التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,642
عدد  مرات الظهور : 162,997,845

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31 / 07 / 2021, 52 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

نشأة القول بالقدر (القدرية الأولى)


الإيمان بالقدر أحد أصول الإيمان، وقد بيَّن القرآن والسنة هذا المفهوم: أنَّ العمل والأخذ بالأسباب هو من القدر، لا ينافيه ولا يناقضه، وحذَّر من تكذيبه. وفي الخبر، وإسناده صحيح، أن أبا عبيدة عامر بن الجراح (ت: 18 هـ / 639 م) أمين الأمة، اعترض على رجوع عمر بن الخطاب (ت: 23 هـ / 644 م) بالناس عن دخول الشام سنة 17 هـ / 639 م بعد فتح بيت المقدس، عندما انتشر طاعون عَمَواس (وتقع عَمَواس: شمالي غرب مدينة القدس بـ 25 كيلومتراً)، وقال لعمر: يا أمير المؤمنين، أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ! نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله. أرأيت إن كان لك إبل هبطت وادياً له عُدْوَتان: إحداهما خصبة، والأخرى جَدْبة، أليس إن رعيت الخصبة بقدر الله، وإن رعيت الجَدْبة رعيتها بقدر الله؟ (صحيح البخاري 5729، صحيح مسلم 2219)، وذلك لأن هجوم المرء على ما يُهلكه منهيٌّ عنه، ولو فعل ذلك لكان من قدر الله. فأخذ عمر بالحذر والحزم، وفي طلب الأسباب التي هي سوابق القدر وأسرارُ القضاء.
وفي الخبر الصحيح الآخر أنَّه خطب الناس بالجابية (شمال غرب نوى بـ 3 كم من أرض حوران)، فقال: «من يضلل الله فلا هادي له»، وكان الجاثليق بين يديه، (والجاثليق: هو مقدَّم الأَساقفة، المشرف على أكثر من أسقفية محلية، ويكون تابعاً للبطريرك رئيس جميع الإكليروس)، قال: «إن الله لا يضل أحداً»، وعندما كررها عمر نفض الجاثليق ثوبه ينكر قول عمر. فقال له عمر: «الله خلقك، والله يضلك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء الله.. إن الله خلق الخلق، وكتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب أهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه»، فتفرق الناس وما يختلف في القدر اثنان (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 4 / 659)، أي إن الله علم بعلمه الأزلي ما مصائر عباده، وما سيكون عليه اختيارهم، فكتب السعيد منهم والشقي في اللوح المحفوظ.
** ** ** ** **
وتكاد تجمع المصادر على أن أول من قال بنفي القدر، فرقة «القدرية» القائلون بالاختيار، وأنَّ أول من أسس طائفتهم ودعا الناس إلیها: مَعْبَد الجُهَني (ت: 80 هـ ـ 90 هـ / 699 م ـ 709 م)، بالبصرة، ثم تبعه غیلان الدمشقي (ت 106 هـ / 724 م) الذي يعد ثاني من تكلم بنفي القدر (التاريخ الكبير للإمام البخاري 4 / 1 / 399، والتاريخ الأوسط له 1 / 236، سير أعلام النبلاء 4 / 185).
ومَعْبَد الجُهَني تابعي بصري، اختلف في اسم أبیه وجده، فقیل: هو معبد بن خالد (طبقات خليفة بن خياط 503)، ومعبد بن عبد الله بن عكيم (جمهرة أنساب العرب لابن حزم 445)، ومعبد بن خالد أو معبد بن عبد الله بن عويمر (التاريخ الكبير للبخاري 4 / 1 / 399، أنساب السمعاني 3 / 441)، ومعبد بن عبد الله بن عكيم أو معبد بن عبد الله بن عويم (تهذيب التهذيب 10 / 225).
