نارٌ في جدائل فاطمة ...
إلى المقاومة الوطنية اللبنانية
وفتاة سوريا سناء
كـنــَّا بكهفِ النـّوم دوّى صوتـُها
لبّى الرّجالُ برايةٍ قـبل السّحورْ
الصّوت ُأزعج َ بـعـضَنا
والنومُ راهنَ بعضنا
برهانِهمْ
نـَذروا النذورْ
قـَرؤوا التـّمائمََ عَـزَّموا
وعلى رمادِ جنوبنا
حرقوا البُخورْ
وتـأ لــَّبـَتْ
ذؤبانُ شـُذ ّاذ ِالفــَـلا
وتلاهـثتْ صَوبَ الخـد ورْ
سَعِــرَ القطيعُ ليـنهـشَ..
اللحـمَ المـَريـرَ لـفـاطـمـه ْ
لكنها رشقـتْ
ذ وائِـبَـهـا الــّتي تـزهـو بـها
رعـدا ً و زلـزالا ً
إلى مابعـدَ بعـدَ رُبى الـثــّغـورْ
ضَـفـرتْ بـهـن َّالعُـروة َ الوثـقـى
سَـتـبـقى
في جـدائـلِهـا أتـونا ً
نـارهُ بَـرد ٌعلى
أمّ الـنـّسورْ
*********
أهـدابُـهـا
صَـلـيـاتُ أشـفـار ٍ
وما
أدراك َمـا صلـيـاتـُهـا ؟
قـَصفتْ
بـِلـَحْـظٍ كــُحـلـَها
فـتـكاسلـتْ أذكى الـقـنـابـل ِ..
طالـما كـُحـلٌ يـُقـاتـلُ ..
عَـينـهُ
نـصرا ًً تـَفـورْ
مـن دمـعِـها
في صدرِها
زَرعَـت ْرغـيـفا ً لـلـوفـا
فـتـبـاركَ الـثــَّمـر ُالجـنـوبيُ العَطا
تــَنـّورهُ
مـَلأ االصّدورْ
غـَضِبـتْ عـناقـيـدٌ لـهُ
فـَـتـفـجـَّرت ْ
يَـفـَعـَت ْ سـنـابـلـُه ُ
شـبابا ً أحرقـت ْ
هـبَّـتْ زوابع ُ صرصر ٌ
ريـح ُ الجنـوب ِأتـَتْ
بـِـؤُكـْـل ٍ طـيـب ٍ
صامَ الـدّهـورْ
فـرقـائـقُ الـفـادي يَسوع َ تـَسحـّرتْ
لتـُسيِّـفَ ..
الغـُـمـدَ الطـّهورْ
عَـجـبا ً...لها !!!
تـلـكَ السيوفُ ..
كـذي الـفِـقـار ِمـُحـمـديَّاتِ الفطورْ
عُـمَـريّة ٌ وقعَ الصلـيـل ْ
نـَـفـرت لـجدِّهـم ُ الخـلـيـل ْ
وتـعـمَّـدتْ
حـمـراء َفي قـانـا الجـلـيـل ْ
فـَـتـَسرّبــَتْ
طـيـرا ًأبابـيـلا ًيـُزيحُ وميضُها
عـتما ًلفـُرسان ِالعـبورْ
*********
يا ( فاطـمـه )..
بـيـّارة ٌ... عـذراءُ طاهـرة ٌ
بـلا دنـس ٍ
بـتـولٌ أنجـبـت ْ
كلَّ الـرّجـال ْ
هـَزَّتْ كـمَريمَ كلَّ أوثان القـبـيـلة ِ..
والمَحابـرَ والضّلالْ
فـَـتـناثـرتْ أسفارَها الصّـفراءَ..
