التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,679
عدد  مرات الظهور : 163,191,206

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > الشاعر الكبير طلعت سقيرق فقيدنا( 16 تشرين الأول/أوكتوبر 2011) > الأقسام > الشاعر طلعت سقيرق أحجية أدبية لم تفسر بعد (دراسة أعماله)
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20 / 10 / 2012, 58 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset darkred;"][cell="filter:;"][align=center]نفتح على بركة الله هذا الملف لتناول القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق.
الانطلاقة ستكون مع بعض تصريحات الكاتب المقتطفة من حوارات ومقالات له ومن قصص قصيرة جدا للكاتب موجودة في الموقع على أن يكون الاستمرار بقراءات وملاحظات و مناقشات أعضاء نور الأدب الكرام حول إبداعات الكاتب وعطاءه في هذا المضمار.
**********************
طلعت سقيرق :''الإبداع عملية شديدة التركيب والتعقيد ..عندما يأتي الشاعر ويأخذ في الكتابة يكون القاص غائبا وكذا الروائي وسواه .. أعيش حالة الشعر بتمامها وكمالها وكل رونقها .. كذلك عندما يريد القاص كتابة القصة .. هناك شيء داخلي يحدث وهو يستطيع أن يفصل ويرتب ويضع حواجز فاصلة .. أحيانا تطغى ملكة الشاعر فتؤثر على بنية القاص وجملته وصورته ، فنقول القاص الفلاني يكتب بأسلوب شاعري ..''
************
طلـعت سقيـرق :''منذ البداية كان المبدع خارجا عن التوصيف الناجز وما زال .. هناك موهبة كبيرة بشكل مذهل .. هناك موهبة متوسطة .. هناك موهبة أصغر .. هناك شاعر يرتبك عندما يكتب النثر .. هناك قاص لا يستطيع أن يكتب الرواية .. لا يمكن أن نفسر لماذا وكيف .. العملية كما قلت لك مركبة ومعقدة .. ''
**************
طلعت سقيرق :''البعيد عن الوطن والمحروم منه ، يحبه أشد واكثر وبصوت أعلى .. حكايات الأهل تصبح منذ البداية جرسا ً يدق في كل ثانية كي يفتح العين على فلسطين .. هذه الحكايات تأخذ شكل التذكر والتذكر يعمق اللون ويعتقه ويقويه .. مع الوقت تصبح فلسطين حلما وواقعا معا .. تصبح خليطا مدهشا في حضوره .. لذلك تكون فينا شديدة الغليان ، قوية الحضور ...''
***************
طلعت سقيرق:''مؤخرا قرأت فيما قرأت لكاتبنا المبدع محمد الماغوط بأسلوبه الساخر عن القصة القصيرة جدا حين يطرح السؤال في حواريته (( قصيرة إلى أي حد)) ؟؟ قوله(( بحيث يكون عنوان القصة واسم كاتبها أطول من القصة نفسها )) طبعا سخرية لكاتب الكبير محمد الماغوط مبنية على أساس متين من النظر إلى الأشياء بعين ناقدة رافضة لهذا النوع من الابتذال في الفن .. فالقصة القصيرة جدا لو علم كتابها أصعب من أن تنتهك وتستباح هكذا !! للأسف هناك نوع من التطاول على الفن بشكل مثير للأعصاب !! هذا حرام .. القصة القصيرة جدا فن جميل ، فليتهم يتركونه بجماله ورونقه وروعته .. ليتهم ينقذونه من اعتداءاتهم التي لا ترحم !! أصبح حال القصة القصيرة جدا كحال قصيدة النثر أو النثعيرة كما يطيب لصديقي الناقد محمد توفيق الصواف أن يطلق عليها ويرى أن كاتبها نثعور من الجمع نثاعير !! ''
****************
طلعت سقيرق:''ليس جديدا القول ، بالنسبة لي على الأقل ، أن جنس القصة القصيرة جدا ، وبما يعني افتراقا حادا ونهائيا عن جنس القصة القصيرة ، أنّ ما أصاب قصيدة النثر من جهة، ونمطية قصيدة التفعيلة من جهة ثانية، قد اعتور الفن كجنس وحوّله إلى مطية سهلة ، يستطيع من شاء ركوب ظهرها والسير بها إلى الأمام أو الوراء فالأمر سواء !!.. ''
**************[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 11 : 02 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset sienna;"][cell="filter:;"][align=center]نماذج من قصص قصيرة جدا للكاتب طلعت سقيرق:
[mark=#ffffcc]الوردة[/mark]
امتدت يدي .. أوراقها الحمراء مغرية..مرت طفلة صغيرة و رمت ابتسامتها.. زرقة السماء اشتعلت في العينين.. أحد الأطفال قذف الكرة فاصطدمت بالجدار و ارتدت.. أصابعي لامست أوراق الوردة.. نظرات الشيخ الجالس في المقعد القريب في الحديقة امتلأت بالتساؤل.. ارتعشت أصابعي.. الطفلة ما زالت ترسم ابتسامة محايدة..الولد يقذف الكرة و يطلق صيحات الفرح.. الرائحة تملأ عالمي بخدر رائع..جلست امرأة تدل ملامحها على الشرود قرب الشيخ..نظر إليها ثم إلي..كانت الوردة أحلى من أي شيء في العالم.. سحبت يدي..البنت الصغيرة ضحكت..الوردة ملأت الدنيا برائحة رائعة.. الشيخ ابتسم بود ..
****************
[mark=#ffff99]العلم[/mark]
تسلق الجدار ببطء ووصل .. وقبل أن يخطو خطوة واحدة رآها.. قالت له عند الصباح : متى سننزل هذا العلم اللعين ؟؟ قال / عندما نتخلص من الاحتلال .. صاحت : ولماذا ننتظر يا ولد .. ولم يكن يعرف أن أمه اتخذت القرار نفسه الذي اتخذه، وأنها خرجت في هذه الليلة مثلما خرج،وأنها حملت مثلما حمل.. وهاهي تسبقه.. شعر بفرح غامر .. رآها تقترب من السارية وتنزل العلم اللعين بيد ثابتة ، وعندما رفعت يدها بالعلم الذي حملته من البيت ، انطلقت عدة رصاصات غادرة فهوت .. أراد أن يصرخ ولكن أخذ يزحف وهو يغص بالدموع .. اقترب منها ، ارتعشت أصابعه وهو يسحب العلم المغطى بدمها .. وقف.. أخرج العلم الذي أحضره معه.. وقبل وصول رصاصاتهم إلى جسده ، ارتفع على السارية علمان فلسطينيان ..