وأرسل عن: الصَّعب بن جَثَامة الليثي (توفي في خلافة أبي بكر الصديق)، وعمر بن الخطاب (ت: 23 هـ / 644 م)، وعثمان بن عفان (ت: 35 هـ / 656 م)، وحذيفة بن اليمان العبسي (ت: 36 هـ / 656 هـ)، وعمران بن الحصين الخزاعي (ت: 52 هـ / 672 م). وروى عن: معاوية بن أبي سفيان (ت: 60 هـ / 680 م)، والحسن بن علي (ت: 61 هـ / 681 م)، وابن عباس (ت: 68 هـ)، وابن عمر (ت: 74 هـ)، وغيرهم (التكميل في الجرح والتعديل لابن كثير 1 / 86).
قال الذهبي (ت: 748 هـ / 1348 م): هو تابعي، صدوق في نفسه، ولكنه سنَّ سنة سيئة، فكان أول من تكلم في القدر (ميزان الاعتدال 4 / 141).
وفي حديث التابعي يحيى بن يعمر العدواني (ت: 90 هـ / 708 م) الصحيح، قال: أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجُهَني، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرأون القرآن ويتقفرون العلم، وأنهم يزعمون ألاَّ قدر، وأنَّ الأمر أنُف ـ أي: مستأنف لم يسبق لله تعالى فيه علم (صحيح مسلم 8)، فتبرأ منهم عبد الله بن عمر (ت: 74 هـ)، ووافقه عقبة بن عامر الجُهني (ت: 58 هـ)، وأبو هريرة (ت: 59 هـ)، وابن عباس (ت: 68 هـ)، وواثلة بن الأَسْقَع اللَّيْثي (ت: 83 هـ)، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي (ت: 88 هـ)، وأنس بن مالك (ت: 93 هـ)، وغيرهم (الفرق بين الفرق 19، وانظر: الإيمان لابن تيمية 368)، وهؤلاء أيضاً هم الذين قال فيهم الأئمة كمالك (ت: 179 هـ / 795 م) والشافعي (ت: 204 هـ / 820 م) وابن حنبل (ت: 241 هـ / 855 م) وغيرهم: إن المنكرين لعلم الله، القدرية يُكَفَّرون (حاشية كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن قاسم 365).
والقدرية ينبزون مخالفيهم بنفس الاسم، فيقولون: أنتم القدرية حين تجعلون الأشياء جارية بقدر من الله، وإنكم أولى بهذا الاسم منا. قال النووي (ت: 676 هـ / 1277 م): إنَّ بعض القدرية قال: لسنا بقدرية، بل أنتم القدرية، لاعتقادكم إثبات القدر (شرح صحيح مسلم للنووي 1 / 154)، وقال ابن قتيبة (ت: 276 هـ / 889 م) وتابعه الإمام الجويني (ت: 478 هـ / 1085 م): هذا تمويه من هؤلاء الجهلة، ومباهتة وتواقح، فإنَّ أهل الحق يفوضون أمورهم إلى الله سبحانه وتعالى، ويضيفون القدر والأفعال إلى الله سبحانه وتعالى، وهؤلاء الجهلة يضيفونه إلى أنفسهم، ومُدَّعي الشيء لنفسه، ومضيفه إليها أولى بأن ينسب إليه ممن يعتقده لغيره، وينفيه عن نفسه (شرح صحيح مسلم للنووي 1 / 154).
كما سمَّاهم مخالفوهم بـ (مجوس الأمة)، وعمدتهم في ذلك حديثٌ منسوب لرسول صلى الله عليه وسلم «القدرية مجوس أمتي»، وهو حديث ضعيف جداً مرفوعاً، والصحيح إنه موقوف من كلام ابن عمر، ومضى قبل قليل أن ابن عمر تبرأ منهم، وسيأتي تخريج الحديث بعد قليل.
= أمَّا السبب في تسميتهم بمجوس الأمة: فلمضاهاة مذهب هذه الفرقة المجوس في قولهم بالأصلين: النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثَنَوِيَّة، وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله تعالى، والشر إلى غيره، والله سبحانه خالق الخير والشر جميعاً، لا يكون شيء منهما إلاَّ بمشيئته، فهما مضافان إليه خلقاً وإيجاداً، وإلى الفاعلين لهما من عباده فعلاً واكتساباً.
