التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,626
عدد  مرات الظهور : 162,906,588

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > أدباء وشخصيات تحت المجهر > شخصيات لها بصمات
شخصيات لها بصمات مخصص للشخصيات التي لها بصمات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09 / 04 / 2012, 25 : 11 PM   رقم المشاركة : [11]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيري حمدان
هل يدرك الشاعر بأنه بات عند حافّة الموت وعلى وشك أن يسلك هو والموت كل منهما طريقه المحتوم.
يتسلل الموت إلى الجسد لتشقّ الروح طريقها في عوالمها الخاصة.
نظرة الحزن بدت واضحة في عيني هذا الشاعر الرقيق، وكأنه يحذّر من دنو اللحظة الأخيرة، عندها تدفق الشعر كلّه ليخبرنا بأن الشاعر يبدأ بكتابة قصيدته التي لا تنتهي أبدًا، لأنها تبقى متشبثة به طويلا.
الشاعر عبد المالك بوذيبة بقي مخلصًا للقصيدة لأنها عشقته ويمكن قراءة هذه الحقيقة في أعين أحبته. إلى رحمة الله يا مالك.

صدقتَ أستاذي الفاضل خيري حمدان...رحيل الجسد وخلود الروح ..وخلود الحرف...شكرا لك على طيّب مرورك...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 16 : 12 AM   رقم المشاركة : [12]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

شكراً لك أستاذ محمد الصالح الجزائري على تعريفنا بهذا الشاعر الكبير
الراحل عبد المالك بو ذيبة حتى ولو بعد رحيله المبكر والمفاجئ , والذي
كان خسارة كبيرة في الساحة الأدبية والثقافية .
وليت أننا نلقي الضوء على هذه النخبة الرائعة من شعرائنا وأدبائنا في الساحة العربية
ونكرمهم قبل رحيلهم .


رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وأصدقاءه الصبر على رحيله .
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 52 : 12 AM   رقم المشاركة : [13]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوران شما
شكراً لك أستاذ محمد الصالح الجزائري على تعريفنا بهذا الشاعر الكبير
الراحل عبد المالك بو ذيبة حتى ولو بعد رحيله المبكر والمفاجئ , والذي
كان خسارة كبيرة في الساحة الأدبية والثقافية .
وليت أننا نلقي الضوء على هذه النخبة الرائعة من شعرائنا وأدبائنا في الساحة العربية
ونكرمهم قبل رحيلهم .


رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وأصدقاءه الصبر على رحيله .

شكرا بوران...وكأنّ النور هذه السنوات أقسم أن تعلوه الأحزان..مؤلم جدا رحيل شاعر..نبض يتوقّف..قصيدة تنتهي ..قلم يختفي ليبدأ ألم..ولكن لا نملك إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)..شكرا على المواساة...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 57 : 01 AM   رقم المشاركة : [14]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

[gdwl]قال في وداعه أصدقاؤه (جريدة النصرـ الصادرة بقسنطينة) 2012/04/09[/gdwl]




