الشاعر الكبير طلعت سقيرق بالتأكيد هو باقي وسيكون للأجيال القادمة في المكانة التي تليق بأدبه وإبداعه ووطنيته، واستمرار وجوده بالتأكيد لا فضل لي فيه فهو أكبر مني أدباً وأعلى قامة وليس لمثلي أن يقدم وأعتبر ما أقوم به شرفاً لي
طلعت سقيرق قامة عالية نكبر بها ولا تكبر بنا، هذا ما اؤمن به فقط لأني أعرف قدره وقدر إبداعه وتميزه وكل ما أتمناه أن أساهم ولو مساهمة بسيطة في جعل ابداعاته تسير في يوميات نور الأدب كما تسير دماء الحياة في الأوردة والشرايين، أما الوفاء غاليتي فهو بتركيبتنا وجيناتنا وحسب ترجمتي وقراءتي الشخصية، من لا يكون وفياً لقامة كقامة طلعت سقيرق إما أنه من طينة لم تنضج إنسانياً وما زال في طور البشرية أو هو شخص يغار من تميزه وعلو قامته ويحاول أن يغطي الشمس بغربال..
وأنا أعتز فعلا وأفخر بقامة كقامة طلعت سقيرق، ليس لأنه ابن عمتي ولا لأنه فلسطيني ، أفخر به وبمثله إنسانياً وأفخر بمثله في الإبداع العربي.
- أجمل قصيدة كتبها لي ( لابنة خاله هدى ) وأكثرها تأثيراً عليّ كان في عام 2006 قصيدة : (( تمادى العمر في اللعبة )) ولهذا ثبتها في أعلى قسم الشعر بأوراقه منذ سنوات وما زالت مثبة، أعتز بها وهو يعرف مدى اعتزازي بهذه القصيدة إلى حد أني أفكر ولكوني أنجز أحياناً بعض اللوحات الفنية والرسم البسيط أن أقوم بعمل فني لها وأرفعها في لوحة كبيرة أعلقها على جدار
هذه هي أدناه مع الأهداء:
· إلى ابنة الخال الغالية الحبيبة
هدى الخطيب مع كثير من فضة الروح والقلب أهدي *
صباحُ الخير يا دفء المواويل ..
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
صباح الخير ِ
بنت الخال
كيف الحالْ
أراكِ الآن في حيفا
تزورينَ البيوت َ هناكْ
ترين وجوهَ من سرقوا مدينتنا
يحيطون الهوى العربيَّ
بالأسلاكْ!!..
ويبنون الدروب السودَ
بالقطران والأشواكْ
***
صباح الخير يا عمرا من العمر
هدى هل جئتِ من كندا
سلاماً ٍ يطرقُ الأبواب َ بالورد ِ ؟؟..
ويفردُ فوق أغنيتي
عهود الأهل ِ
في شمسين من عهدي ؟؟..
شوارعنا هنا دقّتْ
شموع الوعد والذكرى
فطاف اللحنُ محموما
ومرت في دمشق ظلال أيام ٍ
خطاك ِ ترود ُ أرصفة ً
لها عبق ٌ
وعيناكِ انتباه العشق ِ
ترتحلانِ بحثا عن وجوه ِ الأهل ِ
في الغربهْ!!
جميعُ الأهل بنت الخال
قد تركوا ثرى حيفا
تطاردهم ْ دماء جميع من ذبحوا ..
وضاعوا في بلاد الله ِ
واحترقوا !!..
تمادى العمر في اللعبهْ!!..
وعذّبنا
ولوّعنا ..
ومزق كلّ ما فينا من الأمطار
يا وجهي
ويا صمتي
وبحة صرختي ..
صوتي
أحنُّ لضحكة ٍ عذبهْ !!..
هدى يا وجهي المسكون بالنور ِ
أضاع الهجر كلّ طيور أحلامي
وصار القلبُ عصفورا على السور ِ
يرفّ فتطلع الأحلام ملتهبهْ!!
تطوّقُ بالصراخ التائه المجنون
حدّ الصدر والرقبهْ..!!..
صباح الخير بنت الخال
كيف الحال في كندا
وفي بيروتْ ؟؟!!..
وفي القدس ِ
أما زالتْ خيول النصر ِ تائهةً
تمدّ صهيلها وتموتْ؟؟!!..
تجوع لهمسة الأمس ِ ؟؟..
فوا أسفي !!..
جميع زماننا قطعٌ بلا معنى !!..
يدوسون الزمان بنا ..
ونمشي دونما شمس ٍ ولا عرس ِ !!..
كرامتنا على الإسفلت ِ قد ذبحتْ !!..