وعارضت ذلك القدرية، فقالوا: إن الطائفة التي تنفي القدر، والتي أطلقنا عليها لقب القدرية، يثبت الحديث بأنها مجوس هذه الأمة. فهم المجوس ولسنا نحن. فنحن نقول بإثبات القدر على أعمالنا، ولا نثبت أن الله تعالى أجبرنا على شيء ولا أنهم أجبروا أنفسهم على شيء (شرح صحيح مسلم للنووي 1 / 154).
وقد انتشر هذا القول في الأمة الإسلامية وتقلده كثير من العباد والزهاد والمتصوفة. فالأولون عظموا الأمر والنهي، وأخرجوا أفعال العباد عن تكون خلقاً لله، والآخرون أثبتوا القدر، واحتجوا به على إبطال الأمر والنهي.
** ** ** **
ثانياًـ تخريج حديث «القدرية مجوس أمتي»:
أخرجه أبو داود في سننه (4691)، والحاكم في المستدرك (286)، والبيهقي في السنن الكبرى (21391)، وغيرهم، من طريق أبي حازم عن ابن عمر، مرفوعاً. وهو طريق منقطع، فأبو حازم سَلَمة بن دينار المخزومي (وفي وفاته خلاف، فقال الفلاس والترمذي: مات سنة 133 هـ، وقال يحيى بن معين: مات سنة 144 هـ) لم يسمع من ابن عمر (ت: 74 هـ). قال ابنه ليحيى بن صالح: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب (تهذيب التهذيب 4 / 126).
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 338) من طريق زكريا بن منظور، وهو ضعيف، منكر الحديث، تركه الدارقطني.
وأخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (2 / 271)، وفي التاريخ الكبير (2 / 341)، وابن أبي عاصم في السنة (340)، والطبراني في المعجم الأوسط (5303)، وفي المعجم الصغير (800)، وآخرون، من طريق الحكم بن سعيد الأموي: وهو ضعيف جداً، منكر الحديث.
وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (7 / 77)، من طريق الوليد بن سلمة الطبري، وهو كذاب يضع الحديث.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 341) من طريق إسماعيل بن داود بن مخراق، وهو ضعيف جداً، منكر الحديث، وقال ابن حبان: يسرق الحديث.
وأخرجه الحاكم في التاريخ، وعنه البيهقي في القضاء والقدر (رقم 409) من طريق محمد بن عمرو الحرشي وجده لأمه حسنويه بن خشنام، وهما من الرواة المجاهيل.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 327) من طريق عمر بن محمد الطائي عن سعيد ابن أبي جميل، وهما من الرواة المجاهيل، ليس لهما ترجمة في كتب الرجال.
وأخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه (رقم 192)، والحاكم في تاريخه - كما في كنز العمال (1 / 83) - من طريق النعمان بن شبل الباهلي، وهو متهم بالوضع.
وأخرجه الحارثي في مسند أبي حنيفة (ص 195- 196، 415) من طرق عن أبي حنيفة، ولا يصح، فالحارثي: هو عبد الله بن محمد صاحب مسند أبي حنيفة، متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد على المتون (الكشف الحثيث 159).
وأخرجه ابن بطة في الإبانة (1509)، وابن بشران في الأمالي (341) من طريق الحجاج بن الفرافصة، وهو صدوق يخطئ ويهم، وفي الإسناد جهالة الرجل الراوي عن نافع.
وأخرجه أبو داود في سننه 4692، وابن حنبل في مسنده 5584، والطيالسي في مسنده 434، وآخرون، من حديث حذيفة بن اليمان، وفي إسناده مجهول وآخر ضعيف، فعمر مولى غُفْرة: ضعيف تركه الإمام مالك.
