التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 141,865
عدد  مرات الظهور : 167,676,821

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > شواطئ زاهية بنت البحر > القصة
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 08 / 2010, 13 : 03 AM   رقم المشاركة : [51]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

..ومازلت في مكاني في المقعد الأمامي رغم أن صاحب القاعة آثر النسوة على الرجال هذه المرة...
تابعي أختاه فالقصة ازدادت تشويقا...شكرا لك زاهيتنا...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 08 / 2010, 37 : 09 PM   رقم المشاركة : [52]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)


13


13
لا أدري كيف همست من خلال دموعي : لم أقتل أمي يا أبي… إنَّني أحبها وأنت تعلم ذلك، وهي أيضاً كانت تعلم مدى حبي العظيم لها..
قال ويده الحانية تمسح شعري، وكأنَّني في الخامسة من العمر: أعلم ذلك يا بنيَّتي، ولكن اصدقيني القول، لماذا أخبرَتْ المرحومة الشرطة بأنَّه في البيت قاتلة.. أمُّك لا تكذب يا سناء، ولا تهذي كما قلت للمفتش عند التحقيق؟
قلت : صدقتَ وهي الصادقة ..
فقال لي: من قتلتِ يا سناء؟
تنفستُ بعمق قبل أن أقول: تسمعني حتى النهاية، ولك بعد ذلك حريَّة التصرف؟
فقال لي: تكلمي يا ابنتي، وليكن الله في عونك وعوني..
قصصتُ عليه ما حدث بالتفصيل.. كانت دموعي ترافقني في كثير من المحطات، ويده الحنونة بحرارة الأبوة والمحبة تمسح عن عيوني حرَّ الدموع، ووجع الصمت الطويل..
وعندما وصلتُ إلى الوقت الذي نحن فيه قلتُ له وأنا أشعر بقوة غريبة تتملّكني: أحس باحتراق داخلي المتفجر، أه يا أبي ما أصعب الاحتراق، و ما أشد حرارته على النفس..
قال بحنان: الكلُّ يحترق، ولكن بشكل يختلفُ بتفاوتِ الذَّواتِ المحترقة، وما شبَّ حريقٌ، وتأجَّجَ ثُمَّ خمد إلا وتركَ بقايا من رماد، فلننظر في تلك البقايا النَّاعمةِ الملمس،الخفيفةِ الوزن.. ما هي؟
فقلت له وقد أحسست بنفحة أمل تهب صوبي من خلال همساته الدافئة :
إنها بقايا المحروقات، رمادية اللون، لا قيمة لها، تذروها الرِّياح، بل حتَّى النسيمات قد تجعلها هباء منثوراً. لا يا أبي لن أكون أضعف من نُسيمة، أنا أقوى من الرِّيح، أصدُّها بجرأتي وإيماني، أنا أجلُّ قدراً من الرَّماد مهما كانت محروقاته، لاشيء يستطيع إحراقي، وما هواجسي إلا همسات خفية، سأسخر منها قبل أن تحيل شموخ َصمودي إلى رمادٍ لا قيمة له، بل سأحدِّق في ذاك الرَّماد وأشكر الله إذ خلَّصني مما كان يعذِّبني.
نظرت في وجهه وجدت دموعه تتدفق فوق خديه. قلت له:
- كنت مخطئة حتَّى الثمالة، فالرَّبُّ واحد والعمر واحدٌ، ويبقى الزمنُ الساكنُ فينا بيتاً لنا نحتفظُ في أيامِه بــ نحنُ، وعندما تفارقنا الــ نحنُ نفقدُ بيتَنا ونعودُ نوراً ..
قال والدي بفرح وهو يمسح الدموع: لقد تخلَّصت من الخوف يا ابنتي ، ونجحت بالاعتراف
قلت: نعم ولك يعود الفضل… كنت غافلة يوم أخفيتُ عنك الحقيقة.. الغفلة يا أبي ليست غباراً بل هي أديمٌ من صدأٍ لا يزيلُهُ إلا القشرُ، وإن أوجعَ.
-ابتسم قائلا: صدقتِ يا ابنتي.. قد يكونُ القشرُ صعباً، وإنَّما الغفلةُ أصعبُ، وعندما يشفُّ الوجدُ ويرقُّ القلبُ، وتجري العينُ خشوعاً ورهبةً ويُخدرُ الجسمُ بالسموِّ، فيستأصَل المرضُ، والنفسُ ترفلُ بالصفاءِ سعيدةً مبتهجةً..
فقلت له: راضية بالعقاب أو الثواب مادامت تقر بذنبها وتسعى للتطهر منه.
ضمَّني إلى صدره بعطف غامر، فأحسست بدموعه ترطب وجهي، فقال لي وصوته يختنق بالأسى: غداً نذهب إلى النيابة العامة لتعترفي، ولتأخذ العدالة مجراها، و معك ابن عمك الدكتور أنيس الذي خان الأمانة والقسم، بإعطائه التقرير الطبِّيِّ الكاذب للتَّصريح بدفن المغدور سامي، دون الكشف على الجثة، وهذا عمل يمقته الله ويعاقب عليه القانون ..
قلت: كما تشاء
- صدقيني يا ابنتي لو أن ( د. أنيس) قام بما يمليه عليه واجبه المهني، والديني لما كنا في هذه المشكلة .
فقلت له: كان أنيس مشغولاً في المستشفى، فأرسل إلينا التقرير الطبي بإلحاح مني، وأنا تقصَّدَت ذلك كي أنتقم لزوجي من قاتله..
- إنَّه مخطئ، يجب أن لا يسمح لأحدٍ بمخالفة الشرع والقانون مهما كانت الظروف، غداً سأبلغ عن ابن عمك الدكتور أنيس، ولن أتخلى أبداً عن اتهامه بالمساعدة في ارتكاب الجريمة بطريق الإهمال، إضافة إلى طمس معالم الجريمة بدفن سامي دون كشف الطب الشرعي على الجثة، ولكن ربما يستطيع المحامون الذي سيتولُّون الدفاع عنك إيجاد طريقة لمعرفة الحقيقة .
قلت له: حسنًا، ولكنَّني سأذهب قبل ذلك لمقابلة هنية زوجة عزام، أريد أن أعطيها من المال ما يساعدها في تربية ابنها رشاد ..
- خيراً تفعلين..
وافقته بابتسامة رضا ثم خرجت من غرفته، بعد أن طبعت على خده قبلة شكر وامتنان، وأنا أحس بأنَّني بدأت أولد من جديد..
بقلم
زاهية بنت البحر

