رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/108934/all-wet-black-red-31000.jpg');border:4px inset red;"][cell="filter:;"][align=center]نــصيــرة تـختــوخ:
مملكتك لن تؤول للانهـزام، لن تركـع، لن تذل.
''أتيت ورأيت وانتصرت '' قالها يوليوس القيـصر وسآتي أنا وسترى أنت و تنتـصر قيصـرا تنتـشي بسقـوط أسوار مملكـة ترنو للأفـق.
قافيـة ووردة وقوافي وورود وأشياء كثيرة ستحـضر دومـا دون أن تعلن عن نفـسها.
تظنـها انقضت، غابت، شحـت لكـن ماتنبته اللحظات مباغت ومذهل وأجـمل من التـصور في قمة بذخه.
حتـى قبل أن تعتذر فإني عذرتك.
قبل أن تراجع العِبَارة أمسـح الغبار عنها، أرشـها بالسمـاح لتتخطى عتباتي سالـمـة مستريحة من خدوشها.
إنني الرقيـقة دوما حين أحنـو تلين رقتي حدَّ الالتحاف بالرهـف والعذوبـة وتدفـق النعومـة كالعبرات فلا تجزع و تحرق أشواكك كلها.
لنحتفِ اليوم بثمانية شمـوع انطفأت بيننا وبشجيرة ليمـون صغيرة تحبل أول مرة بليمونتين هي بجانبي تهتز، تتلصص علي أو تراقص نسيـم المـساء. لاأستطيـع تبيان الأمـر لكنـني أبتـسم لها ولخضرة ليمونتيها.
غدا تكبران، غدا يشتد عودها، غدا يعزف المـساء ألحـانه على صفرة ثمراتها الصارخـة وتتوقف حمامة زاجلة لتهبـط قافـية كُتِبَ لها الهبوط بعد زهر الليمون.
غدا لن تعتـذر، ستبتسم فقـط حين يندلق الشـعر من خوابـي صدرك وكنت تظنـها فرغـت وانعتقـت من أحلامك .
*************
خــيـــــري حمـــدان:
ممالك العشق
كنت أظنّها قد فرغت وهربت من أحلامي. لم تهزمني سوى ابتسامتك التي تحسنين دومًا رسمها على فمك. كم كنتُ واهمًا حين أدرتُ رحى معركة بلا سلاح، وكنتِ أنتِ طوالَ الوقتِ على بُعدِ خطواتٍ تتلقفين وردي والقوافي. كنت المتلهفة لإشعال شمعة أخرى أكثر جرأة من سابقاتها. شمعةٌ قادرة على إضاءة الأفئدة المغيّبة.
كنت أظنّها قد أُفْرِغَتْ من حالاتِ الجمال، حتى بان نورُ عينيك، فإذا به الظلامُ يتنحّى هيبة واحترامًا وتبجيلا. لا قيمة لمملكة أنتِ بعيدة عنها، بعد أن أدركت بأن الانتصار يليق بكِ. أنا اعتذرت مددت يدي مصافحًا، فتحت قلبي على مصراعيه، لا أخشى العواصف والسحب المتلبّدة، أنا العاشق أقولها بكلّ ما أوتيت من ضعفٍ وقوّة.
هذا القلب منفتح لكلّ الاحتمالات، لن يسمح لممالك الحبّ أن تنغلق، أن تتقوقع على ذاتها. ممالك العشق بُنِيَتْ للسهر والعتاب والبوح الجميل. ممالكٌ حصونها أفئدة، قلاعها أغاني ودندنة، سلاحها قصائد لا تنتهي، حرسُها الحدّاؤون، الراقصون في أصل الليل والنهار. كيف لهذه الممالك أن تصبح جزءًا من الماضي، كيف يمكن لمستقبل الأيام التواني عن قبول سجلاتها؟
الليمون يتجلّى أصفرًا في الأفق، والعبرات تسقي جذره، لا تبخل عيناك عن الجود بالحياة للصفرة القادمة على جناحي فراشة، تحوم حول الشمع، تحترق، لا تشتكي أبدًا. إنّه فصلُ الصيفِ يأتي بعد حيرة، يليه انعكاس العشق في زخّات المطر القادم من الشمال. كم أخشى سيدتي طرقَ عجلات القطار، يدقّ الحديد، يذكّرني بأنّ الفراق بات على بعد خطوات منّي. تُرى، لماذا نعشقُ بكثرة كلّما سطعت في الأعلى نجمة؟ لماذا نتألم مرتين، حين تحنو النجمة وتلثمنا بقبل الحياة، وحين تمضي في طريقها بحثًا عن درب التبّانة. لنبقَ نحن المثكولون المفجوعون بغيابها، نطالع التقاويم لمعرفة تاريخ عودتها المقدّرة بعد ألف حياة.
كنت أظنّها قد هربت من أحلامي، فإذا بها مقيمة في دفاتري، تمسك بيدي، تدلني على مواضع الأحرف، تكتب نيابة عنّي، تتطاول على النقاط والحروف، تضعها حين تقرأ اسمها لتكون هي نهاية بداياتي.
طال المساء، تاه في عتمة الليل، بعد أن أعلن القمرُ حالة الاستنفار العام، اختفى خلف زُهرة وعطارد، سمح للفتنةِ القمرُ أن تهاجمَ أوصالي، فوجدتُ نفسي أسيرَ النسيان حتى ظهرت أنتِ دون سابق إنذار. همست لي "صباح الشعر يا أنتَ" عندها فقط، شعرت بدفق الحياة في أوصالي، ومضيت نحو النهار مشفوعًا بشمعة.
[/align][/cell][/table1][/align]
|