رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
12
أيلوليات..
تعبت من انتظار الأمس، أراقب الدروب المصفرة في أيلول الذي يعيدني كثيرا للأمس فألبس عباءته لأعود لرُدهاته إنه يُلملم ضحكات الصيف، وشغب الأمواج المتلاطم عند حواف الدهر يملأ حقائب الوقت بحكايات الأمس لتبدأ الأشجار بالتعري استعداداً لزينة ربيع آتي .
وتلوح في الأفق غيمات شاردة تبحث لها عن قمة ترسو فوقها تهديها عطرها وتهديها رطوبة تستمتع بها الخطوات المتعبة عند المنعطفات الشاردة.. أنا الإنسان المتعب أبحث لي عن وطن في أيلول له سواقيه المفروشة بأوراقه الذهبية وهي وردتي في هذه الحياة..
هي نهايات تعرجات دروب الحور العتيقة، وصفصاف النهر العتيق، وهي ديوان الشعر قبل أن تنتهي قصائده، وهي التي تنتظر عودتي لتريح ضلوعي من عناء مشاويري اليومية ومن حكايات الوجع التي لاتنتهي، ومن أنين الأنباء المتلاحق على دوام الثواني.
تعبت يا أناي من متابعة القوافل الصيفية التي بدأت تُلملِمُ نوافذها التي ستغلقها مع أول قطرة مطر ستودعها الخمايل الصغيرة ووشوشات الطيوب قبل أن تُهاجر تكتفي بمراقبتها من خلف النوافذ الزجاجية وهي تفرش الأرض بالبساط الصوفي وتعد الأرائك المخملية لتستلقي فوقها أمام مدافئ الحطب لتغفو بسلام ووئام وهي متصالحة مع نفسها.
تعبت ياأناي وأنا أفتش عن حب شخص ما يظل مجهولا للأبد أبجله وأتكلم معه شعراً، تنحني كلماتي أمامه شوقا وإعجاباً، واسترسل في لون عينيه أملك سرهما وأغفو على صدره فراشةً تمزق شرنقتها رويدا رويدا حتى إذا ماعاد الربيع أطير على وقع نبضه أُبادله آيات الإعجاب وأمضي!
|