أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: ارحموني - قصة قصيرة
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض محمد سليم حلايقه
ارحمُونِي!!
وصَلَتْ إلى درجةٍ من الإحباطِ لم تعْهَدْها من قبلُ؛ فالحربُ أتتْ على الأخضرِ واليابسِ, الخوفُ تملَّكَ الجميعَ، الطائراتُ ما برِحتْ تُلقِي بحِمَمِها في كلِّ مكانٍ, بيتُها القابعُ بطرفِ مدينةِ حلَب الشَّهباءَ التي لوَّنَها السَّوَادُ, الليلُ أرخَى سدائلَهُ, والظلمةُ سَيِّدَةُ الموقفِ, شمعةٌ حزينةٌ رأسُها الملتهبُ يتراقَصُ يُمنةً ويُسرةً كالذبيحةِ, لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تُمارِسَ هوايتَها في الرَّسمِ, تَذَكَّرَتْ ذلك العصفورَ الجميلَ الذي كانتْ زقزقَتُهُ مصدرَ سعادتِها كلَّ صباحٍ وهوَ يشدُو بسُموفنيَّةٍ تُطرِبُ الآذانَ, قرَّرَتْ أنْ تَرْسُمَهُ, بدأتْ بِمِنقارِهِ الورديِّ وهوَ يشدُو فغلَبَها النُّعاسُ، في الصَّباحِ سمعتْ صوتًا مُزلزِلًا, الطائراتُ تُحلِّقُ في السَّماءِ, زُلزِلَتْ الأرضُ وتَفَجَّرَتْ المنازلُ, كانَ هناكَ صوتٌ غريبٌ يستغيثُ بِقُوَّةٍ: ارْحمُونِي, أرجُوكُم أطلِقُوا سَرَاحي؛ لا أستطيعُ العيشَ هكذا في هذهِ الظروفِ, تَتَبَّعَتْ الصوتَ... كانَ العصفورُ يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الرياحِ، عيناهُ تكادُ تخرُجُ من مِحجرَيهما وهو يستغيثُ, تَأمَّلَتْهُ عن قُرْبٍ، كانَ يُشيرُ لجناحَيْهِ المَفقودَيْنِ, أسرعتْ لِرِيشتِها فَرَسَمَتْهُما علَى عَجَلٍ؛ فخَرَجَ مُسرِعًا من النَّافذَةِ وهوَ يَصيحُ: هذهِ جَهَنَّمُ!! فأينَ الجَنَّةُ التي عَهِدْتُها؟... يا ليتَني بقيتُ ذكرى فلم ُأرسَمْ؛ فما يُشهَدُ لديكُمُ إلَّا التوَجُّعُ!!... كانَ اللهُ في عونِكُم.
[align=justify]أخي الغالي رياض.. أسعد الله أوقاتك..
هذه القصة جميلة بحق، وكان من الممكن أن يزداد جمالها أكثر لولا بعض الهنات التي يمكن تداركها.. من ذلك قولك: (الليلُ أرخَى سدائلَهُ) والأصوب والأجمل (الليلُ أرخَى سدولَهُ)، و(لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها) والصواب (لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها في تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها)، و(يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الرياحِ) والأصوب والأجمل (يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الريحِ) إذ لا حاجة للرياح بصيغة الجمع من أجل جعل ورقة ترتجف، و(عيناهُ تكادُ تخرُجُ من مِحجرَيهما) والصواب (عيناهُ تكادان تخرُجان من مِحجرَيهما)..
وبالإضافة إلى هذه الهنات اللغوية، ثمة ما يمكن تعديله من الناحية الدلالية ليصير التعبير أقوى، من ذلك مثلاً قولك: (كان يشير لجناحيه المفقودين)، دون أن تقول للقارئ بماذا كان يشير.. وبالتالي لو قلتَ (كان يُحرِّك رأسه الصغير يمنة ويسرة وكأنه يشير لجناحيه المفقودين) لجاء التعبير أكثر دلالة وقوة ووضوحاً..
أخيراً، من الناحية الفنية البحت، كان من الأفضل عدم التكثيف اللفظي على حساب الدلالة والحبكة، من أجل إكساب القصة صفة (قصة قصيرة جداً)..
أرجو أن يتسع صدرك لملاحظاتي التي سقتها عن حب ورغبة في أن تكون قصصك أكثر جمالية وتألقاً وتأثيراً في قارئها.. وإن وجدتَ أنني أخطأت أو أثقلتُ عليك، فأنا أستميحك عذراً ولن أعود لمثلها في المستقبل..
تقبَّل محبتي وتقديري لشخصك الكريم إنساناً ومبدعاً..[/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض
عليه أن يهرب بعد إطلاق سراحه فالغراب و البومة سيقدمان
لأن مكانهما المفصل: الأطلال و الخرب و هذا هو حال هذه المدينة لكنه
سيعود وسيجد الجنة التي حلم بها واالمصابيح مضاءة .
مبدع أنت أستاذ رياض بتسخير قلمك لملامسة هموم أبناء أمتك .
تحية وتقدير .