لكأن أحدنا مات
سيف الملوك سكتة
كطعنةمات مالك فتذكرت أني حي وأنه لم يكن ميتا بعد.. والآن سنضع باقة بلاغاتعلى قبره وأختار من الذكريات أنساها.. وهو ينام في الحانوت، ويأكل الياغورتبالفرشاة والسكين.. وهو يرعى الفراشات والنسيان مع جمال بن عمار على الجسرالأبيض، وفي غرفة حسن مساسط الثلاثية الأبعاد (لا يتفقان على قصيدة) كنانعيش حياتنا الافتراضية قبل الانترنت.. وفي شتاء مقاهي عنابة نحك الكلامببعضه كيما يضئ ونكتشف النار ثانية.. يخلط عصيري بقهوته، وأخلط قهوتهبعصيري، أصفعه ويتحين سهوي ليصفعني ضاحكا.. يا الله لم يكفه الشعر ليحيا.. لم تكفه دموع حسين زبرطعي ولميس كما لم تفلح أبدا في ردع عبد الله شاكري عنالموت.. هل صارت أنوفنا
(
ياأيها الأعدقاء) زجاجية لا تشم روائح جيفنا تمشي على أرض كانت أمنا..؟ ألم يحتمل قلبه الزورق بلوغ عقله سن الفراشة؟..
يهمسفي أذن القلب.. إلى متى نتبادل أدوار الغياب؟ أرأيته يا سليم في سيرتاوعقله برتقالة حتى أن السكران لا يصدق ما يفعله مالك؟ والآن سنتذكر أن لنادموعا، سنحبه ميتا أكثر مما أحببناه حيا.. سنتذكر شعره.. ونضع عرجون التمرحيث لا يستطيع الوصول إليه
"
إذا عشت مشتاقا إلى تمرة * فما نفعه العرجون يوضع في فمي"
تلك مجالس النميمة، لحم أحلامنا المتساقط.. ومحمد رابحي ميت يرزق والذين شيعنا جنائزهم مازالوا يدبون على أرض تدور على نفسها
مالكيا مالك.. هل قررت الموت انتقاما منا؟ ماذا قال ملك الموت لك ليقنعكبالغياب؟ هل أخبرك أن لاعب النرد، والماغوط، والسياب، وبوخالفة، وشاكري،وفاروق سميرة، وبختي، وأمل دنقل، في انتظارك.. هل علي الموت أكثر كي أعرفأخبارك؟ ذلك الكناري الجالس على كرسي موسيقي الآتي من سينية البحتري كان لايتحدث إلا همسا.. لا يقوى على الصراخ ولا يحب الصارخين على المنابر.. مالكيا مالك لا تغب طويلا لا تفعل هذا بنا.. في سينما "الكرامة" لم يكن يكترثلأحداث الفيلم بل لأحداث الكاميرا يراها من خلال المشاهد يترصد حركاتهاوبدهشة بريئة يحدثني عن ذكائها.. كان يحترم حذاءه كان لا ينحني إلا لحذائهبمنديل ورقي يمسح عنه دموع الشوارع.. في بلادي أنا.. في بلاد البلابل.. لاينحني الناس حتى وهم يحصدون السنابل.. لا ينحني شعراء الحداثة حتى وهميحصدون المتاه.. وقبل منتصف الليل بعقربين رأيتك وحيدا عض الحزن قلبكفاتكأت إلى جدار.. لم تستطع الكلام فتحدثت إليك لأساعدك على إخفاء حزنك (فقد كان في داخلي ما يكفنا سنة) ولمالك كبرياء النسور التي كانت جسوره نحورؤاه.. ولمالك أربعة فصول نفسية في اليوم.. دمه الذي لا يعرف لونه أحدتتغير فصيلته حسب إيقاع قصيدته.. بعد أن بلغ سن النبوءة وصار أبا حاول أنيقنعني أنه تغير وحاولت أن أقنعه أني صدقته.. لكنه كان يعلم أني أعلم أنه.. مالك يا مالك هل كنا في التسعينيات في العشرين من عمرنا؟ هل كنا فيالعشرين من عمرنا في التسعينيات من أحلامنا؟ هل تظن يا مالك أني صدقتغيابك؟ هذه لعبة العبها مع غيري.. ألم أقل لك يا لميس أني سألتقيه هذاالمساء.. كان فقر دمك وغنى شعرك منسجمان.. ولم أصدقك يا مالك حتى وأنت "تتسكع في الموت طول الحياة" وتهمس في أذن اللامبالاة "مضى زمني.. وأناراحل راحل.. أرتدي كفني باحثا عنك يا زمنا لا يبيع دمي"
آه يا مالك هلكان الموت متنكرا في زي الحياة؟ كلماتك مازالت معلقة في الهواء وأنا أقطفنجوم أفريل كلها لك.. أعصر الليل في كأسي وأشرب نخب غيابنا -فقد كان الليلعطرك المفضل- مالك يا مالك لكأن أحدنا مات.. هل من هنا يذهب الشعراء إلىموتهم؟ هل ها هنا لا تثير خطاك غبارا.. قل لي يا من حول أصابعه إلى ناياتونفخ في النايات الجنيات.. من منا ابتكر الحزن أولا؟ لم تكن تشبه وجه الشبهوكنت تصفق بلا أدب على خدود العالم.. والآن تستيقظ ورود الجنازات لتتجمللك.. فالورود التي تأخرت عن موعد العرس لا تتأخر عن موعد الموت يا صاحبي..
كالآتي.. تصرخ في آخر الربمات.. تدق على القلب وافتح.. لا أحد.. لا أحد.. مر الآتيعدة مرات وأنا لست هنا يا بليغ الصفات.. وعندي من الموت متسع، وعندي بيوتمن الشعر مغلقة، وعندي من العودة العثرات –هكذان أنا- وكنت تحب الحبرالأسود. هل تظن أني صدقت غيابك.. هذه لعبة العبها مع غيري.
فتى الفراشات
إلى مالك بوديبة
في مهب رؤاه الفتى
يعصر الغيم في شفة الورد..
وأشار إلى مطر قادم
من غمام مضى..
قال: قد جاء في علم نفس الفراشة
أختي الفراشة
أن لها حدس الذئب
ذاكرة الفيل
خفة ظل المساء
فحين تطير على غابة الأمازون
تغير طقس أوروبا
وطعم الفواكه في الصين
قال: ومن عادة الياسمين
إذا هجرته الفراشة
أختي الفراشة
أكثر من ليلتين يموت
وحدث عن غجر
تركوا عندما عبروا في الهواء غناء
سيثمر في الصيف فاكهة
يفتح الغيب
والغيب ملك الإله
فارس السر..
والسر أخفاه
في صدره ملكان
وكان بريئا كدودة قز
وفي رقة اليرقات
على آلة كهرمائية
كان يعزف حزن المساء
ويخفي اليعاسيب
تحت ثياب العراة
فالفتى
كان حين يعانقه الموت يحيا
وتخرج روحه من شجر الكستناء
ويسقط قلبه كالمزهرية
من طابق سادس في السماء
والفتى..
كان يحمل في رأسه ذكريات البلابل
أخطأ ليل خطاه
مضى في مهب رؤاه الفتى
هادئا كالسلام
هادئا كالحمام
قال لي: قد رموا فوق جسمي ترابا
مشيت عليه كثيرا
سأفتح شباك قبري
أطل عليكم من اللا هنا
وهنا يا هناي
نحن كنا معا في الحياة
وصرنا معا في الغياب
تعثر بالناس..
ظل كلامه يخفي رؤوس جبال
تفكر كيف النزول إليه
إلى قمر شاحب في المياه
ها هنا كنت أجمع وجهي من الماء
كان مضى في مهب رؤاه الفتى
هادئا كالسلام
هادئا كالحمام
سيف الملوك سكتة




