 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد |
 |
|
|
|
|
|
|
وها قد هل هلال عيد الفطر، والتهاني والتبريكات به رغم الحجر الصحي متبدلة بين الأحباب وها هما كل منهما بركن يرى حبيبه في صورة من معه ويتمنى لو كان الأمر حقيقة بهذا العيد، ما كل هذا الوله وأسماء الحب جميعها التي أصبحت تتحلين بها يا ريم؟
أصبحت ما إن تفتحي عينيك من النوم وهما ما تزالان شبه مغمضتين تفتحين أيضا الهاتف لبداية يوم نشيط يراقص كلمات الحبيب الذي وعدك بأن يعلمك شتى أنواع الرقص لو كنت معه، وتمرحين على نغمات صوتك الهامس وهو يردد كلماته، أو يقرأ كلمات تكتبينها له أنت، وحبيبك يقول: إن صباح الخير منك تقرأ أحبك حبيبي..
حاولت مرارا أن تقنعي قلبك بطرده، تذكرت شخصا كنت قد سمعته يتحدث في زمن مضى على كيفية التخلص من الحب (....؟؟؟)
قال : تخيله متسخا ورائحة العرق تفوح منه، تحاولين فعل ذلك وتفكرين أنه يكاد يكون يستحم يوميا منذ عرفته قبل انتشار الوباء، إذ غالبا ما يخبرك، فمن المستحيل إذن أن تشتم رائحة عرقه.
قال: تخيله استيقظ من نومه أشعث أعمش، فقلت: هو غالبا يستيقظ قبلي لصلاة الفجر إذن هو من سيوقظني ويراني كذلك...
المهم حتى الطرائق التي كنت تساعدين بها بعض صديقاتك للتخلص من أحدهم لم تنفع معك، فكيف وقعت أنت أصلا بكل ما كان يظهر عليك من قوة وصلابة، كثيرون من أحبوك ولم يقدرواعلى محادثتك في الأمر لأنك كنت إذا أحسست برائحة ذلك تحولت تصرفاتك إلى ما يشبه تصرفات الرجال. أيمكن أن يكون عليا قد تعمد إيقاعك في فخ شباكه، لتحوي أكبر عدد ممكن من الإناث، وهو يردد لك قول هذا الشاعر أو ذاك وقوله هو أيضا:
السيف في الغمد لا تخشى مضاربه ........ وسيف عينيك في الحالين بتار
حين أحببته يا ريم لم يكن يعرف عن شخصيتك شيئا، ولا أنت تعرفين عنه شيئا فكيف حصل؟ تحتارين وأحتار معك... تذكرين ياريم قبل أن يبوح له قلبك بحبه أن من بين الحوارات التي دارت بينكما، هو أن اسم صديقتك جاء في كلام ما فسألك عنها، وإن كانت متزوجة، وقلت:
_ ولم تسأل؟ ألست متزوجا
_ بلى، أنا فقط أردت أن أعرف لأنها إن لم تكن متزوجة فأنت أقوى منها حيث إنك مسؤولة عن بيت و أسرة ومسؤولة في عملك،....
_ ظننتك كنزار كان متزوجا بابنة عمه، وظل كلما رأى جميلة يقول فيها شعرا حتى لو لم يكن بينهما شيء وزوجه تغني: " مغيارة ويلا قالوا مغيارة" و تغني " أغار إني أغار...." حتى طلقها وتزوج بعد سنين بلقيس الصغيرة ولابد أنك تعرف قصة زواجهما..
فظل حبيبك _ الذي ما كنت أحسست بعد بحبه، أو لعلك شعرت به وكذبت كل حواسك .. _ يضحك..
وها هو الآن من جديد يطلب رؤيتك كما يحب ليهدأ غليان المحب، لتنطفئ ثورته، فيودعك من جديد إذ ترفضين طلبه.. يودعك علما أنه يعلم أنك قد أصبحت مريضة، ولم يكلف نفسه في السؤال عنك إلا بعد يومين ولم يسأل عن حالك، بل بعث رسالة، يقول لك :
_ إن كنت تريدين الاستفسار حول موضوع ما فأنا أنتظرك على الفايس
عجبا .. أهكذا يعود لها؟ وماذا يقصد برسالته؟
|
|
 |
|
 |
|
لم يسأل عن حالها؟ عن صحتها؟ لم يطلب منها أن تطمئنه عليها وهو من قال لها مرة عندما سألته كيف يمكن أن يكون شعوره إن علم أنها راقدة بالمستشفى:
_ سأطير من الداخلة إليك، سأهرع إليك دون أن أفكر في شيء آخر..