**********
[mark=#00ccff]دموع[/mark]
على الصدر الدافئ كان طفلها جثة هامدة.. وبقية من دم أخذت تخفق على مسافة من ثوبها الممزق .. تذكرت للحظات شجرة زيتون مسروقة وكانت تبكي بحرقة وصمت.. أرادت كلمات الإنسانية والعدالة والحق أن ترسم هذه الصورة .. ولكنها توقفت مشلولة ، فكأنها وقفت أمام مرايا كثيرة كانت تعكس ذات الصورة المتكررة في المخيم الحزين المدمر .. أجساد، حرائق ، دمار جثث .. وعادت الطائرات الإسرائيلية لتقصف من جديد .. في زاوية من زوايا صحف اليوم الثاني كان الجميع يحاربون بأحدث الأسلحة الكلامية ـ ويقفون في وجه الغزو الصهيوني .. في زاوية أخرى ـ إعلان بالألوان ـ يقول : دخنوا السجائر الأميركية فهي الأفضل ..
**********
[mark=#ffcccc]اللعبة[/mark]
يمشي ببطء على الرصيف .. يحدق في الوجوه .. يتطلع بصمت إلى الواجهات المكتظة بالأشياء الجميلة .. يتنهد .. يتمنى أن يشتري كل شيء لابنته الصغيرة التي تنتظره في البيت . يتحسس ما تبقى معه من نقود .. يتنهد من جديد.. ليرات قليلة لا تكفي لشراء أي شيء.. وقف أمام إحدى الواجهات .. كانت اللعبة المعروضة في المقدمة مغرية .. قالت له ابنته قبل أيام " متى ستشتري لي لعبة ؟؟ " وعدها قائلاً : " آخر الشهر " .. ووافقت الصغيرة على آخر الشهر هذا .. ولكن النقود تطايرت مع الأيام الأولى من الشهر الجديد .. النقود المتبقية لا تكفي .. وتابع الطريق ..
******
[mark=#ff9966]ذاكرة البرتقال[/mark]
المخيم كله يعرف فاطمة .. والمخيم كله يحب أن يستمع إلى فاطمة .. وأن يدقق كثيراً في ملامح وجهها الجميلة الحلوة .. وفاطمة تحب الشمس .. وتحب الخيمة القديمة والشال الذي أحضرته من حيفا .. فتقسم بالوطن ومن خلق الوطن أن للبرتقال ذاكرة عجيبة .. وتروي عن ذلك أحاديث غريبة .. ولا تتردد فاطمة في القول: إن طعم البرتقال تغير كثيراً منذ رحيل الأهل عن فلسطين ، وأنَّ شكله لم يعد كما كان تماماً ، والغريب أن فاطمة هذه ، ذهبت ذات يوم، وما عادت .. والأغرب منه أن فاطمة هذه وكما قيل لنا حرفياً ، حملت البندقية وذهبت إلى هناك ، لتعيد للبرتقال طعمه المعروف وشكله الذي كان من قبل ..
**********
[mark=#ccffcc]الحمام[/mark]
في ذات اللحظة التي ارتفع فيها سرب من الحمام يحمل العلم الفلسطيني في سماء مدينة نابلس أخذ جنود الاحتلال يتجادلون حول خداع البصر ، وما أشبه ذلك من أمور .. صاح أحدهم محتداً : كيف يمكن لسرب من الحمام أن يحمل هذا العلم الكبير ؟؟ أصر آخر : لقد قرأت كثيراً عن خداع البصر ، ولايمكن إلا أن يكون كذلك.. ضحك الطفل الذي يحمل بيده الصغيرة حجراً، وما قال أي شيء .. وعندما اشتد النقاش واحتد، قرروا أن يطلقوا الرصاص على سرب الحمام ، فعلوا ، تكاثر الرصاص ، سقطت حمامة واحدة، وبقي العلم الفلسطيني مرتفعاً في السماء ..
************
[mark=#ff6699]شباك الأحبة[/mark]
مدت رأسها..كان الشباك مطلا على شارع مزدحم..الشباك الآخر لم يفتح..ظنت أن العاشق ما زال نائما..مرت ساعات و الشباك الآخر لم يفتح..رمت بحصة،ثم حجرا صغيرا..دون جدوى..بقي الشباك الآخر مغلقا..أرسلت أخاها الصغير ..قرع الباب بيده،ثم برجله،وبعدما امتد زعيق وضجيج الولد، خرجت الجارة الجميلة و أخبرت الولد أن الساكن الذي كان يطل من الشباك الآخر أصبح زوجا لها وبهدوء أغلقت الباب..
[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 24 : 04 PM   رقم المشاركة : [3]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px inset chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]أعود للربط بين تصريحات الكاتب وقصصه القصيرة جدا مع الاقتراحات والنقاط التالية دون تقييد:
* شاعرية طلعت سقيرق ومدى حضورها في قصصه القصيرة جدا.
* إبداع الكاتب وتميزه وموهبته وتوظيفها في القصة القصيرة جدا.
* الوطن وقضيته وحضوره في قصص الكاتب.
*قصيدة النثر والقصة القصيرة جدا والإجحاف في حقهما وإنصاف الكاتب لهما بتقديم نماذج ناجحة ومنصفة وكتابات توجيهية ونقدية بخصوص النوعين الأدبيين.
مع التحية والتقدير للجميع.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 24 : 06 PM   رقم المشاركة : [4]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=justify]الاخت الغالية أ.نصيرة تختوخ

ملف هام يبحث في القصة القصيرة جدا في الادب العربي،
وللراحل باع طويل ورأي أرى أن نستنير به هنا لإلقاء الضوء عليه عن قرب،
في هذا الحوار يطرح أديبنا الغالي المرحوم طلعت توضيحا ضروريا لتعريف القصة القصيرة جدا،


القصة القصيرة جدا .. مقدمة وإشارات

هل استطاعت القصة القصيرة جداً ، بعد أن مرّ ما مرّ من سنوات ، أن تفرض وجودها كفن قائم بحدّ ذاته ؟؟ أم أنها ما زالت بحاجة إلى الشعر أو القصة أو سواهما ، كحامل ومرجعية ؟؟ وهل يستطيع هذا الفن أن يقول ببنية وتعريف خاصين به ؟؟ ..