كيف هو الموت يا مالك؟
سهيلة بورزق/ واشنطن
هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟
كنت مشدوهة إلى تفاصيل حزنك، كان يبدو لي عميقا تجتمع فيه ألوان الغياب كلّها، كنت أسرق من صمتك أسئلتي لأنثرها على اللغة.
كيف هو المـــــــوت يا
مالك؟
هل هو حقيقي مثلك؟
قبل أيام قليلة..
راسلتني كنت تسأل عنّي وعن غربتي..
فيالأخير لا تجمعنا الأقدار إلا لتفرقنا..أمور كثيرة تحدث لنا في حياتنا ولانتمكن من حبها كما يليق بها..أيّها الكبير في حزنك وقصائدك وقلقك ومرضك لايمكنني أن أستسيغ خبر غيابك عن الحياة كما لو أنّك انتهيت وانطفأت فجأة.. هذا الشعر الذي يملأ المدينة والأغنيات والأمكنة والأفكار والحزن ومحطاتالقطار ينتصر لك أخيرا إنّه يصعد بك إلى الله ويعيدك إليك في دهشتك وقيامساعتك وخلاصك من الأسئلة..
هل التقيت الموت أخيرا يا مالك؟
كيف هو؟
ما لونه؟
ما مقياس رعشته؟
ما لغته؟
أتحتمي بالموت منّا؟
لا أعاتبك..أنت ترحل بدهشة الكبار في صمت، ولا يمكنني البكاء عليك حتى لا أوقظك من رحمة الله فيك.
نتعلممن رحيلك كيف أنّ الحياة في شساعتها مجرد نص يكتبنا بلغات مختلفة لانفهمها ولا نشبهها ولا ننتظر منها أكثر من إجابة.. كيف ترحل وأنا لم أجبعلى آخر رسائلك إليّ بعد؟
مالك..هل مت حقا؟
هل ستدفن حقا؟
هل ستصمت حقا؟
كيفلم أنتبه في آخر رسائلك إليّ أنّك وحيد كيتم تماما كما تكتب قصيدتك فيعزلة تامة؟ كنا نتناقش على الدّوام حول الفكرة واللغة والقصد والمقصودولوعة الحبر والمجاز اللغوي وفتنة المعنى.. هناك ضوء ما يشعّ في مكانككدهشة ..أنا لست مجبرة على تصديق خبر غيابك، لكنّني مجبرة على الحزن والصمتلأجلي ..كم سيضيق بي غيابك.





للموت أن يتباهى هذا الربيع
سليم رزقي/ فرنسا
منذ أكثر من عشر سنوات لم نلتق هذا ليس أمر. الأمر أننا لن نلتقي أبدا يا صاحبي
لم أره منذ أكثر من عشر سنوات ولن أراه و إلى الأبد... يا للفاجعة
كان واحدا من الأصدقاء غير المستعملين و غير القابلين للاستعمال الذين حملت أسماءهم في دمي عندما خرجت من البلاد.
عرفته شاعرا على صفحات الجرائد بداية التسعينيات وعندما التقيته قرأت بل و رأيت شعره فيه
مالك و شعره كانا الوجه و القفا عكس كثيرين و عندما توطدت صداقتي به اكتشفت أنه ليس
من الصنف الذي يكتب بالحبر لقد كان يكتب بدمه عرفته بسيطا و لكنه لم يكن عاديا أي متكررا .
هو من الشعراء القلائل الذين يكتبون الشعر و يتركون للآخرين الثرثرة حوله أو الارتزاق من فتاته
هكذاعرفت مالك و اعرفه عندما جئت إلى فرنسا بقيت على اتصال به .كنا نتواصل عبرشبكة الفايسبوك .كنتأسأله عن الأصدقاء فكان يجد صعوبة في الرد .كان يقوللي أرجوك لا تسألني سوى عن نفسي .الآن فهمت .كان يريد بالأحرى أن أساله متىسيقول وداعا ...
في دردشاتي معه كنت أجده غير راض لم يكن بخير كان ناقما . كان مستاءا كثيرا
كنت أسأله عن البلاد فكان يرد بلا أمل لذلك ربما عجل بالرحيل
إذنيشاء القدر أن يرحل مالك هكذا وبلا مقدمات . لقد تلقيت خبر موته على صفحاتالفايسبوك هنا في فرنسا لم يكن أحد بجانبي لألطمه أو اصرخ في وجهه احتجاجالم أجد أحدا يشاطرني اللوعة بقيت مسمرا أمام شاشة الحاسوب .لم أصدق إلابعد أن قرأت عمود صديقي بوفنداسة هنا أحسست بالعرق البارد يتصبب مني .
ليس هناك أصعب من خبر موت يأتي من بعيد و موت من موت صديقي الجميل مالك
اللعنةعلى هذه الغربة وللموت أن يتباهى لفصول أحسدكم يا أصدقائي هناك. علىالأقل انتم ستعزون بعضكم أما أنا في غربتي وهذه صفحة مالك تقول لي كل مساءأنه
Hors ligne.






