[دينا الطويل]

　

سَغبُ النطع....

في سردابٍ يَـتمطـّى

صوبَ الحِـبر ِالأصفر ِمـُنحدرا ً

ليُسامرَ ساحاتِ الرومان ِ...

وإبهام َالقيصرْ

مازالت ثـَمـَّة َمطحنة ٌ

ويـُدوّرها الورقُ الأخضرْ

ٍ

لتـُجالـد َأحلاما ًسِـيقـتْ *

برِهان ِالرقِّ أو الأبهـرْ

وعـَلا صوتُ الطحّان ِينادي :

ياقـمحيْ

نـَصبَ القاضي قوسا ً

وبلا ثوبٍ

جَـلـَسَ الطحـّا نُ بدون ِرَحىَ

فـَـتعالتْ ثمــّة َ جَعْجـَعـَة ٌ

وخِـوارُ ( السوس ِ) الضّاربِ في الـتــّـقـويم ِالمَطحـون ِ

قـَرأ القا ضيَ شِعراً

اقـطـعْ رأسـهُ يا( مسرورٌ )

وإذا أحـْـناهُ

امنحـْـهُُ ألفيّ دينار ٍ

فَـهــوى (الجـَلـّيسُ) بمطرقـةٍ

ألـِفـَتْ سِندانَ غـُبا ر ٍ مَسْـنون ِ

هَر ِمَتْ مَعَـه ُأنـّا تٌ....

تـَـتـَرجـَّى الصََّيحة َبا لحـيـن ِ

***********

جاءَ السيـّا فُ برأسيَ في طـَـبَـق ٍ

يَـتوسَّط ُ أوراقي البيضاءَ

....ودَحْـرجَـهُ قـَر ِفا ً

في حَضْرَةِ ساقـيـن ِ

فتعانقَ وجهيَ والطـّين ِ

نَهَـشَ الأرض َالـثـــّكلى

واند َسّ تـرابٌ في أنـفيْ

يستـنزفُ أوداجا ًعـَطشى

رَكَـلوا رأسيْ

قــُلـِبـَتْ عــينايَ نحـوَ الأعلى

لاحَـتْ في الأفـُق ِالأدنى

أسراب ُ طيور ٍ

من تـَحْــوام ِ جــوارحِـها

وتناهي صوتُ السّبع ِ في سَمَعي

أيقـنـت ُهـوَ جَسدي

مابين مخالبها يُـطـهى

بالـحَـرِّ هُناكَ قــَرَى

سَغـَبَ النــّـطع ِ

خـَفضَ الإبهامُ إشارتــَهُ

لـيُـبددَ آخـرَ صرخةِ حـِـبر ٍ

في قـلمي

فــلسانيَ سلـّوه ُ ليلا ًً

قـبـلَ الـقـطع ِ

أخـذ وا مـنهُ العـهـدَ الـشّرعي

فـتـعـضّى نـَعـَما ً

كالـعـقـل ِالمَصلوبِ على

نـصْـف ٍ سُـفـلي

لا يُعرفُ إلاّ بالأكـل ِ

وطقـوس ِ الجـيـفـةِ والضبع ِ

********

من فِـتـق ٍفي أ ُنسيّ العـيَـن ِ...

وخـَط ِّ الـفـَصْل ِ اللامرئيّ

عـَن الحـيـوانْ

انْسـَلــّّتْ روحيَ هائمة ً

تستجدي وطنا ً أو لحـدا ً

حُـلمٌ بالد ّفــن ِ يُساورُها

وحـروفِ الشاهـدِ والرّيحـانْ

قـَـبرٌ في وطن ٍ

أو وطنٌ في قبر ٍ

فـَهُـما ِسيّــانْ

*********

مازالَ الـرأسُ لـَصيـقَ الأرض ِ....