أفترض بداية أنّ العام 1970 ((1)) كان الزمن الحاضن لانطلاق القصة القصيرة جداً . وهذا الافتراض يعني أول ما يعني ، أنّ هناك أعواماً كثيرة مرت على البداية ، لنكون أمام أرضية يستدعي امتدادها الطويل ، وجود ركائز ونصوص وتعريفات وآراء ، تعطي هذا الفن قدرته على الظهور والثبات والرسوخ .. لكن التحديق الطويل في الناتج ، يقول إن ذلك لم يحدث .. فما هي الأسباب ؟؟..
لن نبتعد كثيراً في بناء افتراضات أو ما يشبه الافتراضات . إذ من الواضح الجلي ، أنّ القصة القصيرة جداً ، كانت تسير بهدوء وروية وأناة ، دون أن تثير الجدل أو النقاش وحتى المعارضة . مما جعلها أقرب ما تكون إلى الوليد الذي آثر أن تمتدّ بعض سنوات عمره في الظل ، وما أن خرج هذا الوليد إلى النور والعلن بقوة ، بعد أن كبر واكتمل نضوجه ، حتى أخذ يثير الأسئلة والإشارات . وهي الأسئلة التي جاءت متأخرة بعض الشيء ..
كما أنّ القصة القصيرة جداً لم تطرح نفسها كبديل للقصة القصيرة ، أو لأي نوع آخر .. مما جعلها بعيدة عن هجوم أصحاب هذا النوع أو ذاك .. ومن يدقق في الهجوم على قصيدة التفعيلة ، أو قصيدة النثر ، لا يستطيع إلا أن يجد السبب في أن كلّ واحدة كانت تطرح نفسها كبديل لسابقتها .. قصيدة التفعيلة ، أرادت أن تحل مكان القصيدة العمودية .. وقصيدة النثر بدل التفعيلة ، أو بدل العمودية والتفعيلة معا ..
إلى جانب ذلك ، كانت القصة القصيرة جداً ، عند كلّ كاتب من كتابها ((2)) ، على هامش نوع آخر رئيسي بالنسبة لهذا الكاتب . فكاتب القصة القصيرة جداً ، شاعر ، أو قاص ، أو روائي ،في الأساس ..وتأتي القصة القصيرة جداً تابعة أو على هامش النوع الرئيسي. ولم نجد كاتباً يتفرغ للقصة القصيرة جداً ((3)) دون سواها ، لتكون محور كتابته . وإن كنّا نشير إلى أنّ الشاعر محمود علي السعيد قد أعطى هذا الفن جزءاً كبيراً من اهتمامه كتابة ونشراً ، فكانت القصة القصيرة جداً تسير عنده إلى جانب الشعر ، لا على هامشه ..

لكن ماذا عن الأسئلة المطروحة ، وعن إجاباتها ؟؟..

علينا أن نشير بثقة تامة إلى استقلالية فن القصة القصيرة جداً بعيداً عن أي خلط أو محاولة لإدخاله في معطف الشعر أو القصة وسواهما. فالفن هنا ذو شخصية مستقلة متكاملة الملامح والأبعاد . وقد استطاع الزمن الذي مرّ ، أن يظهر هذه الاستقلالية ويعطيها هويتها وبصمتها . فكانت القصة القصيرة جداً ، جنسا أدبيا قائماً بذاته ، مستقلاً بملامحه ، غنياً بسيرورته .. والأهم ، أنّ هذا الجنس فرض وجوده بقوة، فما عاد بحاجة إلى نقاش في هذا المجال ، لأنّ أي سؤال حول شرعية الوجود ، لا يكون مع موجود أصيل حاضر بقوة . وتبقى مسألة التعريف والتوصيف والتحديد ، هي الأهم ، كون الداخلين في صلب هذه المسألة ، يدورون في أكثر الأحيان حول الظاهر ، ولا يتناولون الفن كفن .. وإذا كانت هناك قلة قد أعطت التعريف والتوصيف حقه ، فإنّ الأمر ما زال بحاجة إلى نقاش ..
القصة القصيرة جداً .. والتعريف :
أميل هنا إلى قول القاص حسين المناصرة معرفاً : " يمكن تعريف القصة القصيرة جداً على أساس أنها بضعة أسطر تشكل نصاً سردياً مكثفاً " .. وميلي إلى هذا التعريف ، نابع من كونه الأشمل والأكثر اختصاراً .. وأرى من جهتي ، أن : " القصة القصيرة جداً ، هي القصة التي تقدم الحدث والحبكة والشخصيات في سطور قليلة ".
وظني أن التحديد واجب في مداخلة فن القصة القصيرة جداً ، إذ لا يقبل بأي حال أن يقال في الحجم ، إنه قد يصل إلى عدة صفحات. فمن غير المعقول ، أن نقول (( قصة )) و ((قصيرة جداً )) ثم نفتح المجال ، لتكون هذه القصة في صفحات ، وكأننا نعيدها مباشرة إلى التطابق التام مع القصة القصيرة . فهناك كما نعلم ، قصص قصيرة ، في صفحتين ، فكيف نفرّق بين هذه وتلك ؟؟. أليس الأجدى أن نحدد ونضبط ، بدل أن نترك الحبل على الغارب،وكأننا لا نعرف ماذا نفعل أو نقول أمام هذا الجنس أو النوع ، معلنين إمكانية وصف كلّ نص وإن طال، بأنه قصة قصيرة جداً ؟؟..
قد تكون القصة القصيرة جداً في سطر أو سطرين ، وتمتدّ لتكون في صفحة أو لنقل في مئتي كلمة على الأكثر .. وهذا لا يعني على الإطلاق أن نقيس أو نعدّ الكلمات . كما لا يعني القبول ، بتحويل التكثيف والاختصار ، إلى لعبة فنية ، لا تمتّ إلى القص بصلة ، فمهما اختصرنا، علينا أن نبقي على القص . إذ لا توجد قصة قصيرة جداً دون فن القص والحكاية . وإذا زادت الكلمات عن مئتي كلمة ، فهذا لا يعني أنّ القيامة قامت ، إذ بضع كلمات تغني الفن وتبنيه لن تخرج بالنص عن كينونة القصة القصيرة جداً .. لكن لا يجوز أن نتجاوز الصفحة الواحدة، لنقول بصفحتين أو صفحات .. ومن جهتي ، وتبقى المسألة شخصية ، أميل إلى أن تكون القصة القصيرة جداً في سطور قليلة قدر المستطاع ، مع المحافظة على روح القص ..
