[Arouba Shankan]

رسائلي إليه
19
أيقظت في قلبي فصول الورد والربيع، كلماتك ياصديقي سكرٌ يذوب في رحيق العسل، تنتشله الفراشات تتوازع في جنيه وتوزيعه، عندما تعود لوديانها البعيدة على شواطئ البحار والمحيطات، أغفو وحيدة على حلم أن يذوب هذا السُكر، ويكبر في خاطري وهج حضورك.
تُقبل تُدبر، تبتسم تغضب، كما قدوم الفصول لاترتيب يفصل بين الخطوة والأخرى وأذوب كما السُكر بفوضوية قدومك، وأحط برأسي عِند كتفك كما فراشة، مزقت شرنقتها لتكبر بين يديك!
في هذه اللحظات العصيبة التي يحياها العالم، لا أجِدُ سوى أن أنفرد بالبحث عن أبجدية تليق بحضورك أُرتِبُ مفردات، وأُفكِرُ بأخرى، أنأى بعبارة وأبتكر أخرى، أحِطُ بكلمة وانتشِلُ أخرى أطير بها أُحلق وأُلقي بها فوق أوراقي أهديها إليك، أحببتك وكفى.
رسائلي إليها
19
أحببتك، سأبدأ من حيث انتهيت وألتقط كلماتك التي تنثريها فوق رحيق أوراقك، أودِعُها قلبي وأعدك عنك لن أنأى!
رغم مايحصل في هذا العالم الذي ثار على حُبنا، ورغم عزلة الأرصفة والشوارع أعدك بأن أبقى على تواصل معك، دعي صفحتك مفتوحة على الدوام، تواصلي مع تقلب الفصول وتقبليني بفوضويتي، كما تقبلتك بتمردك بعنفوان الفراشة أوج حريتها.
أُهديك ماتبقى من أزاهير الربيع، وأودِعُك بهجتها المُتجدِدة على مر الأيام ومر الفصول، أهديك تفتق البراعم
وجل من مشاعر تفيض شوقاً على الدوام.

[رشيد الميموني]

اعترافات لا تفقد وهجها منذ بدأت أولى همساتها .
اعتبرها امتدادا لآخر أوراقك وواحنك وكلمات آخر الليل وربما قبس من الثنائية الجميلة في جزئيها .
مبدعة أنت عروبة .
بارك الله في قلمك المتوهج
خالص مودتي

[Arouba Shankan]

رسائلي إليه
20
صديقي، مرت الأيام ومايزال الصمت يخيم على الشوارع يرسم شبح الموت بقلق كبير، أترقب النوافذ فقدت بهجة ضحكاتها، الوباء يفتِكُ بالقلوب الوفية، أشعر وكأننا نعيش زمن "طه حسين"في رائع قصصه عن الكوليرا التي اجتاحت المخيمات وساحات القِتال، ببساطة نحن نعيش عزلة تامة حصار في المنازل أمام شاشات التلفزة أو الحواسيب، نتواصل مع العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نستمع أغاني زمان، أو ننفرد بسماع الموسيقى الكلاسيكية وهي"هوايتي"تُلاعب أصابعي نبض البيان أذكرك وأبتسم!لاشيء يبدد ضيق الوقت سوى الكلمات ورسائل الشوق لنبضك، فهل تذكرني بهذه الساعات العصيبة.
رسائلي إليها
20
ومعك أذكر"ألبير كامو"وهو يصف ألم الآخرين وألم النفس، هي مهارة أن نوصف آنات الآخرين عندما نحتفظُ بودهم بين الصدور، يكبرون يوما بعد يوم ومعهم تكبر الآمال بأن نلتقي، لكن القدر دائماً أقوى، ترجح كفه ليستسلم النبض لهازم اللذات.
أمامي حقائق رهيبة عن أوبئة العصرـ أستذكر "البير كامو" في فضاءاته لقد منعنا الوباء من أن نلتقي، لا أعلم لِم الربط بين "أدب الأوبئة"وحالتنا الخاصة، إنني أتواصل معك لأنني متواصل مع الحياة، لم يمنعني الوباءمن التواصل معك، والبوح بأسرار حبي وعشقي لكل لحظة قضيتها معك.

