رد: الملف الشهري الأول / الطفل في يومه العالمي / أخبار و تحقيقات و استطلاعات ...
[frame="15 95"]تعد منطقة الشرق الاوسط احدى اكثر المناطق اضطرابا في العالم. وبالنسبة لأغلب الناس، تمثل الطفولة فترة جميلة وغالية في حياة الانسان. لكنه هذه الفترة مسلوبة بالنسبة للاطفال في المناطق التي تمزقها الحرب في الشرق الاوسط، والذين لم يبق لهم الا البكاء واراقة الدماء ومواجهة الموت. فلولا الحرب، لاستطاع هؤلاء الاطفال ان ينعموا بطفولة بهيجة، ولولا الحرب، لعاشوا حياة سعيدة مختلفة.
-- الاطفال في مناطق الحرب يعانون الاذى الجسدي والنفسى
ندا جمعة، فتاة من قطاع غزة، يبلغ عمرها ثمانية اعوام فقط. كانت النشيطة وتحب الضحك. ولكن الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل في يوم 2 من شهر يناير هذا العام غيرت حياتها.
ففي ذلك اليوم، اصاب احد الصواريخ منزل ندا. دمر المنزل فورا وقتلت والدتها في الانفجار الكبير وفقدت ندا واقاربها الوعي.
"لا استطيع ان انسى الوقت الذي شاهدت فيه امى وهي تموت ووجدتني انا واختى واخى مصابين بعد انفجار صاروخ في منزلنا"، هذا ما قالته ندا التي فقدت احدى ساقيها في وقت لاحق في عملية بتر لانقاذ حياتها.
ورغم ان مؤسسة خيرية قد ركبت ساقا اصطناعية لها، الا انه من الصعب بالنسبة لها ان تتحرك بحرية.
وحسب احصاءات فلسطينية رسمية فإن ما يزيد على 350 طفلا قتلوا خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في يناير الماضى وأصيب 1872 آخرون من الاطفال، بينهم 500 أصيبوا باعاقات جسدية. ولا يستطيع الاطفال في فترة الحرب ان يتمتعوا بالطفولة العادية، وما يعانوه من الاذى النفسى قد يستمر لسنوات.
"سأقتل من قتل أبي لن ارحمه أبدا"، بهذه العبارة يصف محمد علوان، وهو طفل عراقي عمره تسعة اعوام، ميزان العدالة من وجهة نظره تجاه من اغتال أبيه بدم بارد أمام عينيه وحرمه من حنان الأب منذ نعومة اظفاره.
هذه الكلمات القاسية التي تفوه بها هذا الطفل تثير في النفس الخوف مما سيؤول اليه مصيره في المستقبل وهو يحمل في قلبه غضبا يتنامى معه، في الانتقام من اشخاص مجهولي الهوية قتلوا والده في ظلام الليل اثناء العنف الطائفي الذي اجتاح اغلب مدن ونواحي محافظة ديالي شرقي العراق خلال الاعوام الماضية.
ومحمد ليس المثل الوحيد في العراق. فهناك الكثيرون الذين جعلهم الغضب نتيجة فقدان الاقارب يعيشون في حالة من الكراهية وعمل على تشويه نفسياتهم. وقد تشفى الجروح الجسدية ولكن الجروح النفسية ربما لن تمحى ابدا.
-- التطلع الى الحياة العادية
يعيش الطفل الفلسطيني ياسر الزعيم، الذي يبلغ 14عاما من عمره، في مخيم الشاطئ بغربي غزة. في هذه المنطقة المضطربة، لا يسمح لياسر بمغادرة المخيم الذي يبدو وكأنه بركة من المياه الراكدة، وقد اشتري له والده جهاز كمبيوتر.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الانترنت المتعة الوحيدة له والمصدر الرئيسي لحصوله على المعلومات حول العالم خارج غزة.
ورغم ان ياسر لم يغادر اراضي غزة، لكنه يفتخر بان اصدقاءه ينتشرون في العالم. وقال "بالنسبة لي، الانترنت نافذة من خلالها اخرج من الحصار الاسرائيلي لأتعرف على العالم خارج غزة."
وهذه حقيقة، ليست لياسر فحسب، بل بالنسبة الى كثير من الاطفال في قطاع غزة, حيث يمثل الانترنت الطريقة الوحيدة للتعرف على أصدقاء من خارج مخيم اللاجئين ، والاتصال بالعالم بشكل حر وسط الحصار الشديد الذي تفرضه اسرائيل والذي يشمل قطع التيار الكهربائي بشكل متكرر.