بـِطائـِلـَة ِالـقـَد مـيـن ِ

ثانـية ً رَكـَلوه ُ

فارتـد ّالبـصرُ المحسورُ بلا عـيـنـين ِ

سُفـليا ً هـَذي المرّه ْ

غابَ الأفـقُ المَحشورُبسا قـــيـن ِ

وبـِقـوَس ِ الـرّؤيا والذ ّكـرى

أحـــلامٌ قـا بَ الـنــّعــْـلـيـن ِ

　

بداية ..الشرح اللفظي والمعنوي للقصيده
سغب النطع　
السغب...وهو الجوع والعطش
النطع...وهو الكسب من خلال قوت الاخرين والكسب بغير عناء واستحلال القوة من تعب وقوت وعرق الاخرين.
النطع ايضا..هو الجلد الذي يمد تحت المقصلة ( السيف) ...
سغب النطع...العطش والجوع الى التكسب والاستمتاع بمشاهدة القتل لا لشيئ الا للاستمتاع والترفيه والنهم والتعطش لقتل الابرياء من خلال مصارعة تنتهي بقتل الاخر.
وهذا العنوان يجسد النفوذ المتملك الجائر والقوة المهيمنه المتمثلة في نظام الحكم والحاكم والذي عبر عنها الشاعر السمعوني في مفردة القيصر..الذي كان يشكل انذاك القوه الجائره المتفرد.
　
بداية انا أرجح ان المعنى المعنوي هو المعركة الدائرة بين بعض الفئات المتسلطه التي تسعى لإخراس اللسان وكسر الاقلام الحرة ..
في الجزء الاول يدخل الشاعر في مقدمة تصويرية لبعض من طقوس وعادات رومانية قديمة..دون التصريح لفظا عن مضمون القصيدة.. وهو اخراس القلم.
في الجزء الثاني من القصيدة يذكر الشاعر وبصريح العبارة ان المعركة التي يتحدث عنها هي معركة اسكات واخراس القلم
ودلالتي في ذلك ان الشاعر اختار نوع من التصفيات القتاليه( مصارعة رومانيه ) تعتمد فقط على توجيه الضربة في منطقه الراس والعنق فقط...
　
في سردابٍ يَـتمطـّى
صوبَ الحِـبر ِالأصفر ِمـُنحدرا ً
ليُسامرَ ساحاتِ الرومان
ِ..
السرداب هو الممر الملتف التقليدي الذي كان يدخل منه المصارعين في أقفاص حديديه الى دائرة الموت والتي كانت عبارة عن حلقة لونها اصفر....والتي عبر عنها السمعوني بلفظ..الحبر الاصفر..
صوبَ الحِـبر ِالأصفر ِمـُنحدرا... يصف الشاعر المشهد الخارجي قبل بدء المعركة الغير عادلة..والتي عبر عنها بمفردة مطحنه..وهو تصوير بارع لان القوة غير متكافئه في قانون الطحن..ماذا يمتلك القمح امام رحى الطاحونة؟؟؟؟

معركه غير عادلة تمثل القوة المهيمنه المتحكمة والتي تفرض سيطرتها بالقوة على الضعفاء وتسرق منهم جهدهم وقوتهم وتعبهم وارواحهم دون عناء...وهذا النظام قد تمثل في عهد الرومان عندما كانوا يقومون باستعباد الاحرار من وتحويلهم الى عبيد يزج بهم الة حلبة المصارعة في اقفاص حديديه..ليواجهوا المصير المحتوم...
　
انوه هنا ان المعركة التي او الرحى او الطاحونة التي يتكلم عنها السمعوني تأخذ مصطلحات فضفاضة قد تكون هي
المعركة الفكريه الادبيه لكسر الاقلام الغير مأجورة التي لا تعرف المجاملة وتفضح كل مستور...