فطرق الحديث عن ابن عمر مرفوعاً، كثيرة، وقال ابن القيم (ت: 751 هـ / 1350 م): رُوي الحديث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ حديث ابن عمر، وحُذيفة، وابن عباس، وجابر بن عبد اللَّه، وأبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، ورافع بن خَدِيج (تهذيب سنن أبي داود 2 / 347)، لكن جميع أسانيدها لا تخلو من مقال، وبعضها شديد الضعف جداً، وبعضها موضوع. وإنما صح الحديث عن ابن عمر موقوفاً:
أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (رقم 958)، وابن بطة في الإبانة (1517، 1548، 1549)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1292)، والبيهقي في القضاء والقدر (410)، بلفظ: «لكل أمة مجوس وإن مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر»، وزاد اللالكائي في روايته: «فمن زعم أنَّ مع الله قاضياً، أو قادراً، أو رازقاً، أو يملك لنفسه خيراً، أو نفعاً، أو موتاً، أو حياة، أو نشوراً؛ لعنه الله، وأخرس لسانه، وأعمى بصره، وجعل صلاته وصيامه هباء منثوراً، وقطع به الأسباب، وكبَّه على وجهه في النار». قال البيهقي: هذا إسناد صحيح إلاَّ أنه موقوف.
** ** ** **
موقف العلماء من معبد الجهني ودور السياسة في صلبه:
وثقه ابن مَعین (ت: 233 هـ / 848 م)، وابن أبي حاتم (ت: 327 هـ / 938 م). وجمع أحاديثه يحيى بن دينار الواسطي (ت: 122 هـ / 739 م) الثقة (تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 304، طبقات المعتزلة لابن المرتضى 137)، وقال الجوزجاني (ت: 259 هـ / 872 م): كان قوم يتكلمون في القدر، احتمل الناس حديثهم، لما عرفوا من اجتهادهم في الدين والصدق والأمانة، ولم يتوهم عليهم الكذب، وإن بلوا بسوء رأيهم، منهم معبد الجهني، وهو رأسهم (سير أعلام النبلاء للذهبي 4 / 186، وتاريخ الإسلام له 6 / 201).
وجرحه مسلم بن یسار (ت: 101 هـ / 719 م)، فقال: كان يقول بقول النصارى (تاريخ الإسلام 2 / 1006).
وقال الحسن البصري (ت: 110 هـ / 728 م): هو ضال مضل، صاحب بدعة (تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 305، وميزان الاعتدال 4 / 141 له، الشريعة للآجري 241، 243)، لكن الواضح الجلي أن جرح الحسن البصري اختلاق متأخر، لأن الحسن كان يأخذ عنه، ونصحه أن يبتعد عن فتنة ابن الأشعث، ولم يتبع نصيحته (تهذيب التهذيب 10 / 226، ميزان الاعتدال 1505).
فمعبد اشترك في فتنة ابن الأشعث الذي ثار علی الحجاج وكان ذلك سبب هلاكه بعد ما أصیب في المعركة. قال مالك بن دینار (ت: 131 هـ / 748 م): لقيت معبداً الجهني بمكة بعد فتنة ابن الأشعث وهو جريح، وقد قاتل الحجاج في المواطن كلها، فقال: لقيتُ الفقهاء والناس، لم أر مثل الحسن، يا ليتنا أطعناه. كأنه نادم على قتال الحجاج (تاريخ الإسلام للإمام الذهبي 2 / 1006).
وقال سعید بن عفیر (ت: 226 هـ / 840 م): في سنة ثمانين صلب عبدُ الملك معبداً الجهني بدمشق. وقال صدقة بن یزید الخراساني: كان الحجَّاج يعذب معبداً الجهني بأصناف العذاب، ولا يجزع، ثم قتله (سير أعلام النبلاء 4 / 187).