يتبع
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 57 : 09 PM.
زاهية بنت البحر متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 25 / 08 / 2010, 29 : 12 AM   رقم المشاركة : [53]
امال حسين
كاتبة وعضو نشيطة دائمة في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية امال حسين
 





امال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصــــر

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

مازال هناك يتبع ؟؟؟؟؟


اذاً لن أبرح مكانى بالمقعد الأمامى .



كمل أستاذة زاهية القصة أصبحت مشوقة للغاية
توقيع امال حسين
 مجلتى الرمضانية




===============

أحفظ القرآن معنا فى رمضان


هـــنا
امال حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 / 08 / 2010, 41 : 03 AM   رقم المشاركة : [54]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

...ولن أبرح مكاني..مازلتُ هنا متابعا لطيفا...تابعي أختاه...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [55]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

آمال حسين، محمد الصالح الجزائري
سعيدة بحضوركما ومن معكما من الطيبين
بارك ربي فيكم ورعاكم
أختكم
زاهية بنت البحر
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]
زاهية بنت البحر متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 05 : 07 AM   رقم المشاركة : [56]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)


14

برفقة سماح خرجت من البيت في الصباح الباكر، كانت أختي عصبية المزاج سريعة الانفعال حتَّى أنها تشاجرت مع السائق الذي أقلَّنا بسيارته إلى قرية هنية.
التزمت الهدوء طيلة الوقت كي لا أضيف إلى اضطرابي مزيداً من القلق.. وصلنا القرية الصغيرة الهادئة في الضاحية قبل الساعة التاسعة صباحاً..
بدت القرية حزينة، أو كما خُيِّلَ إليَّ، فكل ما فيها يوحي بالكآبة، الشوارع ضيِّقة رغم اتساع المساحات الزراعية حولها، أكثر ما لفت انتباهي أولئك الأطفال الذين كانوا يلعبون في الحارات الضيقة، وهم حفاة الأقدام فوق أرض مليئة بالأوساخ، وبقايا من الزجاج المحطم..
صوبتُ نظري إلى الأمام مسرعة نحو بيت هنية يدلنا عليه أحد الصغار بعد أن أعطيته ورقة نقدية دسَّها في جيبه فرحاً بها، وكأنه وقع على كنز ثمين..
وقفت أمام الباب الخشبي المشقق بتقادم الزمن، نقرت بأصبعي عدة نقرات، بينما راحت أختي تنفخ من جوفها حرارة الضيق والاشمئزاز زفيراً ساخناً امتعاضاً من كل ما حولها في هذه القرية..
ربَّما مرَّت دقيقة أو اثنتان ريثما فتح الباب، وقفتُ بعدها وهنية وجهاً لوجه..
أرملتان تلتقيان تجمع بين مصيبتهما الجريمة، هي فقدت زوجها وأبا ابنها، وأنا فقدت زوجي، حبيبي.. ابتسمتُ لها فابتسمت لي بدهشة عقدت لسانها بعض الوقت رحَّبتْ بي بعدها، ودعتني للدخول، تبعتها وأختي إلى غرفة صغيرة هي الوحيدة في هذا البيت الذي يقبع وسط القرية، ولا متنفس له سوى فسحة دار ضيِّقة جداً ومكشوفة .
سألتها عن أحوالها العامة، عن ابنها رشاد، فأخبرتني بأنه يشكو من التهاب رئوي حاد، وهو يُعالج في مستوصف القرية مجاناً، وقد ذهبت به أمُّها قبل قليل إلى هناك لإعطائه حقنة مضادة للالتهاب، بكت وهي تثني على والدتها التي فتحت لها قلبها وبيتها بعد أن طردها عزَّام من بيته ظالماً لها ولصغيره رشاد دون عذر أو سبب.
