التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,675
عدد  مرات الظهور : 163,170,848

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 06 / 2008, 03 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الغضب - قصة - طلعت سقيرق

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/15.gif');border:4px ridge green;"][cell="filter:;"][align=justify]
«أزهر الحزن يا عائشة، أزهر الحزن.. البيت طار، نسفوه.. نسفوه يا عائشة.. والولد راح، قتلوه، قتلوه يا عائشة.. والآن قولي لي ماذا أفعل يا بنت الحلال.. هل أقف هكذا طويلا أمام ركام البيت أندب حظي وأبكي ولدي.. أولاد الكلب لم يتركوا لنا شيئاً.. لو كان باستطاعتهم أن يسحبوا الهواء حتى لا نتنفس.. لسحبوه.. ماذا أفعل يا عائشة.. ما عاد عندي صبر.. أشعر بالذهول يا عائشة.. زمن مثل القطران.. الشيب صار ملء العمر يا عائشة.. ماذا أفعل يا بنت الحلال.. ماذا أفعل يا عائشة.. ماذا أفعل؟؟»..
هذا الصباح لم تقم عائشة لترتب الخيمة كما كانت تفعل كل يوم.. كانت تنظر إلى البيت القريب المكوم على بعد أمتار وتتنهد.. تحاول قدر المستطاع أن تشرح لعبد المجيد أن ذهوله هذا لا يفيد، لكن دون جدوى.. كان يروح ويجيء وكأنه مربوط بخيطان تحركه من بعيد.. كلامه ما عاد مفهوماً.. تصرفاته صارت أغرب من أن تفسر.. ينظر في وجهها طويلا ويتنهد.. يدور حول ركام البيت وينوح.. ينادي الولد الذي استشهد بصوت مجروح.. يطلب منه أن يقوم ليرى ماذا فعل أولاد الكلب بهم.. وعائشة اليوم لم تقم.. وحده كان يطلق كلماته في الفضاء المخنوق..
الولد مثل كل أولاد المدينة حمل الحجارة ورماها على المحتلين.. والولد مثل كل أولاد المدينة هرب من رصاصهم والنار.. كان يراهن أن الصباح سيلد عصفورا بجناحين من ذهب.. وكان يراهن أن البحر سيعود جميلا كما كان، وأن عروس البحر ستطل ذات يوم وتغني أغنيتها الساحرة.. يقول الأصحاب يا مصطفى أنت ولد كثير الأحلام، مشكلتك أنك وحيد والديك، عرفت الدلال حتى مللته.. كان يغضب ويصر على أنه مثل أي واحد منهم. وما كان يهمه غضب الوالد والوالدة حين يفر لاهثاً من أزيز الرصاص.. كان يعانق أباه وأمه ويضحك من خوفهما.. رصاصة واحدة كانت كافية لتدلق شلال الدم على الأرض.. رصاصة واحدة كانت كافية لتجعل عائشة وعبد المجيد في حالة ذهول.. وطار البيت.. صار خيمة لا أكثر ولا أقل..
عبد المجيد يحوم حول عائشة ويحكي.. عائشة تركت كل شيء ورحلت بعد أن ملت هذا العالم المليء بالظلم.. ومصطفى وحيد والديه صار عصفورا يحط على أسلاك الكهرباء ويحاول أن يقول للوالد الذاهل أن عائشة ما عادت معه وأنها لن تعود.. وحدها الخيمة كانت تئن من برد ورعد وزمهرير.. وحدها الخيمة كانت تشكو من كثرة الثقوب والشقوق والجراح.. خيمة من قماش لا يحتمل مثل هذه العواصف.. لذلك قررت أن تفعل شيئاً، وقبل أن تنفذ كانت طعاما للريح.. الخيمة طارت.. لم تأخذ عائشة الممددة معها.. ولم تأخذ عبد المجيد الذاهل معها..
أراد العصفور الواقف هناك على أسلاك الكهرباء أن يعود ولداً، فما استطاع.. أرادت الخيمة التي صارت قشة في مهب الريح أن ترجع، فما استطاعت.. أراد عبد المجيد أن يأخذ عائشة إلى مكان آخر أكثر دفئاً وأماناً، فما استطاع.. وحده الرصاص كان يلعلع في الجو.. وحدهم جنود الاحتلال كان يطيب لهم المنظر، وكانوا يضحكون.. يقتربون من عبد المجيد الذاهل ويضربونه لمجرد التسلية ليس إلا على رأسه.. خمسة كانوا.. اللعبة أعجبتهم، فصاروا يمرون كل يوم.. ويضربون عبد المجيد على رأسه كل يوم.. ويأمرونه أن يدفن عائشة كل يوم..
العصفور الواقف على الأسلاك كان غاضباً.. والركام الذي كان بيتاً في يوم مضى كان غاضباً.. والخيمة التي لاكتها الريح ومزقتها كانت غاضبة.. حتى الجثة التي كان اسمها عائشة كانت غاضبة.. والأرض التي تلقت قطرات الدم من رأس عبد المجيد مرات ومرات كانت غاضبة.. وحده كان صامتاً.. يجيء الجنود الخمسة ويذهبون ويبقى صامتاً، يضربونه بتلذذ على رأسه ويبقى صامتاً.. عيناه صارتا جمرتين، يداه صارتا خيمتين، والقلب صار طيراً من نار..
لا شيء تغير في المكان.. الركام ما زال ركاماً… فقط تحركت بعض الأشياء وتبدلت.. العصفور الذي يقف على أسلاك الكهرباء ما زال هناك، لكنه لأمر ما كان ينفش ريشه ويضحك.. والخيمة التي لاكتها الريح ورمتها بعيداً قطعاً ما زالت كما كانت، لكنها لأمر ما تفخر أنها ضمت عبد المجيد وعائشة فيما مضى.. عائشة واراها التراب وأصبح لها قبر مزين بأغصان طرية من شجر قريب.. صار قبرها قوياً صلباً يستطيع أن يقاوم الرياح والزوابع والبرد.. وحده عبد المجيد غاب.. ما عاد يعرف أحد أين هو.. قلبوا الأرض بحثاً عنه فما وجدوه.. صار حكاية وأسطورة.. وهناك قرب ركام البيت، في حفرة للقمامة والأشياء المتعفنة، كانت خمس جثث لجنود كانت أحذيتهم مثقوبة.. وكانت الضحكات قد غادرت وجوههم إلى الأبد..