وداسوها ...
بسوق نخاسة سوداء باعوها !!..
ورغم النار ِ نزعقُ ندّعي أنّا
على درب انتصارات السيوف السمر ِ
ما زلنا !!..
وننسى أنّنا ضعنا !!..
وأنّ الشوك يقطر كلما سرنا !!..
أحارُ أتوهُ بنت الخال
لك الترحال في صدري
لك الترحالْ
لك الموّال رغم القهر
من عمري
لك الموّالْ
فعذرا إن ذرفتُ الدمع َ
مقتولا من الأحوال
قد ضاعت دروب الشمس ِ
وانتحرتْ
وصرنا نخبز الآمال
بالآمالْ
فكلّ العذر بنت الخال
كل العذر
بنت الخال ...
2- مواقفه الإنسانية الفريدة لا تعد ولا تحصى، علاقته بوالدته واخوته وأسرته، صلة الرحم، الأصدقاء، المعارف، حبه للناس وتباسطه معهم، تواضعه الجم الذي قد يقرأ من البعض خطأ حتى ليتطاول أي ويظن أنه في مثل قامته الأدبية، مساعداته التي كانت ترهقه إلى أقصى حد ولا يتوقف عن المساعدة
مذا أقول لك وكيف لي آنستي أن أختصرها بموقف؟!
يكفي أن أقول أنه السهل الممتنع في كل شيء ، فهو طيب لكنه شديد الذكاء ، متسامح مع أنه يجيد قراءة الناس ولا يخدع، متصالح مع نفسه لا يخضع ولا يمكن أن يُخضع لأنه ببساطة حر كالهواء والماء ومتحرر من سطوة المال والمراكز والمناصب إلى حد أنها فعلا لا تعنيه ولا يهمه أمرها لا من بعيد ولا من قريب، سهل المعشر يميل للمرح ومع هذا حضوره طاغي وشخصيته أقوى من أن يتجاوز أحد معه الخطوط الحمراء
من المواقف التي أذكرها، مثلا معرفته أن طالب ما يحتاج تقوية في اللغة العربية لكن أهله لا يستطيعون مادياً الدفع لأستاذ خصوصي فيأت هو، وهو الشاعر الكبير والنجم الذي تغص القاعات لحضور أمسياته فيتبرع بتدريس هذا الطالب لوجه الله.
وهناك مواقف كثيرة جداً، لا تعد ولا تحصى تشعرين معها بالذهول من إنسانيته وفعلا وأقسم بالله أن مثاليته وإنسانيته الشديدة كانت تجعلني أخاف عليه وأشعر أنه ليس من هذا الزمان.
كثير جداً من قصائده أبكتني وما زالت تبكيني ، وأنا فعلا أتفاعل جداً مع ابداعه الشعري إلى حد الذهول ، وأطرب وأبكي وأحفظ عدد كبير من قصائده عن ظهر قلب ، وصدقيني معظم قصائده الوطنية تجعلني أبكي وحتى بعض قصصه مثل قصة: " الدم " التي أشرت لها في هذا الملف وكذلك نثره
اقرئي هنا في قسم: " عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ] "
وكذلك قسم: "عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]" والتي تبدأ بالنفق الأول ثم النفق الثاني إلخ
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
وسأضع لك هنا بعد الإجابة على أسئلتك الكريمة نص النفق الأول من " عواء الذئب الماوي " من مجلة صوت فلسطين إلى الشيخ محي الدين وصولا إلى نور الأدب ويذكر عدد غير قليل من أعضاء الموقع آنذاك، يوميات بأسلوب فريد مبتكر، آنستي نحن والله أمام عبقرية أدبية فذة
أشد ما أبكاني من قصائده منذ أن دخل المستشفى:
قصيدة " سأنام طويلاً " و " لنا أن ننام " وكذلك قصيدة " حبك يا أمي " فهي تفتت قلبي على عمتي وحرقة قلبها كان الله في عونها.
كل قصائده الوطنية رائعة ولعل أكثر ما أرى فيه وجه طلعت وقامته العالية قصيدة: " أنت الفلسطيني أنت " والقصيدة التي أشرت إليها في ردي على الغالية سهير " سلمى قفي فالشمس واقفة"
لا الشمسُ غائبة ٌ .. ولا ..
صوتُ الجذورِ .. ولا .. ولا ..
إنَّ الأغاني عالياتْ ..
ورؤوسنا ..
أعلى .. وأعلى .. عالياتْ ..
ونحبُّ أنْ ..
وتحبُّ أنْ ..
نمضي .. ونمضي في الطريقْ
أطلقْ رصيفَ الذكرياتْ ..
