رد: هلموا معي بين أحضان جبال الريف .
على مقربة من النهر هناك منزل يطل من بين الأعشاب و الأشجار التي نمت حوله بكثافة .. قرميده فقد لونه الأحمر الذي صار باهتا مع مرور الزمن .. لكنه بقي محافظا على رونقه و بهائه .. هنا كانت طفولتي لسنوات عديدة .. أعيش على إيقاع الفصول الأربعة .. شتاء صقيعي قاء و ربيع زاه يانع و خريف حالم بهي و صيف مشمس رتيب .. من الجهة السفلى حيث يبدأ المنحدر نحو الوادي تصطف أشجار الإجاص و التفاح و المشمش لتشكل حاجزا بين القرية و المنحدر الذي نطل منه على بعض الكهوف ..
نعرج على مبنى آخر احتفظ بلون التراب ، قرميده لا زال أحمر .. هي مدرستي الأولى حيث عشت فترات من أبهى الفترات .. كنت حرا في التنقل بين المستويات .. اليوم أدرس في المستوى الأول .. في الغد أغبط أخي الذي بدأ يدرس الفرنسية فأتبعه عند مدرس هذه اللغة .. كل شيء كان تلقائيا .. يسير على إيقاع الطبيعة .. و أذكر أنني في آخر أيام إحدى السنوات الدراسية سألت مدرسي : "سوف لن نعود إلا عندما يحمل الوادي ؟"
أغبطك وأهنئك من كل قلبي على الطفولة التي قضيتها في هذا المنزل
الجميل بين أحضان الطبيعة , وعلى مدرستك التي عشت فيها أبهى الفترات
ولا شك , أنها كانت تخرج طلاب في أعلى مستويات من حيث الدراسة
والذكاء والتألق وكذلك في الأخلاق والتهذيب , وأنت نموذج رائع لهم .
بانتظار المزيد , مع المودة .
|