التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,756
عدد  مرات الظهور : 163,644,333

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 04 / 2012, 41 : 11 PM   رقم المشاركة : [121]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الثلاثون *



[align=justify]... نقطة التقاء بيننا للتوّ اندثرت .. انتقاما من شجرة موسمية خائنة، داعبتهما حين كانا جالسين تحتها و كأنّ الشّجر أيضا يرفض الخيانة .. تلك السّيجارة اللّعينة الّتي رفضت الاستكانة بين شفتيّ .. و علبة الكبريت الّتي أخفيتها في سترتي منذ المساء و شرارة حاقدة توارت خلفهما .. فكانت الكارثة .. أحرقتُ شجرتي، و افتعلتُ قسوة شتوية كي أداري عنّي ألمين .. أحرقتها لأنّي كنت أريد أن ألقّنها ( هي ) تفاصيل الاحتراق و لو على بُعْدٍ زمني موثوق .. !! هو الفاصل بينها و بين قصيدتها المنثورة كزجاج بأعماقي .. تلك المسافة الّتي قضيتُ عمرا بحاله كي أقطعها .. مَزَّقَتْها في ثانية لعينة و بَعْثَرَتْها .. فكان صعبا لملمة حروفها الجارحة .
كانت قصيدة .. و عمر القصائد قصير جدا، يساوي الشّرعية الّتي تكتسبها ورقة بيضاء حين تتنصّل من دفتر مهجور .. كي ترتبك و هي تؤبّن امرأة داستها قاطرة النّسيان .. و لأنّ التأبين حفل متستّر بثياب حداد .. امرأة تختلف في طريقة موتها عن مجرّد العبور .. فوق سطر مسموم فماتت صدفة ( ككلمة )، موت يشبه الانتحار الصّامت .. بين ثانيتين .. الأولى هي عمر الحبّ المزعوم و ثانية هي فاجعة الانتحار كنتيجة لكلّ شيء مزعوم .. ! امرأة تتقن التلصّص على السّطور فتردعها عن قتلها .. لأطول وقت ممكن .. و لأكبر عدد من السّطور، حتىّ تقع ضحيّة لمكيدة سطرية من تلك الّتي يتبنّاها رجل شرقي .. بكلّ تفاصيلها، يرهن كلّ أناقته الرّوحية و الجسدية في سبيل دحض الزّيف عنها فتستسلم مقهورة .. بعدها تفقد الورقة شرعيّتها فجأة، أمام تعديل طفيف لمراسم الاعتماد .. لتستلقي منهكة تراجع هفوات القلم المتمرّد .. ثم تنتحر حرقا ..
حتّى الأوراق لها ميولها السّياسية أيضا .. !
كنت أجلس وحيدا تحت هيكل شجرة الزّيتون المحترقة .. و قد خفت عنها نورها و تداعت أغصانها ورسمت على حدود وجهي و على سترتي خطوطا سوداء تعكس تفحّمها .. تزامنا مع تفحّم أوراق امرأة .. أسكنتها قصري، يوم طردت أشباح نساء أخريات، و أشباه أنثاي المجهولة و وثّقتها في أوراقي الدّبلوماسية ببصمة أصبع متعجرفة .. فكان أن نقلت إليها عدوى التّعجرف ..
حتّى الشّمس اشمأزّت من منظرها المريع .. فرفضت في كبرياء أنثى .. أن تداعب شقوقها و تطلع من خلف الجبال راقصة متمايلة على أغصانها ..
شجرتي كانت تحفظ تاريخا بحاله و تشهد تفاصيل حياة و ممات و قرونا من أحاديث سمر، لا زالت تحمل بين ضلوعها ملايين البصمات من عهد ثورة التحرير .. كأنّها هواية جمع البصمات، بعضها مشبوه بخيانة وطن .. أيام كان المجاهدون يمرّون بها و يخطّطون تحتها و يعجنون خلفها و بين الأحراش .. خبزا يبقيهم على قيد الحياة ... و أيام جدّتي و العزف على النّاي و الدّف و الأعراس و الخيول .. و أيام الوشم المشهور المرسوم ببراعة أنثى .. تنتمي لجيل اندثرت آثاره، على الذّقن و على الجبين و على أطراف الأصابع و على المعصم .. أيام موضة تعصيب الرّأس و الحناء .. أيام الحشمة و الرّجولة المضاعفة ..