خلفَ مَشاعل ِ الأرز ِالجـنـوبيِّ الهوى
وعـلى حوافـر ِخـيلـِها
سَـقــَط َالمُحال
*********
صَرخَـتْ تــُؤذ ِّنُ في
هَـزيعـِكم ُالأخـيـر ِ
لـمْ تــُنـْـهِ با لآه ِالـقـديـمـة ِللـمُجـيـر ِ
فـَـتــَنـَاوَم َ الـقـومُ الـنـعامُ معَ الضّمـيـر ِ
صمُّوا المَسامعَ عـن طـبـول ٍ والـنـّـفـيـر ِِ
وارتـَد َّرجـْعُ الصّوتِ قــولة َ (خالـد ٍ)
تــُفــَّا ً
عـلى الجـبـناءِ ماتوا كالبعـيـر ِ
قـسما ً
بفاطـمتي الحـبـيـبةِ قـد ْحَصل ْ
فـحـذار ِ يا صهيون ُ مـنها
إنــَّها أمُّ الـبـطل ْ
وبـذي الـفـِقار ِتــَقـلــّد ت ْ
والصّومُ في أعطافِها
والهاشميُّ بنذره ِ
أنــَّى حَـكى
قـولا ً فـعـَل ْ
فإ ما مُها الـكـرَّارُ باركَ صَهوة ً
لمَّتْ صهيلَ ضوامر ٍ
من كلِّ فـَـج ٍّعانـقـتْ
لبنانَ ياطـيبَ المُقـبـَّل والـقـُبلْ
*********
يا فاطـمـه ْ
وحكايـة ُالحـنـّاء ِ تـرويـها الصَّبـيـهْ
بخشونةِ الكـفــّيـن ِمن عِـشق ِ الـتـُراب ِ
وهـزِّ مَـهد ٍ ياأبـيَّـهْ
ولاَّدة ٌ
زرَّاعة ُ الشهداءَ في أرض ٍ زكـيَّهْ
حـَصَّادة ٌ
إنـِّي أرى أبـنـاءَها
قـد أيـنعـَت ْ
(وسـناءَها) أضمُومة ً
حـبَّـاتـُها يـَفعـَت
براعـمُها الـنـّديهْ
سورية ُالـحِـبـر ِالأصيـل ِ ونـصرُها
جـاءَ الفـُـتـوحَ مُـفــَوَّجـا ً
والـنـّاسُ شاخـِصة ٌ
لأ نـبـاءِ الهديّهْ
يا فاطـمه ْ
هـيَّـا لـتـَمحي عـا لـقـا ً
شَـابَ الـهـويهْ
سـتـون عـاما ً مُـطـرقا ً
فـَلـتـَكـتـُبي
الحـرفَ الـمـقاومَ شامخا ً
يزهو بصدق ِالوعـدِ في
سِفـر القضيهْ
يا فاطـمـه ْ
إمحي الخـطـوط َ بعـودةٍ
فحـدود ُ ( بـيـكو ) هـشـَّــة ٌ
جـــدّ ا ً
عرسُ قانا
في قانا حصلت أولى المعجزات لسيدنا المسيح (ع)
من تكثير النبيذ والخبز والسمك
في عُـرس ِ ِقا نا
جـنَّ (إيهـوذا) يـلـم ّ ُجـرادَهُ
ليَجـُبَّ في التـّاريخ ِ فيضَ السّـلــتـينْ
يـتـنـاهبُ الخـُبـزَ المُـقـد ّسَ والـنـّبـيـذ َ بلـؤمهِ
ويـُدنـّسُ الأجران َوالألوان َفي
أذن ٍ وعـَينْ
ويدحـرجُ الزّمـنَ المـغامرَبالرَّمادِ مُصَحـِّرا ً
أثوابـَها الخضراءَ مَـجـْنى الجـنـّـتـينْ
ويـَحِـمّ ُ في لهـبِ الرّهـان ِ مُـقـامرا ً
بـتسابـُـق ِ (الأزلام ِ) في مِضماره ِ
لـيُسوّ قـوا أثـداءَنـا
ورمالنا
والقـُـبـلتـيـن ْ
فرضا ً قـضوا
خــَلعـوا قـنابـيـزَ التـقـيــّةِ..
والـبـقـيــّةِ مـن بقايا
قصة ِالتوتِ الـّتي ثــَـقــَبـَتْ
قــَـداستـَها حكاية ُ مومِس ٍ حَطـّابة ٍ
شحذتْ فؤوسَ البَغي في (ماخورها)
وأباحَ خادمُها ببيع ِغـصوننا
في فضـّة ٍ
أو رقصة ٍ
فـَبــِكـيس ِ (إيهوذا)
ريـوع ُ الحالتينْ
***********
حـَمراءُ فـي تـقـويـمـنـا
كـلّ ُ الـليـا لي
والمَذابح ُ والحِسانْ
بـيـروتـُنـا بـعُـيـونـِها خـَرزت ْ
حـديـدا ً دقــّهُ الحـاوي لها
وعـرائـِسا ًهَـرَجَتْ
تـُـراقِـصُ خـَـيـطـَهُ كالبهلوانْ
مَبهورة ً بالدُّميةِ السَّمراءَ تـَمنحُ قــُبلة ً
لخَــيالـِِها
في سكرة ٍ( مَـعَ كوندليْ ) وظلالـِها
حـمَّـالـة ُ الحَطبِ الـذ ّكيِّ بجيدها
وعـَدَتْ بــرأس ِالمِـعـمـدانْ
رَقـصت لـهمْ
ودَ م ُ الـرّفـاق ِبـكأسهاِ
لتــُلامـِظ َالعهـرَ المـُنـَـفـَّط َ نـُطـفة ً
مَوروثة ً حتـّى فـُلانْ
تـستـبـضعُ الأجلافَ تـَـنْسخُ زُلــْـمَـة ً (1)
خـيـشومُهُ للـقـرع ِفي سَــفـَـدِ الرّهـانْ
أ َنـِـفـــــــــــــَت جـنوبا ً لـلـرجال ِأنـوفـُها
وتـَـضمْـخـَت بارودَهـا والأرجـوانْ
***********
فـلـتـرتـدي بـيـروتـُــنا..
