قالت دنيازاد لشهرزاد: أتعلمين ماجرى لبغداد؟ ردت شهرزاد:أبغداد الرشيد تقصدين ؟مدينة العلم والحكمة و الأمجاد؟ قالت دنيازاد: أجل أختاه بغداد! بغداد حكاويك الطويلة التي ينط سحر الشرق من ضفائرها الحالكة السواد! شهرزاد:مابها مهجة العروبة وولادة الشعراء و الرجال الشداد؟ دنيازاد:رفيقة دجلة جريحة ،مصابة، مقهورة ، مكسورة الخاطرة ،غاب عنها الفارس والجواد. شهرزاد:أوليس بها هارون جديد يحميها و يكون لها الدرع و العماد؟ دنيازاد: لقد كان لها حاكم يعشقها، لكنهم شنقوه بتهمة تسمى "الديكتاتورية"، شيء يشبه الإستبداد و قتل العباد. شهرزاد:من هم ؟و هل صارت هناك تهم للشنق غير الزندقة و القتل و الإلحاد؟ دنيازاد: أضحكتني ياأختاه الزندقة لم يعد لها معنى في زمن ساده الأوغاد والإلحاد مباح, بل ومستحب أمامه الحياد . شهرزاد:وهم من هم شانقوا هارون بغداد ؟ دنيازاد: إنهم الغزاة ،المغول الجدد أبناء القارة البعيدة، الذين أتوا بأوامر من صقورهم لتأسيس سرح الشورى ونشرالحريات في البلاد. شهرزاد:ومن استشاروا في سطوتهم ومن أباح لهم النفي والجني والحصاد؟ دنيازاد:ألم تصلك الأخبار يا ابنة أبي ؟ ألم تعلمي أن كل شيء مباح مباح و أن بعض الناس امتهنوا الصمت و الآخرين قالوا أنا أتعبنا النباح؟ وأن بلاد الإسلام حظرت الجهاد, بعد أن إختطفه بعض بنيها إلى أعالي الجبال ونادوا :حيا على القتل و هبوا لنشرالرعب والإرتعاد. شهرزاد:ماهذا ،ماذاأسمع؟ وأين علماء بغداد و الرواد؟ دنيازاد: حين سطا الغزاة، سرقت المخطوطات من الجامعات، دمرت الآلات، نهبت القاعات ، هرب أستاذ و كتب لعالم آخر الإستشهاد. شهرزاد: كفى، كفى أخيتي إن رغبة في البكاء تداهمني و أريد أن أحكي ألف ويلة وويلة.
سكتت شهرزاد عن الكلام المباح بعد أن بدأت أم من بغداد في الصياح مطفئة دوي إنفجار يعلن الصباح. Nassira
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عن بغداد بين دنيازاد و شهرزاد
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/1.gif');background-color:white;border:4px inset crimson;"][cell="filter:;"][align=center]
يا لويلاتنا التي سوف تحكيها شهرزاد
نطق الفكر .. وإنطلق العقل يكتب و يدون .. بأحاسيس صادقة و مشاعر واعية راشدة .. يصف حال بغداد الصامدة .
المغول الجدد يقتحمون عالمنا بشتى الطرق و الوسائل .. و يقحمون أنفسهم في حياتنا و مشاكلنا .. حتى يستطيعوا السيطرة علينا .
النص رائع .. مؤلم و موجع لكل من لديه مشاعر و أحاسيس وطنية عربية .. تبكي بغداد و تنعى أرواح الشهداء .
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: عن بغداد بين دنيازاد و شهرزاد
الأخت العزيزة الأستاذة نصيرة
حوار رائع وهادف ومؤلم في نفس الوقت .
ورغم مرور الوقت الطويل على هذا الحوار
لكن للأسف مازال الحال على حاله , ومن
المؤكد أنه مازال الحوار دائر بين دنيازاد وشهرزاد ,
وما زلنا بانتظار إبداعاتك , دمت مع محبتي .