التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,752
عدد  مرات الظهور : 163,624,083

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 03 / 2012, 36 : 02 AM   رقم المشاركة : [91]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

...وتستمرّ رحلتي .. مازلتُ أعشق السفر كنورس ابتعدتْ عنه الموانئ والسفن!!! استمري..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 03 / 2012, 46 : 02 AM   رقم المشاركة : [92]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
...وتستمرّ رحلتي .. مازلتُ أعشق السفر كنورس ابتعدتْ عنه الموانئ والسفن!!! استمري..

...................
يسرني أنك اخترت السفر عبر بحر صغير هو صفحتي هذه ..
ممتنة أبتي الفاضل ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 03 / 2012, 38 : 11 PM   رقم المشاركة : [93]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الرابع و العشرون *



[align=justify]... حين كتبت عنها .. تصلّبت ملامحي فجأة و كأنّه إعلان وفاة، كأنّني أقول لها و أنا أكفِّنُ قصيدتها بصفحة بيضاء أخرى، علّني أميتها خنقا :
لا تغتر يا امرأة .. و لا تلبسي ثوب حداد .. فإنّني أولد بعد كل قصيدة .. متُّ على أعقابها، رجلا آخر يتوق لأنثى تملأ فراغ قصيدة جديدة .. فالنّساء عندي قصائد تمجّد شهرتي ..
و أيّ التفاتة نحو صفحة قديمة، قد تدفعني للانتحار من أعلى برج تسلّقته لأفوز بِرِهَانٍ جديد .. عقدته و أنا أفضح تفاصيل آخر قصّة حبّ عشت فصولها الخريفية المزمنة .. و كأنَّ الخريف تلبَّسني لحظة شرود .. و أملى شروط عاصفة شعرية اجتثت معها ذاكرة أشهرت إفلاسها ..
لكلّ أنثى فراغها المحجوز لها مسبقا .. و لكلّ حرف أبجدي، في لغتي الشّعرية نصيبه من أسماء النّساء .. يحفر بنفس العمق و يندثر أيضا بنفس الطرق الفنّية للاندثار العصري ..
......
كنت بحاجة لأن أكذب .. حتّى أنتزعها من بئر سحيق حفره غرورها الأحمق بأعماقي .. و كنت رجلا لا يقرّ بالهزيمة .. و لا يؤمن بصمود أنثى ..
كنت أهتم بها يوما عن يوم .. و ساعة عن ساعة .. و كلّ ثانية لا يلتفت شَعرها و لا يتحرّك بقوّة رياح إعصار .. إنذارا بملامح مشغولة تختفي خلف خصلاته و تطلّ من نوافذها الموصدة بإحكام شديد ..
امرأة تختلف بقلبها المريض و قدِّها الرّشيق جدا .. و كأنّه عود كبريت يوشك أن يفقد صلاحيّته في الاشتعال .. بسبب وقوفه الطويل أمام فصل شتاء طال على غير عادته ..
لكنّها كانت بقوة زلزال يضرب بقوة، حيث ما ظهرت على سقيفتي انهارت أمام سطوتها .. و أصابتني منها لعنات سقوطها المجنون .. تجرح ذاكرتي و تنزف ذكرياتي أمامها، لتفضح توجّهي .. و كأنّها بأنانيّتها القاتلة، ترفض أن تساومها امرأة أخرى في حكمها الدّكتاتوري .. ترفض أن تنافسها قصيدة أخرى .. ترفض أن تنحطّ على جسدي .. غير انتكاستها و لعنات زكام جاء حادا من فرط البكاء .. و الهطول اللّاموسمي لقصيدة ثلجية .. !
حدث أن قال لي عزيز في أمسية ماطرة، باهضة .. إذا ما انحنت تخاطب أنثى :
لا تُقلِّب مواجعك يوما على كفّ امرأة، فإنَّها ستصفعك بها .. كلَّما تماديت في إصلاح آهاتك كي تؤلمها بها .. المرأة يا صديقي لا تحتمل رجلا فقد رجولته على صفحات كتاب و اندثر بين طيَّاته يبحث عن مأوى .. خوفا من الشّتاء الّذي سيحلّ قريبا .. بواجهة رجالية جديدة .. يبحث عن مخرج تقلّ على فوهته الصّخور المعتّمة .. و الحمم المشحونة بغيرة جريئة .. رجل خرَّ ميتا بتسليمه مفاتيح شجنه .. يحدث أن تضغط على أحد أزراره إذا واتتها الفرصة، كلَّما شعرت بحاجتها للانتصار على رجل .. تماما كجهاز للتّحكّم عن بعد ..
ألذلك كنت قاسيا معها .. ؟ و في الحكم عليها منذ البداية .. لمّا استشعرت ضعفي أمام ظلِّها الجبَّار و كأنِّي أختفي من ضعفي داخل عباءة رجل حقير ..
أعلم أنّها بادلتني شعوري يوما .. و لو بالتفاتة قلب بريئة .. لكنَّها مع ذلك احتفظت بشعلة كبرياء، كانت قادرة أن تحرق مدينة بأكملها و تشعلني أنا كي تكمل سلسلة حرائقها المدَّمرة .. ثم تنطفئ هي .. على ولّاعتي لتضع حدا لكلّ الاشتعالات .. بينما أنا أنكفُّ ألملم شيئا من رمادي، داخل قارورة فارغة لعطر نسائي .. علَّه يجنِّبني انهيارا رجاليا .. علَّه يستجمع ذاته بقوى العطور الخارقة .. علَّه يُعلَّمني، بعد قرن من تجارب الحبّ الفاشلة .. كيف أتعامل مع امرأة تجيد ترميز مشاعرها و تشفير عواطفها .. كلَّما غيَّر الشّتاء واجهة المطر إلى زجاج فاضح .. كلّما تسكَّع الخريف خارج فستانها الأسود و تلاعب ببعض الأزرار الملوّنة .. تشيح عنه و كأنّها تغيِّر اتجاهات الرّياح .. حتّى يتيه بين عواصفه الأربعة ..
كان ما بيننا عالم كبرياء جديد تفصله حدود مائية و برّية و منحدرات شديدة الوطأة و غيوم جفاء .. كانت تفصلني عنها رواسب أجيال من حقد أنثوي خاص .. كانت تفصلني عنها ذاكرة محذوفة المقاطع ..
كنت أبصر في عينيها .. طوائف من مشاعر متباينة، متناحرة مستباحة للاختلاس .. لكنّها مع ذلك كانت امٍرأة بملامح عنكبوتية .. لها صلة سرّية بخيوط الصباح الآسر، الّتي ترسمها بتأنٍ شديد .. حتى أكاد ألمسها لولا انكسارات الشّمس المتتالية على الحيطان .. و كأنَّها تواطأت معها كي تصيبني بالجنون .. ثمّ تتفرَّغ لتحيك من الخيوط المتشابكة، معطفا صوفيا تخفي تحته اشتياقها و لهفتها دون الحاجة لفكّ التّشابك .. !!! و لا لتحرير العُقَد ..