بعد هذا التعريف أو التوصيف ، لابدّ أن يبرز سؤال عن سمات القصة القصيرة جداً .. والسؤال هنا يحاول أن يداخل الصفات العامة التي تمسّ البنية الفنية لهذه القصة .. فماذا نقول في هذا ؟؟ ((4))
قد أجد أنّ التركيز والتكثيف والإيجاز والصور السريعة والإيحاء والإدهاش ، والاختيار الذكي الثر للمقدمة والنهاية ، من أهم صفات القصة القصيرة جداً . وظني أنّ الوصف يجب أن يكون مختصراً أشدّ الاختصار ، وأنّ الشخصيات يجب أن تحضر بكثافة وقوة ، وأنّ الحدث يجب أن يكون متحركا غنيا نابضاً على الأغلب . وفي كلّ الأحوال ، على القصة القصيرة جداً أن تترك أثراً ودهشة ومغزى ورعشة إعجاب ..
القصة القصيرة جداً فن حديث :
أشير هنا إلى ضرورة الانتباه إلى كون القصة القصيرة جداً ، نوعا أو جنسا قائماً بذاته ، لا يعود كما يرى البعض إلى الحكمة أو المثل الشعبي أو الأقوال الشعبية وما شابه . إذ من غير المجدي أن نحاول إعادة كلّ شيء إلى التراث ، أو أن نقول بأنّ أدبنا قد عرف هذا الفنّ من قبل . إذ التعريف واضح ، ولا داعي بأي حال ، لتحميل التراث فوق ما يحتمل . والخلط حسب ظني ، نابع من غياب مفهوم القصة القصيرة جداً . إذ كيف نرى في المثل قصة قصيرة جداً ((5)) ، مع علمنا أنّ المثل بعيد عن القص بمعناه الفني الذي نعرفه الآن كلّ البعد .. ولا داعي لأنّ نلف وندور هنا ، لنقول إنّ المثل جاء بعد حادثة ، ثم نروي الحادثة أو قصة المثل ، لنثبت أننا نملك قصصاً قصيرة جداً في تراثنا . فلن تنقص قيمة التراث ، ولن يتأثر ، إذا كان لم يعرف فناً ، هو في الأصل فن حديث..
أعود إلى صلب البحث في كينونة القصة القصيرة جداً ، فأرى أنّ من حق البعض أن يسأل: أليس اشتراط كلمات قليلة لا تزيد عن الصفحة للقصة القصيرة جداً ، قد يقتل حرية الفنان في بناء حدث متماسك والوصول به إلى الأفضل ؟؟..
أقول ببساطة ، وما المانع أن يكتب الكاتب قصة قصيرة دون " جداً " ، إذا كان مصراً على الإطالة . فكاتب القصة القصيرة جداً يجب أن يلتزم بشرطها الأساس ، وهو التكثيف والإيجاز والتركيز . ويمكن أن أورد هنا قصة للقاص مروان المصري من مجموعته ((أحلام عامل المطبعة )) بعنوان (( تجربة )) تقول : (( فتح باب القفص ، فارتعش العصفور ، وخرج للتحري .. بعد بضع جولات ، جاع، فبحث عن قفصه )) .. وقصة من مجموعتي ((الخيمة)) بعنوان (( الفاعل )) تقول : (( اصطفّ الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل .. من منكم يعرف الفاعل .. ؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب وبكى المعلم .. )) ..
فالقصتان تحافظان على مشروعية كون هذا الفن مختصراً مختزلاً . إلى جانب ذلك ، يعبر كلّ نصّ عن معنى التطابق مع كون هذا الفن فناً حديثاً يبتعد عن أي مرجعية تراثية . وقد اخترت النصين ، رغم الاختلاف بينهما ، من حيث البناء والرمز والتكثيف وما إلى ذلك . لأرى إلى قدرة كاتب القصة القصيرة جداً على الحركة والتحرك في مساحة واسعة لا تلزمه بأي قيد ، كما يظن عند التوقف عند حرفية التعريف أو التوصيف .
يلاحظ أنّ قصة تجربة توجز وتختصر إلى أبعد حد .. بينما تبني قصة (( الفاعل )) حدثاً وتطيل أكثر من الأولى .. لكن في القصتين ، هناك التزام بفنية القصة القصيرة جداً ، وقدرة على البناء المؤثر الذي يقول الكثير في كلمات قليلة . فالالتزام لم يحرم أياً من القصتين من قدرتهما على الوصول والإدهاش والمحافظة على البعد الجمالي .
ولنا هنا أن نطيل في السرد إذا شئنا عندما نمدّ في هذه القصة أو تلك .. لكن هل سنضيف جديداً ؟؟ لا أظن .. لأن ما يجب أن يقال قد قيل ، ولا داعي لأي إضافة ، لأنّ كلّ إضافة تعني مقتلاً في البناء وجمالياته ..
النص .. والبناء المحكم :
وللتوغل أكثر في مفهوم القصة القصيرة جداً ، أذكر قصة (( السكين )) من مجموعتي التي حملت عنوان هذه القصة (( السكين )) والتي تقول : (( على صاحب هذه السكين أن يتقدم خطوتين . وتقدّم الجميع خطوتين .. صرخ الضابط خائفاً : قلت صاحب السكين فقط،ارجعوا إلى الخلف . ورجعوا إلى الخلف خطوتين . حاول أن يكون هادئاً بارداً كلوح ثلج. قال وهو يحرك يديه وقدمه ورأسه: ( من كانت معه هذه السكين البارحة فعليه أن يتقدم خطوتين ) . تقدم الجميع خطوتين . صاح حتى كاد حلقه يخرج من بين أسنانه : ( قلت صاحب السكين .. صاحب السكين يا أولاد الـ .. ) ثم عاد لوحاً من ثلج وقال : ( على صاحب هذه السكين أن يرفع يده) وارتفعت من كلّ واحد يد .. صاح بغضب : ( هل من المعقول أن تكونوا كلكم أصحاب هذه السكين .. هل من المعقول ) ؟.. ارتسمت على الشفاه ابتسامة عريضة . زعق كمن يعاني سكرات الموت : ( أنا لا أدغدغكم .. سأقتل صاحب السكين حتى وإن قتلتكم جميعاً .. والآن على صاحب السكين أن يتقدم خطوتين ) .. وتقدّموا خطوتين .. ثلاث خطوات .. أربع .. ولم يتوقفوا .. ظلوا يتقدمون .. صاح .. لم يتوقفوا .. أمر الجنود بإطلاق الرصاص وتراجع وهم يتقدمون .. ارتسمت تحت خطواتهم بقع من دم ، وهم يتقدمون .. زعق الضابط .. زعق الجنود .. زعق الرصاص .. وما زالوا يتقدمون .. ويتقدمون .. )) ..