تلك الشّجرة المنتحرة، المقتولة .. ! تبنّت جيلا من خِراف، عُلّقت عليها في مناسبات كثيرة أهمها حفلات الزّفاف و الموت .. و الآن تصرّ على الرّحيل قبل أن تشهد مراسيم زفافي .. بل تصرّ على تأبين كلّ أنثى تجاهلت ثقافة الأوراق المتساقطة و تشبّثت فوق جذعها امتدادا لها، بأعماقي .. امرأة كانت تدرك أنّ الشّجر قضيّة وطن تلبّستني حتّى الموت .. فكان أن اصطنعت لنفسها أغصانا أحاطتني بها و علّقت راياتها العربية فوق كلّ غصن .. حتّى صارت خارطة موحّدة .. هزمت في لحظة أنوثة، كلّ الاضطرابات و كلّ الانتكاسات و حطّمت كلّ الحواجز المفضوحة منذ قرون فوق صفحات المساء الباهتة .. امرأة ذكية حدّ المستحيل، الّتي استغلّت حمق الشّجرة لتثبّت نفسها و بعمق ساحق بين آهاتي و تزامنا مع وجع مكرّر حدّ الصداع .. و لأنّها أذكى و أذكى، استغلّت وطنيّتي لتلبسني وطنا جديدا كنت بحاجة لرسم حدوده كي أتناسى جرح العروبة .. و لأنّها أنثى بمفاهيم عديدة، دفعتني لأن أتحرّش بشجرة و أحرقها ثم أدّعي فيما بعد أنّها انتحرت قبل أن يقتلها حبّ امرأة غيرها .. أشرس أنواع الموت .. ثمّ لأصبّ نزوات غيرتي على جذعها النابذ للخيانة .. تكرارا لمأساة جسّدتها المدينة ..
أحقا تغار من امرأة قلَّدْتُها ذات مساء شاعريّ تاج مملكتي .. ؟ فقرَّرَتْ ( برغبتي ) الانتقام منها و لو بحرق ذكراها و ملامحها المرسومة بشوقي ثمّ بحرقتي، فوق جذعها .. و محو آثار الحبر العالق منذ سنين، حين أضعْتُ مخبأ رمزي المدفون لتصاميم أنثاي، و وجدته على حين غفلة بين أشيائها .. فأضاعته بسذاجتها .. و دوّنت بعده شيئا مزيّفا لا يمتّ للرّموز بصلة غير أنّه شيء مشفّر .. ذلك آخر نَفَسٍ لحبر صُدِمَ على إثر حماقتها .. رغم أنّها أذكى أنثى سارت على شفرة شرقيّتي و لم تمزّق حدّتها شيئا من قدميها الحافيتين .. سارت محمومة بين تنهيداتي المتتالية دون أن تشتعل حمّتها بضعف الدّرجات فتحترق .. سارت تضافرا مع قلمي، حين كنت أجهده و أجبره على الكتابة لها و عنها .. نكاية في صورتها الممزّقة ( كخريف أنثوي ) فوق رصيف مكسور ..
انتقم الكلّ منّي، يوم أعلنت أمام الجبال حبّها و أشهدت شجرة الزّيتون على عهد كنت سأطلب منها توقيعه يوما و لو بطريقة خداع للبصمات .. بطريقة تزوير توقيع عاشق .. يومها كنت سأنسبه لها .. و أعلن للتاريخ أنّها وطن يصلح لأن تتصدّره الصّحف و المجلّات كعنوان لعنفوان جديد .. !! لكنّي أدركت أنّ التّاريخ رجل منافق يتصالح مع كلّ الأجيال و يتبنّى كلّ الأوطان .. فقط حتّى يملأ صفحاته .. ثمّ يخذلها فيما بعد، بأن يقلب الصفحات .. و يدوّنها كمرجع لزمن مضى .. لا يصلح إلّا للتّطفّل لما بين الحقبات التاريخية المعتمدة ..
لذلك حذفتها حرقا من تاريخي .. !!
[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2012, 42 : 01 AM   رقم المشاركة : [122]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

مع مؤانسة الرائع رأفت يستمر الإبداع بأكثر ألق..شكرا لهكذا مواصلة!!!
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2012, 53 : 02 AM   رقم المشاركة : [123]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
مع مؤانسة الرائع رأفت يستمر الإبداع بأكثر ألق..شكرا لهكذا مواصلة!!!

