إلى الرجل المجهول الذي أبكى مشاعري
إلى الرجل المجهول الذي أبكى مشاعري
أحاول التقاط صورتك بكلّ الألوان ...
خَطفتني حُروفي إليكَ. فجأة ...و رقصتُ لكَ على الذكريات
حَفَظتُ سرّك وحمَلته بأعماق ..أعماقي، كنت مرآتكَ وذكرياتكَ وظمأُ روحكَ
أمرتُ كلماتي أن تُلامس حروفكَ فكنتَ لها.. الرّوح ..والنّبع
زرعتُ لكَ.. من بين.. أوراقي ...ربيعي...وأيامي
فكيف سمحتَ لنفسكَ أن أبكي ... حروفكَ ؟
ألمْ تسمع أن أحلى الغرام ..هو صمتُ العشقُ ؟
ألم تسمع بالحروف وهي تَتَسَلّلْ ..من بين الزّوايا الضَوْئيّة لتُتَرْجِم الكلمات ...؟
كان أجمل يوم في حياتي عندما كتبتَ لي أنغام حبكَ..وكتبتُ لك الأساطير.. ورقصتُ لك (رقصة عمري)
لم أحسبُ أني كنتُ أتفيأ بظلال أوهامي ...وأن عيناك تهرب من (أشواقي ...ومن يوم ميلادي)
انطلق يا مجهول.. إلى محطّات أخرى واذهب إلى كلماتها..!
لن تشعر يوماً ما أنها ستكون (ملكٌ لكَ) .. ولن تكون زهرةُ أحلامك ..
لن تسمع صدى صوتي ، وأنا أصرخُ باسمكَ... وأكتب لكَ. حروفي.. وأجعلك بطلٌ ( لرواية ألف لبلة )..
ألا تذكر كلماتي التي كنت أتثرها لحبيبة شعركَ.. ودمكَ ..و حروفك ...( ورود من السماء). ...
اليوم أبتلعُ أنفاسي ..بتنهدّاتٌ.. وخلجات ٌ..وارتعاشاتٌ.. فأكاد أقعُ من دوار رأسي
ما أبشعُ الرّيح وما أفظعُ صمتُ المشاعر
تتحرك أناملي فيهتّز الإيقاع ، ويُصرُّ المجهول على احْتراق مشاعري و مآساتي
ولكنك تتجاهلني.. وتتساقط الأفكار منك فتُفقُدني صوابي
-أتساءل.. ... بين نفسي ... ونفسي ..عن آهاتي :
هل من وسيلة ليصل إليكَ كلامي ..و أشواقي.....و هل فهمتَ يا مجهول ما ( أعني وما أعاني) ؟
إني أبكي سطوري ..فلما تظلم حروفٌ كنت بالأمس تلتقي بها كالنوارس
لما تحكم على غريبين ..يلعبان ..لعبة الكرّ والفرّ ؟
وإلى متى أيها المجهول ..سيبقى حاجِب السماء مرفوع أمام خيالك فلا أرى إلا ظلال اسمكَ
كنت ُبالأمس كتابي الذي أزْهو به أيامي ..فلما هجرت مدينة ميلادي .. (وظلل امرأة ) تملك كل الحكايا ؟
أنسيتَ أفْياء الظّلال حينما كانت على أكتاف التِّلال ..؟أنسيت شجرة الزيتون المباركة ؟
أعلم أني مازلت لك أجمل صورة ..وأنكَ ألوان الطيفُ في باديتي ..ورمال صحرائي
لذا ...ستبقى يا مجهول ذكرياتي المُفرحة ..وسأنتظر قصبدتكَ الثائرة
لقد تحوّلت بصمتكَ الظالم لاسْمٍ عابر
وعلى الرّغم من ذلك إلى أني ..أراكَ ..وأفهمكَ
فأنت أيها المجهول.. حزينٌ تبكي .. وشمسكُ تُشرق بأحلام اليقظة
كنتُ أسطورتكَ ..وكنتُ ملككَ ،.وشِعركَ..فقل لي يا مجهول مما تُعاني !