هذا النص هو الأطول في مجموعتي (( السكين )) التي صدرت في العام 1987م وقد كتب الدكتور سمر روحي الفيصل عنها / صوت فلسطين ـ العدد 284 ـ أيلول 1991ـ / محللاً : (( هذه القصة قصة " موقف " يتسم بتناقض طرفيه . وقد بنى طلعت سقيرق قصته بناء درامياً ((6)) استناداً إلى هذين الطرفين المتناقضين . وليس التناقض بين الطرفين جديداً في القصة العربية، وإنما هو قديم فيها وفي الرواية والمسرح وإن لم يوجه النقاد عناية كافية له أثناء تحليلهم النصوص القصصية والروائية والمسرحية .. وأعتقد أن طلعت سقيرق عدل تعديلاً جذرياً في هذا البناء بحيث يتمكن من توظيفه في قصته القصيرة جداً . ولولا هذا التعديل لما كان قادراً على تقديم هذا النص الجميل الممتع . لنقل إذن إن هناك طرفين متناقضين في القصة ، الأول هو مجموعة رجال مقاومين قبض عليهم لأنّ أحدهم حمل سكيناً أو استعملها ، والثاني هو ضابط يمثل الحاكم الخائف من أن يحمل الناس سكاكين ، وقد أراد معرفة الشخص الذي كان يحمل السكين البارحة من بين الرجال الذين مثلوا أمامه .
أما التعديل الذي أدخله طلعت سقيرق على البناء المعتمد على طرفين متناقضين ، فهو جعل الطرف الأول صامتاً لا يتكلم ، والطرف الثاني يتكلم وحده . وبذلك حجب عن النص الحوار الخارجي بين الطرفين المتناقضين ، لأن القصة القصيرة جداً لا تستطيع استيعاب الحوار الخارجي ، وهو عادة وسيلة القاص أو الروائي أو المسرحي إلى توضيح التناقض بين الطرفين ، ولم يكتف طلعت بذلك ، وإنما راح يجعل رد الفريق الأول إشارة وحركة فحسب ، مع ملاحظة شيء مهم جداً هو أن الإشارة ، كالحركة جماعية وليست فردية . فإذا طلب الضابط من صاحب السكين رفع يده رفع الرجال كلهم أيديهم ، وإذا طلب منه أن يتقدم خطوة تقدموا جميعاً .
نتج عن هذا التعديل أمران هما أساس البناء الدرامي لقصة السكين . الأول هو تدرج الضابط من الانفعال بموقف الرجال إلى الغضب منه ، ثم إلى فقدان السيطرة على أعصابه وأمره الجنود بإطلاق الرصاص . والثاني تدرج موقف الرجال من الانصياع الجماعي إلى أوامر الضابط إلى الفعل الجماعي الذي يخرق حدود الأمر . ففي بداية النص ووسطه طلب الضابط من الرجل الذي حمل السكين البارحة أن يرفع يده أو يرجع خطوة إلى الوراء أو يتقدم خطوة إلى الأمام ، وكان الرجال يتقيدون بالأمر بشكل جماعي فيرفعون أيديهم أو يتقدمون أو يتراجعون خطوة ، لكنهم في نهاية النص خرقوا التقيد بالأمر واستمروا يتقدمون دون توقف . ويبدو بناء القصة هنا واضحاً، فكلما تدرج موقف الضابط سلباً تدرج موقف الرجال إيجاباً . هو يغضب وهم يزدادون تضامناً وجرأة ، حتى انتهى ((الموقف )) بانتصارهم على الرغم من أن الجنود أطلقوا عليهم الرصاص وسالت دماؤهم .. ذلك أن الضابط تراجع أمام تقدمهم ، وهذا هو الإيحاء الفني الكبير في النص .. إنه التضامن ، أو قل: الوحدة ، وحدة الموقف ليتحقق الهدف الواحد . ولو تذكرنا الآن ترميز القصة : الضابط = إسرائيل .. الرجال = الانتفاضة ، لاتسع الإيحاء وبدا النص أكثر عمقاً تبعاً لبنائه المتين المحكم .
وربما استطعنا ، هنا ، تذكر التكثيف ، لكننا مضطرون قبل ذلك إلى ملاحظة شيء يؤدي إليه ، هو أن طلعت ذكر الضابط والجنود مرتين في النص . والمرتان متشابهتان : ذكر في الأولى الضابط وحده ثم الجنود وحدهم ، وفي الثاني جمع بين الضابط والجنود . وليس ذلك شيئاً عابراً ، وإنما هو شيء لغوي خدم النص . ذلك أنّ ذكر الضابط تم ، أول مرة ، في بداية النص ، ثم راحت الإشارة إليه تتم بضمير الغائب ، وقبل نهاية النص تم ذكر الجنود حين أمرهم الضابط بإطلاق الرصاص . أما جمع الضابط والجنود في جملتين متواليتين فقد تم في نهاية النص بشكل واحد ينم عن رعب هذين الطرفين ، هذا الشكل هو : ( زعق الضابط.. زعق الجنود ) . لقد تساويا في الرعب فما عاد بينهما سيد ومسود . وإذا ذكرنا التكثيف هنا سألنا أنفسنا عن إمكانية حذف كلمة الضابط أو كلمة الجنود مرة من النص اكتفاء بورودها مرة أخرى . من الواضح أننا لا نستطيع ذلك إذا رغبنا في المحافظة على تماسك النص وإيحائه ، مما يشير إلى أن التكثيف في النموذج الذي قدمه طلعت ليس شكلياً تابعاً لعدد الكلمات فحسب ، وإنما هو مضموني قبل ذلك ، نابع من الموقف الذي تريد القصة التعبير عنه ، وفي ذلك فليتنافس القاصون )) ..
