نصيرة
أيها الأحبة
لا داعٍ للقلق .. أمرُّ بوعكة صحية طارئة .. الحالة القديمة المتجددة
آلام الظهر العنيدة التي تمنعني من الجلوس وحتى المشي وصعود الدرج
أتناول العلاج لكنها عادة تأخذ بعض الوقت ولم أشأ أن أزعجكم بذلك
ولكن حتى لا تظن نصيرة أنني متعبتها ولو أنها فعلياً هي متعبتي !.
نصيرة قد لا نتشابه وأنا أعلم هذا علم اليقين ولكننا نلتقي وهنا عند هذا الالتقاء
نبتت صداقتنا .. بعد أن تقطع صداقتنا عمراً طويلاً نطلب أكثر من هذه الصداقة
ننتحل أعذاراً لأحبتنا ودائماً في صدرنا متسع كبير لهم..
ولكن في الحزن نصبح أكثر شراسة ربما لأننا نصبح أكثر حساسية ..
في الحزن أحتاج أحبتي بقربي طوال الوقت .. أحتاج دفئهم وحنانهم وعطفهم
ولا أكتفي بالتلميح وعبارات معلبة من هنا وهناك .. أحتاجهم بشكل حقيقي وكبير
لذلك أنا تعبت يا نصيرة وتعبي منك كبير وعتبي عليك أكبر .
كان عليك أن تقتربي أكثر وتمسحي دموع الحزن بكفيك .. كان عليك ألا تبتعدي
حتى أتماثل للشفاء وأبرأ من حزني .. كان عليك أن تكوني أنتِ دوائي ..
ربما حملتك أكثر من اللازم ولكن هذا لأنني كنت أحتاجك أكثر من اللازم ..
ربما لم يسعفني الوقت لأقول لك كم أحتاجك .. كنت أنتظر أن تنتبهي أنت لجراحي التي تنزف ولكنك هربت
ولم تكوني نصيرة التي أميل عليها كلما جار عليَّ الزمان ..
ربما كنتِ مثقلة بالهموم والأوجاع وهذا أرقني لبعض الوقت لكني كنت كل يوم أفكرُ جدياً بالكتابة لك لأسألك
ما الذي يشغلك عني يا نصيرة ؟
ما الذي أخرك عن احتواء حزني وألمي ؟
أضقت ذرعاً بحزني ؟
ليس بيدي يا نصيرة فأنا أعيش داخل دوامة من المتغيرات ............
لا أعلم كيف أمسك طرف الخيط فيها ..
لقد كبرت عشرين عاماً يا نصيرة في أقل من عام !
نصيرة أنا تكالبت عليّ الظروف وغدرني الزمان ولم يقصر وأنت كنت بعيدة جداً
والجميع كان يلقي على وجهي بظلال الهزيمة والانكسار ..
لقد شيعوني للموت وأنا على قيد الحياة وأنتِ بعيدة جداً ..
هل أنا أتعبتك فعلاً يا نصيرة ؟
لقد كنتِ أنت متعبتي ومع ذلك ركضت خلفك في عدة اتجاهات وحاولت أن أستميل
حضورك إليَّ ولكن عبثاً أحاول فدائماً كنتِ تفرين من قلبي ولا أعلم أين تغيبين ؟
أنا تعبتُ يا نصيرة ويئست واستسلمت للهجران والنكران وبقيت وحدي في هذا
العالم المتوحش الذي لا يرحم ومع ذلك ركضت إليك ومددت إليك يدي وقلت تعالي
يا نصيرة نبدأ من جديد فما كان منك سوى تجاهلي .
تعبت وعلى إثرها مرضت ويئست من كل شيء ..
كان عليك ألا تبتعدي ..
الحزن جعلني أكثر شراسة مما تتصوري ..
أحتاج وقتاً حتى تظهر ميساء تلك في داخلي ...
أنا أخرى .. الحزن جعلني أخرى تقسو كثيراً وأول ما قست عليه هو نفسها .
أعذريني يا نصيرة كان عليك ألا تبتعدي .
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px groove teal;"][cell="filter:;"][align=center]شكرا ياميساء لأنك جئت بردك ،ولأنك أفرغت صدرك ببعض مافيه .
ولأن الحكايا لايجب أن تطول أقول بكل اختصار لا أحسن دوما أن أجعل الآخرين يعرفوني ولاأحسن أن أكون بجدارة في الأماني ولي في غرفة من غرف القلب متسع للملام.
فلا تتعبي و كوني بخير وانفضي من الحزن متى استطعت قليلا قليلا ولا تأبهي لامرأة غامضة.
