التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,767
عدد  مرات الظهور : 163,698,836

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 04 / 2012, 22 : 11 PM   رقم المشاركة : [151]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
فعلا ما قاله رأفت صحيح...إذا لم يكن هناك عائق أو مانع كالنت أو الظروف الخاصة!!! أما العصا فهي معي دائما أخفيها ولا أتركها أبدا أبدا حتى لا تناموا أو تتخاذلوا هههههه

...........................
شكرا .. أبتي الغالي .. حضورك يكفي .. و شخصك الجميل أروع شيء يمكن أن أصادفه ..
لك كلّ الاحترام و المودة و التقدير ...
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2012, 24 : 11 PM   رقم المشاركة : [152]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الرابع و الثلاثون *


... كيف لي أن أعيش متوترا كزلزال .. ؟ بين أنثى و أنثى .. و ..... أنثى حضرت موسمين بعد الجراح .. فأربكتني كقارة زلزالية، لا تبرحني هزّاتها .. و لا تغادرني خرائطها المدسوسة كهواجس تحاصر رسم كلّ الخرائط .. امرأة أشعلت فيّ ذات يوم رغبة الطفولة و الأبوة، بعد أن أطفأتهما الرّصاصة الملعونة لسنتين .. كيف لحادث " عَرَضِي " أن يحطّمها " هي .. الخطّ النّاري الّذي عَبَرَ مشتعلا، فرسم اشتعاله أنفاقا و وديانا و حمما .. كوطن لحظة اجتياح عسكري " هي .. بكلّ تفاصيلها و حواجزها .. بكلّ تناقضاتها و حماقاتها و حضورها الموجوع بصدري .. ؟ كيف لي أن أسطّر بلون أحمر تحت حرف كان سينتمي لها، تمهيدا لحذفه .. ؟ ثم أراجع بعد ذلك كلمتي فلا أفهم منها غير حرفها المحذوف .. لأنّ الألم يستشعر ذاته بين آلاف الطقوس و الأحاسيس و المشاعر، تلك الّتي تتشابه في انتمائها للنّفس البشرية .. كيف لي أن أحب امرأة، منذ ثانيتها الأولى ذكّرتني بطفولتي .. ؟ ثمّ سارت مسافات بعيدة فوق الهواجس حتّى ذكّرتني ذات خريف .. بطفلي المفقود بين تجاويف رصاصة شرقية .. و كأنّ الخيانة جسر شرعي يوصل لكلّ الجروح .. يكفي امتطاؤه على عجل، ليصل في ثوان كلّ قارات المواجع، حتّى تلك المتطرّفة .. حتّى تلك الّتي ماتت برصاصة نسيان ..

كيف لي أن أتجاوزها .. ؟ و هي الّتي طلعت بأمومتها فجأة بين جبال الجليد فأذابتها و سكنتني بعاصفة جديدة، متجاهلة خصري ذاك الّذي كان لا يزال محتفظا بمخطّط الرّصاصة القاتلة حتّى بعد أن شفيت منها .. أوَ ليست الأمومة مقاسا يناسبني أيضا .. ؟ ! ذلك أنّي لو لم أشعر برغبة في أمومتها لما استنطقت شرعية الرّجل الّذي بداخلي ليكون أبًا ..

فجأةً .. و في يوم حدادٍ خريفيٍّ، ذكّرتني بموتي لمرتين .. مرّة كانت قبلها بفارق استفاقة كان الوهم سيّدها .. و مرّة كانت بعدها .. كانت بحجمها .. بحجم مسافات عشقها .. لذلك كان الموت عنيفا .. موغلا في جرحه حدّ الكتمان السّطري .. ذلك أنّي توقّفت بها بين سطرين .. !! بين حدّين للجَلْد الحرفي، كأنّي رسمتها نقطةً في وسط دائرة نارية و أُرْغمت أن أمتطيها، مشكّلا علامة للتعجّب ضخمة .. و بتركيز شديد حتّى لا أفقد ذهولي و سكوني و أفيق مصدوما .. فأسقط عنها و أحترق، احتراقا واحدا .. و كنت بحاجة للاحتراق بمفهوم المسافات الزّمنية، تماما كاختلاف التوقيت بين قارتين، كي أستفيد من الفاصل الوقتي بين الثالثة صباحا و الثالثة مساءً .. حتّى أنفّذ جريمتي بينهما، في لحظة ارتباك زمني جميل .. حتّى أنطفئ بين احتراق و احتراق و أجمع رمادي بين كلّ احتراقين .. و أنثره فوق لوحة الرّماد تلك الّتي صنعتها لنفسي بعد احتراق شجرتي .. تلك اللّوحة الّتي أردتها قارة ألملم فيها شتاتي و رماد الاحتراقات كلّها .. حتّى الوطنية منها .. فلا غرابة أنّها اكتسحت كلّ المسافات .. !! كلّ الاتجاهات بإيماءات احتراق ..