[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2012, 03 : 12 AM   رقم المشاركة : [94]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

((( كيف أتعامل مع امرأة تجيد ترميز مشاعرها و تشفير عواطفها؟؟ )))
لذلك سأواصل رحلتي لاكتشاف تلك الأسرار كلها..استمري..

توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2012, 12 : 12 AM   رقم المشاركة : [95]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
((( كيف أتعامل مع امرأة تجيد ترميز مشاعرها و تشفير عواطفها؟؟ )))
لذلك سأواصل رحلتي لاكتشاف تلك الأسرار كلها..استمري..


......................................

تعلم أستاذي و أبتي الفاضل ..
قريبا ستنتهي الأجزاء التي أتممتها ..
لا زلت لحدّ الساعة حائرة في النهاية رغم أنّ لي رؤيا ضبابية .. لم تتضح بعد ..
قد يكون من الجنون أن ينشر أحد شيئا لم يكتمل بعد .. لكني مع هذا استمتعت جدا بتواجدي في هذه الصفحة الدافئة ..
رغم انّها لم تلقى من الاهتمام الشيء الكثير .. صدقني لولاك لما أكملت المسير .. وحده تواجدك أشعرني برغبة المواصلة ..
لذلك .. شكرا أبتي من أعماق قلبي و روحي ..
مودتي و تقديري ...
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2012, 11 : 01 AM   رقم المشاركة : [96]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

... عندما يفرغ الأحبة من إضاءة جوانب من شخصية الراحل طلعت ـ رحمه الله ـ سيعودون إلى نشاطاتهم المختلفة..سيقرأ كل واحد منهم ما فاته من مواضيع..وستحظى روايتك بالقراءة والنقد والدراسة..هذا على الأقل رأيي الآن..وقد أكون مخطئا..لكن اعلمي أنني سأعيد قراءتها مرات ومرات وسأكتب حولها دراسة أدبية نقدية...فقط استمري وإن لم يقرأها أحد ...مودتي...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 03 / 2012, 22 : 02 AM   رقم المشاركة : [97]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
... عندما يفرغ الأحبة من إضاءة جوانب من شخصية الراحل طلعت ـ رحمه الله ـ سيعودون إلى نشاطاتهم المختلفة..سيقرأ كل واحد منهم ما فاته من مواضيع..وستحظى روايتك بالقراءة والنقد والدراسة..هذا على الأقل رأيي الآن..وقد أكون مخطئا..لكن اعلمي أنني سأعيد قراءتها مرات ومرات وسأكتب حولها دراسة أدبية نقدية...فقط استمري وإن لم يقرأها أحد ...مودتي...

