سحابة
عندما أصاب الشمس وابل من الغبار الكثيف اختنقت
وانتفخت أوداجها.. وفي خضم ذلك الطوفان الغريب ..
كانت لي وقفة قصيرة بانتظار المطر لعله يأتي..تحمله
في هودجها سحابات الصيف الفارغة ..!!
***
شعرة
أيهما يستطيع إنكار أنه ذاتي حتى الجهالة فكلاهما
في الحمق سواء ..بينهما فيصل وحيد..شعرة رفيعة
فهذا أحمق حد السذاجة ..وذاك
أحمق حد السخف ...!
***
استنفار
استنفرت كل قواها لعلها توقظ لمسات فرح يقتضيه الموقف الذي
تمر به .. غير أنها وجدت في البكاء أقرب صورة للفرح ..
علمت حينذاك إنها مدمنة على انهمار الدموع ..
وقررت أن تمارس لعبة الفرح المجنون ..!!
***
انثيال
مفردات تنساب وحدها دون أن يكون للقلب دور فيها
العقل مجبر على الخمول..
تختزل كل اللحظات في بوتقة من الضجر
الإنسانية هنا مؤجلة..!!
الحياة لاتسير على وتيرة معينة..
فضاء ملبد بالغيوم..!!
وأرض ماحلة قاحلة أحرقتها مجازر البلهاء
أنصاف البشر هم الذين يحكمون..
وهنا..وجد ذريعة جديدة للاختباء..!!
***
أنا..!
حين اختارت أيامي الانزواء بعيدا عن تفاهات الاخرين وسخافة
احلامهم المعلقة .. وجدتها تعوم وسط الهجوم الكاسح لرغبتي في البقاء ..!!
والهجوم المرتد الذي يدفعني نحو الانسحاب ..! وجدتني لا اعرف
الا ان اكون انا ..
لذا قررت البقاء على الرغم من تضاؤل فرص النجاة ..!!
***
تكرار
تمنى أن يصحو من النوم كي يبدل يومه.. وتمنى
ألا تكون الشمس مشرقة..ولعله اعتقد في قرارة
نفسه أن الظلام عندما يحل هو الافضل له..لكنه تفاجأ
أن الشمس كانت عالية في كبد السماء فذاب حنينه فجأة
وانطوت أحلامه في سجل قديم..وصعقته فكرة أن اليوم
قد تكررثانية.. ودون أن يحدد وجهته
اختفى ذات صباح..!!
***
وحدي
البوح المتواصل تنفس دائم .. إفراغ لكل ما يعتمل في
داخلي من أحاسيس ..ولأني أتكلم وحدي.. وأناقش
وحدي وأتجادل وحدي وكثيرا ماأتعارك وحدي ..
لذا لا أملك إلا البوح المتواصل لنفسي لعلها يوما ما
تفيق ..وحتى يحين ذلك الوقت سأبقى أتحاور وحدي ..
وحيث اللاجديد تبقى للذكريات حصة كبيرة
للانفلات دوما ...!
***
خطاب
انتابته رعشة ساخنة وهو يتلقى أول خطاب منها ..تردد
في قراءته ووجد أن أفضل ما يمكن عمله هو
الاستئثار بالخطاب وعدم فتحه كي لايفقد
عنصر المفاجأة ..
وراح خياله المتعب ينسل بعيدا في حلم وردي ..
عندما حلّ الليل لم يحتمل فتح الخطاب ؛
وكانت فيه كلمات ثلاثة :
ابتعد عني رجاء...!