هل تدرون ؟؟؟
عندما أصحو كل صباح أتطلع بشوق ولهفة إلى قطعة أرض ليست بعيدة
أرضٌ حدودها من النهر إلى البحر , ومن رأس الناقورة إلى النقب ,
فيها بيت أهلي وأجدادي وعائلتي , وفيها بساتينهم وكرومهم وزيتونهم ,
وهذا البيت مرسوم بل محفور في ذهني من وصف والدي لي رحمه الله
في كل وقت وحين , عندما كان يحدثني عن ذكرياته وعن طفولته وشبابه
في هذا البيت الكبير جداً والذي كان يعيش فيه خمسة أخوة مع زوجاتهم
وأولادهم , وهؤلاء الأخوة هم جدي وأخوته الأربعة . لكل واحد منهم غرفة
نوم وغرفة معيشة خاصة به , أما الطابق السفلي فهو غرفة كبيرة عبارة
عن ساحة كبيرة لاجتماع العائلة كلها , هل تتخيلون كم هي جميلة هذه الحياة
وهذا التفاهم والوئام . أحنُ إليك يابيت أهلي وجدودي , وروحي تهفو لرؤيتك
إن كنت لا زلت موجوداً.
أشعر بالأسى والألم والحزن على أهلي وقد عاشوا سنوات الغربة بعيداً عن
أرضهم وبيتهم , عاشوها وقلوبهم تهفو للوطن وترابه ولبيتهم وبساتينهم ,
أشعر بمدى الألم الذي عاشوه وأحسوا به , فأنا وأبناء جيلي والجيل الذي بعدنا ,
لم نعش في هذه الأرض وهذا البيت , والحنين يقتلنا إليها .
لن أقول أولادنا أو أحفادنا سيعودون , لا لا لا أنا من سيعود وسأكحل عينيّ بفلسطيني
وصفدي وبيتي الذي حرمت منه .
سلامُ الله عليكِ يافلسطين , سلامُ الله عليكِ ياصفد , سلام الله عليك يابيتي
كلما كبرتُ أنا في العمر , كبرتِ أنتِ في داخلي ,
وكلما زاد حزني لرحيلكِ , زاد احساسي بعودتكِ .
أحبكِ فلسطين .