كان من عادة السلطان ( بايزيد الثاني)، الثامن من السلاطين العثمانيين، أن يجمع في قارورة ما علق بثيابه من غبار، وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله؛ فقالت له زوجته (كولبهار) ذات مرة: ما فائدة هذا الغبار الذي تجمعه في هذه القارورة ؟
فأجابها وهو يبتسم: إنني سأوصي يا (كولبهار) بعمل (طابوقة) من هذا الغبار، وأن توضع تحت رأسي في قبري عند وفاتي، فأصون جسدي من النار يوم القيامة.
(والطابوقة: هي البلوكة في لغة أهل الشام، والطوبة عند أهل مصر).
وبالفعل، نفذت وصية هذا السلطان الورع، وعمل من هذا الغبار المتجمع في تلك القارورة - غبار الجهاد في سبيل الله - طابوقة ، وضعت تحت رأسه عندما توفي سنة 1512م، وقبره موجود اليوم جانب الجامع الذي بناه في إستانبول (جامع بايزيد).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار.