مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا
الأخ العزيز الأستاذ طلعت سقيرق حفظك الله
أشكرك جزيل الشكر على تواصلك معي في هذا الحوار, وقد علمت أنك عادة لاتدخل الحوارات إلا مرة واحدة , ولكنك دخلت هذا الحوار أكثر من مرة , وهذا مما يسعدني ويدخل السرور إلى قلبي إضافة إلى شعور بالفخر والاعتزاز لهذا التواصل الرائع .
وأرجو أن يكون هذا الحوار وثيقة مهمة ومتخصصة عن الموسوعة الفلسطينية , لمن يود الرجوع إليها . كما أرجو أن يكون هذا الحوار كما تصفه وافيا شاملا مكتملا متصفا بالإحاطة , علما أنه مازال في جعبتي الكثير .
وقبل أن أبدأ بالرد على أسئلتك الجميلة , أود أن أهنئك وعائلتك الكريمة بقدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والسعادة وهدوء البال , وأعاننا الله على الصيام والقيام وجعلنا من عتقاء شهر رمضان المبارك , وكل عام وأنتم بخير .
والآن إلى الإجابات :
من خلال الأسئلة والأجوبة التي طرحت هنا ، خاصة في تناغمكما الجميل أنت والغالية هدى ،والبقية طبعا .. ما الجديد الذي وجدت الأستاذة بوران شما أن عليها أن تضيفه إلى اهتمامها السابق .
صراحة أقولها , وبندم , أنه منذ أكثر من سنة وشقيقتي الأستاذة ناهد تشجعني على دخول هذا المنتدى نور الأدب , وأعلمتني أنها تكتب عن الموسوعة , ولم ألبي طلبها لأشهر طويلة , وعندما هداني رب العالمين وقررت الدخول إلى المنتدى , وبدون أي مجاملة أقولها, بأن هذا المنتدى منتدى أدبي وثقافي ووطني راقي , ويختلف عن باقي المنتديات الأخرى التي تهتم بالدردشة والتسلية والترفيه
شدني بقوة هذا المنتدى وخاصة بعد أن تعرفت تماما , على القائمين عليه , ووجدت فيهم الوطنية الصادقة والوفاء والإخلاص والتفاني في سبيل الوطن وفي سبيل العمل الجاد , وأثارني أكثر عندما عرفني الجميع أنني من ضمن فريق العمل الذي قام بالإعداد لهذه الموسوعة , وأنني بدأت أوثق للموسوعة الفلسطينية وموادها على صفحات المنتدى . ومما زادني حماسة مالقيته من حماس بالغ واهتمام كبير منكم أستاذ طلعت , ومن أديبتنا الكبيرة الأستاذة هدى الخطيب , ومن الأخ الأستاذ مازن شما , وطبعا اهتمام الأستاذة ناهد شما بهذا المشروع الذي بدأته هي .وهو ضرورة توثيق الموسوعة الفلسطينية .
وخلال العمل , ومن فوائد هذا الحوار أننا توصلنا إلى ضرورة تطوير العمل في الموسوعة الفلسطينية واستكمال النقص والاستمرار بها , بعد أن توقف العمل ورقيا , وشجعني أكثر رسالة الأخ مازن شما يوم أمس بضرورة العمل على توثيق هذا العمل وتأليف لجنة متخصصة للعمل على ذلك , وتكليفي مسؤولة إشراف وتنسيق على هذا العمل .
لاأخفي عليك أستاذ طلعت بأنني , في الحياة , لدي مشاغل كثيرة , وفي عدة مجالات , فتراني لاأجد كثيرا من الوقت لأعمال أخرى ,
ولكن الجديد الذي أضفته إلى اهتماماتي ومشاغلي السابقة , هو العمل في منتدى نور الأدب ,والعمل على توثيق الموسوعة , أو أي عمل آخر تراه اللجنة التي ستتشكل , وسيكون ذلك من أولوياتي بإذن الله . وستكون شغلي الشاغل .
إضافة إلى أنني قررت العودة إلى اهتمامي السابق بالمطالعة والقراءة وتخصيص وقت لذلك , وكنت شرحت لك حول هذا الموضوع في إحدى مداخلاتك في هذا الحوار بأنني ابتعدت عن الاهتمام بالقراءة , وذلك بسبب مشاغلي الكثيرة . فسأعود إلى القراءة بإذن الله بشكل أكبر واهتمام أكثر خاصة ليساعدنا ذلك في عملنا في توثيق الموسوعة الفلسطينية .