..................
أبتي ...
فخر لي تواجدك .. و قمّة الاعتزاز شهادتك ..
سأحاول أن تكون الرواية أقوى في اجزائها التي لم تكتمل بعد ..
يشرفني أن تحظى خربشاتي بدراسة من قامة مثلك ..
و تذكّر أني قلت لك منذ البداية انت صاحبها .. أتمنى فقط أن تكون في مستوى تطلعاتك ..
و أكون أنا كذلك ..
امتناني و شكري العميق ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 03 / 2012, 09 : 12 AM   رقم المشاركة : [98]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الخامس و العشرون *



[align=justify]... فرض حصار شديد على غزّة .. في يوم عاصف من أيّام اتحاد تاريخي للفصول الأربعة على وقع الصّمت العربي .. في 2007، سنة بانتكاسات متتالية و كأنّها كانت تمارس حقّها المشروع في اهتزازات جانبية تماما كما هي الشّرعية الزلزالية .. تصبّبت فيها لعنات الموت من سماء سجنتها صواريخ الدمار على جسد العروبة .. حتى وصلت ذروتها .. على إثر الأزمة الخانقة تضاءلت الكهرباء .. فصل السّلك المحجوز للتصنّت السرّي عن صاعقة الكهرباء الّتي كانت كفيلة بإشعال المخابرات القّارية لأكثر من خمسين ألف سنة .. هي عمر الفاجعة الكونية .. الحصار كان له طعم المنافي .. الاغتراب تحت راية الوطن حيث لا ملجأ إلا لاسم حافظ على حروفه متقدة .. الحصار كان قاتلا، بسياجه المرسوم بسذاجةٍ شقراء .. كما لو أنّه استعار شيئا من شمس فُجِعَت إطلالتها على ضواحي فجر مسلوب الإرادة .. حتّى البحر مارس أرستقراطيته على شعب تفطّن أخيرا للفوارق الشّعرية بينه و بين المدّ و الجزر بسلطانهما الّذي لا يقهر ..
يحدث أن يولد على ضفاف قصيدة .. حبٌّ وطني بغمازة أنثوية ساحرة و قد يُجْهَض حلم أسطوري على خلفية نزيف قاتل .. مشبوب بفطنة معتمدة الأوراق الدبلوماسية ..
كان الحصار شبيها تماما بقطعة شمس ولودة .. سجنت بين أسوار علبة ليلية فخمة و كانت النتيجة .. أن مات كلّ أمل في إنجاب شموس أخرى، قد تغطّي العجز العربي في حاجته للنّور .. حتّى يرى مسالكه نحو غد جميل .. تلك الفجوات التي كانت تطرقها الطيور المهاجرة كلّما شابها الحنين لغزو طقوس خريفية أنانية .. تدارت خلف رهبة مهجورة .. و كأنّ الدبلوماسية لا ترضى بمراوغات ما وراء الطبيعة .. ذلك أنّ الأنفاق .. سريّةٌ .. لا يجوز هتك عرضها .. بتجاوزات ليلية مربِكة .. مشكوك في انتمائها السّياسي .. حتى و إن كانت الحياة ثمنا جريئا .. لقطعة رغيف مخبّأة .. و فوضى حواس ..
حتّى الجسر الوحيد .. الّذي قد يوصل طفل بزجاجة حليب و قطعة رغيف تعوّضه عن تلك الّتي تلفت حوافها .. على إثر قصف شديد الوطأة و تداخلت محتوياتها بعربدة دماء .. على الضّفة الأخرى ، كسر .. ما بين الضّفّتين .. كما كسرت يوما لعبته المفضّلة و تبعثرت شظاياها بين زوايا الحصار .. كلّ زاوية تُرى مسافاتها الحسيّة المشفّرة بهواجس النّهاية الأبديّة .. و الدّمار .. حتّى الدّمار لا يمكننا لمّ شمله، محاولة لعناق أخير .. لا يمكننا إلصاقه بغراء أحلامنا الّذي استباحها الموت أيضا، فكانت الفاجعة أكبر .. و أرسخ بذاكرة شاذة تترصّد كلّ شيء مهول و عاصف كرحلة موت إرادية ..
موت .. و موت .. و موت ..