ماذا أقول وقد كنت في ذَروْة الأكْرمين ..كنتُ أضاحي الغيوم والسّحب.... فكيف أستطيع أن أقدّم للمجهول حاجتي وسعادتي
ارْفع شرفاتكَ البهيّة ..وعُدْ لأمسياتكَ واصنعْ منها ترانيمْ الفرح .. وقصائدٌ تثور لها الكلمات الساكنات
لا تحترق ألف مرة و في كل لحظة ، فتغرق في قوارير النسيان
ولا تفرّ بنبض حروفكَ من (رقصة ذكرياتي.). .. فالنّفس الشجيّة تهْفو لكَ برسائل ونغمات الغدير ،وتشدو بأحلى كلام
عجبا ً..لقلبٍ يُسافر لمدينة الشِّعر ولم يعدْ ..من أوْهامه
عجبا ...لقلبٍ يُشْعل كيانكَ.. وعجبا لقلبٍ كان بالأمس يلامس ذكرياتي وكلماتي
أُرْسل إليكَ أيها الرجل المجهول ..إشارتي وأبثّ لكَ بحزني لترتّد إلى زماني
لقد أبكيتني بظنونك وشكك ..وكتبتَ لي كلمات أبكت مشاعري... كلمات ٌ لم يكتبها لي من قبل أي رجلٌ أو شاعر
فأنا أفهمكَ وكأني عشتُ معكَ منذ سنين
لا تحاولْ فأنا اليوم أصبحتُ لك صوتُ الماضي وقلبي المجْروح يُعاني
هل تذكر عندما كنت تأتيني من كل صوْب وترْقُص معي على إيقاع ذكرياتي.. وكياني
إلى أن قرّرت أن تبتعد بظلمكَ ..حينها غسلت يا مجهول حروقي
سألوني هل أحببته وهل مازلت أهوى أحاديثه
فأدرت وجهي لأتجاهل طعم الهوى
لم يكن هروبي وزوغاني خوفا من.. إحراجي... و جوابي
ولكني كنت أتحول لفراشة ملوّنة تتحرر وتتلاشى من قيْد أشعارك
حتى خرجت باسمك من أعماق اللاوعي وطفتُ بنور كلماتي من كل الجهات
فهلاّ تبقى يا سيدي معي بكلماتك و في مسارات أحلامي .. حتى تقْطُر الحروف من محْبرتي
عجباً. .. لأناملي كيف كانت ترتعش بالأمس .. واليوم تنجلي بشمسها عن مسافات الشعراء والأدباء !
كنت أيها المجهول أكتبك بعطر ماء الورد والسماء ، لكنك هجرتَ منارتي
ألا تذكرني.. عندما سرت بحروفي يوما إليك ؟
ألا تذكر .. يوم امتدت يديْ لترتشف من نهرك ؟
ألا تذكرني حينما اخترقتَ الظلام وطرقتَ بابي فقلت لي :
أنتِ أشواقي ..وفرحتي..؟
أتذكر حين همست َلي بأنغامك من بين أوراقي التاعمة؟
أتذكر يوم أبحرتَ بطيب حروفي وارتعشتْ أطرافكَ..ولكن صوتي لم يرْتقي لأمواجكَ ؟
لقد شهقتْ روحي عندما ظلمتها .. وقلتَ أنها تتعالى و تطلّ من خلف القِمَمْ الشاهقات
كان وجهكَ بذكراكَ يملأ الساحات بألحان الشعراء ..
ولكنك اليوم أنتَ ها هنا ... (غائب حاضر باكي)
هذا هو رأيك... أعلم أنك تقطن من بين خاطرتي
فأزجر نفسك عن غيابك الحاضر...وحرر ذاتك
كفاك ظلم ...ولا تبخل علي بالرضا فأنا امرأة ترتدي الشعر
لكَ الخير يا ابن حروفي
لك المسعى النبيل
فمرحباً بك في ذكريات الأمس.... وميلادي فما أنا إلا امرأة أصافح أحلامي
أنا كالملاك الطاهر .. وكلذماتي كحرائر تنساب من بين خيام صحرائي..