"طوبى لمالك ... طوبى لبقعة الضوء"
السلام عليك يا مالك، السلام عليك أقولها لك و أنا أدرك أنك لن ترد عليً هذه المرة ،
ولكن لابأس ستكون بخير يا مالك،هل تعرف لماذا؟لأنك لا شك ستجد بقعة الضوءالتي فتشت عنها دوما في الحياة و في الشعر و لم تجدها ، ستجدها وحدك حيث لاأحد،
و ستغمرك بضوئها و ستلامسها بحواسك اللامتناهية ، و سترى نبعالشعر و بيته الأزلي هناك، كما سترى كائنات كلها طيبة و محبة لن تحسدكعلىموهبتك التي حسدك عليها أصدقاؤك من الشعراء ،أحبك القليل منهم و لم يحبكأغلبهم .
لا تأسف يا مالك ، لا تأسف حتى لا تأسف نحن، وعلام تأسف ؟
إنكلم تترك وراءك ما يجعلك تأسف عليه سوى بعض الدواويين التي ستباع علىالأرصفة و ليس على رفوف المكتبات ، إنك لم تترك وراءك سواء شعراء و كتابأكلهم الحسد
و الحقد من بعضهم البعض و مزقتهم الدسائس و المؤامرات .
لابأس يا مالك، فلقد قال صديقنا " مرياش" " العظماء هم الموتى"، لا بأس سأطلبك على رقمك كما كنت أفعل دائما...
و سأكلمك ...
و سأحمل لك أخبارا سارة عن وضعي الصحي كما تمنيت دائما...
و سأحدثك عن سهراتنا المجنونة ،سكتة سيف الملوك و جمال بن عمار.
لقد بكيناك يا مالك، بكيناك كما لم نبك أحدا، و شهقنا كما لم نفعل من قبل، و حين أفقنا قلنا " طوبى لك يا مالك طوبى لبقعة الضوء"
الشاعر : حسين زبرطعي




العائدون من الموت ...
مرفوعة إلى الشاعر مالك بوديبة
"
حيا"...
جمال بن عمار

...
أيُّها
الإحسَاس
أأنتَ المدُّ الخاطِرُ المستوقدُ في الأعماقِ المهيمِن على القلب
أم أنِّيَ الموجُ المجزور* المنيب إلى البدء
أيها الإحساسْ
حمَّلتُك،
مذْ حمَّلتَنِي
الأَنفَاسْ
كيفْ ؟
... ... ...
أيُها الآتِي من جبال القندولِ و العنصلْ ، منْ سَاسكْ إلى الرّاسْ*
لم تَتعَبْ روحُكَ ، أيْ ، نعمْ
لم تَتعبْ وأنت تصعد إلى علياء الشعر /نقطة البعث ، باضبط
في قاع اللّغة البوديبية
لم تَتعَب روحُك، و منذ قصائِدكَ الأُولى تفتّحتي ميموزة*
أين تَبَاهى القولُ بمسرّاتِ الفتح المتبطِن في الذاتْ ،الذات الإنسانية التي هي الوجه ُ الحقيقيّ
والملاذ الحيّ الذي يجوهر إختياراتِ الكائنْ
لم تَتعب روحُك البتّة في بين الويدان*
الجسر الأبيض*... و سيذكرُك
أتذكُر كم سهرنا في الحانوت ،
وأنت تأكل الياغورت بالسكين ، تضحك ...
كلانا ضحكَ من قلبهِ
لامن فوق كتفهِ أو من تحت فمِه
أتذكر جلستنا في مقهى الجسر، حسين زبرطعي سيف الملوك
وأنت تحرِق القصائدْ
تقرأ القصائد
تلتحِفُ القصائدْ ، لم تنمْ ، إذ تنامُ هي ،
__________
لابأس...
لم تتعبْ أرواحُكم أيّها العائِدون من الموت
/
عبد الله بوخالفة /عبد الله شكري / بختي بن عودة
فاروق اسميرة ؟
لم تَتعبْ...
ذلك لأنّكم تأتون من الموت/ الموت جسرٌ
الحياة ُ نقطة فقط ، نقطة عجيبة
نقطة تشبهُ الموت تمامًا كهذا الصباح المعلقِ
فوق جبال التّردد *....
----
نقطةٌ أعمق من الفَلسفة وأوسع من الكيمياء
أو الرياضات
أين يصبح الجسد خلدًا بجسدِ اللّغة،
الرّوحُ خالدة بمعنى النص
لم تَتعبْ روحُك أبدًا ولم تمُت ، فأنت حيّ بلغتِك/ جسدُك
خالدٌ في معناك/روحُك البوديبية
حياةٌ في حياةْ
لحظة بلحظة ، كفنٌ لكفنْ ، كيف تصِفُ لكَ دمَك*
وهي المفجوعةُ بكَ ، مرجُومة بالهذيان والغَليان والخفقَان
أيّها الإحساس، أطلِق إحساسَك لا تنَمْ
خُدْهُ إلى الحياة
فهذا وقت دامُوس
دامِجَانَةٌ يحمِلُهاالإنتظارُ الفتيُّ
إلى الكشف ، من سيقرَأ رسَائلكَ إذن ؟
على شاطئ الوحدةِ ، غيرعاشقٍ لَبِقٍ مِجوَادْ
ياالله...،
خدهُ إلى الخلاصِ وخلِّصْهُ منَ الفقدْ ،
طهّرهُ برَحْمتكَ
ياالله ، يارب العالمين
آمين
آمين
----------------
هامش:
المجزور: ربما أقصد بها المد والجزر
من ساسك إلى الرّاس : لغة أمية يُفسر معناها حسب النص
البوديبية :نسبة إلى الشاعر الراحل مالك بوديبة
تفتحتي ميموزة :جملة من ايات قصائد الشاع
بين الويدان : مسقط رأس الشاعر
الجسر الأبيض : شارع بمدينة عنابة
كهذا الصباح المعلق فوق جبال التردد : مقطع من مادا تستطيع الفراشة أن تحمله
صفي لي دمي :عنوان قصيدة للشاعر




