سماء حزينة بنجوم أعياها التعب … نجوم تهمس بلقاء بعبير ذكريات … تنحر الأشواق كرماد منثور بصمت... تغرق أهات النظرات بحيرة وقلق … وحب كامن بكل شاهد لمكان , وكل بسمة ببريق ساطع … ودمعة تائهة بين فلق وغسق … للبسمة ذكرى خالدة , وللدمعة همسات كالنقش في الحجر … ونبتة رائعة بجمال أخاذ , ودفئ رقيق حساس , تحتاج لنور شفاف صادق … وقطرة من قلب حنون بتعبير عفوي … النور يعطي النبتة ما تحتاج بإصرار ووفاء … وقطرة الماء معلقة بغياهب الصمت … النبتة لا تنمو كما ينبغي لها , وتعيش على مخزون من عبق ذكري ولقاء … قد يستنفذ العطاء , وتسقط نبتة الحب صريعة لمخاض الصمت … لعل النبتة المتأصلة بتربة الإحساس , والتعبير عن المشاعر هي الأكثر بريقا والأكثر عمرا وأمدا … رياح الهجرة لا تحملها عواصف البعد , ولكن تغذيها مزاجية الصمت والحيرة … ما أصعب تحليق طائر الحب بجناح واحد … وما أقسى عدم البوح … قد تذبل زهرة الحب , وتكون على حافة الموت والنسيان … ولكن سيبقى عبيرها , رغم كل إعصار أو طوفان … حصار الصمت قتلنا في وطننا السليب المقهور … فهل يقتل الحب في قلوبنا …!!! نهجر قلوبنا … وتهجر من أوطاننا بداخلها وخارجها … هل نبحث عن وطن بديل , أو خيار حب جديد …!!! ولكن كيف السبيل لترك ما هو منا وفينا … بكل شجرة مقدسة … ودرجة من الأقصى شاهدة … وكل قطرة دم تشهد بعهد لنجمة الآمل , بحب أبدي للأبد … الوطن لا يكره , والمحب لا ينسى … ولكن ما بال الدماء بردت , والحب أصبح سلعة رخيصة في صوامع الصمت …!!!! والله الصدق أصبح كشراع على مركب منبوذ , بمسرح متجمل بأكاذيب مصطنعة … الحب الصادق أصبح كنجمة عالية جدا , نصلها بصدق الإحساس وقوة المشاعر , وعندما نمسكها بكل حواسنا , ونعيش كل ما فيها من جمال وطاقة ( نكتفي ونقول تملكناها … !!! ) نضعها فوق رف الكتب أو داخل البوم صور ونقول بصفة الماضي ( كانت ذكريات حلوة …!!! ) الأصل بكل بقاء هو : عطاء بغير حدود من القلب والروح والفكر , وتجاوب بعطاء , وتكافؤ بالبوح بكل خلجات القلب ونسمات الروح بكل أنوارها … الصمت عندما يواجهه الغرور تكون هناك : نهاية الحقيقة الكامنة في الروح , وبداية هجرة تفوق كل البعد والغربة … وما أكثر أبناء الوطن الغرباء عن وطنهم , وما أصعب أن تحمل قلبك على ظهرك بدل صدرك … أقف حائرا ولأول مرة بحقيقة مرة : لماذا الصمت …!!! فلسطين كنعان.