رد: غصن - ق ق ج - للكاتب / نعيم الأسيوطي
القاص المبدع الأستاذ نعيم الأسيوطى
القصة القصيرة جدا دفقة تنقل واقعا مكثفا أو تمحور ظاهرة معينة فى إطار فنى جميل بوابته العنوان ومدخله متن النص , والعنوان "غصن" يشى بعالم جمالى مقتص من خضرة تقبع فى ذهن المتلقى وتلعب دورا كبيرا فى تصوراته الثابته من حيث هو جزء من شجرة , لكن المفارقة الفنية هنا التى نجح فيها القاص هو الانحراف المجازى بهذا الغضن من معناه المعجمى إلى معنى آخر وهو اللغة العربية , وهذا ما كشف عنه متن القصة وهذه المفارقة تحقق شرعية يلاحم العنوان بالنص, والعنوان يحقق الموازاة النصية بين فعل النص وفعل القراءة وهنا تكمن عبقرية القاص فن أ يساوى بين فعل الابداع وفعل القراءة حين يخلق معادلا فنيا بين اللغة والدلالة من ناحية وبين التكثيف والرؤية المركزية للنص
فالقص هنا يستهل نص بجملة مفتاحية تقودنا مباشرة إلى شفرة النص " لقبت بسيدة الحروف" هذا المفتاح الإشارى يبنى عليه متن النص كله بما يحمل من صراع وحركة وأنسنة جميلة للغة العربية التى تحولت إلى أنثى اطربها لقب " سيدة" فانتشت لكنها لم تدم طويلا فى هذا الفرح فتلت نشوتها بيد أبنائها حيث "تربصت بها الذئاب.. فتعكر البحر." ثم الكاتب ينجح هنا فيما يسمى إحالة نص غلى آخر ليس من باب تراسل الفنون وإنما من باب أن نصا يستدعى نص آخر ويكشف عن ثقافة الكاتب لأن النص الأدبى جزء من ثقافة الكاتب التى هى جزء من ثقافة مجتمعه , وهذ النص يحيلنا إلى قصيدة حافظ إبراهيم "اللغة العربية تدافع عن نفسها" وبيتها الشهير
أنا البحر فى أحشائه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى
وهذه المثاقفة تظهر فى تكرار مفردات البحر
نص باذخ وجميل نحييك عليه أيها القاص المبدع
|