يسألني مالك
يسألني لماذا أتألم؟
و الجثث اليتيمة أفلت و هي تعزف أشكال سمفونيات العزاء ...
"
التماسيح و الديناصورات و الفيلة " و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟
تسألني لماذا أتألم؟
لقد صدقوا أنك مت يا مالك ... خبر تداوله الذين لا يدركون
"
أن الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بالموت"...
"
من يحذرهم من فساد الظنون و من طعنة في الظلام الشفيف "
و تسألني لماذا أتألم يا مالك ؟؟؟
تسألني لماذا أتألم ؟
حين نتناول " ما الذي تستطيع الفراشة أن تحمله"
و انت تتلو علينا ما الذي يكتب الشعراء و هم خائفون؟
"
كما ينبغي أن تخاف الطيور على ريشها"
من رذاذ المساء و هم جائعون ... و تسألني لماذا أتألم يا مالك؟
تسألني لماذا أتالم ؟
و كتاب الحداثة يبكونك شعرا وحبا و يبكونك فراق و حسرة
حسين ، جمال، سيف ، لميس و الميت الذي يرزق ... يبكونك بكاءا يفقد البصر
و لهم أن يبكوا شاعرا رحل من غير وداع...و لأنك تستحق هذا البكاء
لإنهم يدركون هذه الفراشة لن تحترق ... و هذا الشاعر في رحمة الله
و ستبقى عزيزا في قلوبنا
و سوف نحكي لأطفالنا عن مالك في ليالي الشتاء و في كل الفصول
المسرحي: جمال صمادي