كما اشرنا سابقا يمكن ان تكون المعركة هي معركة أدبية.. يستوي فيها الجهل مع العقل..لان الكاتب حينما أشار الى هذا النوع من المصارعات الرومانيه والتي من اساسياتها ..الضرب في منطقة الراس والرقبة...والتي يمكن ان تشير الى الضرب في العقل والفكر الادبي...والقلم الغير مأجور حيث يتعدى الجاهل على العالم بمنطوق القوة الخاطئ.
　
وقد تكون المعركة او الرحى او الطاحونه هي الواقع المعبر الذي نعيشه الان وسط القيود والانقياد القسري..تحت قانون القوة الغير عادلة في مجتمعات طبقية يعتاش القوي المتسيد بجشعه وعرقه على جهد وكد الاخرين...
　
وقد تكون المعركة او الرحة او الطاحونة.. هي سلب الكبرياء وتدنيس الرأس بالوحل لكل من تساوره نفسه التمرد على القيصر او على نظام الحكم وهذا ينطبق على حالنا الذي نعيش به اليوم..او تجبر الحاكم..او أو
　
ليسامر ساحات الرومان...من هو الذي نزل منحدرا ليسامر ساحات الرومان...هل هو الطرف الضعيف في المعادلة والذي اقتيد ليواجه مصيره في حلقة دائرية.. امام السياف للترويح عن القيصر والمتفرجين الذين علت صيحاتهم كلما اقتربت الرقاب من السياف
　
　
　
وإبهام َالقيصرْ
　
هنا يشير الشاعر الى الامر الناهي الذي يحرك موازين وبدء وانتهاء المصارعة الغير عادلة بواسطة ابهامة كما يحلو له ومتى يشاء
وهنا الدلاله المعنويه التي تشير الى تلك الفئه القليله المتسلطة والتي تتحكم برقاب العباد باشارة واحدة او بجرة قلم لبدء المسامره والتلذذ بالقتل والتخريب والنهب والسلب المشروع على حساب المستضعفين...( الاقلام الغير مأجوره).

مازالت ثـَمـَّة َمطحنة
ويـُدوّرها الورقُ الأخضرْ
فرَحاها تـَلهثُ في صَـلف ٍ
لتـُجالـد َأحلاما ًسِـيقـتْ*
برِهان ِالرقِّ أو الأبهـرْ
　
　
هنا يعبر الشاعر عن لفظ المطحنة بـــ المعركة الغير عادلة والتي ما زالت تدور رحاها
وهذه المعركة او المصارعة الترفيهية كانت تقام عليها الرهانات.... وكانت تديرها الرهانات واستمرت روح الجشع والمراهنه تقتات على ارواح الابرياء ويقال بأن هذا النوع من الصراع الدموي كانت تديره الرهانات.. التي تعود على المراهنين بالنقود من جراء المتاجرة بحياة الاخرين..وتحت موافقة ومؤامرة صريحة من النطام الحاكم الذي اعطى الايعاز بالموافقة على استعباد واستغلال القوي للضعيف دون رحمة ودون حساب للروح البشرية التي باتت من ارخص السلع...
فرَحاها تـَلهثُ في صَـلف ٍ
ما زال رحى المعركة يدور في تعتت وكبرياء_ الصلف هو الكبرياء والاستكبار والاعتداد بالنفس حتى ولو كان كذبا
هنا هذه الطاحونه تدير رحاها لتصارع تلك الاحلام وتلك المراهنات التي نسجتها اثام المتفرجين والطبقه الحاكمة لاشتراكها في تغذية واستمرار تلك المهازل البشرية...ففي النهاية لا يوجد سوى خيارين في مراهناتهم..اما الفوز برهان الرق .. وهو الحلقة الضعيفة اي الحر الذي اقتيد كــ عبد .. و كان يساق ليواجه مصيره مع اعتى المحاربين المدربين .. كما واقعنا الان عندما يقع اللانسان البسيط بين فكي مضارب متمرس على الغدر والخداع كبر وترعرع في احضان الحكم الطالم ليمارس سطوته غلى الابرياء