تحليل الدكتور الناقد سمر روحي الفيصل لنص (( السكين )) يقدّم الكثير من المحاور التي تفيد في فهم بنية القصة القصيرة جداً . وظني أنّ الدكتور سمر ، كان أول من درس القصة القصيرة جداً بتوسع في مقالات عدة . وجاء كتاب (( القصة القصيرة جداً )) للقاص أحمد جاسم الحسين في العام 1997 م في دمشق ، كأول كتاب في هذا المجال على حدّ علمي .. وطبيعي أنّ هناك دراسات كثيرة ، وآراء ، ونقاشات ، قد داخلت القصة القصيرة جداً ، وتحدثت عنها ، قبل المقالات والكتاب المذكورين . إذ لا يمكن وضع نقطة نهائية في هذا المجال ..
تعدد في الآراء .. تنوع في ا لتحديد :
يمكن أن نأخذ هنا عدداً من الآراء التي داخلت فن القصة القصيرة جداً ، لنرى إلى أي حد تطابقت أو اختلفت مع ما ذهبنا إليه .. وإذا كان التطابق يعني نوعاً من الوصول إلى مفهوم موحد ، فإن الاختلاف يصبّ في اتجاه إيجاد أرضية دائمة الحركة ، وقابلة لاستقبال الجديد ، في مفهوم القصة القصيرة جداً ..((7))
ترى القاصة أميمة الناصر في النظر للقصة القصيرة جداً أنّ اللغة تجيء (( لتكونني ، لم تعد جامحة بغباء ، أو عنيفة بحمق ، أضحت هادئة ، تطرق أسئلتها الإنسانية والوجودية بهدوء ، هدوء من يعرف الجواب )) و (( بات السؤال خاطفاً ، وكذلك الجواب . اختزلت اللغة نفسها ، تساقط الكثير من الفائض وما بقي في النص تشبع بفضاءاته وألوانه ، هكذا أضحت قصصي )) .. وترى الأديبة كوليت خوري أنّ نصوص القصة القصيرة جداً ما هي إلا (( مقطوعات صغيرة .. قد نعتبرها شعراً .. وقد نظنها عبراً .. وفي أيامنا هذه .. قد نسميها قصصاً قصيرة .. قصيرة قصيرة .. )) بينما تقول الشاعرة والقاصة أنيسة عبود : ((القصة القصيرة جداً نتيجة حتمية لتطور القصة القصيرة ولتحول الحياة اليومية للفرد ، إنها كقصيدة النثر ، وليدة حالة ملحة تعبر عن زمن آت ، سريع مكثف ، لماح وجارح. إنها تشبه القصيدة الومضة . ولكن هذه القصة لم تؤكد وجودها كحالة مستقلة ..)).. وتقول القاصة حنان درويش : (( القصة القصيرة جداً تكثيف لأحداث ومواقف وأفعال .. إنها مرآة الومضة، وفيها يستطيع القاص أن يقول الكثير في كلمات قليلة )) وتقول القاصة ندى الدانا : (( القصة القصيرة جداً هي لقطات من الحياة أشبه بالتصوير الفوتوغرافي أو بالمشهد السينمائي . وتتميز بالتكثيف والتركيز واختزال معانٍ كثيرة في أسطر قليلة .. أحياناً تقترب من الحكمة ولا تكونها .. وأحياناً تقترب من الطلقة المصوبة ببراعة .. وبإمكانها التقاط تفاصيل كثيرة من الحياة هامة جداً ، رغم أنها تبدو هامشية .. )) .. وتقول القاصة حكيمة الحربي أن هذا الفن (( يحتاج إلى تركيز من الكاتب وتكثيف الصور والرموز الموحية والحدث )) وأنها تناولت في قصصها (( عمق الألم الإنساني والهم المجتمعي . وعالجتها بموضوعية بأسلوبي الذي عرف عني وهو المزاوجة بين الشعر والسرد بإطار لغوي وصور بيانية ناطقة ذات مدلول على المعنى المراد وبعبارات تنم عن خيال خصب )).
في متابعة الآراء نجد أنّ القاص حسن حميد يقول : (( القصة القصيرة جداً حال إبداعية شبيهة بحال قصيدة النثر من حيث القبول بها أو عدم القبول كجنس أدبي له استقلاليته ونكهته، يضيف للقصة القصيرة كإبداع ، ولا يأخذ منها باعتباره عالة عليها أو متسلقاً على نجاحاتها)).. ويرى القاص اسكندر نعمة : (( أنّ القصة القصيرة جداً ، إما أن تظل قصة قصيرة عادية مكثفة ، أو أن تجنح نحو الخاطرة القصصية . وهي في كلتا الحالتين تبقى شكلاً من أشكال المحاولات التجريبية في إطار القصة القصيرة )) بينما يرى القاص حسين المناصرة أنه (( ما بين مصطلحي القصة القصيرة و ـ النص ـ ولدت القصة القصيرة جداً ، لتكثف ، وتوتر ، وتؤسطر .. وتبهر .. وتحاول أن تعلن أنها النص الأكثر اقتراباً من المتلقي في عالمه الممتلئ بالتقطيعات والتشوهات والتناقضات .. وقد قيل : خير الكلام ما قل ودل..))..
وفي هذا المجال يرى القاص عوض سعود عوض أن (( القصة القصيرة جداً هي ابنة القصة القصيرة أو هي أختها ، وهي شكل جديد لكتابة الحدث يعتمد على التكثيف الفني والدهشة )) ويقول القاص فهد العتيق : (( النص القصصي القصير جداً ، ليس نصاً قصصياً غير مكتمل ، إنه حالة جديدة فرضت نفسها وقدمت لوحات فنية جميلة تقدم نفسها بلغة شاعرية بسيطة ومكثفة وبطرائق تعبير جديدة ومختلفة ذات مضامين وافكار متشظية داخل هذا النص القصصي القصير جداً والموحي باحتمالات دلالات عديدة )) .. أما القاص جبير المليحان فيرى أنها (( كنفس عميق جداً ، ليست حكمة ، ولا لغزاً ، إنها شفافة وعميقة كالشعر وفاجعة مثله ، وبها لوعة وبكاء وحزن ، إنها ألم في القلب : أكبر من الوخز ، وأصغر من عملية جراحية .. )) ويقول القاص عارف العضيله : (( في الغالب لا يمكن أن تتجاوز القصة القصيرة جداً خمسة سطور .. هذا بالكثير .. ويمكن أن تكون سطراً واحداً فقط .. )) ..
