى ...
إلى اللقاء

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع زياد صيدم
 أقدارنا لنا مكتوبة.. ومنها ما نصنعه بأيدينا.
http://zsaidam.maktoobblog.com/
زياد صيدم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2011, 55 : 11 PM   رقم المشاركة : [2]
سمية الألفي
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية سمية الألفي
 





سمية الألفي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: بورسعيد

رد: عاشق الذهب ( قصة قصيرة).

الرائع / م زياد صيدم

كم أفتقدك أخي الغالي

ها أنا عدت وهذا أول حرف لي بعد شهور من العزلة


لحرفك ذائقة متفردة

بتلات الياسمين لروحك


احترامي
سمية الألفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 09 / 2011, 41 : 06 AM   رقم المشاركة : [3]
زياد صيدم
مهندس / أديب وقاص

 الصورة الرمزية زياد صيدم
 




زياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين / غزة

رد: عاشق الذهب ( قصة قصيرة).

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية الألفي
الرائع / م زياد صيدم

كم أفتقدك أخي الغالي

ها أنا عدت وهذا أول حرف لي بعد شهور من العزلة


لحرفك ذائقة متفردة

بتلات الياسمين لروحك


احترامي

==============================

** الاديبة الراقية سمية..

زميلتى الراقية لعودتك رونق متميز ..ومزيدا من الابداع..

شاكر مرورك الطيب وقراءتك الراقية

تحايا عبقة بالرياحين...
توقيع زياد صيدم
 أقدارنا لنا مكتوبة.. ومنها ما نصنعه بأيدينا.
http://zsaidam.maktoobblog.com/
زياد صيدم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 10 / 2011, 08 : 02 PM   رقم المشاركة : [4]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: عاشق الذهب ( قصة قصيرة).

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]عاشق الذهب قد يفني عمره في جمعه وينسى كنوزا كثيرة من حوله و لمعان لحظات كانت ستغمره سعادة لو شد عليها.

تقديري لك أستاذ زياد ولأسلوبك السردي.
تحيتي[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 10 / 2011, 20 : 12 AM   رقم المشاركة : [5]
فاطمة البشر
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة

 الصورة الرمزية فاطمة البشر
 





فاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: عاشق الذهب ( قصة قصيرة).

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنااا
قصة تحمل عبرة رائعة وحكمة ثمينة
استمتعت جدا و أنا أتنقل في متصفحك
دمت متألقا " أ. زياد صيدمط
ودي ووردي
توقيع فاطمة البشر
 
أنا لم أكن يوما إلا أنا ....

تلك الفتاة التي تحلم بغد زاهٍ مشرق ...

تلك الفتاة التي تنثر حباً وأملاً ...
تلك الفتاة التي ترسم حلماً ...
تلك الفتاة التي ستصنع مجداً ...

ولا تزال تنتظر الأياام......


فاطمة البشر


https://www.facebook.com/fatima.bisher
فاطمة البشر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذهب, عاشق, قصيرة).


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبح الذنب وحسن الاعتذار ليلى مرجان قصص من تراثنا 4 01 / 09 / 2022 35 : 12 AM
وصايا أغلى من الذهب بوران شما أقوال وحكم عربية 3 23 / 02 / 2012 50 : 09 AM
كلمات تقرأ بماء الذهب ناهد شما كلـمــــــــات 2 11 / 10 / 2010 04 : 04 AM
حق العودة وعقدة الذنب البريطانية مازن شما حق العودة 0 22 / 03 / 2008 38 : 04 AM
الذهب و أحلام الخيمياء و الإلدورادو نصيرة تختوخ المقــالـة الأدبية 0 29 / 02 / 2008 50 : 01 PM


الساعة الآن 16 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|