[Arouba Shankan]

رسائلي إليه
21
أكتب إليك ولاأعلم في أي أرض نبضك، لكنني على يقين بأنك ستكون بخير، وبأنك ستعود لي مع أول تباشير فجر أحيا بانتظاره، مازالت الساعة الواعدة أملاً تنبِضُ على وعدك ستعود وعدتني، وسأعود تلك الاُمنيات باتت سراباً، والكمات غير عابئة باجترار الثواني، أين أنت؟
توخز في صدري عباراتك توجعني رغم حنينها، تعصِفُ بي الأحزان تُؤرقني وتُعذب فؤادي صدرك كان وطني! برحيلك افتقدت أحد أركان الإيمان..
هل تتوسد كلماتي؟ هل تقرأ ما في قلبي من وله، هل أنت أنت الذي وعدني بأن يعود؟؟

[Arouba Shankan]

رسائلي إليها
21
يالك من غجرية، تُبحرين في بالي تحت ضوء القمر، بعيدٌ أنا عن موانئ لقاءاتنا أتوسط محيطات العالم لاأعلم أي أحلام تودعين وسائدك، ولاأي الأمنيات تلك التي ترصعين بها رأسك الصغير الذي كثيراً ما حضنته وكثيراً ما أشعرني بالأماني.
غادرت موانئ الأوبئة أتعبتني الوجوه الغريبة، كنت أراقِبُها من خلف الأقنعة التي تحيط وجوهنا حمايةً من فيروس العصر، قرأت الرجاء بالشفاء في عيونها وجوهٌ مُتعبة، تستغيثُ..هي مهنتي منح الأمل والوعد بالشفاء اعذريني إن تأخرت برشف القهوة معك ذات صباح، وتغيبت عن أُمسيات الوفاء وقراءة الصحف وبعثرة أوراقك، نداء الواجب يستدنيني..أُحِبك.

[Arouba Shankan]

رسائلي إليه
22
وأنتظر بنبض الحنين، وأولي قلبي حيث مرافئ قلبك أُشارك العيون المتعبة ترقب انقشاع الهم عن القلوب وأودعك أمنياتي بلقاء ولو عابر نبتسم ونتبادل وعداً جديداً تحضني وأسافر في مدى عينيك، بلهفة أُقبل جبهتك المُتعبة، أضناك السهر حتى تريح الوجوه المتعبة تستحق ويليق بك السهر، وأُشاطِرك أحلام الحرية حتى صباحاتهاوأمد يدي جسراً تُريح عند ضفافه رأسك المثقل بآمال إنسانية.
أهمس وتهمس، وتُغرد طيور الحرية في فضاءات هذه الحياة..

[Arouba Shankan]

رسائلي إليها
22
تستيقظ في بالي الأُغنيات القديمة، الآن وتحت ضوء القمر فوق صفحة مياه المحيطات الشاردة التي تثور في أعماقها أفواه القرش والحيتان والأسماك المختلفة التكوين والألوان تُشاطرني الدلافين سعادتي بكلماتك لي إنه سكون الليل، تساورني حالات رضى لتراجع معدلات الإصابة بالوباء المستحدث.
تحدثني الدلافين عن موعد يقترب، اختطفت خبره من ثغر القمر أتلهف لهذا الموعد هل يتثنى لي أن أطلب منك لقاء خاطف يجمع مابين أمانينا، على وقع الدلافين الليلية تتراقص مع تمايل صفحات الماء تحت ضوء القمر إنني مُتعبٌ من عناء انتظار فك الحصار عن هذا العالم المجنون.

[يوسف المريني]

تحية لك أستاذة عروبة على هذه الاعترافات الرائعة التي تتضمن معاني ودلالات عميقة

[رشيد الميموني]

اشتقت لهذه الاعترافات منك عروبة .
يغمرني شعور أن إطلالتك قريبة ، فلا تتأخري .
محبتي

[Arouba Shankan]

رسائلي إليه
23
العيد يارفيقي، أسألك أن تقترب تفتح نوافذ شرفاتك الوردية على ستائر نوافذي، ليلاً نتبادل رشف القهوة وعذب الكمات، نختلس النظر والقمر كالمرايا المحطمة فوق صفحات واحاتنا، يدك تحاول لمس أناملي الباردة ليلاً، وأهرب بنظري بعيداً عن موج عينيك، وأُطرق خجلاً.
العيد بارفيقي، يعيد بهجة النفس لقلبي يرتب معاني الحب والوفاء في وجداني، يقربني من جميع الأشياء المحظورة في ذاكرة شرقنا الملتهب، العيد لوحة يسكن طيفك آفاقها بين المخيمات، وتحت سماء عاصفة، يدك تضمد آلاف الجراح ويدي ممدودة لقلبك على الدوام.