[بغداد سايح]

ولـيـسَ يُـعـجبُني شـيءٌ إذا مـالا
ولـو تـجسّدَ مـاسًا أوْ حـوى مـالا

تمِيلُ بي طُرُقُ المعنى فتُرشدني
إلــى الــرؤى لـغـةٌ تـنـسابُ آمـالا

فـما تـبعتُ خُطًى لولا استقامتُها
ولا حـمـلـتُ مــن الأوزارِ أحْـمـالا

أطفأتُ نارَ اعوِجاجٍ بالهُدى لأرى
أثـوابَ خـزٍّ عـلى الـفُسّاقِ أسْمالا
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

وراءَ الـمفرداتِ أرى اللّصوصا
وغِربانَ الكلامِ تُخيفُ صُوصا

أرى الـتـاريخَ مُـزدحِمًا بـإفْكٍ
ويدعو السامريّ لكيْ يصُوصا

أرى الطاعونَ يسرقُ كلَّ نبضٍ
ويُـغري كفَّ أحمَقنا خُصوصا

فـكمْ مُـدَّتْ إلـى الكلماتِ أيْدٍ
وعاشَ الجهْلُ يسلبُنا نُصوصا

[بغداد سايح]

المغربيُّ أخي.. لا تُشعِلوا فِتَنَا
كيْ تُحْرِقوا بلهيبِ الحقْدِ أمَّتَنا
قُلْنا المحبّةَ والتاريخُ أنشدَها
مَنْ مَرَّ في لغةٍ أبهى وأسْكتَنا؟
ما زالَ زارعُ كُرهٍ يستفزُّ إلى
أنْ داسَ أجْملَ إحساسٍ وشتّتنا
كمْ شيّدَتْ ثقةٌ فينا الإخاءَ وكمْ
هدّتْ معاولُ أضغانٍ أُخُوّتنا!!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

دعِ القلبَ مُرتاحًا منَ الغدِ.. إنَّهُ
سيلقى غدٌ شيْئًا ولمْ يتمنَّهُ
وقِفْ زارعًا في النفسِ نبْضَ تفاؤلٍ
تعِشْ نشوةَ المعنى العميقِ وفنَّهُ
فليسَ الصباحُ الحلوُ غيرُ بشاشةٍ
إذا المرءُ في الفنجانِ أيقظَ بُنَّهُ
وليسَ انكسارُ الذكرياتٍ بكاسرٍ
فمنْ كسّرتْ حلوى المحبّةِ سنّهُ؟
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

وراءَ خُطاكَ ينْدسُّ الحُفاةُ
وتقطعُ عُمْرَ درْبٍ سُلحُفاةُ
إذا ما سِرْتَ في طُرُقِ المنايا
فلا يَغرُرْكَ بالأمَلِ التِفاتُ
فأحياءٌ بأرضِ الذلّ موتى
وأجسامٌ بلا مجْدٍ رُفاتُ
وموْتٌ تحتَ نارِ العزِّ عيشٌ
وعيْشٌ بينَ أوغادٍ وفاةُ!!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

سأمضي عائدًا منّي إليّا
وألوي حكمةَ الأسماءِ لَيّا
وأصعدُ نازلًا أرْمِي سُكوتي
أسيرُ مُبارَكًا تحْتي علَيّا
وأسْبِقُني إلى معنايَ حتّى
ترى الظّلُماتُ ألفاظي حُلَيّا
نزفتُ رؤى وكمْ كتبتْ جِراحي
يدايَ فكانتا لي مِعْولَيّا
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

على قدر الأسى يأتي السرورُ
ويذوي بيننا الحزن الحرورُ
ويشتعلُ الحماسُ يضيء فينا
دقائقنا وتنطفئ الشّرورُ
وتعبرنا المحبّةُ.. نحن درْبٌ
لأرجُلِها الشذيّةِ يا مُرورُ
نخيطُ تواضُعًا كمْ نرتديهِ
فليسَ بثوْبِنا هذا الغُرورُ!!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

على حالِها أبْقَوا منازلَ لُقْمانِ
وألْقَوا بحُلْمٍ في غياهبِ حِرمانِ
وقدْ يرتدي وهْمَ العدالةِ ظالمٌ
فلا صارَ فاروقًا بأعيُنِ عُثْمانِ
أرى صفعةَ المظلومِ آنَ نزولُها
على وجْهِ جَلّادٍ بقُدرةِ رَحْمانِ..
فيا ربِّ أهْلِكْ مَنْ أرادَ هلاكَنا
وألحِقْهُ مخذولًا بخنْدقِ سَلْمانِ!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

ماتَ حُلْمٌ.. تمخّضتْ أجْبالُ
في بلادي لِتُولدَ الأزْبالُ!!
فأسُودٌ يدوسُ ضبْعٌ عليْها
ونِعاجٌ يسوقُها الرّئْبالُ
قُلْ وداعًا للْعِلْمِ فالناسُ قاموا
فوقَهُ أنزلوا السراويلَ.. بالُوا
لمْ يعُدْ غيرَ رقصةٍ وغناءٍ
فاضرِبِ الطبْلَ أيّها الطبّالُ

[بغداد سايح]

بعْضُ الجِراحِ وإنْ طالتْ ستَشْفينا
ما دامَ جُرحٌ عنِ الحُسّادِ يُخْفينا
الأرضُ باردةُ الأحضانِ تترُكُنا
نعْرى فلا نرْتدي حُلْمًا وتَنْفينا
يا دهشةَ الزمنِ الموجوعِ في وطنٍ
ينهدُّ ما زلتِ بالرؤيا تطوفينا
كُوني انبعاثَ سرورٍ من رمادِ أسى
أوْ ذوّبي حُزننا.. أشواقنا فينا
#النورس_المغناوي