التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,663
عدد  مرات الظهور : 163,117,259

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > ملف القصة / خيري حمدان
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07 / 12 / 2009, 24 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

Gadid أحلامٌ في مهبّ الريح

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/28.gif');background-color:black;border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
عرفت الوحدة بالرغم من الصخب الذي يملأ المكان منذ أن تفتح عيناها وحتى ساعات الليل المتأخّرة. سريرٌ وأمتارٌ قليلة تتقاسمها مع أختها الصغيرة. ليس لها عالم خاص ولا تملك مكانًا تحتفظ فيه بأسرارها المتواضعة. قصائد وقصاصات أوراق وحكايا لم تجد آذانًا تصغي لها! حكايا عن فوارس يأتون على أحصنةٍ بيضاء حتى وإن كانوا يرتدون أسمالاً.

كانت تجد السلوى في عالم قطة بيضاء مخطوطة بالأسود تعيش في فناء المنزل. كانت تقدّم لها الحليب وكسر الخبز وبقايا الطعام. وكانت تقصّ عليها الكثير من قصص الأميرات اللواتي يلدن وفي أرجلهنّ أحذية مذهبة ومطرّزة ويرتدين الوفير من اللباس والحرير والصوف والمخمل، ويتضمخن بالعطر العبق برائحة الصندل والمسك والياسمين. لكنّها كانت تكتفي بمناجاة قطتها التي كانت تتكوّم في حجرها وتنظر لها بلهفة وكأنّها تفهم كلّ كلمة تقولها! أسمتها سندريلا، لعلّها تتمكن من إرضاء رغبات قطتها الصغيرة، لعلّها تطفئ جوعها وتمنع عنها الجوع والبرد والعطش، لعلّها تشعر بأنّها تحظى بدلال سندريلا التي حُرمت منه خلال أيام طفولتها وثورة جسدها التي انطفأت في رحلتها اليومية ما بين غسل الصحون والملابس وخياطة أطنان الملابس لتأمين لقمة العيش.

لم يشفع لها جمالها وشعرها الذهبي وعيناها الخضراء وابتسامتها الساحرة ونظرتها الناعسة وأحلامها التي تجاوزت حدود الوعي! لم يشفع لها جموحها وطموحها وأفكارها وطيبتها وقدرتها على محبة الناس والشجر والقطط بل وحتى الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة والأمواج العاتية وغضب الشتاء والعواصف والأعاصير والبراكين والرعد والبرق وسطوة الرجال والفقر ورغيف الخبز الذي أحنى ظهرها وطأطأت من أجل جلالته رأسَها! لم تشفع لها أنوثتها ورقيّ مشاعرها وانفلاتها من حمّى الزمن! كانت مجرّد فتاة بسيطة حرمت من جميع الفرص المواتية لتصبح عنصرًا فاعلاً في الشرق الغارق في عرق الرجولة والأصوات المبحوحة والأيدي الخشنة وقسوة النهار الذي يمضي ولا يمضي دون أن يحمل معه ما تيسّر من أرواحٍ لم تحتمل وقع مطرقة الصباح الذي انبلج قبل قليل مع أشعة شمسِ المتوسّط!

لم يكن فارسًا لكنه كان يرتدي أسمالاً. لم تكن الشمس تقف على جبينه كلّ يومٍ لتصمه بالرجولة بل كانت تنزلق نحو المغيب خجلاً! وشاءت الظروف أن يكون اسمه فارس أيضًا! تقدّم لخطبتها وكان أمامها مهلة لا تزيد عن عشرة دقائق لتوافق أو ترفض! هل بوسعِ المرأة أن تتّخذ قرارًا مصيريًا بهذه السرعة؟ كان عليها أن تفكّر بسنواتٍ طويلة قادمة حين يصبح بيتها مليءٌ بالأطفال، هل سيكونون سعداء في كنف فارس؟ هل ستشعر بالرضا والحنان الذي فقدته طِوال حياتها في بيتها الجديد؟ كانت الأسئلة تتهادى أمام عينيها عندما اعتبر الآخرون أصحابُ الأمرِ والنهي صمتَها قبولاً ومضوا يزفّون الدمية لصاحبها ووليّ نعمتها فارس!