لم تعلم عائلتي بشيء .. لأنّي كنت في العاصمة ... اعترفت بعد أن أفقت من غيبوبتي بأنّ الخطأ يقع على عاتقي ... حتى أرضي غرورا تلبّسني كشرعية منافقة .. و حتّى أقنع نفسي، أنّ اختيار الانتحار ( بتفاصيل مقلوبة ) انحرفت قليلا لتُجَسَّدَ في مجرّد الرّغبة فيه فقط .. كان نابعا من إرادتي المنفردة و تحت ضغط من هواجس خفيّة في نفسي، و حتّى أقطع َصفحة من دفتر ذكريات قديم .. كنت قد خبّأته للتّضليل، فكان أن مزّقني بقطعة حرفية .. من تلك الّتي تجرح قبل أن تمنحك حقّ تلمّسها بشفتين تجيدان الإلقاء .. ثمّ بعدها توثّق جرحها بدفتر جديد، كلّ صفحة منه، بعهدة تمزيق و مراسيم عزاء خاصة .. تجسّدها لهفة جنونية من تلك الّتي تطبعها نار حاقدة على أوراق أغرتها ذات يوم بالاشتعال، ثم تنكّرت لها بوقود حسّي ملفّق .. أطفأها و هي في أوجّ الاستعباد استقداما لمرحلة حرق للذّكرى ..

و الإغراء خاصّةٌ أنثوية ..

كلّ ما ينسب لأنثى جارح .. حتّى الأطفال .. !!!

حتّى دميتي .. و قارورة عطري و مزهريّتي الّتي كسرتها ذات يوم أمال ابنة شقيقتي .. صدفة .. فكان أن ماتت بعدها و جرحتني مرتّين .. يوم كسرت مزهريّتي و يوم ماتت و يدها الصغيرة تمسك فستان آخر دمية أهديتها إياها في نيسان .. في احتفالية تضاهي عيد ميلاد آخر من عمرها و كأنّي أردتها أن تحتفل مرتّين .. مرّة لسنتها تلك، و مرّة لسنة أخرى .. أوزّعها كيفما أشاء على ما تبقّى من عمري .. كان يوم ميلادها الأول من نيسان .. أروع كذبة كانت هي .. و أفضع كذبة كانت تمهّد لحقيقة مؤلمة .. و ماتت في أيلول .. موسم قتلني لأكثر من مرّة .. آخرها كان بذاكرة إجرامية موثّقة .. !! تصلح لأن تتصّدر جرائم القتل للقرن الواحد و العشرين ..

( تلك شرعية أخرى ..كان عليّ أن أوثّقها فيما بعد .. !! )

أمال آخر طفلة كنت سأرضى بها بديلا لو لم تمت قبل فاجعتي .. لكنت ألبستها ثقافتي في النّساء لتكون امرأة بتصميم جدير بالانصياع العالمي .. و ثقافتي في الرّجال لتحمل شيئا من حنكتي و تداري بها فجوات أمومتها ذات يوم .. !! فيطلع من بين كفّيها، رجلٌ آخر يعلن من فوق فوهة بركان ثائر .. قرارا عسكريا نافذا،

