رد: تخــاطر الشمــوع/ نصيـرة تختوخ ـــ خيري حمــدان
[table1="width:95%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/111560/waiting-for-true-love.png');border:4px inset red;"][cell="filter:;"]نصــيــرة تختوخ
مدينة الوجدان الحزينة
أرهقتني كلماتك السائلة على السطور مُنهكَة.
لم أعرف قبل اليوم أنَّ الحـزن بنى له مدينـة في وجدانك وأن التعب مدَّ الجـسر بينها وبين اللامكان.استطبت بشاشتـك، سماحتـك، ابتسامـتك المتجرئة علـى الحـضور وغفلت عن ألف جرحٍ ونُدْبٍ قد تداريه إطلالة نبيـلة.
شمعتي اليوم تحرق نفسها عـمدا وتستعجـل القِـصَر و الانتهاء. تريدني أن أدخل الظلام وحيدة وأن أسكـن، لأسمـع أنـينًا خالـيا مـن خداع اللـون ووعد النـور.
ظللت أحاول إخفاء أساي وإلهاء بكائي؛ وهأنذا اعطينـها أدرك أن ثقل تعبك يجر الرُّوح إلى قبو لازاد فيه ولامأونة فقـط برودة ورطوبـة أكـثر.
أياهذا التعب تعبـك إعطينـه أصبر علـيه حتى يتهاوى يتفتت على تشبثي بتخليصك منه.
أياهذا الحزن ،حزنك له جناح مني والمـدى. لاأشفق على نفسي من حزنين وأزدان باتساع قلبـك بالفـرح.
لتأفل المـخالب والكـواسر والبنـادق والخـناجر وكلُّ مايـُدمـي ولـيترك الدم ليجري في الشريان طليقا وفي العروق متموسقا بلحن الحياة حياتك.
اسْتـَعِدْ قوتـك، عنفوانك وأغصان الزيتـون ستورق على خطـوط يدي لتعيد الزمـن الضائع وصباحـا يوقظك فيـه هديـل الحمام وشمس تنتشلـني من كل التعب.
****************************
خــيري حـمــدان
مدائن الفرح الحزينة
لم أفرح حين رأيت بأن الحزن قد بدأ ببناء قصوره في رحم مملكتي، لأن الحزن مرآة الفرح. تحدّيته أن يحضر المزيد من أسباب الأسى لأنّ التعب وحده قادر على تقدير شهادة الانعتاق من دوّامة الذات المنهكة بكلّ شيء سواك. لم أتعمد جرحك، والآخرون الذين سبقوك يشهدون على ذلك. كلّما انفجر النهار أطلق العنان لابتسامتي لعلها تسرق من الليل نجمة، من البحر موجة، من فيروز تنهيدة وشهقة وموّال. كيف تدخلين دهاليز الظلمة والشمع نضيئه سويّة بأصابع من نور! لا انكر سيدتي كنت أمرّ في نفق صعب المدارك، تعثرت في أنحائه بوردة فخدشت قلبي، قالت بأنّ ما حدث مصادفة، ضحكت وردتي، ضحكت حتى بكى القلب، أتدرين ما هو مصير العاشق الساذج، حين يرى وردته قد رفعت ذيل ثوبها وابتعدت تبحث عن ذبيحة حبّ أخرى؟ نعم، كيف لا وأنتِ من رفع القلم في وجه الظالمات الحسناوات، لكنّ إحداهنّ سيدتي تمكنت من القفز فوق الأسوار لتوجّه لي سهمًا لم يخطئني.
أتعبني التعب، أغلق الكثير من الأبواب المشرعة، لم يترك لي سوى كوّة صغيرة، حتى حضرتِ وفي جعبتك الكثير من أدوات الجراحة والتعقيم، لاستئصال ماذا؟ بقايا ذكراها، اسمها، رجع الهوى، أم ما تبقى من عطرها وريح ثغرها وشعرها! يصعب استئصال العشق حتى وإن استخدمت كلّ أدوات الكيّ سيدتي. حزني له جناح منك، لذا سيتحول إلى حالة من الفرح والحبور دون عناء. دعيني قبل هذا أبحث عن طيفها، أنا العاجز عن المضيّ خطوة إلى الأمام دون أن أتعثر بذكرى. ما أكثر ذكريات الصيف وها قد أوشك على المضيّ خلف الموج مجدّدًا، حرام عليك يا صيف لم تكمل أعراسك! كيف تمضي وما زالت ((هي)) تنتظر عند أبواب المختار ختم العرفان. سأترك العنان لأغصان الزيتون لتورق لتزهر، وليشعل زيت الزيتون فوانيس رمضان، فبعد كلّ صيام طعامٌ ومزيدًا من فرح وكوّة تودي إلى عالمك. أمّا هديل الحمام فقد خبّأته تحت الوسادة، يوقظني كلّما أتعبني النوم ودفق الأحلام لا يفتأ يهاجم مخيلتي، يعيد طيفها ثانية بعد نسيان، والشمس تسطع، تسطع، تنتشلني من كلّ التعب.
[/cell][/table1]
|