رد: الشاعر محمد نحال في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أعتذر عن هذا التأخير في الرّدّ والنا جم عن خلل في الاتصال ...
كما أعود الى المنتدى وكلي خجل ممّا بدر مني من سهو في الإجابة على سؤال للأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب فتقبلي مني كل كلمات الاعتذار وأرجو أن أوفق في التغطية على خجلي منك ومن زميلي المحاور عرعار يسين بما يمكن أن يروقكما والقراء الأكارم من أجوبة...وأعود إليك أيتها الفاضلة مع سؤالك القيم
(المرأة المقاومة، أسماء كثيرة حفرت في الوجدان، من جميلة بوحريد ابنة الجزائر إلى دلال المغربي ابنة فلسطين وغيرهن...
(كيف ترى المرأة المقاومة كشاعر إنسان؟)
......... نعم لقد كان للمرأة الجزائرية دور كبير أيام حرب التحرير الكبرى ...مستلهمة هذا الواجب من المرأة المسلمة منذ فجر الإسلام ...فقد أدركت عن وعي وبصيرة مدى تأثيرها وفي ميدان المقاومة مجاهدة بالسلاح ..وممرضة بين صفوف إخوانها المجاهدين تضمد جراحهم وتشد إزرهم ..وها هو شاعرنا محمد العيد آل خليفة يتغنى بها بكل اعتزاز وفخر قائلا
قد سبقن الرجال في البأس صبرا وتـــحملن فتنـــة الأضـــــداد
وأثــرن الأبطـــال للــــثأر منهم فاستباحوا زروعهم بالحصاد
....................
أنــــا بنت الجزائر اليوم أقضي حـــقّ أمّـــي بخدمتي واجتهادي
.......... وهاهو شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا يقول فيها
أنا أرمـــي القنابل والمسدس جنبي
أنا أهوى المناضل أصطــــفيه بحبِّي
أنا أفـــدي المقاتل بعيــــوني وقلبي
وأنـــادي البواسل حطِِّّموا غلّ شعبي
أنا بنت الجزائر أنا بنت العرب
.......... أما عن رأيي كشاعر إنسان في المرأة المقاومة فهي كرأي من قال في الرجال الرجال الرجال (رهبان بالليل فرسان بالنهار ) إذ لايجب أن يقتصر دور المرأة على البيت ..ألم يردّد الرجال معترفين -وراء كل عظيم امرأة- فكيف تستقيم الحياة إذا اعتبرت المرأة من سقط المتاع كما رآها الجهلة الآوائل ...ولعل من أهم عوامل النجاح في تاريخ الأمم والشعوب تواجد المرأة وهي تطفو على الأحداث...ولنا فيشجرة الدر وبلقيس والمرأة الحديدية ومعلمة المسلمين الأولى -عائشة -خير دليل على ذلك...لا حياة للإنسانية دون مشاركة المرأة في مختلف مجالات الحياة...المرأة المقاومة هي بلا ريب صانعة الانتصارات الكبرى أما تلك الموبوءة المتجملة -نؤوم الضحى - فهي أحد عوامل الخذلان بل أهمها...