شاءت الصدف أن تولد أمال و أحملها ثوان بعد ميلادها و كأنّها مواساة لما قبل المأساة ..ثم تموت لتقتل معها كلّ الرّغبات .. حتّى قبل أن تصيبني الرّصاصة بآخر لعنة للزّجاج المكسور .. كلّ الّذي حدث بعدها جاء خارجا عن تصوراتي و خارج خططي .. و خارج مزاعمي الرّجولية .. كلّ الّذي حدث كان قاسيا .. و كأنّ فترة الاستلقاء بعد الرّصاصة، كانت مجرّد تخدير جزئي .. تمّت بعدها عملية استنطاقٍ للحواس .. بصعقة خلّفتها شظيّة من حرب طائفية، تلك الّتي تتبنّى الانشطار و الانقسامات في الجسد الواحد .. كما يحدث حاليا في معسكرات العروبة .. و في الأفواه الّتي تجيد التسكّع بين الشّعارات الواهية .. و كأنّ اللّسان الناطق للعربية، له أن يفكّ عنه أسر الكلمات دون أن يخدش حياءها .. و عذره أنّ العربية لا يمكنها أن تنكسر .. صحيح .. العربيّة لا يمكنها أن تنكسر، لكنّها تتبعثر .. بحيث يخفق العناق الحرفي في لمّ شمل أوّل جملة تنازعتها حدود الهجر .. تلك عهدة رئاسية خلّفتها قوانين زمن الحرب .. و الحرب استنطاق شرعي لسلاح صامت .. حدث و أن صرخ يوما فوق جسدي .. استكمالا لسلسلة صرخاته المتتالية .. مستلهما صداه من أصوات النّحيب على بعد قارتين .. من هنا .. فكتم عنّي كلّ أصوات الطفولة .. !!
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 04 / 2012, 44 : 12 AM   رقم المشاركة : [153]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

..وجزء آخر أضيفه إلى الرواية... استمرّي حتى تستمرّ متعة القراءة...مودتي التي لا تنتهي...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 04 / 2012, 37 : 02 AM   رقم المشاركة : [154]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
..وجزء آخر أضيفه إلى الرواية... استمرّي حتى تستمرّ متعة القراءة...مودتي التي لا تنتهي...

....................
أبتي .. رائع كعادتك ..
شكرا أتمنى أن أكون و أبقى عند حسن ظنك .. و ثقتك
مودتي و تقديري ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 04 / 2012, 39 : 11 PM   رقم المشاركة : [155]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء الخامس و الثلاثون *