[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة نور الأدب ; 24 / 12 / 2013 الساعة 01 : 11 PM.
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 12 / 2013, 24 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الغضب - قصة - طلعت سقيرق

ما غادر الحسّ الشعري سياقاته!!! قصّة ولا أروع..رحمك الله برحمته الواسعة..أخي طلعت!!!
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 12 / 2013, 40 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الغضب - قصة - طلعت سقيرق

الله أكبر .. الله أكبر
سرت القشعريرة في كل بدني ..
كيف غابت عنا قصة كهذه ..
الأسطورة الحقيقة هي الأستاذ طلعت ..
كم قرأت عن الخيمة وعن الطفولة التي أصبحت مرمى للرصاص
وعن الوطن الذي أصبح ممزقاً من كثرة النزف
ولكني لم أقرأ بهذا السمو وهذا الرقي
قلم ينم عن عبقرية فذة ..
قصت كتبت فيما مضى جعلتني أشعر أن الوطن على بعد حجرين
وأن عائشة بانتظارنا وأن العصفور عما قريب سينطق
الفلسطيني لا يمكن أن يقهر .. الفلسطيني لا يمكن أن يهزم ..
سلمت يداك يا عبد المجيد
وألف رحمة ونور على روحك الطاهرة أيها الأديب العبقري طلعت سقيرق .
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 12 / 2013, 42 : 01 AM   رقم المشاركة : [4]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الغضب - قصة - طلعت سقيرق

الله أكبر .. الله أكبر
سرت القشعريرة في كل بدني ..
كيف غابت عنا قصة كهذه ..
الأسطورة الحقيقة هي الأستاذ طلعت ..
كم قرأت عن الخيمة وعن الطفولة التي أصبحت مرمى للرصاص
وعن الوطن الذي أصبح ممزقاً من كثرة النزف
ولكني لم أقرأ بهذا السمو وهذا الرقي
قلم ينم عن عبقرية فذة ..
قصت كتبت فيما مضى جعلتني أشعر أن الوطن على بعد حجرين
وأن عائشة بانتظارنا وأن العصفور عما قريب سينطق
الفلسطيني لا يمكن أن يقهر .. الفلسطيني لا يمكن أن يهزم ..
سلمت يداك يا عبد المجيد
وألف رحمة ونور على روحك الطاهرة أيها الأديب العبقري طلعت سقيرق .
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 12 / 2013, 21 : 12 AM   رقم المشاركة : [5]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: الغضب - قصة - طلعت سقيرق

فعلاً قصة رائعة , رحمك الله أستاذنا الراحل طلعت سقيرق
والشكر الكبير لكِ أستاذة هدى على وضع هذه القصة وهي
لوحة فنية رسمت معاناة شعبنا الفلسطيني البطل .
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أزهر الحزن, البيت نسفوه, الغضب قصة, يا عائشة, طلعت سقيرق ق.ق.


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سنة مضت - طلعت سقيرق قاسم فرحات الشعر المعاصر 1 23 / 07 / 2020 41 : 01 AM
الذكرى السنوية لوفاة المرحوم أخي طلعت سقيرق / عصمت محمود سقيرق كنان سقيرق في مناقب الراحل الكبير 5 22 / 10 / 2012 11 : 08 PM
طلعت سقيرق ، صوت الغضب والأمل في القصيدة الفلسطينية مازن شما كتبوا عني 2 18 / 10 / 2012 08 : 03 AM
طلعت سقيرق.. صوت الغضب والأمل في القصيدة الفلسطينية. مازن شما الشاعر الكبير طلعت سقيرق فقيدنا( 16 تشرين الأول/أوكتوبر 2011) 0 26 / 10 / 2011 56 : 08 PM
هل... طلعت سقيرق كنان سقيرق أمسيات طلعت سقيرق الشعرية/ فيديو 0 17 / 03 / 2008 38 : 04 PM


الساعة الآن 59 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|