وعـَلا صوتُ الطحّان ِينادي :
ياقـمحيْ
نـَصبَ القاضي قوسا ً
وبلا ثوبٍ
جَـلـَسَ الطحـّا نُ بدون ِرَحىَ

هنا االشاعر يصف اللحظات الحاسمة وهي نهاية المعركة لصالح الطرف الاقوى
واستعان الكاتب بلفظ.. الطحان والقاضي..للدلالة على شخص الحاكم والجلاد
نصب القاضي قوسه بدون الثوب...
القوس.. اداة الحكم الجائر..
بدون ثوب.. اي بدون حتى شكليات المحاكمة.. لم يكلف القاضي نفسه بشكليات المحاكمة لان الانسان الذي امامه لا يستحق العناء
المعنى..ان القاضي قد اصدر الحكم على المغلوب بدون محاكمه..اصدر حكم ارتجالي بدون محاكمه
جلس الطحان بدون رحة.. الطحان.. احد الاطراف في المعركه الغير عادلو...يمكن ان يكون رجل دولة..او تاجر جشع..او مرابي.. او حتى رجل دين يستتر بالدين لينفذ ما يريد..او او
فـَـتعالتْ ثمــّة َ جَعْجـَعـَة ٌ
　
وخِـوارُ ( السوس ِ) الضّاربِ في الـتــّـقـويم ِالمَطحـون
　
هنا تصوير بارع استخدمه الكاتب للدلاله على اكثر من صورة..
يمكن ان تصلح الدلالة ان قلنا..ان التقويم المطحون..نتائج المعركة..ودلالة السوس تعني الغش والخداع القائم في حيثيات المعركة ووصفه بالسوس الضارب اي السوس المنتشر اي الخداع المستشري..مع صيحات وجعجعات المتفرجين والمراهنين عندما حمي الوطيس واقتربت المعركة على النهاية
وهذه الابيات تعكس الفساد والغش والخداع والاستغلال والاسس الردييئه التي يقوم عليها نظام الطبقة المتسلطة القويه المتحكمه الفاسده الغير مسؤولة

قـَرأ القا ضيَ شِعراً
اقـطـعْ رأسـهُ يا( مسرورٌ)
وإذا أحـْـناهُ
امنحـْـهُُ ألفيّ دينار ٍ
فَـهــوى (الجـَلـّيسُ)بمطرقـةٍ
ألـِفـَتْ سِندانَ غـُبا ر ٍ مَسْـنون ِ
هَر ِمَتْ مَعَـه ُأنـّا تٌ....
تـَـتـَرجـَّى الصََّيحة َبا لحـيـن
____________________________

سرور..وهو لفظ كان يطلق على السياف الذي كان يجلس بجوار الحاكم

هنا حتى لحظة سلب الروح بدون حق من الجسد اراد القاضي ايضا سلب الكرامة والكبرياء التي بقيت مع الطرف الضعيف..
وكأن هذا المتسلط الجائر يريد الاستحواذ على ضحيته جسديا ومعنويا.. وسلبه كبريائه وعزته قبل استلال روحه..
　
على ماذا يراهن هذا الجائر..هل يلقي بالمصيدة امام الميت بضع من دريهمات...كاذبة..لينتزع الكبرياء من الطرف الضعيف
كيف سينفقها بعد موته...؟؟؟؟
اليست هي صفقة كاذبة لاغواء الميت بالتنازل عن كبريائه وانحنائه للسيف..
　
الا يعكس هذا الخداع المستشري في شخص القاضي الذي يريد تملك وانتزاع كل شئ حتى الكبرياء بشتى الطرق
وتلك ادوات القتل المعهوده.. سندان قديم علته الاغبرة مع صيحات الابرياء الذين علة صياحهم وقطعت رؤوسهم من على ذلك السندان الموغل في الغطرسه والعجرفة والقتل والتكبر ..
ابدع الشاعر في ..

