عودي
عـــــــودي
أيتها الصغيرة المضوعة بنسيم الصباح
المبللة برذاذ البحر
وندى الليل
عودي و اظهري
فظهورك كان الحياة
وكان الأزل
ثم اختفيت ، فكان الأبد
وكان العدم
أيتها الفتية التي تقطر عذوبة
في نظرة عينيك براءة
في شفتيك عذوبة
وفي ابتسامتك روعة
و التفاتتك نشوة
كنت تمرحين هنا وترتعين
أين كنت قبل الآن ؟
و أين تكونين الآن ؟
طوبى لأرض تحملك
وطوبى لبحر يحضن جسدك الغض
وطوبى لهواء يلفك
غزوت ذهني فتلاقحت أفكاري
وانتعشت خواطري
واقتحمت فكري فصارا حضنا
ترتع فيه الكلمات نشوى
و الحروف نجوى
وصارت النفس ظمآى
حين تسللت إلى وجداني
فتمرد القلب
وثارت الروح
وعدت كما كنت
طفلا مشاغبا
ومراهقا نزقا
وفتى مشاكسا
ألهو كلهو طفل
يمتص إبهامه
و أعشق بعشق مراهق
يتمرد و يثور
كل شيء اختفى وعاد
إلا أنت
اختفت الصدف
و الطحالب و الفيروز
ثم عادت لتحضن الشطآن
وعاد المركب بشراعه
بعد طول غياب
وعاد الزبد و المرجان
فازدانت الخلجان
كل شيء رحل وعاد
إلا أنت
رحل النورس
لكنه حن واشتاق
ثم عاد
هاجر أناس ثم رجعوا
أفلت الشمس
وغاب القمر
و انطفأ النجم
لكن الشمس عادت و أشرقت
وعاد القمر و بزغ
و النجم عاد و تلألأ
وشرد ذهني
ورحلت بفكري
وفقدت وعيي
ثم عاد كل شيء
حتى نبضي الذي توقف برهة
توالت دقاته على أشدها
كل شيء عاد إلا أنت
عودي فقط لأنظر إليك
لأقول إنك فتحت أبواب الأمل
ورويت صحراء قلبي القاحلة
و أرض قلبي المجذبة
عودي لحظة
فقط لأودعك
سأرحل.. اليوم أوغدا
لكنني سأكون دائما بقربك
من خلفك .. من أمامك ..
من حواليك
وسأذود عنك و أحميك
و أحنو عليك و أحتويك
و أهديك وردا وشمسا
وياسمينا
و أهديك ليلا وفجرا
وندى
سأحيطك بسياج الحنان
وسأرحل حاملا معي ..
نسمة
وذكرى
وصورة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|