انتهى حديث المجاملة بيننا، واحترت كيف سأقدم لها المعونة المادية إلى أن قطعت الصمت بقولها: رحم الله( عزام ) لقد ودع الحياة بطريقة غريبة، ولكن الذي يحيرني ولم أجد له جواباً مقنعاً هو ذهابه إلى البيت الكبير بعد إخلائه، وإطفاء الأنوار فيه؟ وكيف مات ولماذا كانت نهايته في أرض المسبح؟
وكيف دخل الحديقة، وهو لا يملك مفتاحاً للباب؟
ثمَّ يقيد الحادث قضاءً وقدراً.
تصنعت الحزن وأنا أهز برأسي أسفا. تابعت كلامها :
- أمر غريب يا سيدة سناء، إنني حزينة من أجله رغم أنَّه أساء إليَّ كثيراً قبل موته، كان يريد أن يطلقني ، ولكن الموت لم يمهله لينفذ ما عزم عليه، سيعاني صغيره رشاد اليتم والفقر إلى ما شاء الله.
نظرت إلى سماح ففهمتْ ما أريده منها، فنهضتْ من مجلسها وخرجتْ من الغرفة إلى الدار، بينما تناولتُ من حقيبة يدي شكاً وقدَّمته لها فسألتني: ما هذا يا سيدتي ؟
فقلت لها: هذا شك بمبلغ كبير من المال لك ولابنك رشاد تصرفينه من المصرف البلدي في العاصمة، وتشترين بيتاً ومفروشات، وما تحتاجينه من مستلزمات أخرى..
فقالت ولِمَ كل هذا المال يا سيدتي؟!!
فقلت لها خذيه الآن وستحصلين على ما تشائين منه بعد نفاذه ..
أحسستُ بالفرحة تحتلُّ كيانها، وكأنَّها لا تصدق عينيها وعندما اتجهت نحو باب الغرفة استوقفتني قائلة:
- مهلا لدي شيء سأعيده إليك يا سيدتي .
سألتها: ما هو ؟
فتحت درجاً في خزانة ملابس جانبية قديمة، وأخرجت من تحت الأغراض في أرض الخزانة منديلاً أبيض اللون، حلَّت عقدة كانت فيه، وتناولت منه خاتماً وقدمته لي قائلة: هذا الخاتم أهداه المرحوم السيد سامي لعزام قبل أن يموت بساعتين، وقد خبَّأه معي يومها، ولم أعطه له عندما طلبه مني أكثر من مرة بحجَّة أنَّني أضعته، فتوعَّدني بانتقام قريب.. كنت سأحتفظ به لرشاد، وألبسه إياه في أصبعه عندما يصبح شاباً..
نظرت إلى الخاتم، وأخذته من يدها تفقدته بذهول وقلت:
- إنَّه خاتم سامي.. أجل كان يلبسه يوم الحادث.. إن ثمن هذا الخاتم باهظ جداً.. أنظري إلى الفص الماسي، إنَّه يساوي خمسة آلاف دولار كما أخبرني ..
فقالت هنية: ولكن السيد سامي أهداه لعزام ..
فقلت لها: أتصدقين ذلك يا طيِّبة القلب؟ لقد سرقه منه بعد أن قتله. ..
فصرخت هنية بخوف مفاجئ : قتله؟!!
فقلت لها: نعم وأنا سمعته وهو يقتله، ولكنني لم أستطع أن أفعل شيئاً في ذلك الوقت لأنني كنت وحيدة في البيت وخشيت أن يقتلني إن هو أحس بأنني علمت بذلك.
- فصرخت: أيعقل هذا يا سيدتي، عزام يقتل من أكرمه ورفعه من الحضيض إلى النعيم؟
- هذا ما حصل يا طيبة، هنية أريد منك أن تشهدي بالحقيقة في المحكمة ؟
فقالت: ضد من سأشهد يا سيِّدتي؟
فقلت لها: لن تشهدي ضد أحد، فقط قولي الحقيقة، ومن أين حصلت على هذا الخاتم..
فقالت هنية: حسناً سأفعل ذلك، ولكن لماذا لم يلفت انتباهك اختفاء الخاتم بعد موت المرحوم ؟
فقلت لها: إن مقتل سامي طغى على كلِّ ما عداه، ولم أفكِّر بأمواله، أو بما خلَّفه لي من ميراث ضخم قبل هذا اليوم الذي نويت زيارتك وتقديم المعونة لك ولابنك، ستعرفين في المحكمة كلَّ شيء،كلَّ شيء يا أمَّ رشاد، ستفاجئين بأمور كثيرة وأتمنى أن تجدي لي عذراً فيما فعلتُ..
بقلم
زاهية بنت البحر
يتبع
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 58 : 09 PM.
زاهية بنت البحر متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 10 : 11 AM   رقم المشاركة : [57]
امال حسين
كاتبة وعضو نشيطة دائمة في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية امال حسين
 