..........................
المواصلة لها طعم خاص مع هكذا حضور .. كلّ شيء يصبح جميلا ..
شكرا أبتي لأنك هنا ..
تقديري العميق و امتناني ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2012, 34 : 10 PM   رقم المشاركة : [124]
جورج اسكندر
كاتب نور أدبي
 




جورج اسكندر is on a distinguished road

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

رائع آنستي أتابعك بشغف
جورج اسكندر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2012, 54 : 10 PM   رقم المشاركة : [125]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جورج اسكندر
رائع آنستي أتابعك بشغف

................
شكرا سيدي الفاضل ..
قراءتك شرف لي ..
فائق تقديري ...
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2012, 48 : 02 AM   رقم المشاركة : [126]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

وجدت نفسي في هذا الجزء الأخير وكأني اطوي مساحات من الزمن و تصعد بي الكلمات نحو ارتقاء فوق ارتقاء


" عمر القصائد قصير جدا، يساوي الشّرعية الّتي تكتسبها ورقة بيضاء حين تتنصّل من دفتر مهجور .. كي ترتبك و هي تؤبّن امرأة داستها قاطرة النّسيان "

هذه فلسفة يا شهد .
" شجرتي كانت تحفظ تاريخا بحاله و تشهد تفاصيل حياة و ممات و قرونا من أحاديث سمر، لا زالت تحمل بين ضلوعها ملايين البصمات من عهد ثورة التحرير .. كأنّها هواية جمع البصمات، بعضها مشبوه بخيانة وطن .. أيام كان المجاهدون يمرّون بها و يخطّطون تحتها و يعجنون خلفها و بين الأحراش .. خبزا يبقيهم على قيد الحياة ... و أيام جدّتي و العزف على النّاي و الدّف و الأعراس و الخيول .. و أيام الوشم المشهور المرسوم ببراعة أنثى .. تنتمي لجيل اندثرت آثاره، على الذّقن و على الجبين و على أطراف الأصابع و على المعصم .. أيام موضة تعصيب الرّأس و الحناء .. أيام الحشمة و الرّجولة المضاعفة .. "

وهذه حكمة وثقافة لا يفقهها من عاش " بين الحفر " ولم يتعلم الاطلاع على التاريخ والأصالة .

تحية الصباح ألقيها عليك يا ممتلئة نعمة برضى الرب
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 04 / 2012, 47 : 09 PM   رقم المشاركة : [127]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي
وجدت نفسي في هذا الجزء الأخير وكأني اطوي مساحات من الزمن و تصعد بي الكلمات نحو ارتقاء فوق ارتقاء


" عمر القصائد قصير جدا، يساوي الشّرعية الّتي تكتسبها ورقة بيضاء حين تتنصّل من دفتر مهجور .. كي ترتبك و هي تؤبّن امرأة داستها قاطرة النّسيان "

هذه فلسفة يا شهد .
" شجرتي كانت تحفظ تاريخا بحاله و تشهد تفاصيل حياة و ممات و قرونا من أحاديث سمر، لا زالت تحمل بين ضلوعها ملايين البصمات من عهد ثورة التحرير .. كأنّها هواية جمع البصمات، بعضها مشبوه بخيانة وطن .. أيام كان المجاهدون يمرّون بها و يخطّطون تحتها و يعجنون خلفها و بين الأحراش .. خبزا يبقيهم على قيد الحياة ... و أيام جدّتي و العزف على النّاي و الدّف و الأعراس و الخيول .. و أيام الوشم المشهور المرسوم ببراعة أنثى .. تنتمي لجيل اندثرت آثاره، على الذّقن و على الجبين و على أطراف الأصابع و على المعصم .. أيام موضة تعصيب الرّأس و الحناء .. أيام الحشمة و الرّجولة المضاعفة .. "

وهذه حكمة وثقافة لا يفقهها من عاش " بين الحفر " ولم يتعلم الاطلاع على التاريخ والأصالة .

