رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
يقول الله تعالى في سورة الشرح : { فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا} تكفي هذه الآية الكريمة لنوقن رحمة الله ونوقن أن وعد الله حق، إذ جعل بعد كل لحظة شقاء سعادة لا حد لها، بعد كل عناء راحة جميلة .. بعد كل صعب سهولة..ولنلاحظ كيف أن الله أكد على أن بعد العسر يسرا بحرف التوكيد إن وبتكرار الجملة مؤكدة ( إن بعد العسر يسرا)، ولنلاحظ أيضا كيف أن هذا العسر شيء معروف إذن هو محدد فقد عرف ب" ال" بينما جاءت لفظة " يسرا " نكرة وكأن الله عز وجل هنا يخبرنا أن هذا اليسر لا حد له وأنه فضل منه يجازينا به على صبرنا على ذلك العسر الذي كان قبله، إن بعد العسر يسرا.
يسر لا حد له .. يسر يريح النفس، يطمئن القلوب..
وشيء أيضا وددت الإشارة إليه، لنلاحظ كيف جاءت حركة الراء في كل من اللفظتين " عسر" و " يسر" ، لقد جاءت مكسورة في اللفظة الأولى ، فالعسر لابد مهزوم ومكسور بينما جاءت مفتوحة وبمد أيضا كأن ذلك المد يطيل الفتح الذي فتح به الله اليسر، الراحة ، الاطمئنان..
إن مع العسر يسرا، إن مع كلام الله راحة للقلب والروح ورحمة الله أوسع . صدق الله الحق العظيم
|