الاستاذ الفاضل عبد الحافظ:
تحية طيبة.
كل الشكر لك لهذه القراءة اللافتة.
استمتعت بقراءة تفاصيلها.
كل المودة.
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى |
 |
|
|
|
|
|
|
إلا أنت وقلق الأسئلة
قراءة فى قصة لبنى ياسين
اتصور ان القاص حين يشرع فى كتابة قصته له أن يبلور العنوان أولا او ان ينهى القصة التى تفرز عنوانها , وهذه القصة وضعت العنوان أولا ثم جاء متن النص مضيئا لهذا العنوان ومن ثم نحن امام عنوان مترع بالمراوغة "إلا انت" وحين نصافح هذه العنوان لأول وهلة يترك فينا عد تساؤلات حول ال" انت" اهو الوطن ؟ اهو الحبيب؟ أهوالغائب؟ بيد ان إلا التى تسبق ال" انت" تبلور العنوان فى إحالة واحدة هى هو ذلك الذى تبحث عنه القاصة والتى تقبل التنازل عن أى شئ إلا هو وحين نمتد الى متن القصة نجده كاشفا لهذا العنوان فبطلة القصة تخرج مكمون النفس وأهات الروح حول هذا المحبوب الغائب الحاضر والذى يفجر فى أنيان مشاعرها كل الوجد والهمس مما جعل القصة تسير فى مسارب عدة منها الهمس والصراخ والتصريح والتلميح بلوعة القلب وهذا الحب الذى دفع البطلة الى قلق الاسئلة حول
هل من حقنا ان نكتم هذا الحب أم نخفيه؟لماذا على الحب أن يأتي في صورة خطيئة مقدسة؟
لماذا عليه أن يخلعَ ثوبَ الفرح ويرتدي حزناً أبدياً؟
تراك تشعرُ بالأعاصير التي تمزق صمتي؟
والجميل فى هذه القصة ان القاصة تركت ساردها الضمنى يوازن بين حالة البطلة وبين اللوحة الفنية كمعادل موضوعى ونفسى بين ما تشعر به وما تراه فتتحول القصة أيضا إلى لوحة فنية تموج بكل تعاريج البوح والفن القصصى المعتمد على نهكة جميلة للسرد ولغة شاعرية مفعمة بطزاجة الحس وقلق وجودى يجعل النص كونيا من خلال قلق السؤال الكاشف عن حالة التوتر لحظة البوح الشفيفماذا عليَّ لو تركتكَ كالشمس تصافحُ وجوه كل الناس، من أعرف ومن لا أعرف..هل سينعتونني بالجنون؟
تراني أنعتقُ منك إن أنت خرجت مني؟
تراك تنعتقُ مني؟
من منا أكثر شوقاً إلى الإنعتاق؟! إلى صدر الحقيقة العاري؟ إلى وجهٍ خرج تـّواً من البحر لا يعرفُ فن المواربة؟.
وهل الحقيقة عارٌ علينا أن نمارسَ وأدها خفية داخل حدود صدورنا ونندفن معها؟
هنا يبدو التساؤل كاشف لا عن حالة البطلة فقط بل عن كل الحالات الكونية المشابهة لان الحب مفرون بالالم والنجوى الكاشفة عن عذابات العشاق واستطاعت القاصة ان تجسد كل هذا فى بوتقة نصها
بيد انها استخدمت ضمير المتلكم فى قصتها وهو ضمي محفوف بالمخاطر ويدفع ذهن المتلقى الى عدم الفصل بين البطل والمؤلف مما يجعله يعتقد ان المؤلف هو البطل مالم يكن القاص واعيا لهذا ماهرا فى ابراز خطرط الطول والعرض بينهما ولقد نجحت القاصة الى حد ما بيد ان تزاحم الاسئلة فى القصة جعلها اقرب الى التطابق بين المولف والقاص ويجعلنا نظن ان صوت القاص زاحم كثيرا صوت السارد الضمنى فى فرض الاسئلة عليها والتى قلنا انها اسئلة كاشفة لحد البوح الروحى لكننا نتصور ان التخفف منها يجعل النص اقرب الى العفوية
ويبقى ان نقول ان القاصة جميلة قاردة على خلق ابداع ذى نكهة خاصة يصل الى عمق الفكرى وبساطة التركيب مما يجعل هذا النص متفردا وتحية عطرة لك سيدتى على هذا الابداع الراقى
|
|
 |
|
 |
|