** ** ** **
وفتنة ابن الأشعث قامت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة (81 هـ / 700 م)، وهُزم في نهاية سنة (83 هـ / 702 م)، وشارك فيها جمع كبيرٌ من الزهاد والفقهاء، فريق مع ابن الأشعث، وفريق مع الحجاج. وجلبت هذه الهزيمة النقاش في مسائل تخص الكفر والإيمان (تاريخ الطبري 3 / 639): هل من يفعل مثل هذا مؤمن كامل الإيمان؟ وهل لأفعاله هذه صلة بإيمانه وكماله؟ وهل المقتتلون في هذه الفتنة، هم مؤمنون كاملو الإيمان؟ وما صلة أعمالهم بإيمانهم؟ وما علاقة إيمانهم بالعمل؟ فعدم شعور المقتتلين بأي إثم، أو خطيئة لما قاموا به، يوجب أن العمل منفصل عن الإيمان، ولا يؤثر به. فالنزاع لفظي، لا علاقة له بالكفر والإيمان.

ملاحظة:
قيل: إن أول من ابتدع القول بالقدر رجل من أهل البصرة من المجوس اسمه (سيسويه)، وسمَّاه الإمام الأوزاعي (ت: 157 هـ / 774 م): (سوسن)، وقال: كان نصرانياً ـ ليس من المجوس ـ فأسلم ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عَنْ معبد (الشريعة للآجري 232، شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 3 / 536، 4 / 750، الإبانة لابن بطة 2 / 298).
ولهذه التهمة نظائر في كل أصحاب الفرق المخالفة. قال علي سامي النشار (ت: 1400 هـ / 1980 م): إن محاولة ربط عقائد أصحاب مذهب الإرادة الحرة بنصراني أسلم ثم تنصر، محاولة غير صحيحة، سار عليها أصحاب الفرق المختلفة، بالرغم من أثر (المسيحية) في نشأة علم الكلام والفرق (نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام 1 / 90، 319).
وقيل: أول ما حدث القول بالقدر إنما كان ذلك في الحجاز، لمَّا احترقت الكعبة وعبد الله بن الزبير محصوراً بمكة سنة 73 هـ / 692 م، فقال ناسٌ: احترقت بقدر الله تعالى، وقال ناسٌ: لم تحترق بقدر الله (الإيمان لابن تيمية 368).
وزعم ابن العبري (ت: 685 هـ / 1286 م) وهو مؤرخ سرياني مستعرب، وخبره بلا إسناد: أن أول من نادى بالقدر في الشام هو (عمرو المقصوص)، وكان معلماً لمعاوية الثاني معاوية بن يزيد بن معاوية (ت: 64 هـ / 684 م) ثالث خلفاء بني أمية، وقد أثر عليه كثيراً، واعتنق أقواله في القدر، ولمَّا ولي معاوية الخلافة كان هو الذي أثر عليه فاعتزلها حتى مات، فوثبت بنو أمية على عمرو المقصوص وقالوا: أنت أفسدته وعلمته، ثم دفنوه حياً حتى مات (تاريخ مختصر الدول 1 / 111)، وابن العبري: هو مار غريغوريوس، واسمه يوحنا بن أهرون (أو هارون) الملطي، من نصارى اليعاقبة، وهم المنتمون إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، فبينه وبين هذه الحادثة مفازات تنقطع دونها أعناق الإبل، وقد جاء بالخبر غثَّاً بلا دليل معتبر، أو أيّ مصدر يستند عليه في روايته، كما لم يذكر الخبر أحد من المؤرخين غيره. قال ابن خلدون (ت: 808 هـ / 1406 م): كثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثَّاً أو سميناً، لم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة، والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم (مقدمة ابن خلدون 1 / 13).
●●●●●●
ثانیاً - ترجمة غیلان الدمشقي (المصلوب 106 هـ / 724 م):
هو غيلان بن أبي غيلان، وأبو غيلان اسمه أيضاً غيلان، بن يونس ويقال ابن مسلم، أبو مروان القدري (تاريخ دمشق لابن عساكر 48 / 186) أصله قبطي (المعارف لابن قتيبة 626) من مصر، أسلم أبوه وصار من موالي عثمان بن عفان (التاريخ الكبير للإمام البخاري 102).