ألـِفـَتْ سِندانَ غـُبا ر ٍ مَسْـنون ِ

اشار الشاعر من خلال لفظ.. سندان غبار مسنون...

اشار الى تلك الانظمه المهترئه التي عفى عليها الومن واكل وشرب فهي موغلة في القدم لا تتزحزح عن العرش
تحتكر كل شئ..تحتكر الحكم والكرسي والعرش.. وتحتكر الانظمة وتحتكر الابرياء..( الاقلام الغير مأجوره)
ومن تحت كرسي العرش اصطفت الالف الصيحات المكلومه التي عاني من اسنان ذلك السندان المغبر...من القدم
حتى اصبحت صيحاتها استعطافا.. للقتل تحت قبضة السياف.. لاختصار ألم الانتطار.

جاءَ السيـّا فُ برأسيَ في طـَـبَـق ٍ
يَـتوسَّط ُ أوراقي البيضاءَ
....ودَحْـرجَـهُ قـَر ِفا ً
في حَضْرَةِ ساقـيـن ِ
فتعانقَ وجهيَ والطـّين ِ
نَهَـشَ الأرض َالـثـــّكلى
واند َسّ تـرابٌ في أنـفيْ
يستـنزفُ أوداجا ًعـَطشى
　
كما اشرنا سابقا يمكن ان تكون المعركة هي معركة ادبية.. يستوي فيها الجهل مع العقل..لان الكاتب حينما اشار الى هذا النوع من المصارعات الرومانيه والتي من اساسياتها ..الضرب في منطقة الراس والرقبة...والتي يمكن ان تشير الى الضرب في العقل والفكر الادبي...والقلم الغير مأجور حيث يتعدى الجاهل على العالم بمنطوق القوة الخاطئ
　
لان الشاعر هنا استعمل دلالة الرأس المقطوع مع اوراقه البيضاء....حيث قام السياف وهو اداة الجهل برمي تلك الاوراق الثمينه مع الرأس في اماكن لا تليق بها لانه لا يدرك ما تحويه من اهمية..والقاها بين الاقدام.. كناية عن حقارة المكان...
او الاشارة الى التعمد في تحقير كل منطق يكشف ويعري زيف المتسلط.. الذي عمد الى رمي الاوراق وقطع الرأس ليخفس المستور ويكسر الاقلام الحره
ورغم ذلك ما زالت روح الشاعر حرة تعي وتسمع ما يدور من حولها.. ... ويشير الشاعر هنا الى هلاك الجسد مع بقاء الروح تعي وتسمع...ليدرك الشاعر بعد موته ان ما زال المتسلطين يلهون في جسده الملقى امام الطيور الجارحه والهوام....غلى غرار المصارعة الرومانيه التي تتلهى وتستمتع بالقتل ولا تحترم طقوس ولا تعير للمنطق انتباها.
　
خـَفضَ الإبهامُ إشارتــَهُ
لـيُـبددَ آخـرَ صرخةِ حـِـبر ٍ
في قـلمي
فــلسانيَ سلـّوه ُ ليلا ًً
قـبـلَ الـقـطع ِ
أخـذ وا مـنهُ العـهـدَ الـشّرعي
فـتـعـضّى نـَعـَما ً
كالـعـقـل ِالمَصلوبِ على
نـصْـف ٍ سُـفـلي
لا يُعرفُ إلاّ بالأكـل ِ
وطقـوس ِ الجـيـفـةِ والضب

هنا الالتفاف الى البداية وهي رمز الابهام الذي يشير الى الفئه المتسلطه لتعطي الضوء الاحمر..؟؟؟؟
　
هنا السؤال.. الم يقتل الشاعر ؟؟؟
لماذا يخفض القيصر الابهام بعد موت الضحية...على ماذا تدل اشارة انزال الابهام..هل تدل على انتهاء المعركـــة ام اعطاء اشارة البدء .. لان الغرض هنا ليس قتل جسد الشاعر انما الغرض قتل روحه وسحب لسانه واسكات قلمه وحرق ارثه الادبي.. وليبدد اخر صيحة حبر.

