يا طفلتي الصغيرة امسحي بقايا دموع قلبك بنسمة من فيوض روحي لك ... واغسلي جروحك ببسمة الذكريات ... برغم انطفاء ابتساماتنا ... برغم الضجر ... برغم نار الشوق ... برغم دموع القهر في عيون باسمة ...
صباح الخير يا طفلتي المدللة ... مساء الخير يا اميرتي ... اسعد الله اوقاتك يا ارض الياسمين وسماء الريحان ...
أحزانك طيور مهاجرة في فضاء نافذتي ... ترتوي من نبع قلبي ... وتحلق برياح الحنين ... بجناحي الحنون ... رغم عواصف التعب ... وخيط الضوء الرفيع ...
قبل عام كنت احملك كطفلة ... وما زلت طفلة تحلم بفنجان قهوة ... قهوة وان بردت تسكن خواطرنا بسلامات ... وسلامات مزروعة في كل غيمة ... وكل نجمة بعيدة ...
اريد ان افر من يدي ... من صدى صوتك ... من رائحة بساتين عطرك ... من حقيقة مدفونة تحت صفيع الجليد الحار ...
كنت ارى اني مملكتك في عينيك ... ولكنك كنت اميرتي الصغيرة التائهة الضائعة في موانئ وان ازدحمت ... هي مهجورة كوطن بلا هوية ... بلا تراب حنون ... بلا سماء صافية بنقاء ثواني الانتظار ... وساعات اللقاء التي الغت المسافة بين الخيال واليقين ...
اشربي حليبك بدل قهوتك ... فانت طفلتي الصغيرة المدللة ... والقهوة مضرة ... مقلقة ... قد تكبرين يوما ... وتعود لي كلماتي ... وقد نشرب القهوة معا ... على شاطئ واحد بين تلك المساحة الواحدة في وطن يجمع الغريب بوطنه ... والاب بطفلته ... والشوق بالحب ...
اخيرا ... لا اجد ضرورة ... لقول يا طفلتي ... لا تصرخي بلهجة الاطفال انا كبيرة ... انت صغيرة ... ولكنك الاكثر قيمة وروعة ... وكم اتمنى ان تبقي تلك الطفلة بحلمها الوردي ... حلم واحد ... بعيد قريب ... ولكنه حمل كلمتين ... الا انت .