وبسبب قطع الكهرباء والقيود المفروضة، يعمل الانترنت بشكل بطىء جدا. يقول الزعيم "اتمنى انه في يوم ما، استطيع ان املك كمبيوتر يعمل بشكل اسرع، واتمنى ايضا الا ينقطع الكهرباء كل يوم في قطاع غزة."
وعلى عكس الأطفال في منطقة غزة، يفضل الأطفال في العراق كرة القدم على تصفح الانترنت.
وفي بغداد، أدت الحروب واعمال العنف إلى حرمان الاطفال من ممارسة هواياتهم والخروج للتنزه والترويح عن همومهم، ولم يبق امامهم سوى لعبة كرة القدم، التي اصبحت المتنفس الوحيد لهم. ويشكل لعب الأطفال كرة القدم في شتى الملاعب المناظر الأكثر حيوية في هذه المدينة التي أستهدفتها انفجارات عديدة.
وعند كل غروب شمس، من الممكن ان ترى مجموعات من الشباب العراقيين يلعبون كرة القدم في ساحة فارغة محاطة بالأسلاك الشائكة حتى أنهم يثيرون الكثير من الغبار. وقال ميثم علي (16سنة) لمراسل وكالة انباء ((شينخوا)) اثناء حضوره لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريقين من أصدقائه، "اننا لا نخاف من الانفجار تماما!" وقال صبي بجانبه، "اننا نعيش في هذه الظروف الصعبة، وقد تعودناها."
ويلعب الأطفال كرة القدم في الملاعب ويشاهدهم بعض الأطفال الآخرين في بغداد تحت الشمس الذهبية، ويتألق الضوء في عيون هؤلاء الأطفال والابتسامة تعلو وجوههم، ونرى من خلال ذلك الصبر والتفاؤل القابعان في أعماق حيوية الشباب.
وهناك الكثير من الأطفال العراقيين الذين يأملون في أن يصبحوا نجوما فى كرة القدم بعد أن يكبروا. لكن الحقائق القاسية تشير الى انه حلم من المستحيل ان يتحقق الا بعد احلال السلام والأمن في هذه البلاد.
--الأطفال يدعون الى السلام
جنة جوهر، طفلة مصرية في الحادية عشرة من عمرها، ألفت قصتها الأولى وهي في التاسعة تحت اسم ((شارك تانيك))، وجاءت قصتها الثانية وهى في العاشرة من عمرها بعنوان ((الحرب العالمية الثالثة بين القطط والكلاب)).
الحرب والتفجيرات الانتحارية ودموع الأحباء......كل هذه الامور تبدو بعيدة جدا عن حياة جنة. فهى تتعلم في المدرسة المحلية الأمريكية في القاهرة، ومعظم زملائها من الأمريكيين أو الأطفال المصريين الذين ينتمون لأسر ثرية.
ورغم ان هؤلاء الأطفال الذين يعيشون حياة مزدهرة في زمن السلم، يبدو انهم على بعد آلاف الأميال من الحرب والكراهية والموت. لكن جنة التي تنمو بينهم عبرت عن وجهة نظر الأطفال الذين يعيشون في بلد آمن في الشرق الأوسط حول الحرب من خلال كتبها.
وتقول جنة "أظن انه لا بد ان تكون هناك وسيلة أفضل من الحرب، وسيلة غير عنيفة." وعبر كثير من الأطفال في سوريا عن رغبتهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
تقول جويل حسن لمراسل وكالة انباء ((شينخوا)) "اعرف ان يوم 20 نوفمبر الحالي هو عيد الطفل العالمي، وانا اتمنى لكل اطفال العالم السلام وخاصة اطفال غزة المحرومين من المدارس والامان حتى يذهبوا ويتعلموا في مدارس نموذجية ويتابعوا تعليمهم حتى يعيشوا بسلام ."
وتضيف "نريد السلام لاطفال الجولان ايضا حتى يقوموا بزيارة كافة المحافظات السورية ونقوم نحن بزيارة الجولان بعد تحريرها".
ويقول جوني مايكل (13 عاما) وهو في الصف السابع بمدرسة البعث بدمشق بأن "عيد الطفل يجب ان يكون هذا العام للسلام في كل انحاء الشرق الاوسط وخاصة في فلسطين والعراق التي تشهد حروبا الآن ."
وتمنى جوني ان "يعيش كل اطفال سوريا والعالم بدون حروب وجوع وان توفر لهم المدارس والجامعات حتى يصبحوا فاعلين في اوطانهم." ولا شك ان الأطفال هم مستقبل العالم، وليستمع العالم الى صوتهم
منقول عن صحيفة الشعب اليومية أونلاين[/frame]
|