شذرات من نشيد شاعر قاوم الموت ثم انهزم..
بقلم/ يوسف وغليسي
فيالبدء كان (مالك) الشاعر، وكانت (بين الويدان) زينة الحياة الدنيا، ثم كانالموت الرهيب، وكان الوداع على حين غرة...فالواداع... الوداع أيها الودوداللدود! وداعا أيها المسافر في القلب ذكرى موجعة لا تبيد أبدا...وداعا يامالك القلب والشعر،، وداعا يا قريبي في الحبر والتاريخ والجغرافيا، وشريكيفي الماضي والمصير، وحبيبي في الآلام والأحلام، وصديق الطفولة الأدبية...هلكنا نحتاج إلى الموت حتى نتصالح؟!
ما أسوأنا وما أخبثنا و ما أرخصنا!....
وحده الموت الجبار يقوى على مصالحتنا رغم أنوفنا....
إنا لله ...وإنا للموت... وإنا للحب، وإنا إليه راجعون!
اللعنةعلينا جميعا، لعلنا ضاقت صدورنا عن صاحبنا ولم نستطع معه صبرا (تماماكموسى وصاحب الحوت)، أو لعلنا أجمعنا على الخطأ في حق (مالك) حين عاملناهكما نعامل أنفسنا، ولم نقدر سيكولوجية عصابيته العصيبة، أو لم ننتبه إلىاستثنائية مزاجه الشاعري المتقلب، ثمة شعراء استثنائيون (و مالك منهم) يعتقدون أن من حقهم أن يهربوا جنون اللحظة الشعرية من النص إلى الحياة،وأن يعيشوا في حياتنا كما هم في نصوصهم، وسرعان ما يسقط هذا الحق فيشعرونبإحباط اجتماعي فظيع ينتهي باللاتواصل بينهم وبين أفراد المجتمع فيزيدهمذلك إحباطا وانهزاما وانعزالا، وتبدأ فصول المأساة الإجتماعية لأفراد هذهالفصيلة النادرة المهددة دوما بالإنقراض. يا إلهي، كيف لم ننتبه إلى هذهالسلالة الشاعرية العجيبة إلا بعد فوات الأوان ؟!...
***
لاأدري لماذا أجد هذا الشبه الفني والتاريخي بين مالك بوذيبة وشاعر عربيعجيب إسمه عبد الحميد الديب (1898 – 1943) ، كانوا يلقبونه (شاعر البؤس)،حيث ثقلت مؤونته على ذوي قرباه، أراد وزير الشؤون الإجتماعية المصري أنيشفق عليه فوهبه وظيفة في مكتب من مكاتب وزارته، وحين دخل الشاعر مكتبهالجديد وجده طللا يرثى لحاله، لا طاولة فيه ولا كرسي، فقال بيته الشهير:
«
بالأمس كنت مشردا أهليا * واليوم صرت مشردا رسميا « !
وكذلك عاش مالك البؤس والتشرد هاويا ومحترفا !
...
من أراد أن يفهم هذا فليقرأ سيرة ذاك !
***
هوشاعر أنهك الموت أسرته، وقد بدأ أفراد أسرته الكبيرة نسبيا يسقطون كأعجازنخل خاوية، منذ مطلع سنوات التسعين، مات شقيقه (سعد) مريضا، ثم مات شقيقهالأكبر (عمار) مغتالا، وماتت أمه (عمتي الزغدة) بعد مقاومة عسيرة لمرض عصبيمتقطع، ثم مات والده (عمي الصغير)...فأي قلب حديدي يستطيع أن يحتمل نشيجكل هذه الجنازات الفظيعات ؟! ...
وبدأ مالك يتحسس الموت يسري في أوصاله،ويقاومه بالكلمات... كان يقول: «كنت مثل صفوف النخيل أقاوم موتي...» وكانفي مستهل قصيدته (لك أحلام، العذارى والقصائد) المرفوعة إلى عبد اللهبوخالفة ذات صيف (1989) يردد مع أحلام مستغانمي:
«
الشعراء فراشات لاتعمر طويلا..البقاء للتماسيح والفيلة، موتوا شعراء ولا تعيشوا تماسيح !» !،وكذلك كان يحيي الثلاثي المنتحر (عبد الله بوخالفة وصالح زايد و صفية كتو) بقصيدته (مزيدا من الموت شعرا، مزيدا من الإنتحار)!...
وقد خشيت عليهأن يفعل ما فعلوا حين كان يزورني آنذاك في غرفتي الجامعية بقسنطينة، ويرددعلى مسمعي بين حين وآخر مقولته اليائسة: (جسور قسنطينة تغري بالإنتحار)! ،كأنه ألبير كامو وقد قال: (مقابر عنابة تمنح شهية للموت)!...
ظلّ مالك يقاوم موته و(يؤجلهُ) ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى فتك به الداء اللعين وأرداه ميتا في لحظة لا تقبل التأجيل...
***
لاأدري أيضًا، إنْ كنت قد استشرفتُ موت صديقي، وأنا أقرأ كلمة كتبتها فيحفلة تكريمه التي نظمتها مديرية الثقافة بسكيكدة (سنة 2007)، قلت بالحرفالواحد في ختامها: «.. إننا لن ندرك قيمة وجود مالك بوذيبة بيننا إلا بعدرحيله، ولن نقدر حضوره مادام بيننا، فاستمتعوا بجمال هذا الشاعر في حضورهقبل أن تفيقوا ذات يوم ( لاقدر الله!) على خبر افتقاده. تمتعوا إذن بهذاالجمال الشعري البديع، ولا تنسو أن عمر الزهور قصير!»!!!
فهل تواطأنا على موتك أيها الحيٌ في قلوبنا؟!...
***
تعرفتإلى مالك (الذي يكبرني –تاريخيا – بعامين اثنين، ويبعد عني – جغرافيابثلاث كيلومترات): عام 1982، كان زميل الدراسة المتوسطة لأخي الذي سبقهإلى الموت منذ 12سنة، وكنا نلتقي مرارا في حافلات النقل المدرسي (وسيارةعمي يوسف بن شعيبنة ذكره الله بخير) على محور بين الويدان – تمالوس، وثمبدأت تتشكل ملامح صداقتنا الإنسانية والأدبية...
