لك وحدك
لك وحدك صباح الخير .. لك وحدك صباح ليس مثله صباح .. صباح مفعم بالحب .. صباح مفعم بالشوق .. بالحنين ..
تخطر ببالي في ساعات الصباح الأولى فيمزقني الألم .. ألم الإشتياق .. ألم البعد .. ألم الحنين .. ألم الفراق ..
ولا تقل بأننا لم نفترق .. لقد افترقنا
وهذا ليس هذيان مني ولكنك تكابر .. الشمس لا تغطى بغربال .. وأنا وأنت
كالشمس تظهر للعيان .. في الشروق وحين الغروب .. وما حديثي إليك إلا ضربٌ من الجنون أو ضربٌ من الإشتياق ..
أو ضربٌ من الولع فيك ..
لم أعد أدري إلى متى سأبقى متيمة بك .. ولم أعد أرغب بمعرفة مدى تعلقك بي ّ ؟
لم أعد أرغب بمزيد من الدلالات والعلامات والإشارات ..
أنت لم تعد هنا وما هذه الكلمات المتناثرة والهمس البعيد سوى علامات احتضار ..
أرجو أن لا تشكك في مدى صحة ودقة كلماتي .. ولا تعتبره حديث يأس تمحوه ببعض كلماتك .
أين أنت الآن .. أجبني ؟
أنت لست هنا .. أقصد روحك لم تعد هنا .. لم تعد معي .. ماذا أريد من جسد أخرس ؟
ماذا أريد من تمثالك ؟
أنا لا أهوى جمع التماثيل .. روحك بقيت هناك .. تركتها هناك .. وأنا هناك لا أصل .. لم أعد أصل ..
لا جسر يوصلني إلى ذلك الأفق الذي أودعت روحك أمانة لديه ..
أنت قاس جدا ً ولديك بعض اللؤم ..
وإن كنت أنا محتالة بعض الشيء فأنت سيد المحتالين ومنك تعلمت الكثير
ولكني الآن تعبت وهذا التلاعب لم يعد يجدي معي وسألقي بآخر ورقة معي وليهلك الجميع ..
ليفنى الجميع ..
طالما أنك لست معي فليفنى الجميع .. أم أنت فلا .. لا تفنى ..
أنا لا يهم لو فنيت .. أم أنت فلا تفنى ..
لا أتخيل هذا العالم بدونك ..
لا أتخيل هذا الصباح بدونك ..
حتى لو كنت مجرد تمثال من شمع .. من جليد .. من حديد .. لا يهم
طالما الشمس لا تذيبك والليل لا يغرقك والنجوم لا تسحرك فلا خوف عليك ..
لا خوف أن تبقى تمثالا ً لي ولغيري من النساء .. ولكنني ما عدت راغبة بالبقاء ..
للأسف هذه لم أستطع تعلمها منك .. لم تعلمني كيف أتحول مثلك إلى تمثال .
صباح الخير لك وحدك يا تمثالي الحبيب ..
صباح الخير .
أهديكم هذا البوح الذي أعيد نشره لأجمل أحبة لي .. رواد فنجان قهوة ومساحة من البوح
