رد: قضية للنقاش: القات المخدر المباح
الأستاذة الفاضلة : نصيرة تختوخ
شكرا جزيلا على الإختيار الموفق لهكذا موضوع
ما يقال عن القات في اليمن هو نفسه ما يقال عن الكيف في المغرب , وكما جاء على لسان الكاتب "رشيدنيني"في عموده اليومي بجريدة المساء المغربية , فإن الناس بالمغرب يقرنون القنب الهندي ــ أو الكيف ــ بلفافات "الجوانات"و"الشقوفا"وينسون أن هذه النبتة لها استعمالات صناعية كثيرة يمكن أن تدر على المغرب عائدات حلال في حالة رفع الحظر عن زراعتها وتطوير البنيات الصناعية التي يتطلبها تحويلها .
قليلون هم الذين يعرفون أن حظر زراعة القنب الهندي بدأ في أمريكا منذ سنة 1910 والسبب كان طبعا إقتصاديا , لكن وكما في كل المعارك الإقتصادية تم تغليف الموضوع بطلاء سياسي . فقد اكتشفت البورجوازية الأمريكية المتحكمة تاريخيا في سوق القطن أن مزارعي القنب الهندي بدأووا يضايقونها في السوق , وذلك بسبب تزايد الطلب على الأثواب المصنوعة من ألياف تلك النبتة . .وربما يجهل كثيرون أن أول سروال "بلودجين"تمت صناعته من نبتة الكيف , وأن أول نسخة مطبوعة من الإنجيل طبعها "يوهان كوتنبورك"كانت على ورق مصنوع من نبتة الكيف .
هذه النبتة لها استعمالات صناعية ودوائية وتجميلية ,إضافة إلى ثبوت إمكانية تحويلها إلى طاقة غير مضرة بالبيئة , كما أنها تستخدم في استخراج البنزين البيو , وزيوت الميتانول وصناعة العوازل التي توضع بين الجدران , واستخراج الأصباغ وورق التلفيف والأوراق المالية .
السؤال الخطير الذي لا أحد يقوى على طرحه هو : لماذا لا يتكلمون عن أخطار التبغ , وهو مادة سامة وقاتلة أكثر من القات ومن الكيف ؟؟؟ الجواب هو أن للتبغ مافياته العالمية وشركاته الكبرى التي تسوقه وتسوغه , ونفس الشيء بالنسبة للخمر الذي يعتبر شربه مظهرا من مظاهر الرقي والتحضر ولا أحد يريد أن يعترف بأنه سبب المهالك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مسكر خمر وكل خمر حرام " ومن هنا كان القات اليمني والكيف المغربي والمزاج المصري حراما لأنه يذهب بالعقل ولا يجلب منفعة ولا يصد مفسدة , بل الأنكى من ذلك أنه مدعاة للكسل وسبيل إلى الفشل .وما أسكر كثيره فقليله حرام كما اتفق على ذلك جمهور العلماء شرقا وغربا .
ومن أغرب ما سمعت عن أهل اليمن أنهم في زمن الحرب القائمة بين الشمال والجنوب قبل الوحدة , كانت المدافع تسكت بعد الظهر ولا تسمع للرصاص ولو طلقة واحدة إلى أن يمر وقت القات الممتد بين صلاة الظهر وصلاة العصر , فإذا انقضت صلاة العصر قاموا إلى مدافعهم ورشاشاتهم وأفواههم محشوة بنبات القات .
وكتب الصحفي عبد الباري عطوان مؤخرا في مذكراته أن كل الوزراء والرؤساء الذين كان في ضيافتهم باليمن قدموا له وجبة من نبتة القات التي توجد في الدور كما في القصور .
مع خالص التحية والتقدير .
|