بصراحة ومن خلال العين المطلعة الناقدة ماذا تتمنين أن يضاف إلى بتك وبيتنا "نور الأدب " إن كان في مجال تخصصك أو بشكل عام ؟؟..
إذا نظرت بالعين الناقدة المجردة المطلعة على منتدى نور الأدب , وبدون أي مجاملة أيضا , أجده فعلا من أرقى وأعظم المنتديات فهو منتدى أدبي وثقافي وعلمي وإسلامي واقتصادي واجتماعي , ومنتدى يهتم بفلسطين وقضيته المركزية , إضافة إلى ماسيقوم به القائمون على المنتدى بالنسبة لتوثيق الموسوعة الفلسطينية , وهذا هو الآن أكبر أمنية أتمنى أن تضاف إلى المنتدى , وقد بدأت الأستاذة هدى الخطيب بتنفيذ ذلك والحمد لله .
كما أتمنى لهذا المنتدى أن يظل على رقيه وان تحذف كل المواضيع السخيفة التي تكتب , وان لاتدخل عناصر غريبة وبأسماء مستعارة , فهو منتدى أدبي , وليس للتسلية غير المفيدة , وكلمة حق أقولها بأنني لم أجد مثل هذه الأشياء ولكني أؤكد عليها . وأتمنى أن يبقى هذا التواصل الجميل بين جميع أعضاء المنتدى وكانهم عائلة واحدة وأخوة , وهذا جميل جدا في هذا الصرح الحضاري الراقي والرائع .
- الآن وقفت من جديد مع التجربة ، أقصد تجربة الموسوعة ، سنوات تفصل عن أيام العمل ،هذه الوقفة التي أثارت الذكريات واسترجعت السنوات والأيام وحتى وجوه الأحبة ممن عملوا معك .. ما هو شعورك وأنت تخطين سطور هذا الماضي الغني في ذاكرة اليوم ..لن أكتفي بكلمات قليلة أرجوك عيشي تجربة الاستحضار بتمامها ..
حقا أستاذ طلعت أنت إنسان بكل معنى الإنسان , إضافة إلى أنك شاعر وأديب مرهف الأحاسيس , سألت سؤالك هذا وكأنك كنت تعيش معي في عقلي وقلبي وخواطري . فشعرت وأحسست بما يدور فيها خلال هذه الوقفة بالحوار والتي أثارت عندي الذكريات , ووجوه الأحبة , الذين رحلوا عن عالمنا , والباقين معنا على قيد الحياة .
تريد التفصيلات فهي كثيرة والله , ولا يتسع المجال لذكرها , لقد عشت كل لحظة مع كل اسم وكل فعل كان في مكاتب هيئة الموسوعة الفلسطينية , فعلا استرجعت وجوه الأحبة كلهم , ممن هم في الذاكرة القريبة , أو الذاكرة البعيدة , صدقا رأيت البعض منهم في مناماتي وأحلامي , والكثير منهم سارعت للاتصال بهم هاتفيا والاطمئنان عليهم , ومنهم من قررت أن أحدثه بعد انتهاء الحوار .
كنت أضحك أحيانا , وأدمع في أحيان اخرى , فالذكريات منها السعيد ومنها الحزين . أما تجربة الاستحضار فسأروي لك بعضها , لأنها كثيرة جدا وطويلة ولا مجال لذكرها .
صدقا رأيت الأستاذ المرعشلي في منامي في إحدى الليالي التي كان فيها الحوار . وكنت أبكي في الحلم , فسارعت في اليوم التالي لقراءة الفاتحة على روحه , ثم إلى الاتصال بزوجته أطال الله في عمرها للاطمئنان عليها .
تذكرت الأستاذ عبد الهادي هاشم رئيس التحرير , وتذكرت لباقته ودماثته وسيارته القديمة جدا التي كان يستعملها , وطالما أوصلني إلى بيتي فيها , خاصة في أوقات العودة للبيت ليلا , وتذكرت هديته الجميلة التي أحضرها لي من لندن ومازلت أحتفظ بها إلى الآن .
تذكرت زميلاتي في العمل , وكن كثيرات , كانت لهم بعض النشاطات الغير مسموح بها في المكتب , كعمل فطور مشترك عامر , أو الاحتفال بإحدى الزميلات في عيد ميلادها مثلا , كان هذا غير مسموح , ولكن يطلبون مني أن أتستر عليهم خلال ذلك , فأعطيهم المجال , بدون معرفة رئيس مجلس الإدارة , طبعا هذا كان نادرا مايحدث . إضافة إلى أنني تذكرت اجتماعاتنا الدورية في بيت كل واحدة منا أسبوعيا , وكم كنا نقضي وقتتا ممتعا , طبعا كان ذلك في يوم عطلة .
تذكرت بعض المشاكل التي كانت تحدث بين الزملاء والزميلات , ولكن كنا بعون الله نحلها ولا نجعلها تكبر وتتشعب ,
تذكرت المستخدم (أبو عبيدة) رحمه الله وسندويشة الصباح الرائعة التي كان يعملها لنا , وكاسة الشاي التي كان يعملها بلونين , كيف لاأعرف , وفنجان القهوة الرائع , وتذكرت أخلاقه ومسايرته للجميع في المكتب وحبه للجميع وحب الكل له .
تذكرت الوالد , رحمه الله , أنه كان ينزعج جدا من عودتي ليلا متأخرة من العمل , رغم حبه لعملي وتشجيعه لي , ولكنه كوالد كان ينزعج جدا عندما أعود متأخرة , وكان الأستاذ المرعشلي , وهو قريبه , يسايره ويطلب منه التحمل ويقول له: الحق معك باأبو محمود, ولكن والله العمل كثير وكبير, كما انني أرسلها بسيارتي مع السائق , فلا تخاف عليها . كان يسكت الوالد ويرضى .
تذكرت سفرياتي الكثيرة , وكنت أحب عندما أزور بلدا جديدا , أن أزور معالمه السياحية عندما تنتهي أوقات الاجتماعات والعمل , وكنت أحب التصوير , فتذكرت أنه لدي كم هائل من الصور , قررت أن أعود للفرجة عليها بعد انتهاء الحوار .
وعندما زرت مصر لأول مرة طلبت من الإخوان في العلاقات العامة أن يأخذوني لأزور ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر , وتصورت عند الضريح صورا كثيرة .
ولاشك أن الدكتور أنيس صايغ كان دائما في مخيلتي وتفكيري أثناء كتابة الحوار , أطال الله في عمره , وكنت قد حدثته في زيارته الأخيرة لدمشق منذ شهور , وقلت له أنني أكتب في منتدى أدبي راقي عن الموسوعة الفلسطينية لتوثيقها الكترونيا , فرح جدا لذلك وطلب مني الاستمرار وشجعني على ذلك .
أستاذ طلعت , الاستحضارات كانت كثيرة ,والذكريات أكثر , لكن أظن أنه يكفي هذا , لأنه لو استمريت في الكتابة فسأحتاج صفحات وصفحات .
وهذا هو السؤال الذي لم يسألني أحد عنه , هو بعض ذكرياتك الخاصة خلال عملك في الموسوعة وعلاقتك مع زملائك في العمل أثناء رحلة الموسوعة وبعد انتهائها :
بالنسبة لعلاقتي مع زملائي في العمل , كانت ولله الحمد , جيدة جدا مع المدير المسؤولين الإداريين ولجنة التحرير بكاملها , حتى مع أعضاء مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري , كان الجميع يحبني ويحترمني , حتى زميلاتي كانت علاقتي معهم رائعة جدا فأنا جدية معهم في العمل وأثناءه , أما بعد العمل فأنا معهم رفيقة نضحك ونمزح وكل مايحدث بين البنات عندما يكونوا مع بعضهم .
وأما بعد انتهاء العمل , فظلت علاقتي مع الجميع جيدة لله الحمد , ولكن لايخفى عليك أنه قلت الاتصالات مع بعضنا, فكل منا, أصبح له عمله الآخر والدنيا كلها مشاغل , فقط بقيت على اتصال مع صديقة صادقة ومخلصة حتى الآن هي راغدة رستم . والدكتور أنيس عندما يحضر لدمشق , الوحيدتين اللتين يتصل بهما هما أنا وهي , نجلس معا ساعات وساعات نتحدث ونسترجع الذكريات .
|