... تقبّلي للوضع و لفرضية فقدان حقي الطبيعي في أن أصبح أبا .. جاء تدريجيا و كأنّ فكري تسلّق طوابق الفكرة درجا .. درجا مع لحظات كنت أتفرّغ فيها لكسر القّهر بداخلي .. بأن كنت خلالها أسرف في تناول دواء مخدر حتى أنام لأطول وقت ممكن فيخمد ألمي في انتظار إفاقة جديدة ..
كلّ مشاريعي لتلك السّنة جمّدت، حتّى دراستي، حتّى ميولي، حتّى النّساء في مقصورتي طَويْتُ عنهن دفاتري و سَرَّحْتُ لهن القصائد القديمة .. لِمَا قبل سنتي تلك .. سنة بعمق الحزن .. مُزِّقت من حياتي كصفحة بيضاء بهوامش معطوبة .. سنة وُقّعت أوراقها سلفا، بشهادة الحسرة و الغصّة بأن لا تصاحب تواريخها المميّزة و لا إجازاتها الرّسمية، لا تعترف بأعياد ميلادها، و لا بأعيادها الدّينية .. لا بفصولها .. و لا بمواسمها الشّبيهة بمواسم جرحي .. تنكر تفاصيل الخريف و أحجيات نيسان .. تحاصر إطلالة العصافير من فوق نخلة صامتة، عقيمة وسط المدينة .. فتزيدها عقما و صمتا .. تشبّها بصمتي و سكوني ..
بعد ذلك الحادث المروّع و ما تلاه من تفاصيل مؤلمة اعتنقتُ ثقافة جديدة و مفاهيم جديدة، جعلتها راسخة فيما بعد .. و كأنّني رضيت بواقعي المر بطريقة التّحديات و المراوغات، تماما كمراوغة حرفية من تلك الّتي تتنكّر لأنثى فقط لتقتلها و هي تعلم أنّها الأرسخ .. كلّ الّذي نجيده هو التخفّي حتّى من أنفسنا أحيانا .. فالمواجهة موت بطيء يشبه التّقييد لحظة ذبح سطحي .. بتمرير خنجر متلهّف، بطريقة يفتتح بها شهية الدماء للانهمار المغري " كأنثى " ثم ينصرف صاحب اللّقطة الكاذبة .. و هو يعلم تماما أنّ الفاصل الزّمني بينه و بين التّرميم الجسدي يكفي لقرونٍ من السيلان .. تلك أقسى طريقة في التعذيب قد تخطر على مخيّلة بشر، ثم يمسك سيجارة فاخرة من تلك الّتي افتعلتها حرب كونية .. مصمّمة على مقاييس أنثى فاتنة .. كلّ انحناءة احتراق منها تكفي لتقتل برغبة قاتلة حشدا من " النّسور " المحلّقة صدفة فوق دخان الكلمات .. ساعتها سيكون القتل موضة رسمية لكلّ مدخّن تخلّى عن كلاسيكية السّجائر .. و اعتنق ثقافة أخرى ممثلة في ازدواجية المطلب و النّشوة و التّخدير .. سيجارة تحتاج لذكرى حتّى تشتعل .. لا لعود كبريت .. تشتعل بتمهّل شديد و كأنّها تقتّص لنفسها من لحظات الارتباك العقلي .. ثمّ تمارس ابتزازها العاطفي، حتّى تتمكّن من رصد كلّ مكامن الاشتعال .. لتنطفئ عن حقائق مذهلة .. تلك الّتي تتحوّل في ثوانٍ .. إلى هزيمة ثم انتصار لقوى الشّر، تلك الّتي تخلّفها كلّ سيجارة احترقت بنشوة فوق جسد حزين ..
كنتيجة للاحتراق و الألم و الجرح نتعلّم القسوة .. نتعلّم الانتقام .. ثم ينصرف ذلك القاتل " الفنان " موصدا كلّ الأبواب بهدوء تام .. مدركا أنّ أجهزة الإنذار معطّلة بتفنّن مربك .. و كاميرات المراقبة أيضا معطّلة اقتداءً و تنفيذا لمطالب تمّ تسريبها عن طريق جهاز للتحكّم عن بعد، و الوقت ..كلّ الوقت عالق حتّى الهذيان بساعة حائطية سكنت كلوحة صامتة .. و كأنّ عقاربها اختلّت على فوضى التّوقيت العالمي .. في ثانية شهقت ساعة لندن الشهيرة " بيغ بن " فأربكت الزّمن و كانت تشير إلى رقم عنيد " كأنثى " .. و لأنّي لا أجيد التحرّش برقم سَكَنَ بين شفتيّ لحظة استنطاق .. فقد فقدت فاصلي الزّمني بين كلّ الجراح .. و انحنيت ألتقط شيئا من دقائقها القديمة كي أعيش .. مخدّرا لعمر يلزمني لأتناساها و أتناسى ذاكرة أخرى تنتمي لجرحها ..كلّ المكائد تحاك بتدبير سرّي .. حتّى الأخطاء ..

تلك الفجوة الّتي تركتها الرّصاصة بجسدي .. التأمت، لكنّ نزيفها لم يتوقف .. كانت تجلدني كّلما مرّت أنثى قبالة أبوّتي .. و استرعت بفضل تدفّقها " كأنثى تصلح لأن توثّق عهد الطفولة " اهتمام شرعيّتي المفقودة .. رصاصة بمقياس قرون من الاحتراق .. كانت .. " كسيجارة " .. تمرّر فوق شفتيّ اشتعالها من وحي الذّكرى، فتحرقني عن آخر رغبة صامتة في أن أنسب طفلا لنفسي " و لو خيالا " ..
حين تفجّرت الرّغبات فجأة بظهور تلك المرأة .. احترقْتُ بأكثر من سيجارة لذلك كان لابد لي أن أستحضر الجنون .. لأُرْبِكَها .. كزوبعة تلتف حول نفسها حين تضيع عنها الاتجاهات .. كصاعقة تدمّر ذاتها في لحظة طائشة .. و حتّى تضيع بين مجموع الأبخرة الناتجة عن الاشتعال المتزامن بين عدد من السجائر .. فأشغلها عنّي لبعض الوقت .. لكنّي أحببتها رغم الدّخان المتراكم فوق جسد الأمنيات المنهارة .. كجسور تآكلت حبالها، كل ثانية يسقط منها شيء فيختلّ رسم ظلالها فوق الوادي .. لكنّها تبقى متماسكة رغم كلّ شيء، قد يكون ذلك اعتزازً منها بقيمة تاريخية هي عمرها المشهود، الموشوم منذ زمن فوق كتبي و دفاتري .. أحببتها رغم طيفها المسكون بأشباه ضباب .. تهت عن نفسي فيها .. ثم أضعتها كآخر " انتماء " لسلطان الرّصاصة .. و الرّصاص سلسلة من اللّعنات تمتّد حتّى تثبت مزاعمها الملكية على كلّ الأشياء الخاصة .. حتّى الحنين ..