تحية الصباح ألقيها عليك يا ممتلئة نعمة برضى الرب

...................
أن أجد توقيعك يزيّن متصفحي و بمثل كلّ هذه الرّوعة و السّحر .. فذلك يفوق الحلم بكثير ..
أستاذي الفاضل رأفت .. سعدت بزيارتك الثانية .. و بكلماتك الدافئة ..
شكرا من أعماقي ... شكرا
فائق تقديري و احترامي لشخصك النبيل ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 04 / 2012, 37 : 11 PM   رقم المشاركة : [128]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الواحد و الثلاثون *



.... كنت أفكر " قبل ذلك" أن أطلب منها الزّواج ... !!
أحقا كنت سأفعل ذلك ... ؟ .. كيف لم يخطر ببالي " مصادفة " ..؟ كتلك الّتي تفقدّها طيشي تلك الثّانية .. و كأنّه مع ميلاد الجرح تُجهض الأحلام البريئة، تلك الّتي تخفّت كي لا يكيد بها الجنون .. و تقتلها الحقائق التّاريخية من عمق ألمي .. بصدفة غريبة .. أبدا ما كانت لتحدث لو لم أقرّر النّسيان .. تلك هي الحقيقة .. بل كلّ الحقيقة .. !!
هل هي تداعيات ذكرى لوّحت فجأة من بعيد .. ؟ و حتّى تجد لنفسها العذر، لتفنّد مزاعم رجولتي أمام قسوة أنوثتها .. اتّكأت على مطلع جرحي كي تشرق هي .. ذكرى تشبه أنثى في جبروتها .. استنطقت نقطة ضعفي ببراعة، ثم صبّت فوقها قطرتيْ حبر استكمالا لحتمية الاستمرار .. و انصرفت .. و تركتني فيما بعد شريدا بين ( قوسين ) .. و بين جسدين تفصلهما مزاعم رئاسية، على حدود الرّسم المختلف ..
أم هي مجرّد تطاول على ماضٍ .. ؟ كان يحمل رسمها و شيئا منّي .. بل منّا .. كان أقسى منها .. لدرجة الامتداد الزّمني بينهما حتى تواصلا و انفجرا متخاصمين على صدري .. مجرّد الذّكرى جعلتني أفكّر في نحر خاطرتي قبل أن أألف تواجدها بين طقوس الارتياب الّتي كنت أمارسها يوميا و منذ أكثر من عشر سنوات .. و كأنّي خفت أن يُشْهِر الألم سلاحه في وجهي من جديد .. ليعيد فتح الدّفاتر القديمة و يعانقها .. كقصيدة رثاء جميلة .. ! يحدث أن أدوّنها رغما عنّي .. فوق تقاسيم وجهي .. ثمّ يربت على كتفيّ بحنان مريب، قبل أن يدسّ سمّه و يرفع رشّاشه ليفرغه على جسدي و أنا في استسلام تام ... و كأنّي في ساعة قيلولة ربيعية جميلة ..
كانت أحجية .. أجل، كانت أحجية .. اختتمتها شرعيّة الاحزان .. بعلامة استفهام ضخمة بحجم الظِّلال ساعة الغروب .. يومها ارتَسَمَتْ هي فوق كلّ الظِّلال، كي تجسّد شرعيّتها كأنثى افتتحت تاريخا بلقطة واحدة .. !! ثمّ أقْفَلَتْهُ على تاريخ يصادف جرحا قديما .. تنبّهتُ له فجأة و أنا أحاور طفلا صغيرا كان يلعب بالتّراب .. ثمّ بعدها بفارق طفولة بائسة بحثْتُ عنه بين التّواريخ الّتي تحمل لعنات شريط أحمر منذ أزّل الجّراح .. فلم أجده إلّا هو .. !! و صورة قديمة لطفل مفقود .. و شبه أنثى ..
مارلين مونرو المرأة السّعيدة .. بتلفيق قدر .. الأسطورة السّينمائية و التّاريخية الّتي استعملت يوما كمحفّز للجيوش، حين رُشّحت لتقدّم عروضها أمامهم .. كمثال لامرأة جميلة تطيح بعالم بحاله .. و كانوا في أشدّ حالات الملل و الضّجر و الارتباك النّفسي .. أن تعرض ( أنثى ) توافرت فيها كلّ المواصفات .. لتكون أنثى .. باذخة الجمال و السّحر و الإغراء .. على جنود يتربّص بهم الموت و الحنين .. فذلك أشهى حالات الانتحار و الموت .. على فرضيّة مسمومة .. !! تنفرج أسارير السّماء الّتي تظلّلهم، في محاولة لتصوير سينمائي .. بكامل ألوانه الطبيعية و بابتسامة مصطنعة .. كتلك الّتي تعلّمت فنونها أنثى التّاريخ تلك .. حين دارت ابتسامتها الحقيقية بأمر من نجوميّتها .. و كان عليها التّضحية بتقاسيم وجه، لتدخل التّاريخ و لو بأخرى مزيّفة ..
حتّى في ظهورها المباشر، المتبرّئ من أيّة عملية جوسسة، كادت أن تشعل فتيلة حرب مصغّرة بين الجنود .. رغم وحدتهم العسكرية و الحربية .. رغم أنّ مارلين مونرو كانت من أتعس النّساء على وجه الأرض .. و هي الأسطورة الّتي لا يزال التّاريخ يستشهد بها و كأنّها معلم تاريخي أو قطعة أثرية نادرة .. قد تجلب السّعادة لكلّ رجل عثر عليها في قطعة أرض تابعة لملكه الخاص .. و الآثار في زمن أصبح كلّ شيء فيه اصطناعي حتّى التّنفس .. لها مكانتها الشاهقة و المصنّفة ضمن شواهد ضوضاء العالم .. !!
يكفي أنّ مارلين انتحرت و هي بعد في ريعان شبابها و قمّة شهرتها .. لتثبت للكون أنّ السّعادة كنية لكلّ تعيس، أراد أن يتخفّى حتّى لا تدوسه سخرية الآخرين .. فتحرّض فكرة الانتحار لديه ..
لست أدري لماذا تذكّرتها فجأة .. !!كأنّها تشبهني في جوانب غامضة .. في تعاستها المعجونة بنوع من الغرور الآسر .. في شجنها المصبوغ بقطعة رياء .. في جنونها المحظور في لحظات الحزن .. و كأنّ الحزن بأنانيّته القاتلة، يرضى فقط بحالات الصّمت المشبوب ببكاء متقطّع و صحوة غزل على أصوات النّحيب .. !!
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 04 / 2012, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [129]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