من شرِّ غـُسـّـا ق ٍ مُـلاءهْ
واخـفِ السّفـورَ خـناجـرُ الفـُسّـاق ِِغـادرة ٌ
كـَـمَتْ تـَحـتَ العَـباءهْ
مـاكـُنـتِ يـوما ً عـنـدهَـمْ
إلا ّ فطائرَ شهوة ٍ
أو لـيلـة ً حَـمـراءَ ..
هُــبـّي وانـْـبـِـشي إرثـا ً
يـُقـا تــلُ بالـقـراءهْ.....
وتـثــَوّبي بردائـِكِ الأرز َالعـتـيـقْ
والسّنـديانُ غـرامُـنا السّوريُّ في
مِـلح ِالطـّريـقْ
فـلـيـقـصفـوا ويــدمـّـروا
أعــشاشـُنـا تـحـت الـرّكـام ِ...
تـحـضّـنُ الـبـيـضَ (الفـنـيـقْ )
وغـصونُ ( قـد مـوسَ ) الـمجـذ َّرة ُالسنـيـنْ
رَشَـقَـت شـلوحا ً بالـجـنـوبِ مُـقـاومـيـنْ
غـارا ً وزيـتـونا ً
وبـارودا ًبهِ قسموا اليمينْ
صَد قــوا بـما وعـَدوا فـَسَلْ
( مـارونَ رأس ٍ ) عـن نـجـيـعـِهـمُ
لتـُخـبـرَكَ الــيـقـينْ
وزها القصيدُ مُفاخرا ً ومَـضى
يـُلاقــِط ُ عَـنْ نِــعا لِهــمُ غـُبارا ً قاذيا ً
وقوافي كـُحل ٍ..
في عـيـون ِالخانعـيـنْ
*********
أفـواهُ قـانا تسألُ العُـربانَ والسّّـكـين َ...
في صمت ٍ
لـِمَ الوَئــَّادُ يَـفـتكُ في صَبايا مـروحـيـنْ
فعُـيـونهـُنَّ مَصاحف ٌٌ ماذ ُقـنَ طعم َ المِكحلهْ
زُغـُبٌ ....
وما نطـقـت ثــُغـورهـُنَّ إلا ّالبسمله ْ
جَـلبـتْ إليهـِنَّ الوحوشُ المِقـصلهْ
فـَتـناثـرَ العِـقـد ُالصَّغـيـرُحـقا ئبا ً
وجـدائلا ً مضفـورة ًومُـفــَلــّـلهْ
فبأيّ شرع ٍ يُستباحُ الياسمينْ
وكأنَّ ( يـَهـْوا ) ماارتـوى
وفـطـيـرهُ مـازال يُـخـبـزُ (ساذجـا ً)
فدما ؤهـُنَّ منا فـحٌ
لعَـجـيـنـهِ المطبوخ ِمن حـقـدِ السّـنينْ
**********
تـبــّـا ً لـبـاك ٍ رامَ أحـجارا ً
وأطـلالَ الجـسورْ
ولـسائح ٍ في داره ِ قـَضَم َ الجــذورْ
إسْـفــنجة ٌ يمتصُّ ما بالكـون ِألوانا
ًوبـَـعـْدَ غــَدٍ يـَـثـورْ
نـخـبُ الـكـرامـة ِلايـروقُ شـرابـَه ُ
مـُُستـمـْرئا ًوحـلا ًوطــيـنْ
قــُمْ والـتـحـقْ بـِـغـُبارهِم ْ
لــتـَمـوتَ حـيـّا ً واقــفـا ً
فــَكـفا كَ طهـرٌ
إن لحـقـتَ الــثــّائِـريـنْ
____________________
(1) العبد
3
مُنادمة ٌبليلةٍ تـمّوزيةٍ
زيـتـونة ٌ.. شَرقـيـّة ٌ.. وجُـنوبـُها شرقٌ
ولا غـربٌ لها
والشَّمس ُ في أغـصانِها شرقـيــّة ٌ
تزهـو على كـلِّ المَـشارقْ
قـا لـتْ :
سَــلامُ الله للصّخـر ِالمـُعـتــَّـق ِ في
الخـنـادقْ
قـَمَـرَالظلام َ بــِـهَـلــّـةٍ
فـتـناثـرتْ رُزم ُ البـيـادقْ
لم يَرهبِ الحـيـتـانَ في إبـْـداره ِ
لـم تــُغـرهِ كلُّ الـعـواصـم ِ ..
