أحبائي حبيباتي يا من إلى طلعت تحن قلوبكم وإليه تهفو أرواحكم
حينما استحضر ذكرى الغالي طلعت أول ما يلفتني هو طلعت الإنسان فمن الإنسان ينبثق كل شيء...
ليس كل الناس يملكون مقومات الإنسانية وليس كل الناس يأبهون لغيرهم ويقدمونهم على أنفسهم، ليس الكل يملك هذا الكرم...
لان طلعت كان إنسانا بحق، فقد استطاع أن يبلغنا صدق كلماته في أشعاره وخواطره ولأنه كان إنسانا بحق فلقد كان يشعر بكل واحد من أصدقائه ويحاول لملمة جراحه ويدفن وراء ابتسامته الدافئة جرحا اكبر من جرح الجميع
ذلك الجرح الذي يعود ليطفو من جديد كلما حمل القلم حتى وإن كان ما يكتبه غزلا، فغزله يرقى إلى ابعد من أوصاف الجسد
في غزله، وطن والوطن آم و الأم حياة...
أمس كنت أفكر في كوننا من مواليد نفس الشهر وبعد أيام قليلة تحل ذكرى مولدي وتذكرت أني لما كنت صغيرة كانت أول هدية تلقيتها كتبا من أبي وبقيت أتلقى كتبا في عيد ميلادي لسنين طويلة، وتذكرت أن آخر كتب تلقيتها كانت من الغالي طلعت لم تكن بمناسبة ميلادي ولكنها كانت في رمضان الكريم، ذلك الشهر المبارك الذي حمل لنا فرحته كما العادة ولكنه ومع كتب وصلتني من العزيز طلعت حمل لي وداعا أيضا
بل وكأنه يأبى أن يودعنا فما حصلت عليه كان هدية تجعله أبديا في ذاكرتي كما هو كذلك في ذاكرة كل من يعرفونه
كل عام وأنت في الجنة وكل عام وأنت منغمس في نعيمها