الجزء الواحد والثلاثون..ومازالت متعة اللغة الشاعرية الحالمة!!! مواصلة موفقة إن شاء الله...مودتي..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 04 / 2012, 24 : 12 AM   رقم المشاركة : [130]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
الجزء الواحد والثلاثون..ومازالت متعة اللغة الشاعرية الحالمة!!! مواصلة موفقة إن شاء الله...مودتي..

.....................
و هذا ما أردته تماما أبتي .. أن اجعلها شاعرية حالمة .. و كأنها قصيدة شعر مطوّلة ..
حتّى عند عرضي للأحداث و الوقائع تعمّدت أن أطيل الوصف .. حتّى لا أتيه عن مسار الشّاعرية ..
و أحافظ على حسّ موسيقى بين السطور ..
أتمنّى أن اوفّق في ذلك ..
لك امتناني و شكري و تقديري أبتي الغالي ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنثى, إحسان, تصاميم, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أنثى .. عادل ابوعمر بسـتان الشــعر 12 30 / 11 / 2022 51 : 01 AM
"صمت الصحراء " رواية رومانسية في أربعة أجزاء فاطمة يوسف عبد الرحيم الرواية 8 10 / 01 / 2014 15 : 10 PM
أحزان أمتي زينب القرقوري الشعر المنثور 3 10 / 04 / 2011 21 : 12 PM


الساعة الآن 34 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|