شفاء قريب وفرح قريب إن شاء الله.[/align][/cell][/table1][/align]
أمس قرأت السر المتعب الذي افشته الحبيبة نصيرة !!! تأثرت جداً وبصراحة لأنني أصبحت أهوى البكاء بكيت .... !!!
واليوم وأنا أقرأ ميساء وهي تحلل هذا السر وجدت أنها سرها أكبر وأبكاني ايضاً ... احترت بين السرين ومن الذي أتعب الآخر
واستنتجت أن ميساء كما عرفتها منذ انتسابي لنور الأدب أنها إنسانة شفافة حساسة وحنونة جداً وتتعب وتمرض
إذا اختل توازن السفينة التي تركبها هي ونصيرة والأستاذة هدى وأنا معهم وقد اختل فعلاً هذا التوازن بعد أن فقدنا ربان السفينة وقائدها
شاعرنا الغالي طلعت سقيرق ولا ننسى انه امتعنا وكأنه كتب لنا :
أخاف يا صديقتي
من كل لحظة أخاف
أخاف يا صديقتي
من كل لفتة أخاف
أخاف من تسرعي
أخاف من تمنعي
أخاف يا صديقتي تهزني ارتعاشة الجفون
عندما يشقني الوداع
وتستحم في دمي فصول دمعة
يهزها الشــــــــــــــــــــــــــــــــــراع
صديقتي ..... أضيع والدروب يا صديقتي عدم
أذوب والزمان يا صديقتي .... ألـم ....
وكل خطوة على الرصيف يا صديقتي ندم ....
فكيف يا صديقتي أمُّر من هنا ومن هنا ....
وكل ما في العمر يا صديقتي سأم ....
كم هو رائع شاعرنا الغائب الحاضر حقاً اهتز الشراع ورحل عنا الذي كان سنداً لنا في هذا البيت
وأنا أعلم يقيناً كم تأثرت ميساء لفراقه وكم بكينا على الهاتف مرات عديدة ونحن نذكره
ولا ننسى فقدان والديها أعز الناس على قلبها وكم تأثرتْ كثيراً وبكت على فراق أختي التي لم تراها ولم تسمع عنها ... هذه هي ميساء الشفافة
أما عن الحبيبة نصيرة سأكون صريحة هي إنسانة واقعية جداً جداً رغم حزنها كثيراً على شاعرنا الغالي طلعت
ورغم حزنها على والديّ ميساء وحتى حزنها على أختي كانت واقعية ورغم الظروف التي تمر بها نصيرة وأنا أعلمها جيداً كانت قوية جداً ما شاء الله وتبارك الرحمن ..
كانت تريدنا الخروج من الحزن ونبهتنا كثيراً كنا نشعر وكأنها تضمنا الى صدرها وتحتضن كل مصاب
ومع ذلك لم نستطع الخروج من الحزن الذي انتابنا وتوالت علينا المصائب بعد الغالي طلعت
والقوي عند الله خير وأحب من الضعيف .. فميساء ضعيفة وهدى كذلك وأنا وبوران كذلك
فأحيي فيك يا أختي نصيرة التي لم تلدها أمي المرونه والشجاعة التي تتحلين بها وأنت لستِ غامضة أبداً بل أنت إنسانة قوية وصبورة ما شاء الله
وأرجو أن لا يفسر كلامي ويؤخذ مأخذ آخر ... فنصيرة تعلم مكانتها عندي ولا أريدها أن تشكرني كما شكرت بوران لأن واجبنا أن نعبر عن حبنا للجميع بكلمة شكر
وميساء أيضاً لأنها تحب الجميع فهي تتأثر لغياب الجميع فكيف لو نصيرة حبيبتها غابت
اعذروني لو كان كلامي غير موزون أو غير لائق واعتبروا ذلك لأنني أمر بحالة نفسية ما زالت سيئة ووقوفكم جميعاً مع مَنْ افتكره الله تعالى بمصيبة هي التي ستعيد لنا
أرواحنا الى أجسادنا الكل على راسي وعيني ولكن الذين كانوا منذ إنشاء هذا الموقع صعب علينا أن نفقدهم ..
... نصيرة لا تغيبي ... ميساء لا تغيبي ... أستاذة هدى لا تغيبي يكفي رشيد الذي يغيب بمزاجه ويعود بمزاجه سامحه الله
بحبكم
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]ناهد، لاتقولي قوية ولا أي شيء أنسيت أنك كنت تتخيلينني دُبَّة قبل أن تري صورتي ؟ :)
دمت بخير [/align][/cell][/table1][/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]