عبثا؛ ما تقول يا علي، تعبث بقلوب العذارى، وتعزف على أوتار قلب من تحبك أحلى الجراحات ..
في أول يوم بعد الوداع الأخير هذا كانت قد غضبت منه جدا معتبرة أنه لا يرى فيها غير صورة الجسد الأنثوي الذي يعشقه، وعليها ما دامت صرحت بحبه لها أن تمنحه ما يعشق عن طريق اتصال مباشر يمكنه من رؤيتها، فقررت كما قررت من قبل ألا تعود إليه وعادت، لكنها هذه المرة كانت عازمة على ذلك، فسدت كل الطرق المؤدية للتواصل معه، وبكت على قلبها بعد أن وضعت عليه قطعة جليد، زاد ألمها وإحساسها بالمرض وهو يضعف جسدها الذي وهن مذ أحبت عليا، أخذها أخوها لعيادة خاصة، فحصها الطبيب وألزمها بإجراء بعض الفحوصات، وباتباع أدوية كثيرة ومتعددة، خرجت من العيادة وأخوها يمسك يدها وهما يضعان الكمامة على وجههما، تلك الكمامة التي استطاعت أن تخفي شفتيها _ شفتي الحب المدمر _ ، استقلا السيارة، وفي انتظار أن يمنح الأخ لحارس السيارات الثمن المؤدى على الحراسة، وقف الرجل الهرم أمامهما متأملا ريم التي لم تنتبه لوجوده، قد تكون عيناها تريانه لكنهما تنظران إلى شيء أبعد من ذلك، حتى فاجأها الحارس الهرم بقوله وهي تزيل الكمامة على وجهها ودون أن يعير اهتماما للرجل الذي يجلس بجوارها:
_ أرأيت أيتها الجميلة؟ الكمامة لا تليق بك.. أنت يجب أن يداعبك الهواء، هنا بالسيارة تجنبا لرائحة البنزين ضعيها، لكن في الشارع افتحي فاهك للهواء...
تبتسم ريم في صمت إلى الرجل، تنظر لأخيها مستغربة، لكن الهرم أضاف بعد ابتسامتها:
_ الله... هكذا ابتسمي دائما، أبعد الله عنك كل ألم وحزن، لا تيأسي، فابتسامتك يحتاجها الهواء..
أكان شاعرا هذا العجوز أيضا؛ أم هو كذلك الآن؟ ماذا لو كان علي هو من معها... أكان العجوز سيتحدث أم أن هذا الحارس هو عراف أيضا أحس ما تحسه فأراد أن يسعدها بكلماته...؟
صارت ريم كلما تحدثت مع أمها تغالب دمعاتها، وهي تتمنى لو استطاعت أن تخبر والدتها بكل ما يخالج صدرها، أن تقول لها:
يا أمي أنا أحب... أحب أخيرا؛ فأمها تعلم أنها لا تحب زوجها لكنها تراه إنسانا طيبا رغم ما يمكن أن تعيبه عليه هي وكل أسرة ريم حتى إن ريم لا تغضب منهم أبدا إن قلد فعله أحد، أو عابوا عليه شيئا.. لكن.. كيف سيكون رد فعل الأم حينها ستلومها طبعا، ستغضب منها أكيد، حاولت مرة إخبارها وهي تقول لها:
_ كنت أريد أن أترك إبراهيم معكم وأظل وحدي بالبيت، طلبت من عبد الرحيم أيضا أن يذهب عند أهله، لكنكم اتفقتم علي الآن، اتفقتم ألا تتركوني وحدي..
_ وكيف تريدين البقاء وحدك وأنت على هذه الحال؟
_ أريد أن أخلو لنفسي أياما.. أريد ألا أكلم أحدا غيري، ألا يتألم أحد لرؤيتي، أريد أن أتحدث إلى ربي علي آخذ منه قبسا من نور..
لم تنتبه أمها إلا لقولها "أريد ألا أكلم أحدا غيري" ، فردت عليها:
_ أمجنونة أنت؟ المجانين وحدهم من يحبون البقاء في مكان لا يوجد فيه غيرهم ليكلموا أنفسهم..
_ أكنت يا ماما ترينني مجنونة قبل اليوم؟
_ لا طبعا؛ ولكن حالك قد تغير، أتعرفين أن والدك سألني إن كنت تحبين شخصا غير زوجك؟
تستغرب ريم وتتلعثم ولا تعرف كيف ترد على هذه الجملة الأخيرة