ألهذا .. !! استوطن الرّصاص منذ قرون مدن الأبجدية العربية .. بطريقة جعلته حرفا شرعيا ..
ضميرا مستترا .. يتكّلم بهويّة متقنة، لعناته أبدية .. لذلك تساءلت ذات أمسية " رسمية " ..
كيف لمدينة تعتزّ بحدودها مع السّماء و الحكمة الإلهية .. بل و ارتباطها العقائدي الدّيني الرّاسخ و تواصلها الإلهي، كيف لمدينة اعتنقت " حكرا جميلا " أعظم ديانة سماوية .. ؟ بقرآنها الّذي حشر الدنيا لآلاف القرون .. لعمر غيبي .. ضمن موسوعة خاصة .. فيها من الحقائق التّاريخية ( الّتي أثبتها التاريخ قبلا و الّتي سيثبتها لا محال، كقناعة راسخة ) .. قرآنها الّذي حرّر فلسطين قبل آلاف السنين .. و نصر الإسلام .. و مضى فاتحا كلّ الممرّات العابرة للعروبة، المغلقة بتواطؤ دنيوي حقير .. كيف لمدينة لها حجم أسطول بحري .. ؟ يمتّد على طول كلّ المحيطات و الجبال " عمقا و أصالة " .. أن تعجز عن ابتكار حيلة توقف بها لعنات الرّصاص ..
ألست عربّيا .. !! و لي الحق في أن أستتب أمني الداخلي .. و سكينتي و صمتي الّذي أصبح يوما عن يوم يدندن مقطوعةً مستوحاة من صوت الرّصاصة .. تذكيرا منه بأنّ جسدي " مفصولٌ " .. بعاهة .. تماما كما هي الحنكة العربية .. !!
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 09 : 12 AM   رقم المشاركة : [156]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

جزء آخر ومتعة أخرى رفقة القلم المتوهّج دوما !!! استمرّي بنيّتي...مودتي...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 25 : 01 AM   رقم المشاركة : [157]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

كيف لمدينة تعتزّ بحدودها مع السّماء و الحكمة الإلهية .. بل و ارتباطها العقائدي الدّيني الرّاسخ و تواصلها الإلهي، كيف لمدينة اعتنقت " حكرا جميلا " أعظم ديانة سماوية .. ؟ بقرآنها الّذي حشر الدنيا لآلاف القرون .. لعمر غيبي .. ضمن موسوعة خاصة .. فيها من الحقائق التّاريخية ( الّتي أثبتها التاريخ قبلا و الّتي سيثبتها لا محال، كقناعة راسخة ) .. قرآنها الّذي حرّر فلسطين قبل آلاف السنين .. و نصر الإسلام .. و مضى فاتحا كلّ الممرّات العابرة للعروبة، المغلقة بتواطؤ دنيوي حقير .. كيف لمدينة لها حجم أسطول بحري .. ؟ يمتّد على طول كلّ المحيطات و الجبال " عمقا و أصالة " .. أن تعجز عن ابتكار حيلة توقف بها لعنات الرّصاص ..
ألست عربّيا .. !! و لي الحق في أن أستتب أمني الداخلي .. و سكينتي و صمتي الّذي أصبح يوما عن يوم يدندن مقطوعةً مستوحاة من صوت الرّصاصة .. تذكيرا منه بأنّ جسدي " مفصولٌ " .. بعاهة .. تماما كما هي الحنكة العربية .. !!