نلاحظ أنّ خارطة التعريف واسعة ، وإن كان هناك ما يشبه الاتفاق على القص والتكثيف ، دون الدخول في مفهوم الرمز والإيحاء والإشارة ، وما إلى ذلك . فالقصة القصيرة جداً تبقى في المفهوم الأعم ، قصة تلجأ إلى الاختصار والضغط والتركيز قدر المستطاع .
القصة القصيرة جداً .. وكلمة أخيرة ..
لا شيء يعطي القصة القصيرة جداً مشروعيتها ومصداقيتها قدر إخلاص كتابها لها ، وابتعادهم في كتابتها عن أي حشو أو تفصيل أو إسهاب في الكلام . فالقصة القصيرة جداً ، يجب أن تبدأ وتستمر نبضاً وتركيزاً ولمعاناً من العنوان حتى آخر كلمة . وإذا كان الإيجاز مطلباً لا يستغنى عنه ، فإنّ مناقضته في إعطاء القصة القصيرة جداً مشروعية الامتداد في أكثر من صفحة ، يعني مقتلاً لهذا النوع من الفن . إذ يفترض أن تكون القصة القصيرة جداً ، قصيرة جداً حقيقة ، كي تصل إلى التوافق مع التسمية والمصطلح على أقل تقدير ..
وظني أنه لا داعي للأخذ والرد في إعطاء المشروعية أو سحبها لهذا أو ذاك من الكتاب في مجال القصة القصيرة جداً . فالأمزجة لا تكون حكماً في مشروعية الفن ، ولا تعطي جواز سفر . إنّ الحكم على القصة القصيرة جداً ، يجب أن يخضع لمعايير نقدية واضحة ومفهومة ، لا لمعايير مزاجية غائمة وغائبة تحت ستار من الغايات الشخصية ((8)). فالفن فن في كلّ الحالات . والقصة القصيرة جداً ، يمكن أن تعطي المشروعية لمن يفهمها ، وأن تحرم من لا يفهمها هذه المشروعية .. والزمن في النهاية ، هو الحكم .. فلماذا لا نبني هذا الفن الجميل ونعمل على دعمه ورفده ، بدل أن نتصارع عاملين على هدمه دون أن نشعر ؟؟..

هوامش ومرجعيات :
يبقى العام 1970 افتراضياً ، إذ قد تكون القصة القصيرة جداً قد بدأت قبله أو بعده بأعوام قليلة ..
2) كثيرون كتبوا القصة القصيرة جداً نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : محمود علي السعيد ، سليمان سعد الدين ، محمد توفيق السهلي ، سها جلال جودت ، محمد أكرم مباركة ، محمد توفيق الصواف ، شفيق محمد السهلي ، ندى الدانا ، حنان درويش ، طلعت سقيرق ، أحمد جاسم الحسين ، مروان المصري ، حسن حميد ، جمال جنيد ، وليد معماري ، زكريا تامر ، صلاح مفلح أسعد ، أميمة الناصر ، نور عمران ، دلال حاتم ، محمد قرانيا ، محمود شقير ، عبد الله أبو هيف ، محمود موعد ، حسين المناصرة ، حكيمة الحربي ، اسكندر نعمة، عماد نداف، محمد منصور ، عوض سعود عوض ، جبير المليحان ، فهد العتيق ، عارف العضيله ، نبيل جديد ، نضال الصالح ،عدنان كنفاني، نجيب كيالي ، ضياء قصبجي ، محمد ابراهيم الحاج صالح ، يوسف حطيني.. وهذا جزء من كلّ ، مما يعني أنّ القصة القصيرة جداً قد توافر لها عدد كبير من الكتاب ..
3) هناك مصطلحات كثيرة استعملت لتسمية هذا الفن مثل : النكتة القصصية ، القصة الومضة ، القصة الكبسولة ، القصة المكثفة ، القصة الحديثة ، القصة الجديدة . لكن ((القصة القصيرة جداً )) تبقى هي الأكثر حضوراً وإقناعاً كتسمية ومصطلح ..
4) كثيرون كتبوا عن القصة القصيرة جداً منهم : د. سمر روحي الفيصل ، طلعت سقيرق، حسين المناصرة ، محمود علي السعيد ، اسكندر نعمة ، ندى الدانا ، حسن حميد ، وسواهم .. لكن كتاب القاص الناقد أحمد جاسم الحسين (( القصة القصيرة جداً )) 1997 يعتبر الكتاب الأول في هذا المجال ..
5) في اعتقادي يميل أصحاب القول بأنّ القصة القصيرة جداً تعود إلى المثل أو الحكمة ، إلى نسف ركائز هذا الفن وتغييبها . إذ أنّ اختلاط المفاهيم ، يضيع القصة القصيرة جداً ويدخلها في متاهات لا نهاية لها ..
6) قليلاً ما تستطيع القصة القصيرة جداً أن تبني بناء درامياً في قدرة الاعتماد على الصراع بين طرفين نقيضين .. واختيار الدكتور سمر روحي الفيصل لهذه القصة اعتمد على ما تحمله من معطيات هذا البناء ..
7) أكثر هذه الآراء جاءت في شهادات عن القصة القصيرة جداً سيضمها كتابي ((القصة القصيرة جداً / نماذج وآراء )) والذي سيصدر قريباً .. وعلي أن أشير هنا إلى أنني لا أتفق مع بعض التعريفات ، لكن لكل رأيه ونظرته ..
8) طبعاً لا أقصد الإساءة لأحد ، لكن من باب أولى أن نتجه إلى نقد القصة القصيرة جداً، لا إلى التجريح والتشكيك والمماحكات ومحاولة التقليل من قيمة هذا الكاتب أو ذاك جراء مواقف شخصية لا علاقة لها بهذا الفن أو بالأدب بشكل عام ..

*نشرت في مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة في دمشق العدد 431آب 1999..

[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 00 : 07 PM   رقم المشاركة : [5]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ مازن شكرا لك ولإضافتك ولتقريب القارئ أكثر من رؤى الكاتب طلعت سقيرق بالنسبة للقصة القصيرة جدا.