خـَفضَ الإبهامُ إشارتــَهُ
لـيُـبددَ آخـرَ صرخةِ حـِـبر ٍ
_____
_____________

فــلسانيَ سلـّوه ُ ليلا ًً
قـبـلَ الـقـطع ِ
أخـذ وا مـنهُ العـهـدَ الـشّرعي
فـتـعـضّى نـَعـَما

الليل هو رمز الخفاء... وهنا يشير الشاعر الى تلك الفئه المتسلطة الجائرة التي تمارس قباحتها في طلام الليل حينما اجبروه قسرا عن الارتداد عن احباره ومن ثم حجموه بالعهد.. وتغضى النعم.. واجبر عليها.. ومن ثم قاموا بعد ذلك باسكات صوته وكسر قلمه.. وترك معنقداته..
كالـعـقـل ِالمَصلوبِ على
نـصْـف ٍ سُـفـلي
لا يُعرفُ إلاّ بالأكـل ِ
وطقـوس ِ الجـيـفـةِ والضب
وماذا يبقى للانسان بعدما يصلب عقله .. وارادته ومعتقداته....الا جسدا لا يعترف الا برغبات الجسد دون الفكر؟؟؟؟
من فِـتـق ٍفي أ ُنسيّ العـيَـن ِ...
وخـَط ِّ الـفـَصْل ِ اللامرئيّ
عـَن الحـيـوانْ
انْسـَلــّّتْ روحيَ هائمة ً
تستجدي وطنا ً أو لحـدا ً
حُـلمٌ بالد ّفــن ِ يُساورُها
وحـروفِ الشاهـدِ والرّيحـانْ
قـَـبرٌ في وطن ٍ
أو وطنٌ في قبر ٍ
فـَهُـما ِسيّــانْ
*********
وبين خط الحياة والموت تتسلل روح الشاعر بعدما شاهدت مراسم الموت البشعه من قطع للرأس وتوزيع باقي الجسد على الهوام..
ماذا بقي لهذه الروح الحائرة؟؟؟
هل من قبر يضم الجسد.. هل من وطن يضم القبر.؟؟؟؟.
هل من طقوس تعيد للجسد كبريائه.. واكرامه في المأوى الاخير... هل يحظى الجسد بمراسيم الدفن المعتادة
ما زالت الروح الحائرة تستجدي استقرارها في لحد يضم اشلائها .. تحلم وتحلم.. بالدفن والرياحين..بطقوس الدفن..الاخيرة.
　
اذا هي معركة لاستقصاء الجسد والروح .. القلم والعقل.. الى اخر رمق.. في اعلى درجات سلم التسلط والجبروت القسري.
　
مازالَ الـرأسُ لـَصيـقَ الأرض ِ....
بـِطائـِلـَة ِالـقـَد مـيـن ِ
ثانـية ً رَكـَلوه ُ
فارتـد ّالبـصرُ المحسورُ بلا عـيـنـين ِ
سُفـليا ً هـَذي المرّه ْ
غابَ الأفـقُ المَحشورُبسا قـــيـن ِ
وبـِقـوَس ِ الـرّؤيا والذ ّكـرى
أحـــلامٌ قـا بَ الـنــّعــْـلـيـن

ما زال حلم الشاعر يتقلص شيئا فــ شيئا..
في البداية نفذ في حقه معركة غير عادلة ومن ثم نفذ الاعدام بقطع الرأس ومن ثم القي بالجسد الى الهوام.. وضع الرأس في الوحل تركله الاقدام
ما وال يستجدي مراسم الدفن..التي لم ولن يحظى بها ..الى ان تقلصت احلامه بعدما ركل مرة اخرى فكان اتجاه البصر هذا المرة الى الطين فحجبت عنه الرؤية فتقلصت احلامه الى بعدما اتحسر الافق الذي حشر بين الساقين الى مجرد ذكرى واحلام لا تتجاوز مد البصر .. وهي الموضع الذي ال اليه الرأس في الوحل بين الركلات...