فاجعل من صفحاتي فرحةٌ وسلام تضمّ بها مدى ..أيامي ..وأعوامي
أيها المجهول ,,,لا تكنْ لي الأمس الضائع ، فأنا أريد أن أتغنّى بشعرك الأعرابيّ
لما تجاهلتَ حروفي وذكرياتي وهجرتَ قلبي ؟
هؤلاء هم الشعراء يردّدون كلمات العشق ، ويرحلون لربوع وحب آخر ، ومع ذلك غناؤهم ينتشر إلى أقطار أخرى...
كنت أعشق الفراشات الملونة ..وزرقةُ السماءْ.. وثورةُ البحارْ.. وارتفاعُ الجبالْ.. ومنابعُ الحب ..والأنهارْ
لم أكنْ يوماً لحظة (عشق ) في أوراقك ... بل كنت في لحظة اختيار وامتزاج ..روح بروح .. وكلمات بحروف
تضّج المعاني والألوان وصخْب المحيطات واللّمسات فتتعدّى الحواجز والبحارْ
أيها الرجلُ المجهول ما الليل إلا دنيا من الأحلام تفعْم بالأنغام والأسحارْ
رفقاً بنفسكَ فالنفس أيها المجهول رهن وأحاسيس وأسرار ومشاعر
آه لمذاق حروفي وذكرياتي آه لشجرة العنب والزيتون
آه.. كم أثقلتني بأغلالي ..عندما أهديتك ظلال كلماتي
آه ..لنضارت حروفي.. لقد كتبت ُلك َأوتاراً .. فأنْسيتني بسْمتي ..
وتراكمت آلامي ،وماتت كلماتي حينما رحلتَ عن ودّي ودهْري
لقد أسدلتُ صفحة ظلالي وكتابي ليُهَدْهِدْ موعدي فتهفّ نفسي لحاضري
أيا مجهول كلماتي وذكرياتي لقد أهَدَيتكَ حروفي و كلماتي.. فلم يهدأ ألمي ...بل انحبسَ خافقي
هذا كياني وهذه كلماتي ...فافعل يا مجهول ما شئْت ولكن كُنْ قاضياً عادل
ولا تجعلني أعيش عمري باكية......و في دروب الشك و الظلم أعاني
إني مَللْتُ السّير في البراري فهلاّ.. تضحكْ لي وتراودني بنفسٍ جميلة وبنجوى كلماتي ...هلاّ تُطعمني الشهد ؟
أتراكَ رغم آهاتي تعود لهدْيك وتُدرك أني رقصة الذكريات ؟
لا تخفْ.. لا أريد أن أكون سلوى شعركَ وامرأة زمانكَ فأنا رقصة الذكريات .. وضبابٌ وحنينٌ لا يبينْ
أتساءل من تراني هل أنا ذروة كلماته ؟هل كنت وجوده ؟أم أنا الحياة التي ينتشي منها الشعراء عبير أملي ؟
أم أنا نبضٌ ساحر وغناءٌ يفيضُ من أفراح الأشعار ؟
لا تبالي لن أخْبر حمامتي بحكايتي سأعتزُّ بكلماتي التي كتبتها وسأرْعاها
أه ...إني سئمت ُمن ظُلم الكلمات .... لا تسألني أيها المجهول لما أكتبك
فكلماتي تقْطر رغْبة لموعدٍ مَأمول... رحماك يا إلهي لقد أوْغل المجهول في ظلمي وأبكاني
سأظلّ ألتصق بحروفكَ وستزورُ كلماتي نُظمكَ ... ......سيتخطّى قلمي حدودكَ ..سأنظر لقرصِ الشّمس في الأصيل، وأكتبُ السنون والأعوام الماضية وأجعل من قصائدكَ روضة كلماتي
أنت تعرف من تكون... فانثر من دفاتر فكرك وشعرك الظنون ... واهْتف بفرحتي ولقاءي
فأنا أَأْمُر ذكرياتكَ أن تعْدل.... فتكون لمشاعري رؤوف
نعم أعلم أنك شعلةٌ من الحروف ..فأملئ دمي بثورة تؤججها في فؤادي وفي نافذة أدبي
وإن لم يخفق لكَ حرفي ... فإني أستودعك َبكلماتي وأتطلّع إليكَ عبْر جسْر وطريق يبعث الأمل .. لأدبي.. وحروفي..
تحيتي وتقديري ....لمن يقرأ ما أنفض من كلمات
خولة الراشد
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|