امال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond reputeامال حسين has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصــــر

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذة زاهية

يارب تكونى بكل خير وشكرا على المواصلة


القصة رائعة .....أكشن هههه


سأكون فى الانتظار لقراءة المزيد فهناك الكثير من عندنا يتابعون ويستحسنون فلا تخيبى شكلى بينهم ^ _ ^


ومازلت أحتفظ بمكانى بكل أدب وسكينه
توقيع امال حسين
 مجلتى الرمضانية




===============

أحفظ القرآن معنا فى رمضان


هـــنا
امال حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 46 : 11 AM   رقم المشاركة : [58]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

... شكرا زاهيتنا..واصلي...الجالسون في المقاعد الأولى قد لا يستطيعون الخروج من المحكمة هههههههه
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 15 : 11 PM   رقم المشاركة : [59]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

أستاذة آمال، أستاذ محمد
بارك ربي فيكما وجزاكما عني خير الجزاء
أختكما
زاهية بنت البحر
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]
زاهية بنت البحر متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 26 / 08 / 2010, 27 : 11 PM   رقم المشاركة : [60]
زاهية بنت البحر
الإعلامية والأديبة مريم يمق / شاعرة وقاصة وأديبة وإعلامية، مشرفة سابقاً عضو الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب
 




زاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond reputeزاهية بنت البحر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الإعتراف(سأعترف بجريمتي، فهل تسمعون ؟)

15

أحسست بحاجة للانفراد بنفسي قبل مرافقة والدي إلى مخفر الشرطة، وتسليمي للسُّلطات القضائيةِ المختصَّة هناك، دخلت غرفتي المشتركة مع أختي سماح وأغلقت ورائي الباب. داهمني ارتباك مفاجئ ربّما كان دفيناً تحت وطأة الحوادث الكثيرة التي مازلت أمرُّ بها، فوجد بتسارع الوقت فجوة للعبور منها إلى الوعي بفوضى لاشعورية، فانتابني إحساس غريب كما لو أنَّني أواجه الصدمة للمرة الأولى، يا إلهي في أي هوَّة وقعتُ؟!! الأمر ليس سهلاً كما كنت أتصوره بعين المثالية التي لا توجد إلا في كتب الأخلاق، وعالم الخيال، وإن وُجِدَتْ في الحقيقة فقد تكون نقطة في محيط، فهل سأكون أنا هذه النقطة في محيطٍ خلع عنه عباءة الخير وتلبَّس الخداعَ بأدنى مستوياته؟! ولماذا سأضحي ولأجل من؟ قد يلف حبل المشنقة حول رقبتي، والروح غالية، أوقد أسجن مدى العمر، وقد يكون السجن لسنوات مع الأشغال الشاقة، وحتَّى لو كان عاماً بل شهراً أو ليلة واحدة، فليس باستطاعتي تحمل العيش في الزنزانة مع نساء محكوم عليهن بجناية ما، فهناك القاتلات والمهرِّبات والدَّاعرات وبينهن فاقدات العقل.
لطفك يا رب لقد عرفت الآن قيمة الحرية، إنَّها أجمل شيء في الوجود بعد الإيمان.
ضاقت أنفاسي، فأجهشت بالبكاء، وراحت دموعي تتدفَّق بسخاء، بينما أصابت يديَّ برودة مصحوبة برعشة مزعجة.
غزتني الرهبة بكل معداتها الحربية ومقاتليها، فانهزمتْ قدرتي في المقاومة، وتقوقع خوفي من أبى في ركنٍ مهجور من فكرةٍ باهتة، وتبعثرتْ أفكاري في اتجاهاتٍ مختلفة. أحنى الخوف ظهري وتجسدت لحظة الاعتراف طودا مطبقا فوق صدري، أجل هي لحظة فارقة في حياتي، وبين اللحظة واللحظة برزخٌ مجهولٌ لا يعلمُه إلا منْ سوَّاه، سبحانه كم نفس تقبضُ بين شطَّيهِ؟ .. كم دمعة تسكبُ بحرقةٍ أو بفرحٍ، كم من دمٍ يهدرُ قبلَ بلوغِ الشَّطِ الثاني بين اللحظةِ واللحظةِ؟
أيقنت الآن أنني أنثى ضعيفة جداً رغم كوني قاتلة، ولكن ماذا سأفعل بعد أن أخبرته بكلِّ شيء، هل أعود فأقول له بأنني قد تراجعت عن قراري الرَّصين، ومزَّقتُ أوراق اعترافي؟ ليتني لم أعترف .
إنَه الآن ينتظرني في الخارج ليذهب بي إلى السجن، ترى هل هو جادٌ في قراره؟ أيسلم ابنته بيده إلى حبل المشنقة؟!! هل وصلت به المثالية إلى هذا المستوى من التضحية وهو يعلم أنَّني ما قتلت إلا انتقاماً لزوجي؟ نعم سيفعل ذلك لأنه يطمع بمحاكمة عادلة تنصفني في الدنيا والآخرة، ولكنني قاتلة ومتسترة على جريمة قتل، ومسببة في موت أمي، عقابي سيكون شديدا لا أستطيع تحمله. لا لن أسلم نفسي أبداً، وإن أصرَّ والدي على ذلك، أجل لن أعترف أمام المحقِّقين، أنا لست مجنونة كي أفعل ذلك، سأهرب من البيت قبل أن يذهب بي إليهم.