لي تعليق بسيط فقط...

اين ضاعت روح سبارتكوس.. من بين كلماتك؟؟؟؟

[محمد الصالح الجزائري]

...وها بعد سياحتي المتواضعة في جسد قصيدك سيدي السمعوني أجدني وجها لوجه مع إحدى جميلات نور الأدب روحا وأدبا الغالية دينا ..هي امتطت الألفاظ والصور والمعاني وأنا احتوتني أجواء القصيدة وأبراجها فلم أحفل بالألفاظ ولا بالبديع والبيان بقدر ما أدهشتني الفكرة والخيال وانسيابية النص وأبعاده !! وهكذا تضيف لينا إلى القصيد بعض ملامح روحه وتمتعنا برحلتها التي تقاطعت مع رحلتي..هنيئا لنا جميعا بالشاعر والسائحة الرائعة دينا...شكرا لكما...

[حسن ابراهيم سمعون]

الغالية دينا , أنا أعرف أهمية , وقيمة , الوقت الذي تكرمتي
به لتفكيك بنية النص بلمسة تفيض من روحك الحزينة .
فالحزين , لا يطوّب له إلا الحزانى .
الغالية دينا , جميلة قراءتك , وتحليلاتك , وأصبت الكثير الكثير
من مرامي النص , وأنا أتقدم إليك وبيدي ريحانة , لتضعيها على قبر الشاعر. وباليد الأخرى زجاجة من الحبر الأخضر,
لأن روح سبارتكوس , التي سألتينني عنها , تقمصت في قلمك
فمديها أيتها الشاعرة , بالمدد , والمداد , فكما خلد التاريخ , سبارتكوس , وماكسيموس , سيخلد , كل كلمة مقاومة ,
ولن يبقى , إلا الخالدون .

تحيتي , ومحبتي , واحترامي لك يا أختاه
حسن ابراهيم سمعون / سوريا /

[عبدالكريم سمعون]

الأستاذة الكريمة الرائعة دينا الطويل تحية طيبة
إختيارك ذكي لهذا النص بالتحديد وتحليلك فيه ذكاء ولو أنه يبتعد أحيانا والله أعلم
أما النطع يا سيدتي فهو إسم لجذع شجرة كان النعمان يعدم عليها المحكومين بالإعدام ويقال جلد يقر كان يوضع على خشبة يعدم عليها النعمان المحكومين بالموت
وأعتقد هذا ما قصده الشاعر
وكأنه أراد أن يقول جوع المقصلة
لنا عودة حسب ردك
مودتي وتقديري لك

[آمنة محمود]

بوركت وجزيت خيرا

شرح كاف وواف

ودراسة نقدية رائعة

تحياتي

[دينا الطويل]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري ...وها بعد سياحتي المتواضعة في جسد قصيدك سيدي السمعوني أجدني وجها لوجه مع إحدى جميلات نور الأدب روحا وأدبا الغالية دينا ..هي امتطت الألفاظ والصور والمعاني وأنا احتوتني أجواء القصيدة وأبراجها فلم أحفل بالألفاظ ولا بالبديع والبيان بقدر ما أدهشتني الفكرة والخيال وانسيابية النص وأبعاده !! وهكذا تضيف لينا إلى القصيد بعض ملامح روحه وتمتعنا برحلتها التي تقاطعت مع رحلتي..هنيئا لنا جميعا بالشاعر والسائحة الرائعة دينا...شكرا لكما...

