رد: بـمن تـزوّجـت زيـنـب ؟ ! ! !
بمن تزوجت زينب؟
عنوان يحمل قلق السؤال المفجر للدهشة والباعث على الغوص فى متن القصة حتى نكتشف الإجابة , والعنوان المعتمد على صيغة استفهامية عادة يكون عنوان مراوغا يربكنا كثيرا ويثير فينا رغبة الالتصاق بالنص والغوص فيه وهذا ما نجح الكاتب فيه منذ بداية القصة
ويبدو ان الكاتب كان مخططا لمسيرة الخط الدرامى فى قصته قادرا على ان يمسك به من اول كلمة فى بنية القصة فاستهل القصة بجملة خبرية تضعنا فى جو مفعم بالانسانية ليقدم للحدث الرئيس فى القصة خاطفا الابصار والعقول معا"أخــيرا تـحـصّل على الشّهادة التـي حـوّلت الـحلم نصف حـقيقة ..! يعـود إلى القرية بـعد أربع سنوات من الدّراسـة الـجامعيّة … إلى رحم الأسرة التي طـالـما عبثــت بشـراعـها أعـاصيـر الـحاجة و أمـواج الفـقر ، يعـود و ما فـي يده البيضـاء غيـر رائحـة عـطر قـديـم يـفـوح !.."إنه يؤسس هنا للجو الانسانى الشفيف الذى يعصف بمرتكزات التلقى وثوابت الثقافة المجتمعية ويمهد ايضا للتعامل مع بطله من الداخل لا من الخارج وهنا نجح الكاتب جيدا حين استخرج الكوامن الداخلة فى عالم بطلة ووضعها على السطع ليقدم نموذج الشخص النفعى المتردد الذى قدم الواجب على العاطفة وفى هذا انتصار مذهبى وانحياز لقيم الحق والخير والجمال على حساب زيف الواقع وتردى الشخصية الانسانية تحت ضغط الفاقة والحاح الحاجة ان زينب لم تكن رمزا الا لامراة تدفعها عوامل الفقر وثقافة القهر الى عالم غير الذى تحلم به واحمد تدفعة الرغبة فى ان يعتلى طبقة غير التى يحياها فيسلم نفسه للشهوات وتحقيق الطموح على حساب القيمة وحتى حين يعتلى هذه الطبقة ويصبح استاذا فى الجامعة لا يستطيع ان يتخلص من جذوره الطبقية التى ولدت لديه كراهية اولئك المدثرين بحضارة الغرب من الاغنياء"
و يتـيـه في جـرد الـتّماثيل الـبشريّة و عرض الـطبّيعة الـمتنكّرة ، ينظر إليهنّ نظرة احـتـقار و قد تستّـرن بقناع الـمساحيـق ، فيـهن حـثالة الـغرب ، لـبسن الـحضارة بالـمقلوب ، مارسن الـحريّة بالانسلاخ من الـفضيلة و طـقوس الـزّواج عـندهنّ صفـقة تـجـاريّـة .
« قريبا سأؤدبكن يا مـتشدّقـات … » .
يـمقت تلك السّـلوكات و ينبـذها خاصّـة و أنـّها لا تـمتّ لـلأستاذيّـة بشـيء من الـصّلة و لـم يعهدها فلسـفة في قـاموس الـمتخّلقـين
وينجح الكاتب فى استخدام تقنيات فنية جميلة تمنح النص نوعا من السمو الفنى وتحكم اسقاطاته الدلالية مثل استخدام الفلاش باك والمزج بين الازمنة وتوظيف الضمائر بشكل محسوب وابراز دور المكان بشكله الانسانى المحمل بالمشاعر المتناقضة ووضع نهاية تؤكد نصية العنوان فى اصار منه على تمكين ال دالالة العنوان من ناحية ومن اخرى ليضع متن القصة بين قوسين فنيين تتطلام بينهما الاحداث فيرد كل منهما القلق الوجودى الى الاخر
تحية ايها الاديب الموسوعى والمتعدد الموهوب على هذا النص الجميل الذى يحمل قيما اجتماعية وتربوية نحن فى حاجة اليها وليس مطلوبا منك اخى الحبيب ان تفسر عملك او تثير حوله الاسئلة لانه الان ليس ملكا لك ولنا حق تاويله وفض مجاهله والدخول فى فضاءاته وفق ما نغترف من ثقافة ولا تصادر علينا تأملاتنا ورؤيتنا
لك كل محبتى وعظيم تقديرى
|