* الجزء الثالث و العشرين *
[align=justify]
أريدك أنثى ,,
فصبّي شعرا بمجرى دمي
و تدفّقي دما بشراييني ....
و انتصبي كمارد بمقلتيّ
كلّما هاجمني البّكاء
كلّما هاجمتني قصيدة متمرّدة ..
فإنّني أخسر أسلحتي ..
كُلَّما أبرقْتِ كخاتمة رعدية
و لهاث حرفٍ .. طاردك بين ألف جزيرة
و جزيرة .. !!
.............أريدكِ ...
طاغية تقتلع منّي
ذلك العربيد المتنكّر بكأس فارغة
و تجتث مني جذور زير النّساء
أريدك مالكة ..
تُحطِّم سفنها حصوني
فأسلم لها علم طفولتي و أشيائي
أنبت بين أسوار أمومتها طفلا جديدا
أصبح رجلا حين تشاء و حين لا تشاء
أريدك شعرا ..
يتدفّق بعينيّ
فتسيل القصائد
كلّما شدَّتني عواصف التمرّد على دمع
أريدك رحلة بحرية
تنطلق من وريدي إلى خواتم أوردتي
و تحطّ بمرفأ قلبي يمامة غجرية
و تنحت من شِعْرِي تمثال حبّ يخلدها
إلى أزليّة بعيدة ..
حيث الملك النّسائي الجريء
يُكبِّل عنجهيتي و غطرسة الكلمات المشفّرة
أريدك ....
أنشودة عشق تدندنها اللّيالي
و يعزفها وجعي و تأوهاتي .....
أريدك أنثى ..
تحرّرني من عالم النّساء ..
من طقوسي
من أعرافي
في غير انحناءة قدّها
أريدك ..
حين يعلن الرّبيع قدومه
تشهدي .. مراسيم ربيعي
و تتفتّحي بشرفتي
أوّل وردة نيسانية
تداعبها نسمات صمتي الشّتوي ...
أريدك امرأة ..
تصارع جنون الرّجل القاهر
الذي بداخلي
فتنتصر ..
أريدك أنثى ..
تسبح خلاخلها ليلا ..
حين يرسو القمر
و تصلح من جلستها أمام وقاري
و تشحذ الحنّاء المبعثرة كنجوم في فلك كفّيها
تشهق لها الذكريات العتيقة
و نصف طفولتي .. و رجلا شبَّ برسم عشقها .....
أريدك أنثى ..
يتحدّث الكحل بعينيها
ويشتكي ..
حين تبكي رعونتها .....
أريدك كما أنت ..
ساكنتي
كما أدمنتك يوما ..
فكوني لي قمرا وشمسا ..
و نهرا جارفا و بحرا ..
كلّما أردت الإبحار ..
اختزلي النساء فيك ...
وَثِّقي قوانينك في الحبّ
ابصمي بدمي على عهد الأهوال و الأعذار الواهية
فأنا لك ....
ما دمت امرأة
ما دمت أنثى.....
بمفهوم تجهله .. كل النّساء ..
إلا أنثى بتصميم تقاسيم وجهك البربري
كما أنت ... حقيقة فارة من تاريخ همجيّتي العابرة
تطرب اللّيل بسذاجة السّهر
و بعدك .. سأمزّق كل تصاميم النّساء ..
حين كتبت عنها لأوّل مرة .. تداريت منها خلف أسوار تصميم، كنت أعددته عند نهاية طفولتي كمذكرة تخرّج، يوم أدركت أنّ زمن الطّفولة قد ولَّى و حلَّت محله سكينة رجل للتّو عاصر الحياة .. للتّو توضّأ من ماء المطر ..شعرا تقفز بين وديانه و خلجانه حوريات فاتنات .. للتّو تعلَّم كيف يعقد ربطة عنقه بإتقان فنان .. كيف يسكب ذاكرته في فنجان قهوته الصباحية و كيف يذيبها كقطعة سكّر في قعر فنجان صفحاته .. كلّ مساء .. و كيف ينام ملء جفنيه سكينة .. تلت عاصفة شعرية فجّرتها ماردة انتحرت من فوق جبل أمنياته على مرأى من العالم،
[/align]