اهلا الأستاذ الشاعر الكبير محمد الصالح الجزائري.....

الحقيقة لم اكن معك وجها لوجه في سياق الدراســــة..لأننا لا نسير في اتجاه متعاكس.. لربما كنا جنبا الى جنب في سياق القصيدة لأننا نسير في اتجاه واحد... (ابتسامة).. انا فعلا احب السياحة كما ذكرت.. السياحة الادبيه والسياحة الجغرافيه..
على الخير نلتقي

[محمد الصالح الجزائري]

..دينا الغالية قصدت بالتقاطع وجها لوجه عندما قفلتُ عائدا من سياحتي انطلقتِ أنت في سياحة أخرى... أنا نزلت من فضاء القصيدة وأنت سافرتِ إلى هناك... ما أروع السياحة كيفما كانت وإلى حيثما كانت...مودتي...

[دينا الطويل]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري ..دينا الغالية قصدت بالتقاطع وجها لوجه عندما قفلتُ عائدا من سياحتي انطلقتِ أنت في سياحة أخرى... أنا نزلت من فضاء القصيدة وأنت سافرتِ إلى هناك... ما أروع السياحة كيفما كانت وإلى حيثما كانت...مودتي...

اهلا من جديد.. بالاستاذ محمد الصالح...

على الخير نلتقي دوما...

عاطر الورد والود ..لك

[دينا الطويل]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن ابراهيم سمعون الغالية دينا , أنا أعرف أهمية , وقيمة , الوقت الذي تكرمتي به لتفكيك بنية النص بلمسة تفيض من روحك الحزينة . فالحزين , لا يطوّب له إلا الحزانى . الغالية دينا , جميلة قراءتك , وتحليلاتك , وأصبت الكثير الكثير من مرامي النص , وأنا أتقدم إليك وبيدي ريحانة , لتضعيها على قبر الشاعر. وباليد الأخرى زجاجة من الحبر الأخضر, لأن روح سبارتكوس , التي سألتينني عنها , تقمصت في قلمك فمديها أيتها الشاعرة , بالمدد , والمداد , فكما خلد التاريخ , سبارتكوس , وماكسيموس , سيخلد , كل كلمة مقاومة , ولن يبقى , إلا الخالدون . تحيتي , ومحبتي , واحترامي لك يا أختاه حسن ابراهيم سمعون / سوريا /

اهلا بالاستاذ حسن...

صدقني ان القصيدة هي من استهوتني ...فشعرت بالحاجة الملحة لسبر اغوارها...واردت ايضا التعرف على الية وكيفية ادائك..التصوري في استحضار مشاهد القصيدة مشهدا تلو الاخر... فراعني...خصب الخيال لديك ومزج ما لا يمزج..وعجن المصطلحات بمقادير ووصفات غريبة.. نوعا ما...
وانا من طبعي الفضول في استكشاف ما هو غير مألوف...

هذا ليس رأيي وحدي.. لقد قرأ اشعارك زميل مطلع على الشعر نوعا ما...ادرك على الفور انك فعلا مدرسة جديده في شعر التفعيلة...

تقبل تحياتي

[دينا الطويل]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم سمعون الأستاذة الكريمة الرائعة دينا الطويل تحية طيبة إختيارك ذكي لهذا النص بالتحديد وتحليلك فيه ذكاء ولو أنه يبتعد أحيانا والله أعلم أما النطع يا سيدتي فهو إسم لجذع شجرة كان النعمان يعدم عليها المحكومين بالإعدام ويقال جلد يقر كان يوضع على خشبة يعدم عليها النعمان المحكومين بالموت وأعتقد هذا ما قصده الشاعر وكأنه أراد أن يقول جوع المقصلة لنا عودة حسب ردك مودتي وتقديري لك

اهلا بالاستاذ عبد الكريم.....

جميلة هي اضافتك في ظلال صفحاتي...

نلتقي على الخير دوما