نعم أيتها الرائعة فإن سؤالك هذا قد أرقني منذ زمن فكتبت عن اختفاء الجسور في كل العالم !
فقدنا فن بناءها حتى بين الأسر فكيف بين مجتمعات نسيت أن قرآنها هو الأصل فاتبعت كل من قال
انه سمع جده فقال سمع جارته وهي تقول لابنها أن ابن خالة عمته سمعت ابيها انه حلم فقال .........!!
والآن جاء دوري لأقول أني سمعت أن صالحا جزائريا قال استمري فأعجبتني الكلمة : استمري :)

بالتوفيق ان شاء الله احترامي وتقديري
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 46 : 02 AM   رقم المشاركة : [158]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
جزء آخر ومتعة أخرى رفقة القلم المتوهّج دوما !!! استمرّي بنيّتي...مودتي...

.................
أبتي .. الكريم .. الرّائع دوما ..
شكرا على حضور يشبه الشمس .. و القمر ..
كلماتك عزائي و فخري ..
تقديري و مودتي ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 57 : 02 AM   رقم المشاركة : [159]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي
كيف لمدينة تعتزّ بحدودها مع السّماء و الحكمة الإلهية .. بل و ارتباطها العقائدي الدّيني الرّاسخ و تواصلها الإلهي، كيف لمدينة اعتنقت " حكرا جميلا " أعظم ديانة سماوية .. ؟ بقرآنها الّذي حشر الدنيا لآلاف القرون .. لعمر غيبي .. ضمن موسوعة خاصة .. فيها من الحقائق التّاريخية ( الّتي أثبتها التاريخ قبلا و الّتي سيثبتها لا محال، كقناعة راسخة ) .. قرآنها الّذي حرّر فلسطين قبل آلاف السنين .. و نصر الإسلام .. و مضى فاتحا كلّ الممرّات العابرة للعروبة، المغلقة بتواطؤ دنيوي حقير .. كيف لمدينة لها حجم أسطول بحري .. ؟ يمتّد على طول كلّ المحيطات و الجبال " عمقا و أصالة " .. أن تعجز عن ابتكار حيلة توقف بها لعنات الرّصاص ..
ألست عربّيا .. !! و لي الحق في أن أستتب أمني الداخلي .. و سكينتي و صمتي الّذي أصبح يوما عن يوم يدندن مقطوعةً مستوحاة من صوت الرّصاصة .. تذكيرا منه بأنّ جسدي " مفصولٌ " .. بعاهة .. تماما كما هي الحنكة العربية .. !!

نعم أيتها الرائعة فإن سؤالك هذا قد أرقني منذ زمن فكتبت عن اختفاء الجسور في كل العالم !
فقدنا فن بناءها حتى بين الأسر فكيف بين مجتمعات نسيت أن قرآنها هو الأصل فاتبعت كل من قال
انه سمع جده فقال سمع جارته وهي تقول لابنها أن ابن خالة عمته سمعت ابيها انه حلم فقال .........!!
والآن جاء دوري لأقول أني سمعت أن صالحا جزائريا قال استمري فأعجبتني الكلمة : استمري :)

بالتوفيق ان شاء الله احترامي وتقديري

...............
أستاذي الفاضل رأفت ..
لو القضية توقفت عند حدود الأقاويل و الأحاديث المنقولة .. عن الجد أو الخال أو العمة أو .. أو ... لهان الأمر ..
الوضع متأزم و أحقر من ذلك بكثير .. فقد وصلنا للعمل بما تفرضه ديانات أخرى .. و حتى طقوس ابتدعها البشر ..
بمعنى أصح " التقليد الأعمى " لكلّ ما ينتمي للغرب .. هذا الغرب الذي يدوسنا كلّ يوم بأصابع قدرة ..
و يقتلنا كأننا جرذان .. و يحتقر لغتنا و ديننا و طقوس عباداتنا .. و يستهزء بحضارتنا ..
أما قضية الجسور و البناء .. فهي تنتمي أكثر لقضية التقدّم التي هي " طبعا " حكرا على الغرب أيضا ..
فالمدن العربية تحلّت بمظاهر شاذة و دخيلة ..
تحياتي أستاذي الفاضل .. و شكرا على مرور أرق من النسيم ..

حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2012, 36 : 12 AM   رقم المشاركة : [160]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )

* الجزء السادس و الثلاثون *



... لذا قرّرتُ بعدها أن أعايش واقعي بطريقة سلمية علّه يجنّبني المزيد من الأزمات .. قد أكون فكّرت لأكثر من صدفة في أن أتزوّج، ثمّ أبحث عن حبّ جديد خارج مراسيم الزّواج .. فقط لأملأ فراغ القصائد بأنثى .. كنت بحاجة لها كحاجتي لسطور محجوزة .. لا تقبل الانهيار لمجرّد أنّ صمتا موسميا تثاءب عند عتبة باب صفحة مهجورة و هو يرتدي شيئا من شجن مبتور ..

لأنّي قررت أن لا أنهار ..

لأنّي استغنيت عن حاجتي للأطفال .. رغم أنّ ذلك كان رغما عنّي .. و أقنعت نفسي بأشياء ما كانت لتخطر على بالي قبلها أبدا .. الأنثى أصبحت بالنّسبة لي فارقة حياة و منعطف شائك يجب أن أتخطّاه بثبات شديد .. و كان لابد لي أن أتخطّاه و إن تحطّمتُ بعدها لفاجعتين، كلّ أنثى بعمر قصيدة و عمر صفحة كانت قبلها امرأة صامتة ثم تكلّمت فجأة فاضحة رعونتها فماتت .. عَبَرْتُهَا .. كمحاولة لتجاوز جسر شيطانيٍّ آيل للسّقوط عند أيّة زلّة قدم أو تشبّع بأفكار فلسفية لا غاية لها إلّا اللّعب بأعصاب باردة .. تلك الّتي تستغني عن روابطها و تتبعثر ككلمات غامضة .. لا شيء يدلّ على أنّها كلمات إلّا الرّسم البياني للجرح .. و الجرح مسافة شرعية بين الذات الشاعرة و الخطيئة الحسّية .. و تصرّف لا عقلاني لقوى خارجة عن مفهوم الذاتية .. تلك الّتي تتخذ صورا و أشكالا لا حاجة لنا لنفقهها .. يكفي فقط الألم لاستشعارها .. يزول الألم المادي لكنّه يسكب امتداده في الرّوح كتوقيع رسمي .. و ما اختلط بالرّوح استحال تفنيده .. لذلك كان توقيع الرّصاصة نافذا ..
لأنّها لم تكتفي بمجرّد الرّسم السطحي، لكنّها تعدّته لتحفر توقيعها فوق مشاريعي القادمة .. بقسوة .. فكان أن وضعت نقطة نهاية رسمية قطعت بها امتدادي .. وتركتني أبحث عن ممرّات جانبية أسرّب من خلالها شيئا من قدر جارح و ما تبقّى من فجوة أصبحت أرستقراطية بفعل انتمائها لجسدي .. علّني أستوعب شيئا من خارطة كلّ حدودها نساء .. علّني بعدها أفيق متلعثما، متعثرا بكلمتين ( الرّصاصة و الأنثى .. ) فأسقط عنهما
بمقياس الجاذبية بين الشّيئين، فكان أن تمزّقتُ بينهما، ذلك أنّ الهوّة الموجودة بين رصاصة أقعدت العالم و أنثى أقامت العالم ثمّ أقعدته ثمّ مرجحته بين القيام و القعود .. تمنع تجاذب الأحداث الداّمية و الحانية .. و تكاثفها .. رغم أنّهما قد يتّفقان في جسد واحد .. كما حدث لي .. !!
رصاصة سرّبت عمرا كنت سأطلبه .. في أنثى كنت لا زلت أبحث عنها ..
رصاصة سجّلت حضورها بأطيافها الحمراء ( كنجم ، ككوكب ) قهرتها المسافات الشاهقة و الأبعاد العينية .. انطلاقا من ثقب المسدّس حتّى الوصول لنقطة البعد الشّرعي للجرح، ذاك الّذي يقاس بزمنية القهر الحسّي .. تجاوز في ثانية آلاف الأميال الفجرية .. بصاعقة سوداء انحطّت على جسدي مربكة المواقيت و الفوارق الضوئية بين اللّيل و النّهار .. فكان أن انتصر اللّيل بفوضى حواسه و ارتباكاته، و ظلمة سكنتني لأبدية الشّعور بالألم ..
و الأنثى الّتي عبرت كطيف ملامحي فسكنتني .. قبل أن تربك الرّصاصة رسمها فوق ملامحي .. بتصميم جديد لا تعنيني خطوطه المتكّسرة .. فالبعد الصارخ بين مسافتين كالفضاء و الأرض يجعل الأشياء تتطاير " كحلم " بين يقظة و شبيهتها، بين وعي و أشباه الوّعي .. ذلك الحلم الّذي ينتمي لأعلى قمّة من الجنون .. بحكم قوانين الجاذبية المعروفة .. و التي يجوز إسقاطها على حالة الذهول و الشرود ..