والنــّجـوم ِ عـلى الـفـنـاد قْ
يستهجـنُ التــّـقـبـيـلَ إلا ّ رابـضا ً
وسـَريـرُه تــُخـمٌ
لـتَـوسيـدِ الـبـنـادقْ
قـمـرٌ جـنوبيّ ٌ ولـيـس بآ فِــلٍ
لـمّـت مـنازلـُه ُ حــروفَ بـنـودِنـا
مـن نــوره ِألــقٌ
عـلى( أرز) الـبـيارقْ
********
رَعـد تْ جـلا مـيدُ الجـنـوبِ... تـَـنحْـنـحـتْ
ثَــَـلـمَـتْ مَـفـا رقـَها أخـا ديـدُ السّـنـيـنْ
رَدّ وا الـتـّحـية َ قائـلـيـنْ :
يا أخـتـنا :
هـل تعــرفـيـنْ ؟
بـتخـومِـنا روح ٌتـوالــَت
لاتحبّ ُ الآفــلـيـنْ
أوتـادُهـا يا أخـتـنـا :
أثـقـا لــُنـا
قـدرُ الصّخـور ِ رواسيا ً
ولـها....جَـبـيـنْ
**************
قالت لهم :
زيتي لــَكَم ْ
نارٌ ونورٌ مَسَّّهُ مِصْباحُكمْ
لهبٌ بأعـينكمْ نـَما ؟
أنوارُه تلكَ الأسودُ وعـندما
زأرتْ أضاءتْ في سَنا مِشْكا تـِكـُمْ
قبسا ً تجلــّى للجحا فـل ِ دَكــّها
لتخـرَّ صُعـقا ً
كا لـدّ مى مُـتـناثـرينْ
********
ردّوا بزلزلة ٍهـَلا َ
يا أخـتـنا :
هل تـَعجـبـيـنْ00؟؟
هذي الصّخـورُ بـبـعـلـبـكََّ تـلـبـّأ تْ
شهـقـتْ بأعـمدةٍ لها فـتأ لــّهـتْ
مـن لـون شـمـرا أبـْجَـد تْ
ومسيحُها السّوريُ عَـمـّدها نـُوىً
بـيـن الـنـّجـوم ِفأبحـرتْ
والأرجـوانُ شراعـُها
نسجـتْ خـيوط َ الشمـس ِ ...
مِغـزَلهُا السنـيـنْ
أثـوابُها الحـمـراءَ جَـلـلــّتِ المـلـوكَ مَهـابـة ً
وتـكـسّرتْ تـيجـا نـهُـمْ
لمَّـا استجا شـوا ناكـثـيـنْ
** ******
بالـقـربِ أيـْكة ُ سـنـديا نْ
شاخـت على أغـصانـها
حُـقـبُ الـزّمـا نْ
ضربـت جـذ ورا ًرصََـّعـتْرُقـُما ً
وفي صَلصا لـِها السّـوريِّ قــد
نـَطـق الـبـيا نْ
طـُربتْ وقـد سَمِعـَـتهُما يـَتـنادمانْ
بوركـتـُما
ظـلـّي لـكمْ آلاءُ عـُش ٍّ
وانحـنـت بإمـومة ٍ
ومن العَجائب ِإنحناءُ السّـنديانْ !!!
عُــشّ ٌ حـنونٌ لا يـَضـنُّ بـد فـئـه ِ
صُلـيـَتْ جوارحُـه ُعلى هُـضَبِ الجـنوبِ ..
بهـيـئـةِ الطـّـيـرِ المُـعـرّش ِبا لعـنا نْ
فأتى خَـلـيـلهم رأى
سَعيَ الخـوافـق ِ حا جـبـا تٍ عـيـنـَها
شرقا ًًوشـرقا ًفي الـورى
فتبـاركَ الـغـرسُ الكريمُ عرائشا ً
خـبـزُ الحـياة ِ حـَصادُهُ
مـَلأ َ الـدِّ نا نْ
وتعـمّـدَ العـقـدُ الـفـريـدُ بنصرهِ
فـبسلـكـه ِ سَقـط َالرّهـا نْ
رفـعـوا الكـؤوسَ بنخبهِ
لـيـُحـلــّقَ (الـنـسرُ) الـعـتـيـقُ بـمـَجـد هِ
ويـَظـلَّ لـلـتــّاريـخ ِ يـروي والـزّمـا نْ
/