كان مشاكسا مشاغبا ،يهوى قراءة الجرائد والمطالعات الحرة، يستثقل الانضباط الدراسي ويعشقالتسيّب المدرسي! ، وكانت له في كل مرة حكاية مع وثيقة صك الغفران!، وورقةالـ (Billet d›entrée) التي نكفر بها خطايا غيابنا، لدى المراقب العام،ودون صعابٌ، ودون ذلك صعابٌ وصعاب، أبسطها إحضار ولي الأمر.
وخلالالدراسة الثانوية بدأت عذابات المسالك والممالك العذبة في رحلة الشعر.. إلتقينا مرة أخرى، وجها لوجه، على بوابة قصيدة في صائفة 1987، عامحزننا/ فرحنا الشعري، نشر قصيدته الأولى (أحزان تستوطن قلبي) في جريدة (النصر)، أياما قبل نشري قصيدتي الأولى في جريدة (أضواء)، وبدأ تقاربُ آخربين ضفتي البحر الشعري...بدأ مالك يضع قدما «على مدارج التخييل» بالنصر (في عهد المرحوم مصطفى نطور)، وأخرى على «مسالك الإبداع» بأضواء (في عهدالغائبة الطيبة الذكر نزيهة زاوي درار).. بدايات قوية جعلت السيدة نزيهةتصفه بأنه (مشروع أديب)، وبعد عام (في خريف 1988 تحديدا) أغراني هذا الوصففرحت أستجمع قواي النقدية المحدودة ابتغاء تأكيد أن المشروع قد صار علىوشك التنفيذ، جمعت ما أتيح لي من نصوصه الأولى (دعيني قليلا، شعار في مهبالعواطف، أخاديد في وجه الزمن، القبلة السبعون، برقيات حب... برقياتحزن،...) ثم نسجتُ من حولها دراسة طويلة جعلت السيدة نزيهة تخصص لهاالصفحة الشهرية (المرفأ الشهري) من الجريدة الأسبوعية كاملة، وقد وطأت لهابكلمات تشجيعية كبيرة (لي ولمالك)، ذكرتني بكلمة التشجيع الخالدة التيفعلت فعلها في حياة العقاد حين قال عنه محمد عبده – وقد قرأ كتاباتهالبسيطة الأولى: - ما أجدر هذا أن يكون كاتبا! كانت دراستي البسيطة تلكأول عهد تجربة مالك بما يشبه النقد.
كنتُ مزهوا بما فعلت، وكان صوتطفولي في أعماقي يقول: ما أروع أن تكون أول طائر نقدي بهي يحط على هذهالأغصان الشعرية الغضة الطرية! والعاقبة للاحقين الذين تعاقبوا على تلكالأفنان في فترات متقاربة، أذكر من بينهم في ذلك الزمن الأدبي الجميل: عاشور بوكلوة وعلال سنقوقة ومحمد حسونات وناصر يوسف وشارف عامر...
بعدهاحاورته ثلاث محاورات مطوّلة: أولاها في «أضواء» (جوان 1990)، والثانية في «النور» (أكتوبر 1991)، والثالثة في «الحياة» (صائفة 1994)، كانت مقدمةالمحاورة الثالثة سبب جفاء طويل بيننا، أدخل علاقتنا في غيبوبة مطولةاستمرت ثلاثة اشهر كاملة أو تزيد، وكنتُ أستحقٌ عقاباً أكبر!
***
مالكبوذيبة هو شاعر الطفولة بامتياز شديد... كما أن ديوانه الأول (عطرالبدايات) هو طفولة شاعر، ديوان دبجه قلمُ طفل كبير، يتضوع منه إحساس طفلفقد الأمان في محيطه وموطنه، فراح يلوذ بالكلمات ويحتمي بالقصائد، فكانهذا الاحتفاء بهذه الجزيرة السرابية الساحرة في عمر الإنسان وذاكرتهالزمانية والمكانية، يكفي أن تكون معقل الحلم والصفاء والسذاجة والبراءةوالعفوية والوفاء، كي يعلن أنَ «الشعر رحلة مضمونة الوصول إلى الطفولة»،ووفقا لهذا الاعتقاد البريء كتب (روائعه) الشعرية الأولى: صبابة شاعر،جدارية الحلم الطفولة، تنويعات على حلم طفولي،....
ومنذ البدء، اختارعدم الانحياز إلى شكل شعري دون آخر، انحاز فقط إلى الشعر الصادق الجميلحيثما وُجد وفي أيّ قالب تشكل، كان يسْخر من أولئك الذين يفاضلون بينشعر عمودي وآخر حر، ويقول إن المفاضلة تذكره بمن يميز بين قمح صلب وقمحلين!..
***
وحده (معجم) البابطين للشعراء العرب المعاصرين) ينفرد بإيراد سيرة وجيزة لمالك، مرفقةبقصيدته (قراءة في كف زرقاء اليمامة) و(تفريعات على حلم طفولي). لا (موسوعة الشعر الجزائري) ذكرته، ولا (معجم الشعراء الجزائريين) أوْمأ إليهولا عاشور شرفي في قاموسه البيوغرافي العظيم فكر فيه...
قُدر عليه أنيظل نسيا منسيا، أو كأن هؤلاء جميعا وغيرهم قد توحدوا ضدّه، دون اتفاقمسبق بينهم... الكلٌ أجمع على النسيان، يوم صار التذكر مُعممًا حتى على منلا يستحق أن يذكر، أو من على هذه الأرض الشعرية لا يستحق الحياة!..
***
كانمالك كثيرا ما يرى نفسه خروفا أسود في قطيع أبيض! تمامًا كحكاية عباسالأبيض في اليوم الأسود! فهل آن أوان إعادة هذا الخروف الشعري الوديع إلىقطيع الشعرية الجزائرية المعاصرة، لتحديد موقعه منه وتوصيف جمالياتهالفتانة؟!..
الرحمة عليك يا مالك الحزين في قبرك السعيد إن شاء الله...
والصبر والسلوان لك يا (أُم أنس)!....
-
يوسف وغليسي