لا .. لا. أنا لم أقرّر بعد إن كنت موافقة أم لا! أنا ما زلتُ أستشعر المستقبل، أحدّث أطفالي الذين سيكونون، دعوني بالله عليكم أنهي مناجاتي للقمر ووحيد القرن والعقارب لعلّها تخبرني ببعض أسرار الخليقة التي غابت عنّي في وهلة من الزمن! أنتم قساة وقد أشتكي لعين الشمس ولعلاء الدين صاحب القناديل المضيئة! ألا تؤمنون بقدراته السحريّة؟ ألا تؤمنون بالجمال والبراءة المذبوحة عند قصور الملوك والأباطرة؟

زفّت على نارٍ هادئة، وكان صوت الموسيقى خافتًا والغناء ليس كالغناء! يا أمّي لماذا يبدو عرسي حزينًا؟ وكان فارس في تلك الأثناء يفتل شاربه الصغير، كان يشحذ أنيابه لافتراسها وافتراشها واغتصابها وانتهاك عالمها مرّة واحدة، بعد أن دفع قروشًا مهرًا ميّسرًا لتلك الصغيرة الفقيرة، سمحوا لها يوم عرسها بأن تعمل ساعة واحدة أقلّ من دوامها المعتاد، وكان من المتوقّع أن تعود لعملها بعد يومين في أحسن الأحوال. خفتت الموسيقى وانفضّ الحضور مبتعدين عن وجار الذئب. جلس قبالتها وكان طوال الوقت صامتًا ينقّل أنظاره إلى صدرها وحمرة خدّها وأعلى فخذيها. ابتسم بجرأة وخرج من غرفة النوم ليعود بعد قليل يحمل بين يديه القطّة سندريلا.
- حامل!
صرخت بكلّ ما أوتيت من قوّة.
- حامل!
حتى الصمّ سمعوا صدى صرختها حين امتدّت يده لعنق سندريلا الوديع. كان الألم يعصر وجهًا بشريًّا ووجهَ سندريلا التي فارقت الحياة بعد أن سُمع طقطقةُ رقبتها ومعها ماتت ثلاث قطط لم ترَ أشعة المتوسّط أبدًا!

لم يتمكّن الكثيرون من فهم الأسباب التي دفعتها لقتل عريسها بتلك الوحشيّة ليلة الدخلة! كانوا قد وجدوا جثّة فارس غارقة بالدماء صباح اليوم التالي، بعد تعرّضها لعدّة طعنات بسكّين ذي رأس حادّة، كانت إحداها فاتكة بعد أن استقرّت في القلب مباشرة. كان هو ملقيًا فوق السرير عاريًا. وكانت هي ما تزال مرتديّة ثوب عرسها الأبيض، كانت تنظر في الفراغ وفي حضنها ترقد قطّة بيضاء، رأسُها مائلٌ على صدرها وكأنّها تنتظر شيئًا من الحليب تدلقه في فيها لتطعم صغارَها الذين لم يتمكّنوا من رؤية أشعة شمس المتوسّط أبدًا. [/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 12 / 2009, 03 : 12 PM   رقم المشاركة : [2]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: أحلامٌ في مهبّ الريح

فارس .. ذهب مع الريح

قصة رائعة استاذي خيري ..

صدقني شعرت كأني أشاهد فيلم سينمائي .

المرأة مخلوق رقيق .. لكنها ليست مخلوق ضعيف .. وهناك نقاط حساسة عند

المرأة وعند أي إنسان يجب عدم الضغط عليها لأننا لا نستطيع أن نقدر ردة فعل الآخر .

قصة رائعة بالفعل أشكرك عليها استاذي الغالي خيري حمدان

وأنحني لهذا القلم المبدع والمتميز في الإبداع

توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 12 / 2009, 22 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: أحلامٌ في مهبّ الريح

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
فارس .. ذهب مع الريح
قصة رائعة استاذي خيري ..
صدقني شعرت كأني أشاهد فيلم سينمائي .
المرأة مخلوق رقيق .. لكنها ليست مخلوق ضعيف .. وهناك نقاط حساسة عند
المرأة وعند أي إنسان يجب عدم الضغط عليها لأننا لا نستطيع أن نقدر ردة فعل الآخر .
قصة رائعة بالفعل أشكرك عليها استاذي الغالي خيري حمدان
وأنحني لهذا القلم المبدع والمتميز في الإبداع

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/5.gif');background-color:black;border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]المرأة مخلوق رقيق .. لكنها ليست مخلوق ضعيف
الأديبة ميساء
لقد اختزلت في هذه الجملة الكثير من الكلام والنصوص بل حتى الروايات التي تتناول علاقة المرأة بالحياة وعلاقتها مع الرجل والمدينة الصاخبة ومحاولتها تأكيد وجودها في المجتمعات المهزومة.
أشكرك على حضورك القويّ وقراءتك المصيبة حتى الألم
محبتي [/align]
[/cell][/table1][/align]
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ستخبرهم الريح عني سيد يوسف مرسي الرواية 6 15 / 11 / 2024 49 : 10 PM
الرحى.. محمد الصالح الجزائري الشعر 18 01 / 12 / 2020 51 : 02 AM
في مهب الريح ابراهيم عوض الله الفقيه الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 2 21 / 09 / 2009 10 : 10 PM
تأملات في مهبّ الريح (1) خيري حمدان الخاطـرة 5 20 / 04 / 2009 08 : 02 AM
رسائل في مهبّ العمر طلعت سقيرق رسائل في مهب العمر 6 25 / 02 / 2009 49 : 07 PM


الساعة الآن 44 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|