المقامة النثعرية
[align=justify]
بعيداً عن حديث الألفة والألاف، ومايتعلق بتكامل وتناسق الأوصاف، أن الكاتب النحرير محمد توفيق الصواف، قد شن هجوماً لا هوادة فيه ولا رحمة، على أصحاب قصيدة النثر وهم من هم في الهمة، خاصة حين يدافعون، وعن شعرهم ينافحون، وبكل الأسماء من الشعراء وغير الشعراء يستشهدون.. وقد رأى الصواف، أن الشعر يحتاج إلى هز الأكتاف، لا إلى جمع الكلام باعوجاج، وضم الحروف كنتف الدجاج..!!.. ومن أخطر المخاطر، أن صديقنا المهاجم المغامر، قد قال عن شعرهم إنه نثعيرة، وإنه لايساوي في الميزان وزن شعيرة.. وقال: إن شعراء قصيدة النثر إنما هم نثاعير واحدهم نثعور، مما جعل الصدور تفور، وبالغضب تمور.. حتى أن واحدهم قد تمنى أن يسلخ جلد النقاد، وأن يمحو عن وجه البسيطة كل الأحقاد، كي تبقى لقصيدة النثر الرفعة والسمو والأمجاد.. ومازالت المعركة محتدمة، قائمة مضطرمة، بين الصواف الناقد الثر، وأصحاب قصيدة النثر.. فهذا يقول هم مجرد نثاعير، وهؤلاء يقولون إنه لايفرق في الشعر بين الفعل والضمير، وكل نقده مجرد صراخ وزعيق وشهيق وزفير..!!..
وفي التعليق على ماجرى، وفي ليل القطيعة قد سرى، قال حمدان العريان، صاحبي الفنان، إنه يجد الصورة مشوشة، غريبة مخربشة.. وقد قال حمدان بحبور، وفرح وسرور، إن النقد مهما كان، يقود إلى بر الأمان، وإن الأخذ والرد، أفضل بكثير من ركود وسد.. أما قصيدة النثر، فهي بحاجة إلى دراسة وعطاء ثر، حتى تصل بنا وبشعرائها إلى البر.. وإذا كان النقد بين بين، فإن الحاجة تدعو إلى عقد الحاجبين، والعمل على رفد القصيدة بالجديد، القوي المفيد، كي نحظى بالمزيد.. وقد تكون القصيدة، قديمة أو جديدة، في كتاب أو جريدة، جيدة رائعة، أو ساقطة مائعة، أكتبت على وزن العمود، أو التفعيلة أو النثر على رأي الشهود.. فكثير مما نقرأ من قصائده، يبقى خارج المساق، بأي شكل جاء.. فالمسألة تعود لموهبة شاعر، ولقدرة مبدع ماهر، وليست بنت شكل مجانس أو مغاير..
تابع الراوي حمدان العريان الرواية، والحديث عن بقية الحكاية، بأن الكاتب النحرير الصواف، قد فتح الباب وأضافَ، حين ابتدع في النقد تسميات وأصنافا.. وقال حمدان العريان فيما قال، إن أصحاب قصيدة النثر على كل حال، بحاجة إلى رفد القصيدة، بحلة جديدة، كي تكون الأقوال والآراء سديدة، نافذة مفيدة.. فالردود حسب ما قال العريان، تحتاج إلى برهان، وإلا لكان القول بالنثعيرة، قولاً يقلل من قيمة القصيدة الصغيرة والكبيرة.. فالهمة الهمة يا أصحاب قصيدة النثر، ردوا بالعمل والجد والصبر، كي تصلوا وإلى الأمان والبر، وكي تسعد القصيدة، بحلة رائعة جديدة.. وختم حمدان العريان فقال: الشعر يكبر بالعطاء، وينتشر ويصل عنان السماء، حين يرفد بكل بهاء ونور وضياء..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|