لنعود على ضوء أفكاره وقناعاته وإبداعاته لتناول ماقدمه هو في هذا المجال وماميزه وميز إبداعاته بهذا الخصوص.
تحيتي وتقديري[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 35 : 08 PM   رقم المشاركة : [6]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:more61: رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

الأديبة العزيزة نصيرة
بالرغم من معرفتي وقراءتي لبعض هذه القصص، إلا أنني وجدت نفسي وكأنني أقرؤها للمرّة الأولى.
شكرًا للتذكير ولروح الأديب الكبير طلعت سقيرق السلام والرحمة.
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 36 : 09 PM   رقم المشاركة : [7]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=justify]
الأديبة العزيزة أستاذة نصيرة
رائعة جداً مبادرتك وأسلوبك في عرض وتناول القصة القصيرة جداً عند القاص الأستاذ طلعت سقيرق
كل الشكر لك والشكر موصول للأخ العزيز الأستاذ مازن شما على إضافته الرائعة هنا ومساهماته الكثيرة
هكذا نستطيع أن نبدأ بأسلوب منهجي لا تشوبه شائبة بدلاً من أن نتجمد ونتوقف
أسعدتني كثيراً بهذا الجهد
لك مني كل التقدير والامتنان
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 39 : 10 PM   رقم المشاركة : [8]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ خيري مرحبا بإطلالتك وليت وقتك يسعفك لتناول هذه القصص بالنقد أو تسجيل الانطباعات عن مميزاتها.
لقد تعمدت التنوع في انتقائي: التيمة، التباين في طول القصص ، الشخصيات ...
تحياتي لك وتقديري[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 51 : 10 PM   رقم المشاركة : [9]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]كل الشكر لك أستاذة هدى على مباركة هذه الخطـوة التي أتمنى أن تلقى الإقبال والاستمراريـة والتي ستأكد احترافية الموقع وأقلامه.
أحب أن أضيف ملاحظـة أن كبار الفلاسفـة والمفكرين والمبدعين في العالم تناولوا الأدب والفن كمادتين للتفكير والفلسفة والتأمل والتدقيق وأن من يتأمل أعمالا أدبية قيمـة يمنـح نفسه فرصة الاستكشاف ومتعـته.
لذا ففتح ملفات كهذه في نظري بمثابة فتح أبواب متاحف لمحبي ورواد الأدب.
تحيتي لك وتقديري[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 10 / 2012, 47 : 11 PM   رقم المشاركة : [10]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: نافذة على القصة القصيرة جدا عند الأديب طلعت سقيرق

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][mark=#FFFFCC]هندسـة الروح في قصة '' العلم '' القصيرة جدا للكاتب طلعت سقيرق[/mark]
في سطور قليلـة يجمع الكاتب طلعت سقيرق الأم بالابن بالعلم باللحظـة في تركيز شديد ملفوف
في قرار مشترك.
يتبع القارئ الشخصيات ليجد نفسه يدخل إلى الصدر الفلسطيني بأمنياته و أنفاسه و نبضه المتغير الإيقاع بين رغبـة وقرار وانطفاء.
الرمزية الشديدة ليست وليدة الصدفة فللعلم ورفرفته وقعه على النفس ومعانيه المرتبطة بالنصر والحرية .
اشتراك الأم والابن في ذات العمليـة يظهر توحد الجيلين والروحين حين يتعلق الأمر برغبة وطنيـة وإن كانت تكلف غالياً.
الأم لا تثني الابن عما يريد ولا هو يفعل.
العلم الذي يصفه الكاتب طلعت سقيرق ب '' اللعين '' واقع أمام الأعين؛ موجود ومرتفع.
المهمـة محفوفة بالخطـر لكن لا الأم ولا الابن يعترفان باستحالتها والإصرار الذي أتت به الخطى يتواصل حتى سقوط الجسد الأول ثم إصابة الثاني بعد تمكنه من هدفه.
يرسم الكاتب طلعت سقيرق الأحداث بدقة بالغـة دون الغوص في التفاصيل. بتكثيف وحوار قصير لايتعدى الجمل الثلاث يفتح آفاق قصته ويصنع حجم شخصياته التي تحمل أرواحا مشحونة بحب الوطن و نصره وحريته.
أم وابن بطوليان لايعترفان بالموجود المفروض عليهما وعلى استعداد تام لتغيير وضع مقيت بوضع ترضاه النفس.
الابن لايفزع ساعة سقوط الأم، لايذعر بثبات يرفع العلمين معاً واحد مخضب بالدم والثاني يسبق الرصاص إلى الساريـة ليصنـع نجاح ونشوة البطولـة.
يمكن لكل قارئ أن يسرح بخيالـه في شكل المكان و طبيعته وأجواءه ويشترك الكل في الوقع القوي لمضمون القصة ونهايتها على النفس.
الأرواح البطولية بتصميم الأديب طلعت سقيرق تلامس الروح الإنسانية.
توقظ تذكيرا بقساوة الاحتلال وسرعـة اتخاذ قرار الإقصاء بالنسبـة للمُحْتَل وبالحلم والأمنية الملحين بالنسبـة للمحتلة أرضـه .
الاندفاع نحو الأمنية يكلف عمرين لكنه يتحقق إشارة لها دلالتها في قصة الأديـب التي يمتزج فيها وقع النصر بالدم وسرعة الرصاص.
Nassira[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نافذة, الأديب, القصة, القصيرة, سقيرق, طلعت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا هي الكتابة عند الأديب طلعت سقيرق// د. رجاء بنحيدا دراسات أدبية 19 07 / 03 / 2015 13 : 10 AM
الأديب طلعت سقيرق قاسم فرحات شخصيات لها بصمات 1 06 / 03 / 2012 21 : 08 PM
الأديب الفلسطيني طلعت سقيرق قاسم فرحات شخصيات لها بصمات 4 29 / 10 / 2011 30 : 12 AM
وردة عشق : للشاعر الأديب طلعت سقيرق ناهد شما الشعر 13 16 / 04 / 2011 48 : 01 AM
في حوار مع الأديب الشاعر طلعت سقيرق طلعت سقيرق حاوروني 0 09 / 12 / 2009 05 : 02 AM


الساعة الآن 45 : 03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|