لذلك بقيت مترنّحا، محلّقا تمنعني الجاذبية العالية لسلطان الرّصاصة من أن أعيش سيّدا بمملكة النّساء .. ثم بعدها أوقظ شرعيّتي في جسد طفل صغير، يحمل من تقاسيم العروبة ما يحرّر بها وطنا، اسمه يطوّق كلّ حروف الأبجدية العربية و حدوده تُداخل الصين و الجزر و المذابح القارية .. و اليونان القديمة و شيئا من حداثتها .. وروما .. معلنا ميلاده من فوق مآذن القدس الشّريف، فوهة البركان العربي .. وطنا يقتني من الحضارات " أثمنها " فقط للذاكرة التَّأْرِيخية .. طفلٌ استحوذ على زاوية من الزّوايا الثّلاث لمثلث برمودا .. فقط ليحضر موت الأطفال .. رمزا قديما للموت، يصلح لأن يكون استحداثا جديدا لآلية تفنّد الاغتيالات .. تاركا إيّاه بزاويتين و مقصلة مفتوحة .. حتّى لا يفنّد عنه مزاعم التاريخ في أنّه المنفى الوحيد الّذي لا يعترف بانتهاء عهدة النّفي .. و أنّه مملكة الشّياطين .. و أنّه سيّد المآسي البحرية ..

طفل أربكته الرّصاصة، تشبّها بمثلث الموت .. من حيث عدد المآسي الّتي تعاقبت فور الرّسم الدائري لها، فوق منطقة كانت لغزا صامتا قبل ذلك .. ثم شيّعت صمتها محرّرةً سلسلة من الألغاز .. آخرها كان رمزا سرّيا لامرأة تنتمي بحكم رسوخها لعهد حجري ..

طفلٌ كان سيحرّرني من لعنات الرّصاصة .. ثم يلتفت شرقا ليكمل مهامه السّياسية .. و يرحل .. !!

لكنّه رحل .. باكرا جدا .. قبل أن يحلّ شتاء جديد ..

رحل و تركني على عهد معلّق مع أنثى .. !! ذلك أنّ علاقتي بها أصبحت حدودها مرسومة بنقطة نهاية ..

و لن تعتقني .. الذاكرة الأنثوية ..

ذلك أنّ الأنثى تذكير شرس .. !! و توقيع حاد يطبع خطوطه بتركيز شديد فوق الخطوط الدّامية .. تقديسا للتواقيع، و حتّى لا تتهّم فيما بعد بالتّقليد ..
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أنثى, إحسان, تصاميم, رواية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن أنثى .. عادل ابوعمر بسـتان الشــعر 12 30 / 11 / 2022 51 : 01 AM
"صمت الصحراء " رواية رومانسية في أربعة أجزاء فاطمة يوسف عبد الرحيم الرواية 8 10 / 01 / 2014 15 : 10 PM
أحزان أمتي زينب القرقوري الشعر المنثور 3 10 / 04 / 2011 21 : 12 PM


الساعة الآن 59 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|