....وإليك أخي المحترم حسين أتوجه بجزيل الشكر على هذه المساهمة القيمة
ترى هل مازال في زمن العولمة مكان للشعر ؟ هل يعيش الشاعر ــ أي شاعر ــ زمنه بالطول و العرض , أم يعيش الوقت بدل الضائع ؟ ربما ما يزال منا من يستطيع أن يكتب , ولكن , هل مازلنا قادرين على أن نقول للناس : تعالوا لتقرأوا ما نكتب ؟؟؟
...وأقول لك...فعلا إننا نعيش زمنا صعبا في هذا الجانب حيث العصر الذي غلبت فيه المادية على الروحانيات ..وتوجه فيه الإنسان الى الاهتمام بملء البطون والجري وراء المكاسب المادية..وأنت محقٌّ في ما لمّحت اليه سيدي الكريم من أنْ لامكانة للشاعر في عصر العولمة غير أنني أقلُّ تشاؤمية ممّن يرون هذا الرأي ...لقد قيل ذلك في عصور سابقة وهجر الانسان الأدب بل وهجر الأدباء الأدب وتغنّوا بالجزارة والبقالة وغيرهما ....ثم دبت الحياة من جديد فكانت المنتديات الأدبية والمباريات الشعرية وعادت للكتاب مكانته...وإنني أرى اليوم حركة أدبية تعود الى الواجهة وما أمثال شعراء هذا المنتدى والقائمين عليه سوى دليل يبشر بالخير...أما إذا نظرنا إلى قيمة الشاعر ومكانته بمنظار مادي فاعلم أخي وأنت تعرف ذلك -لم يعرف الأديب في أي مجتمع وعبر التاريخ مكانة مادية كالتي نحلم أن نراه عليها -رغم الاستنجاد به في المواقف الصعبة الحرجة الحساسة ورغم تأثيره اللامحدود في المجتمع ...ولن نقول للناس تعالوا اقرأوا ما نكتب ...فيكفينا الآن أن نقرأ لأنفسنا وسيلتفُّ حولنا من يروننا ملتفين حول ما نكتب ..والخوف كل الخوف في المستقبل - الذي لا نتمناه - أن يهجر أصحاب الأقلام أقلامهم وأصحاب المنابر منابرهم تحت ذريعة البحث عن المكانة المادية والمقابل المادي لما نعتبره واجبا علينا أداؤه كرسالة نحو الأدب ...
...وأعتذر للأستاذ المحترم عرعار يسين وأنا أجيبه على سؤاله الوجيه بعجالة فقد أرهقتني الكتابة وأشياء أخرى ...غير أنني لن أمرّ هنا دون شكره الشكر الجزيل على ما تفضل به من توجيهات وتوضيحات أثرى بها الحوار أيما إثراء حول الحداثة ودور الجزائر في إعلاء كانة اللغة العربية واستعادة مكانتها اللا ئقة بها ...فلك مني جزيل الشكر ووفقك الله في ما هو آت..وأعود الى سؤالك الوجيه حول القراءة وفهم المقروء...
القصيدة العربية تعاني من مشكلة القراءة و فهم المقروء .
- ما وجهة نظركم في هذه المشكلة ؟
...... كنت أؤمن دائما ولا أزال ...بأن شعر الأحاجي لن يطول عمره ( ولو اتسع المجال لذكرت أمثلة حية على مثل هذه الأشعار )... ولعل كثيرين من الشعراء يوافقونني الرأي ...فطالما أن هناك شعرا يحتاج قارئه الى مفاتيح -نفسية ولاشعورية وميتافيزيقية...-لأجل فهمه فإنه لن يكون هناك إقبال على القراءة....وأصارحكم القول بأنني أعجب أحيانا بالكثير من القصائد هذه ..يحلو لي سماعها لا سيما وهي تلقى بطريقة جذابة غير أنني حين لا أخرج منها برؤية واضحة أتركها لأصحابها يتغنون بها....أما ما يعتقد خطأ بأن هناك عزوفا عن القراءة فأنا أقول بأن ذلك لا يعكس حقيقة التنافس على إنشاء المطابع ودور النشر والتوزيع ..ولعل ديوان -مهر ليلى - لزميلنا عرعار يسين أبرز دليل على ذلك فقد نفدت الطبعة الأولى منه في وقت قياسي ...
ومعذرة مرة أخرى أخي الفاضل إن لم أوفك حقك من الإجابة ..
ثم أعود في نهاية هذا الردّ إلى الأديبة المحترمة معتذرا أمامها إن أنا قصرت في حق الردّ على سؤالها حول المرأة المقاومة وهي نفسها امرأة مقاومة تستحق منا كل الاحترام والتقدير...
وتقبلوا تحياتي وفائق احترامي ولا تبخلوا عليّ بجميل نصحكم وتوجيهكم ..
من الجزائر البيضاء محمد نحال ّ
|