التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,661
عدد  مرات الظهور : 163,095,479

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26 / 02 / 2016, 20 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
عمار رماش
ليسانس في اللغة العربية وآدابها - أستاذ مكون في التعليم الابتدائي، يكتب الشعر - القصة - الرواية
 





عمار رماش is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

عـــــودة بعد التيــــــه

عـــــودة بعد التيــــــه
خلف شجرة بلوط كان يخبئ جسده ، ومن حين لآخر يسحب رأسه إلى اليسار قليلا ، ليترك لعينه اليسرى رؤية صاحب الخطوات التي تقترب شيئا فشيئا ، أحس بخفقات قلبه تزداد سرعة ، لم يحدث له هذا من قبل ، تساءل:"هل أصابني الضعف فجأة؟" وللحظة تمنى عدم المواجهة ، دعا الله أن يمر بسلام ، فهو غير مستعد للقتل بل حتى الجرح ، ووجوده هنا كان نتيجة أخطاء متراكمة ، تمنى أن تكون الخطوات لحيوان وليست لإنسان ، قطرات العرق بدأ ينضح بها جسده فيحس ثقلها على جبينه ، وتحدث خطوطا تبدأ من رقبته وتنحدر إلى الأسفل قاطعة مسافة الظهر كاملة ، أحس بملابسه تضيق عليه ، بذلة عسكرية كاملة ، لحية طويلة وكثة ، أعفاها منذ سنوات بعد أن التزم متأثرا بنصائح صديق له . في البداية كان بتعهدها بالتشذيب ، ثم تركها على طبيعتها فغطت مساحة كبيرة من وجهه.
اقترب صوت الخطوات أكثر ، فتحسس سلاحه ثم أطل ببطء لكنه لم ير شيئا ، سرى الاضطراب في كامل أعضائه ، حتى ظن أنه فقد السيطرة عليها ، فأخذ السلاح جاعلا إياه في وضع المتأهب لإطلاق النار ، واطمأن حينما استجابت له يداه ولم ترتعشا ، " يجب أن أحافظ على رباطة جأشي ، فالمسألة مسألة حياة أو موت ..." .
لا يتذكر كيف اقتنع بــ (الجهـــاد) ، رغم أنه ضد إخوة له ، أرجع الأمر لظروفه المعيشية أيضا ، وللظلم الذي لقيه من بعض الأقارب ، فكان الأمر أشبه بالانتقام من المجتمع والناس...
فجأة يرى شخصا يتقدم ، وقد بدا عليه الاضطراب هو أيضا ، رغم أن من ينظر في عينيه لا يرى للخوف نقطة ، ودون شعور وبصوت مرتفع صاح:" لا..غير ممكن ! " فانتبه الشاب القادم نحوه مصوبا سلاحه صوب مكان قدوم الصوت ، بحث في جيبه فوجد منديلا ، حمله ورفعه على فوهة البندقية مخاطبا إياه:" اهدأ،...اهدأ..لن يحدث شيء." وعندما سمع الشاب الكلام ورأى ملامح مخاطبه صاح هو أيضا:" غير ممكن ، أما زلت حيا؟".
صديقان منذ الطفولة ، كانا يلعبان كثيرا لعبة اللص والشرطي ، أو لعبة الاختباء ، يلعبان الآن الدور نفسه تقريبا ، فسالم رقيب في الجيش أما سليم فقد التحق بصفوف الجماعات المسلحة في ظروف فقد فيها السيطرة على نفسه ، ففسح المجال لسيطرة الآخرين على أفكاره ، وهاهما بعد سنوات يلتقيان في هذا المكان بعيدا عن الولاية التي ينتميان إليها ، وبطريقة غريبة...لم يتناقشا في الأمر ، ولكنهما ابتعدا عن المكان وقضيا ساعات يتحدثان حول ذكريات الماضي السعيد ، وأحلامهما التي لم يكن يحدها شيء . طال الحديث ودمعت العيون على الوضع الذي أصبحا عليه وراح سالم في الأخير يعرض على صديقه مرافقته والعودة إلى حياته العادية ، وألا يضيع الوقت أكثر لأن الفرصة متاحة للعودة الآن ، وطالما مازال في العمر بقية . عبر سليم عن صعوبة ذلك لكنه لم يعارض مما شجع سالم على سرد حكايات أشخاص مثله عادوا إلى الحياة العادية وهم يعيشون الآن في سلام...
لكن سليم بعد مدة أعلن رفضه الفكرة وصمم على ذلك مبديا مخاوفه مما سيلقاه ، وصمم سالم على أخذه معه مهما كان الثمن ، فهذا صديقه ولن يضيعه بعد أن وجده...وبعد نقاش حاد ، وتردد كبير ، انصاع سليم للأمر الواقع ، ورافق صديقه ليسلم نفسه ، لعله يستطيع أن يعود إلى حياته العادية وسط أهله ومجتمعه.