أطلقْ نشيدَكَ عالياً ..
أطلقْ شموسكَ والجبينْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
أعلى من السجانِ أنتْ
أعلى من القضبانِ أنتْ ..
أعلى .. وأعلى ..
أنتَ .. أنتْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ يا رئةَ الزمانِ إلى المطرْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتَ
وأنتَ أنتْ ..
الأرضْ أنتْ ..
والدارُ أنتْ ..
والبرتقالْ ..
أنتَ السهولُ جميعُها
أنتَ الجبالْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ
أنتَ المطرْ ..
أنتَ الجذورُ وأنتَ في
جذعِ الشجرْ ..
* * *
حيفا يداكْ
والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ
عكّا تراكْ ..
يافا على أشجارها ..
شدّتْ خطاكْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
سرُّ الهوى الملتمِّ في شفة الجليلْ
يهفو إليكَ وأنتَ تحتضنُ الخليلْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
سرُّ انتصابِ السنديانْ
أنتَ الأصابع حين ينطلقُ الحجرْ ..
أنتَ المواويلُ التي ..
شدّتْ على خصرِ الشجرْ ..
* * *
للسجنِ والسَّجانِ قضبانُ الحديدْ
ولكَ النشيدْ ..
ولكَ النهاراتُ التي تأتي إليكْ ..
من أرضكَ السمراء ِ تأتي
من قبضةٍ شدّتْ على خصرِ الحجرْ ..
من كلِّ .. لا ..
من خيمةٍ من كلِّ دارْ ..
من طفلةٍ قبضتْ على حدِّ النهارْ ..
دمنا منارْ ..
سنظلّ نصرخُ في الطريقِ إلى الطريقِ ..
إلى الديارْ
للأرضِ إنّا عائدونْ ..
إنّا إليكم عائدونْ ..
يدنا تشدُّ على الزنادْ ..
دمُنا منارْ ..
خطواتنا من كلِّ دارْ ..
ستهبُّ إنّا عائدونْ ..
فلكَ النهارُ لكَ النهارْ ..
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
شجرٌ وميلادٌ .. وأنتْ ..
هذا النهارُ إلى النهارْ ..
للسجنِ والسجانِ قضبانُ الحديدْ ..
ولهم ظلالُ ظلالهمْ ..
ليلٌ لهم ..
ولهم زوالْ ..
أطلقْ جميعَ الأغنياتْ
والذكرياتْ
الأرضُ لكْ ..
والدارُ لكْ ..
ولكَ النشيدْ ..
أنت الذي فجرتَ في الشجرِ الثمرْ
أنت الذي عبّأتَ بالماء المطرْ
أنتَ الذي أرّختَ في الأرضِ الجذورْ
أنتَ الذي أعطيتَ للزمنِ البذورْ
أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ ..
في زهرةِ الليمونِ أنتْ ..
في حبّةِ الزيتونِ أنتْ ..
في البرتقالْ ..
فليصرخوا ..
وليقبعوا خلف الأكاذيبِ القصارْ
وليرفعوا سجناً وقضباناً ونارْ ..
فإلى زوالْ ..
لابدّ أن يأتي النهارْ ..
أنتَ الطليقُ .. وأنتَ أنتْ ..
في صرخةِ الميلاد أنتْ ..
في خطوةِ التاريخ أنتْ ..
الشمسُ أنتْ ..
الأرضُ أنتْ ..
الدارُ أنتْ ..
لابدَّ أن يأتي النهارْ ..
لابدَّ أن يأتي النهارْ ..
***
- أكثر ما أتذكر وصيته الدائمة لي بصلة الرحم والتزود من الأهل
يحب جداً الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وبشكل عام لم نكن نتحدث في السياسة
وهو كان إنسان متحضر وناضج جداً، يعني يبني مواقفه بناء على المواقف لا الأشخاص وبتعمق وحيادية إيجابية.
طبعاً هو فرح جداً بالثورتين التونسية والمصرية وعبر عن هذا شعراً وفتح مساجلات شعرية هنا في نور الأدب ، طبعاً صدم فيما بعد وشعر بالثورة المضادة وخطرها والايد الخارجية إلخ..
- عبرت عن هذا في مداخلة سابقة، طلعت أهل ووطن وإنسانية، الدنيا اليوم بنظري أشد ظلاماً وشجرة الأهل لا تزهر كما كانت وفلسطين أبعد وحيفا قيودها أثقل.
كل الشكر والتقدير لك يا غالية على مداخلتك المميزة وأسئلتك الرائعة
هدى الخطيب