الحصار على غزّة .. تجاوز الحدود، في انطلاقة شعرية خارقة .. عابرا كلّ الاحتمالات و التّداعيات و التظاهرات و الخوارق و رحلة جنون فاقت المستحيل في تواريخها .. كلّ تاريخ يحمل ذكرى استشهاد .. حتى أصبحت السنة مدينة لما بعدها بتواريخ جديدة .. لا تمتّ للأرقام و لا للشهور بصلّة .. غير أنّها حُمِلَتْ فوق الأجساد لصيقة بجثة شهيد .. الحصار عَبَرَ متاهات الجنون .. ليصلني على بعد خافقة برق تلبّسته السّماء فجأة و كأنّ شظايا الزّجاج الّذي كسرته ابنة شقيقتي " أمال" ذات الأربع سنوات، الّتي زارتني رفقة والديها إثر تعرّضها لحادث عشوائي من حوادث الطفولة .. قصد إجراء أشعة على الدّماغ .... يعتقد أنّ هناك نزيف داخلي .. كان له منطق غريب .. و كأنَّ الزّجاج نفق سرّي معتمد لإيصال رسالة مشفّرة بين مجموعة أطفال .. ناقل للكهرباء على بعد قرن من الزّمن .. و هو أيضا على بعد همسة .. شعرت أنّها تلقّت برقية ممضية بقلم دموي مجهول .. تلك الرّسالة فجّرت جنونها على جسد أمال .. فجأة .. و كأنّه نداء استغاثة .. فكان أن نزفت طويلا ..
تلك الطفلة .. الأنثى .. الّتي تجاوزت المفاهيم عندها المستحيل .. لتصلّ حدّ الصمت .. و الإيماءات المبهمة .. كانت تواسيني لمجرّد أنّها كانت طفلة .. و تفهمني لمجرّد أنها تنتمي لجنس النّساء .. صمتها كان يشعل رغبتي في الشّرود .. ابتساماتها كانت تنفضني كسيجارة مميتة، توّد إزهاق شرعية السّموم بداخلها .. لتبقى فقط الورقة البيضاء الّتي تلفّها .. تصلح لأن تكون افتتاحية لقصيدة جديدة ..
أمال شرّعتها السّماء لتكون امتدادا لروحي .. تداخلني متّى شاءت بتمتمات الطفولة المبهمة .. تسكنني برغبة مجنونة في الصراخ ليلا .. حيث لا يسمعني غيرها .. ذلك الصّراخ الّذي يمتزج أحيانا ببكائها .. كان يصلح لأن يتبنّاه رعد برّي .. من ذلك الّذي يهوى التسكّع فجرا و النّاس نيام .. تمهيدا لشروق آسر ..
تلك الطفلة الّتي أحببتها حدّ التبنّي الرّوحي لها .. ولدت يوما و أنا أحرّف مشاعري فكانت أن أمسكتها بين كفيها الصغيرتين و أعادت تشكيلها على مقاسها .. تلك أولى اللّحظات الّتي حملت فيها طفلا رضيعا لم يمضي على ميلاده إلّا مجرّد ثوانٍ .. ذلك الميلاد كان محذوفا من عمر الشجن ..
لذلك حين نزفت فجأة و سقطت شعرت أنّ الثواني المحذوفة تضاعفت آلاف المرات حتّى غطت عمري بكامله .. و أعادتني طفلا يبحث بين الأجساد الممتلئة عن شبيهة أمه ..
أمال بقيت بالعناية المركّزة لأكثر من أسبوعين .. بعدها رحلت تاركة خلفها طفلا و رجلا .. طفلا يحنّ لرفيقة طفولته التي تعلّم معها، كيف يغازل الدّمى في حضورها ثم بعدها يلثم يدها في اعتذار طويل .. و رجلا يبحث خلف ثوب مزركش لطفلة .. في يوم عيد ميلادها عن عطر نسائي خلّفه مرور أنثى بمحاذاة طفولتها و هي تطفئ شمعتها الأولى ..
[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 03 / 2012, 10 : 02 AM   رقم المشاركة : [99]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

لا أجد أصدق من هذه العبارة للرد : (((تلك الطفلة الّتي أحببتها حدّ التبنّي الرّوحي لها ..)))
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 03 / 2012, 20 : 02 AM   رقم المشاركة : [100]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
لا أجد أصدق من هذه العبارة للرد : (((تلك الطفلة الّتي أحببتها حدّ التبنّي الرّوحي لها ..)))

.........................
و أنا الآن قرأتها من وجهة نظرك أبتي الغالي ..
نسيت أنّها كانت جزءا من روايتي .. و اكتفيت بأّنك قائلها ..
لذلك كانت كافية جدا ..
شكرا .. و ألف ألف ألف شكرا ..
لأنّك كنت هنا بحسّ الأبوة الصادقة ..
مودتي ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنثى, إحسان, تصاميم, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أنثى .. عادل ابوعمر بسـتان الشــعر 12 30 / 11 / 2022 51 : 01 AM
"صمت الصحراء " رواية رومانسية في أربعة أجزاء فاطمة يوسف عبد الرحيم الرواية 8 10 / 01 / 2014 15 : 10 PM
أحزان أمتي زينب القرقوري الشعر المنثور 3 10 / 04 / 2011 21 : 12 PM


الساعة الآن 46 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|