قمعي بن مطرقة السندان: ما لجرح بميت إيلام!!
أحاديث قمعي بن مطرقة السندان: ما لجرح بميت إيلام..!
سألت قمعي بن مطرقة السندان أن يحدثني عن أغرب ما مر به في سفر تجارته فأجابني قائلا:
كان أغرب ما رأيت أني إستأجرت متجراً ذات يوم أبتغي طلب قوت عيالي وكنت صاحب عيال فقير فجاءني رجل ثري قوي.. تهابه العين وتجله الرجال فإبتاع مني ما شاء الله له أن يبتاع وظل يوماً بعد يوم يزيد من شراء حاجياته حتى ظننت أني قاب قوسين من الثراء أو أنا أقرب.. قلت نعم.. قال: وما زال التجار يغبطونني ويحسدونني.. حتى ظننت أني ملكت لب الرجل وماله..فغفلت عن مصلحتي وطفقت أمازحه حتى شتمته ذات يوم في أبيه فإشتاط مني غضباً وخرج من متجري متوعداً حتى قلت لقد هلكت.. ثم إنه عاد لي بعد أيام وإبتاع مني ما شاء الله أن يبتاع وكأن شيئاً لم يكن فقلت : لعله أحمق..!.. ثم إن شيطاني أغراني به مرة أخرى فشتمته في أمه وأخته وعرضه فإشتاط مني غضباً وخرج من متجري مزمجراً متوعداً حتى ظننت أنه سيهدم المتجر فوق رأسي ويشردني وعيالي في بلاد الله.. ولو إضطر إلى الموت وعياله جوعاً قلت ألم يفعل؟ قال لا... إلا أنه قاطعني لأيام ثم عاد يبتاع مني أكثر مما كان يفعل سابقاً فأيقنت أن الرجل لا كرامة له.. فصرت كلما أردت أن أبصق على وجه إمرئ أخصه بذلك وهو لا يفتأ يكرر ثم يعود وكأنني أملك رزقه وأجله ..فذلك من أسفه وأنذل من رأيت..! قلت ويحك..! فما دعاك لكل هذا؟ قال : بيت من الشعر سمعته يوماً يقول : من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام ولقد إستخففت به فأجابني ولو إمتنع لقبلت حذاءه حتى يغفر لي قبل أن أموت وعيالي جوعاً...!
قلت نعم..صدقت قال : فذاك حديث عبد الله بن هشام حين قال:"كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك». فقال له عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الآن يا عمر»
فهززت رأسي وخجلت ثم صمتت!!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|