رد: هلموا معي بين أحضان جبال الريف .
[align=justify]
أحبائي .. لأسباب تقنية تأخرت الرحلة .. وها قد حان الوقت لاستئنافها ..
على بعد 15 كيلومترا من الطريق الرئيسية المتجهة نحو الريف بالشمال ، تحتضن الجبال العالية قرية "المجرى" المسماة أيضا بـ"أسيفان" .. وإذا تابعنا الطريق ، فإننا سنتجه عبر الجبال أيضا لنصل إلى الساحل المتوسطي .. الطريق وعرة بالنسبة للسيارات الخفيفة .. لكننا وكما قلت سابقا سوف نشد الرحال على الأقدام لتزيد متعة الرحلة .. سنأخذ معنا ما يكفينا من الزاد لتناوله في حالة توقفنا في إحدى الغابات .
لننطلق إذن قبيل العصر حتى نصل إلى قمة الجبل الجاثم هناك شمالا .. هو جبل "شيو" المكسو بأشجار السنديان .. عند سفحه تنزل الخنازير البرية للشرب من النهر .. لكن لا خوف .. فالخنزير البري لا يؤذي إذا ما أفسحنا له المجال .. قد يهاجم في حالة كان جريحا ..
عنما نصل إلى أعلى الجبل تكون الشمس قد مالت للمغيب عند يسارنا وقد تبدى الجبل كفوهة بركان .. لا شك أن أقدامكم تعبت من المشي .. عما قليل سوف نحل ضيوفا على أحد السكان المحليين بمدشر "تزخت"الذي سيرحب بما ولا شك .. وهذه سمة من سمات اهل هذه الأرض الطيبة .. وتبدو لنا الآن أمامنا قمم جبال أخرى تنحدر نحو البحر في تناسق عجيب ..
هل يعجبكم اللبن مع "سايكوك"؟ .. سايكوك هو نوع من الكسكس المصنوع من الدقيق و هو أغلظ منه قليلا .. وحين يخلط باللبن البارد يصير لذيذا ..
كذلك ستصنع لنا زوجة مضيفنا "زامبو" وهو دقيق الشعير المخلوط بزيت الزيتون .. لن تذوقوا ألذ منه .. صدقوني .. لو سايرنا مضيفنا لما توقف من إعداد شتى أصناف الأطعمة .. هاهي ابنته تجري وراء ديك لتمسك به حتى يذبحه و يعده للعشاء ..
على مقربة من البيت يوجد بئر واسع على شكل بركة مائية .. لكن من أراد إنعاش رجليه المتورمتين من المشي فليرافقني إلى الغدير القريب رغم أن الظلام الذي بدأ ينزل سيجعل الرؤيا صعبة .. لكن نقيق الضفادع سوف يدلنا على مكان الغدير ..
الصمت يسود و أصوات الصراصير تتناغم مع نقيق الضفادع .. كل مستسلم طواعية للسكينة التي تفرضها الطبيعة .. وعلى ضوء قناديل الغاز سنتناول عشاءنا ..
موعدنا في الصباح الباكر مع الانطلاق إلى أشجار التين لنتناول الفاكهة الباردة الندية .. ستسمعون من مضيفنا دعوة لذلك بقوله : تعالوا "تخرفوا" .. لا تتركوا أفكاركم تذهب بعيدا فالكلمة لا تعني سوى :"تتناولوا فاكهة الخريف" .
حسنا أترككم تستريحون ريثما يعد لكم مضيفنا أسرتكم الأرضية لتناموا في سكينة و طمأنينة ..
لن أترككم تتخيلون المنظر .. يكفي النظر إلى صورتي الرمزية أو الاطلاع على ألبومي الخاص الموجود في ملفي الشخصي لتعيشوا تلك الأجواء الرومانسية البديعة ، فالصور مأخوذة من هناك .
تصبحون على خير ..
[/align]
|