نهضت على عجل ووجل، فتحت خزانتي وأخرجت منها حقيبة ملابس فارغة رحت أضع فيها بعض الحاجيات التي قد تلزمني أكثر من غيرها، وما نسيتُ أن أدس في حقيبة يدي مبلغاً كبيراً من المال قد أحتاج إليه أثناء هروبي من البيت، ووضعت بداخلها بعض المجوهرات وخاتم سامي ومجموعة الصور التي تجمعني به وحمالة مفاتيحه الخاصة ودفتر شكاته، فقد استودع قبل وفاته أموالًا كثيرة في البنك لضرورة ملحة ترتبط بتحويلات نقدية لإحدى الدول الغربية بعد الصفقة التجارية التي أنجزها، الخاصة بمعدات التجهيزات الطبية للمشافي بشكل عام، وكنت قد أعطيت هنية شكاً من هذا الدفتر عندما قمت بزيارتها، ووضعت في حقيبة الملابس ما يخص سامي من مستندات هامة.
خرجت من الغرفة وأنا أحمل الحقيبة بيدي، كان أبي مستغرقاً في صلاة سنة الضحى بينما سماح في المطبخ تنظف بعض الأواني التي ملاْ صوتها المكان، خرجت من البيت بهدوء وحذر، وتركت الباب مفتوحاً خشية أن يلفت صوت إغلاقه انتباههما.
التفاتة سريعة تلقَّاها باب بيتنا من الهاربةِ أنا، كانت بمثابة تحيَّة الوداع استعرضت خلالها شريط الذكريات التي عشتها مع أهلي في هذا البيت الكريم الذي تربيت فيه على الإيمان والصلاح، صور كثيرة تزاحمت على نوافذ ذاكرتي المضطربة لعلَّ أجملها وأقربها إلى نفسي كانت صورة والدتي ونحن نحتفل بها عندما عادت من الحج قبل عشر سنوات، رأيتها تبتسم لي بمحبة وحنان، فعلـَّقتُ بعينيها خوفي وضعفي وقلة حيلتي ورجوتها أن تسامحني.
كدت أسقط بالخنوع والعودة إلى البيت فأغلقت عينيَّ لأطرد كلَّ الذكريات ولأرى طريقي وأنا أنزل من الطابق الثاني على درج العمارة باتجاه الشارع العام .
وصلت الطريق ربما في الوقت الذي خرج به والدي بالتسليم من الصَّلاة، مازال أمامي بضع دقائق أستقلُّ خلالها سيَّارة أجرة تبعدني عن البيت ريثما يتفقَّدني والدي ويبدأ البحث عنِّي.
بشيء من الرتابة سألني سائق السَّيارة التي مرَّت في اللحظة الحاسمة من قربي: إلى أين تودِّين الذهاب؟
أجبته بقلق: إلى أي مكان
فسألني بخبث: أينَ يعني؟
استدركت الأمر خشية أن يظنَّ بي سوءَ فسألته بجدية: ألا تعرف مطعم أي مكان، وكنت قد نطقت به دون معرفة)؟ إنَّه في وسط المدينة قرب حديقة النَّوافير.
أجاب ببرود: أعرف الحديقة فقط.
فقلت له: حسناً خذني إليها إذاً.
وقبل أن تبتعد السَّيارة عن بيتنا بمسافة طويلة رأيت والدي يخرج من بوابة العمارة ملهوفاً، وهو ينظر يمينةً ويسرة علَّه يجد ضالته الهاربة، ولكن عبثاً كانَ يحاول، فودَّعته بدموع ساخنة، وأنا أعلم بهمِّه الكبير وحزنه العميق، وما هو فيه الآن من عذاب وقلق، فكنت في هذه اللحظة أشدَّ مقتاً لنفسي من أي وقت مضى.
بقلم
زاهية بنت البحر
يتبع
توقيع زاهية بنت البحر
 

http://rasoulallah.net/muhammad/inde...d=1&quest_id=9
[flash=http://andalali.jeeran.com/bannns.swf]WIDTH=460 HEIGHT=80[/flash]

التعديل الأخير تم بواسطة زاهية بنت البحر ; 13 / 10 / 2010 الساعة 59 : 09 PM.
زاهية بنت البحر متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 29 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|