عمــــار رمـــــاش


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عمار رماش غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 02 / 2016, 00 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: عـــــودة بعد التيــــــه

[align=justify]لقد أعدتَ فتح جرح عمره أكثر من 20 سنة!! أبدعتَ أخي عمار في تشخيص الحادثة التي عاشها بعضنا حقيقة...قصة واقعية أراحتني كثيرا كثيرا..شكرا لك أخي عمار على هذا السرد الممتع الماتع...[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 02 / 2016, 55 : 01 PM   رقم المشاركة : [3]
عمار رماش
ليسانس في اللغة العربية وآدابها - أستاذ مكون في التعليم الابتدائي، يكتب الشعر - القصة - الرواية
 





عمار رماش is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: عـــــودة بعد التيــــــه

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
[align=justify]لقد أعدتَ فتح جرح عمره أكثر من 20 سنة!! أبدعتَ أخي عمار في تشخيص الحادثة التي عاشها بعضنا حقيقة...قصة واقعية أراحتني كثيرا كثيرا..شكرا لك أخي عمار على هذا السرد الممتع الماتع...[/align]

أجل أخي العزيز محمد ، لقد تركت فينا تلك المرحلة جراحا كثيرة ، فكنت ترى الإخوة يتقاتلون ويقتلون بعضهم البعض ، والمؤلم أن الكثير منهم غرر بهم ...
نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار
عمار رماش غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 02 / 2016, 35 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: عـــــودة بعد التيــــــه


كنت شاهدا على عدّة حروب ومشاركا في " بعض المعارك " ، حملت رفاق لي ماتوا قبل الوصول لمكان يُسعفون فيه
وبعضهم مات لأن لا مكان نحملهم إليه ... شاهدتهم يموتون ببطئ ، عرفت معنى الحصار والجوع وعانيت مرات في
اقبية أجهزة الدولة درك مخابرات عسكر .. وكنا في كل مرة يُعلن فيها وقف القتال كنا نفرح ونحلم بالساعة التي نعود
فيها للحياة الطبيعية ، كأفراد مقاتلين لم يكن يهمنا غير انتهاء المعارك .. لم تكن تعنينا المكاسب ، ولم نكن نشعر
لا بطعم الهزيمة ولا بطعم النصر . عندما تورطنا في الحروب لم نكن ندري أننا وقود لمطامع وكنا نصرخ أن تسقط
الحكومة وينهار النظام بل سطونا على الدولة وصرنا أظلم من أجهزتها مئات المرات صادرنا ليس الخبز فقط بل
صادرنا المعلبات في كل المتاجر .. ذلينا الناس على الحواجز ، ذليناهم أمام بعض الفران العاملة ، على محطات الوقود
كنا نقتل أي معترض على السعر الذي كنا نفرضه .. كل ذلك كان باسم الشعب وباسم الثورة وانتهت الحرب بعد 15 عاما
هكذا فجأة .. حينما أعلنوا وقفا للحرب تجاوزنا المتاريس .. هكذا فجاة شربنا شايا عندمن كنا نطالب بقتلهم ثم اكتشفنا
اننا وقودا حطبا ودمنا كان في بورصة العهر السياسي فاعتلى زعماء المليشيات سدة الحكم وبعد عشرين عاما
طمروا لبنان بالقمامة وصرنا منذ زمن .. زمن بعيد نترحم
على كميل شمعون وبيار الحلو وفؤاد شهاب وعصر المكتب الثاني .. أي والله ولا أعرف كيف انزلق من انزلق
وشواهد لبنان كانت حاضرة بقوة . وشواهد العراق لا تخفى على أحد ..!
عفوا .. عفوا منك أيها العزيز أنا انزلقت وكنت فقط سأقول لك ان قلمك رائع
وسردك ليس جامح تضع الكلمة في الميزان الدقيق قبل كتابتها سلمت يداك
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 02 / 2016, 16 : 10 PM   رقم المشاركة : [5]
عمار رماش
ليسانس في اللغة العربية وآدابها - أستاذ مكون في التعليم الابتدائي، يكتب الشعر - القصة - الرواية
 





عمار رماش is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: عـــــودة بعد التيــــــه

ثم اكتشفنا اننا وقودا حطبا ودمنا كان في بورصة العهر السياسي فاعتلى زعماء المليشيات سدة الحكم

أستاذ رافت ، للاسف الشديد مازال الكثير من أبناء العروبة يرمون أنفسهم في البرك الاسنة من الحروب ليستفيد منها الانتهازيون...
في اواسط الثمانينات كنت أقرا عن لبنان ، عن الحرب الأهلية من خلال المجلات العربية التي كنت احصل عليها فكنت اتمنى ان اقرأ يوما ان اتفاقا قد تم لإيقاف الحرب وبعد سنوات قليلة انفجر الوضع عندنا وصرنا نعيش اللاأمن ، وأول مافعلوه هو حرق حافلتين كنا ننتقل على متنهما الى الثانوية ، فعانينا كثيرا ذلك العام والذي لحسن الحظ اننا كنا في السنة النهائية ونجحنا في البكالوريا لننتقل الى الجامعة ، هناك كنا نسمع حكايات كثيرة عن التخريب والقتل ، وفي الأيام التي نعود فيها الى منازلنا كنا نسمع حكايات اخرى...
كريهة هي الحرب ...ومجرمون من يؤججونها من أجل مصالحهم.
شكرا جزيلا على المرور استاذ رافت
عمار رماش غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التيــــــه, عـــــودة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 56 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|