موشح البدر
مُوَشَّحُ : البَدْرُ على بحر الوافر شعر : عصام كمال
.................................................. .............
وَ هَلَّ البَدرُ فِي لَيلٍ جَلِيَّا .... تَبَسَّمَ لِلسَّمَا خِلًا وَفيَّا
وَ مَا كَانَ اللِّقَاءُ بِهِ نَسِيَّا ...... وَ صَانَ العَهدَ مُنْذُ سَمَا عَليَّا
=.
حَلِيمٌ ، رَاهِبٌ ، نِدُّ الَكَمَالِ ..... وَ قَد سَاقَ السَّنَا صَوبَ المَعَالِي
سِرَاجٌ ، بَاسٍمٌ بَينَ اللَّيَالِي ...... سَمِيرٌ شَقَّ مَجلِسَهُ سَمِيَّا
=.
هُوَ الحُبُّ الَّذِي شَادَ المَكَانَا ...... وَ لَا حِينًا لِعَهدِ القُربِ خَانَا
عَلَى وَجهِ الدُّنَا أَبْهَى الزَّمَانَا ...... وَ ضَاءَ مَكَانَهُ نُورًا بَهِيَّا
=.
وَ هَذَا النَّجْمِ قَد خَلَّى الفَضَاءَ ..... بِوُدٍّ وَ اعْتَلَى القَمَرُ السَّمَاءَ
أَنَارَ الكَونَ بِالأَنوَارِ - جَاءَ ..... ضِيَاءٌ مِنْ مَطَالِعِهِ سَنِيَّا
=.
قُلُوبُ العِشقِ دُومًا بِانْتِظَارِ .... كَمَنْ لِلْمَوتِ يَدنُو بِاحتِضَارِ
يُعَانِي مَا يُعَانِي بِاختِيَارِ ..... وَ إنْ كَانَ الغَرَامُ لَهُ عِصِيَّا
=.
وَ مَنْ عَرِفَ الهَوَى أَضنَاهُ صَبْرُ ..... وَ قَد أَعْيَا الجَوَى وَجْدٌ ، وَ فِكْرُ
كَمَنْ أَزرَى بِهِ سَقْمٌ ، وَ سِحْرُ ..... وِ مِنْ حَرِّ الجَفَا يَبْدُو شَقِيَّا
=.
وَ كَمْ زَادَ النَّوَى مِنْ حَرِّ الصِّيَاحِ ..... وَ أكثرَ منْ عَذَابَاتِ الجِّرَاحِ
كَمَنْ حَجَبَ الضِّيَاءَ عَنِ الصَّبَاحِ ..... وَ بَاتَ مَكَانَهُ يَنْعَى شَجِيَّا
=.
تَنَامُ العَيْنُ وَ النَّجوَى بِقَلبِ ..... وَ قَرْعُ الذِّكرَيَاتِ لَهُ كَحَرْبِ
طُيُوفٌ حَولَهُ مِنْ كُلِّ صَوْبِ ..... وَ قَد صَارَ الهَوىَ طِفلًا بُكِيَّا
=.
وَ يَا رَجَوَاتَ رُوحٍ فِي شُرُودِ ..... رَهِينُ الغَيبِ أَو وَأْدُ العُهُودِ
هِيَ الأَقدَارُ تَجْرِي فِي الوُجُودِ ..... وَ لَا يُغنِي عَنِ الْأَقدَارِ شَيَّا
=.
تُخَايِلُنَا الْأَمَانِي ، وَ المَرَاسِي ..... وَ سَفِينٌ بَينَ أَخْطَارٍ ، وَ رَاسِي
رجَاءٌ ، وَ الرُّؤى بَين الْتِمَاسِ ..... طَوينَا اليَأسَ ، وَ الأَحْمَالَ طَيَّا
=.
مَشَينَا لِلدُّجَى رَغمِ النَّهَارِ ..... وَ وَهْمٌ فَوقَ وَهْمٍ بِانْتِظَارِ
وَ آمَالُ البَرَايَا بِاحْتِضَارِ ..... وَآخَرُ مَا رَأَينَاهُ النَّعِيَّا
=.
وَ بَدرٌ فِي السَّمَا عَبْرَ العُهُودِ ..... وَ إنَّ مُحَمَّدًا بَدْرُ الوُجُودِ
سَنَاءٌ وَ العُلُّو بِلَا حُدُودِ ..... وَ قَد شَرُفَتْ بِهِ الدُّنيَا نَبِيَّا
=.
هُوَ الإِيْمَانُ ، وَ الأَخْلَاقُ عَهْدُ ..... وَسَعْدٌ دُونَهُ فِي الكَونِ سَعْدُ
يُصَانُ بِهَديِهِ حَقٌ ، وَ وَعْدُ ..... و َ قَدصَارَ الفَقُيرُ بِهِ غَنيِّا
=.
أَلَا نَمْضِي إِلَى حَيثُ الضِّيَاءِ ...... وَ نَتْبَعُ بِالرِّضَا وَعْدَ السَّمَاءِ
هُنَالَكَ مَخْرَجٌ مِنْ كُلِّ دَاءِ ....... عَلَيْكَ بِنُورِهِ تَغْدُو هَدِيَّا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|