اخي فهيم
ان لم يسخر القلم لتجسيد معاناة الامة وهمومها
ومشاكلها وتوجيهها فلا حاجة به
كن بخير بارك الله فيكم
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: ارحموني - قصة قصيرة
أوافق أخي محمد توفيق على أن القصة جميلة بدون شك .. وأشكره على ملاحظاته التي سيستفيد منها كل كاتب قصة ومنهم أنا .. (ابتسامة)
استمتعت بما حوته من مشاعر إنسانية رغم ما وصفته من مواقف أليمة ..
مودتي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
[align=justify]أخي الغالي رياض.. أسعد الله أوقاتك..
هذه القصة جميلة بحق، وكان من الممكن أن يزداد جمالها أكثر لولا بعض الهنات التي يمكن تداركها.. من ذلك قولك: (الليلُ أرخَى سدائلَهُ) والأصوب والأجمل (الليلُ أرخَى سدولَهُ)، و(لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها) والصواب (لا تدري كيفَ خطَرَ ببالِها في تلكَ اللحظةَ المشحونةَ بالخوفِ والألَمِ أن تمارس هوايتها)، و(يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الرياحِ) والأصوب والأجمل (يرتَجِفُ كوَرقَةٍ في مَهَبِّ الريحِ) إذ لا حاجة للرياح بصيغة الجمع من أجل جعل ورقة ترتجف، و(عيناهُ تكادُ تخرُجُ من مِحجرَيهما) والصواب (عيناهُ تكادان تخرُجان من مِحجرَيهما)..
وبالإضافة إلى هذه الهنات اللغوية، ثمة ما يمكن تعديله من الناحية الدلالية ليصير التعبير أقوى، من ذلك مثلاً قولك: (كان يشير لجناحيه المفقودين)، دون أن تقول للقارئ بماذا كان يشير.. وبالتالي لو قلتَ (كان يُحرِّك رأسه الصغير يمنة ويسرة وكأنه يشير لجناحيه المفقودين) لجاء التعبير أكثر دلالة وقوة ووضوحاً..
أخيراً، من الناحية الفنية البحت، كان من الأفضل عدم التكثيف اللفظي على حساب الدلالة والحبكة، من أجل إكساب القصة صفة (قصة قصيرة جداً)..
أرجو أن يتسع صدرك لملاحظاتي التي سقتها عن حب ورغبة في أن تكون قصصك أكثر جمالية وتألقاً وتأثيراً في قارئها.. وإن وجدتَ أنني أخطأت أو أثقلتُ عليك، فأنا أستميحك عذراً ولن أعود لمثلها في المستقبل..
تقبَّل محبتي وتقديري لشخصك الكريم إنساناً ومبدعاً..[/align]
أخي وأستاذي الصواف
ما أحوجنا لقلم وناقد بمثل قامتك
سعدت لما أشرت اليه
ويشرفني تعديلها لتحاكي روعة قلمك
احترامي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
أوافق أخي محمد توفيق على أن القصة جميلة بدون شك .. وأشكره على ملاحظاته التي سيستفيد منها كل كاتب قصة ومنهم أنا .. (ابتسامة)
استمتعت بما حوته من مشاعر إنسانية رغم ما وصفته من مواقف أليمة ..
مودتي
اخي رشيد
شكرا لكم بالطبع نحن هنا لنتعلم
ونتدارك تلك الهنات
احترامي
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: ارحموني - قصة قصيرة
[align=justify]أخي الغالي رياض..
ردُّك هذا يعني أن لديك سعة صدر وتواضع أعتقد أن على كل أديب أن يتحلَّى بهما.. وسعة صدرك هذه ستشجعني على الاستمرار في عرض رأيي بما تكتب بصراحة، لا بقصد الإساءة، لا سمح الله، ولكن بقصد التنبيه إلى ما يُعكر صفوَ الجمال أحياناً من غَبشٍ من الأفضل إزالته ليبقى الجمال متألقاً..
وبما أنَّك ممن يتقبلون النقد بصدر رحب، فأنا أدعوك للانضمام إلى حزبي الأدبي الذي شعاره قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أحبُّ من أهدى إليَّ أخطائي)، وفي روايةٍ (عيوبي)..
دمتَ بخير، وإلى لقاء قريب مع قصتك الأخرى (ذكاء امرأة). وتُصبح على ألف خير.. مع محبتي..[/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد توفيق الصواف
[align=justify]أخي الغالي رياض..
ردُّك هذا يعني أن لديك سعة صدر وتواضع أعتقد أن على كل أديب أن يتحلَّى بهما.. وسعة صدرك هذه ستشجعني على الاستمرار في عرض رأيي بما تكتب بصراحة، لا بقصد الإساءة، لا سمح الله، ولكن بقصد التنبيه إلى ما يُعكر صفوَ الجمال أحياناً من غَبشٍ من الأفضل إزالته ليبقى الجمال متألقاً..
وبما أنَّك ممن يتقبلون النقد بصدر رحب، فأنا أدعوك للانضمام إلى حزبي الأدبي الذي شعاره قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أحبُّ من أهدى إليَّ أخطائي)، وفي روايةٍ (عيوبي)..
دمتَ بخير، وإلى لقاء قريب مع قصتك الأخرى (ذكاء امرأة). وتُصبح على ألف خير.. مع محبتي..[/align]
سلمت استاذي وننتر بشوق وبحب
علما اعرض ما اكتب على مدقق لغوي
وجل من لا يسهو
تحياتي