صباح التاسع نيسان من عام الحزن!





موت مالك أو التحليق خارج "كونتا مينا" الفساد
سلوى لميس مسعي
سوف لن أنسى مالك .. وسأظل أحتفظ بموتتي في حلم بقائه .. ستظل عيني على الشمس التي خطفته منا لتعبث به في روحها.
كان دوما شبيها لأمه الشمس لذلك سمي أشقر الشعراء.
لميستطع أن يصف دمه .. لصفرة كانت ممتدة حتى في هوائه كذلك أراد لونا له منذأول أغنية حب وأول امرأة التقاها ليقول لها "صفي لي دمي" !!
سأصف مالكبالتفاصيل التي لم يكن هو نفسه يراها في نفسه ولو كان علم يوما أنه يستحقعمرا أطول ما كان مات سريعا وأوقف أجنحة الفراش عن التحليق «أعاتبك ياصديقي أنا التي لم أودعك حتى .. ولم أمنحك ما يكفي من الحب والدفء كي تبقى .. لذلك أراد قلبك التوقف عن الحياة والرحيل في هضبة الأربعة والأربعين.
منذ الإثنين وأنظارنا باتجاه السماء تماما كما تنهيداتنا تماما كما ذاكرتنا التي نستوقفك عندها.
لقدغير مالك مساره الى الأبد واختار أن لا يكون معنا في أرض للأسف لم يعدعليها ما يستحق البقاء.. لأنه وببساطة لم يقو على تحمل كذبنا بالخلود !! أينعم والله .. صدق ما فعل قلبه الصغير.. اختار السكوت عن الضوضاء وعنالاجابات التافهة ربما ليثبت أن لغة الطيبين لم يعد يفهمها الأشقياء !!
وحتىلا نعوّل على بقائه أكثر وحتى لا ينخرط في لعبة السعادة التي نمارسها «نفاقا.. وغباءً» على أنفسنا وظّل الفتى الأشقر أن لا يحيى بعد اليومأحدا !!
لا يحتاج مالك للعزاء بقدر ما يحتاج لالتفاتة جديرة تجعلكتاباته التي خلفها تحت الضوء يحتاج منحه –على الأقل- تأشيرة البقاء بينناوأدعو فعليا كل المقصرين في حقه الى الاشتغال على كتاباته بشكل جدي وموسعتضامنا مع أنفاس مشروعه الشعري الذي اختنق باكرا.
الطفل الذي التحق بركب الكتابة بحذاء الشعرية الجديدة
كانمالك عضوا بنادي الإبداع الأدبي والفني بعنابة إنخرط في تسعينيات القرنالمنصرم في أجواء الكتابة الحديثة مع كوكبة من كتاب عنابة وولايات الشرق،ومر عليها وهو لا يزال طالبا بجامعة التكوين المتواصل شارك في العديد منالملتقيات الأدبية وإستطاع وفي فترة وجيزة التحليق بعيدا في فضاءات النصالشعري الجديد ومنذ قصائده الأولى نهاية الثمانينيات عانق مالك الحرف بكلما يحمل من صدق وعمق لم يقص حتى وهو يجدد في لغته وأفكاره الأجيال التيسبقته.. بل إعتبر نفسه تلميذا في مدرسة الحداثة، محاولا التأسيس لمشروعشعري مختلف، ربما لم يأخذ حقه، ربما غافلنا ورحل، ربما إختارته الموتإيمانا منها بطبيته وصدقه هو الذي كان ملاكا مشرقا بإستمرار لم يسمع لصوتهأفأفة حتى عندما تنكر له الأقربون من اصدقائه ومعارفه ظل في الهامش ينحت منقلبه كي يفرحنا ولم تذله الحاجة فيعطي بظهره للفرح تمسك مالك بالحياة غيرأن قلبه الصغير أبى إلا أن يقول كلمته الأخيرة للحياة: «Stop أيها الهواءالملوث !!dégage؟».
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 43 : 05 PM   رقم المشاركة : [15]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

رحم الله الشاعر عبد المالك بوذيبة
قرأت بعضاً من أشعاره
وأدركت رغم قراءتي السريعة أنه صاحب بصمة وفلسفة إبداعية خاصة
شكراً لك أستاذي الصالح على هذا الملف الذي حتماً سأعود إليه إن شاء الله
فقد اكتنفني فضول شديد
لمعرفة المزيد عن هذا الشاعر الرائع
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 50 : 11 PM   رقم المشاركة : [16]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

ألف ألف شكر على المرور وعلى التوقيع!!! مودتي...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 04 / 2012, 09 : 08 PM   رقم المشاركة : [17]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

من عجائب الدنيا أن يعرفنا الموت بمن كان يجب على الحياة أن تعرفنا بهم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وتبقى الكلمة حية لا تموت ربما كانت عظة لنا لنلتقي بها بعد أن فقدنا الالتقاء بقائلها
للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 04 / 2012, 42 : 02 AM   رقم المشاركة : [18]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشاعر الراحل عبد المالك بوذيبة..

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
من عجائب الدنيا أن يعرفنا الموت بمن كان يجب على الحياة أن تعرفنا بهم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وتبقى الكلمة حية لا تموت ربما كانت عظة لنا لنلتقي بها بعد أن فقدنا الالتقاء بقائلها
للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول البقاء

ميساء..هذا قدرنا..مع موت كل شاعر أعزّي نفسي..مع موت كل شاعر يموت جزء مني..جزاك الله كل خير..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المالك, الراحل, الشاعر, بوذيبة..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصائد الشاعر الراحل الحي طلعت سقيرق.. محمد الصالح الجزائري جمهورية الأدباء العرب 7 18 / 03 / 2022 37 : 03 AM
براح الشاعر الليبي الراحل علي الفزاني محمد السنوسي الغزالي أدباء أعرفهم 3 25 / 01 / 2013 18 : 07 PM
وفاة الشاعر والصحفي والإذاعي الجزائري (بوذيبة) محمد الصالح الجزائري هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) 13 09 / 04 / 2012 44 : 02 AM
انتى مسافرة -الشاعر الغنائي الراحل : حسين السيد د. ناصر شافعي الشعر المعاصر 4 02 / 08 / 2010 31 : 04 PM
مع كل لمحة عين (الشاعر الغنائي الراحل : حسين السيد) د. ناصر شافعي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 1 22 / 10 / 2009 05 : 12 PM


الساعة الآن 29 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|