وولد غيلان وعاش في مدينة دمشق، فنُسب إليها، وعاش في ربض باب الفراديس شرقي المقابر في حي العمارة (تاريخ دمشق لابن عساكر 48 / 186)، ثم ارتحل في طلب العلم، فدرس علی العلماء، ونزل المدن الإسلامیة، وتبع معبد الجُهَني في مذهبه.
واشتهر بين معاصريه بالبلاغة والكتابة. قال الذهبي (ت 748 هـ / 1348 م) في ترجمته: المقتول في القدر ضال مسكين.. كان من بلغاء الكتّاب (ميزان الاعتدال 4 / 338)، وله رسائل في ألفي صفحة، لم تصل إلينا (الفهرست 149).
مذهبه:
تنسب إليه الفرقة " الغيلانية " من القدرية، وهو ثاني من تكلم في القدر ودعا إليه، قال الشهرستاني (ت: 548 هـ / 1153 م): وكان غيلان يقول بالقدر خيره وشره من العبد، وفي الإمامة إنها تصلح في غير قريش، وكل من كان قائماً بالكتاب والسنة كان مستحقاً لها، وإنها لا تثبت إلاَّ بإجماع الأمة (الملل والنحل 1 / 143)، وهو بهذا يوافق رأي الخوارج في أن الخلافة تصلح في كل من يجمع شروطها، ولو لم يكن من قبيلة قريش.

موقف الخلفاء منه وصلبه:
1 موقف عمر بن عبد العزيز، ثامن خلفاء بني أمية (ولي سنة 99 هـ ـ 101 هـ / 718 م ـ 720 م):
عن عمرو بن مهاجر الأنصاري (ت: 139 هـ / 756 م) وهو ثقة، قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان بن مسلم يقول في القدر، فبعث إليه فحجبه أياماً، ثم أدخله عليه فقال: غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟ قال عمرو بن مهاجر فأشرت إليه أن لا يقول شيئاً، قال: فقال: نعم يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ ـ الإنسان 1، 3 ـ فقال عمر: اقرأ آخر السورة ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ ـ الإنسان 30، 31 ـ ثم قال: ما تقول يا غيلان؟ قال: أقول: قد كنت أعمى فبصرتني، وأصم فأسمعتني، وضالاً فهديتني.
وفي رواية: دعا عمر بن عبد العزيز غيلان فقال: يا غيلان بلغني أنك تتكلم في القدر. فقال: يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي. فقال: يا غيلان اقرأ أول (يس). فقرأ: ﴿ يس والقرآن الحكيم﴾ حتى قوله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ ـ يس 1 ، 10 ـ. فقال غيلان: يا أمير المؤمنين، والله لكأني لم أقرأها قط قبل اليوم. أشهدك يا أمير المؤمنين أني تائب مما كنت أقول. فقال عمر: اللهم إن كان صادقاً فثبته، وإن كان كاذباً فاجعله آية للمؤمنين. وجاءت أخبار كثيرة في مناقشة عمر بن عبد العزيز لغيلان ولأتباعه في مسالة الإيمان بالقدر، وأنه سألهم عن علم الله، فإذا أقروا به خُصموا، وإن جحدوا كفروا (الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، لحياة بن محمد بن جبريل 2 / 767).
ولعل عمر بن عبد العزيز أول من نهج هذا النهج في سؤال القدرية عن علم الله تعالى، مستدلاً بآيات صريحة في الرد على المكذبين بالقدر، وفي رواية إنه قرأ قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾ ـ الصافات 161 ، 163 ـ.
قال الطبري (ت: 310 هـ / 923 م) يقول تعالى: ﴿ فَإِنَّكُمْ ﴾ أيها المشركون بالله ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ﴾ من الآلهة والأوثان ﴿ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ﴾ يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون الله بفاتنين: أي بمضِلِّين أحداً ﴿ إِلا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾ يقول: إلاَّ أحداً سبق في علمي أنه صال الجحيم (تفسير الطبري 21 / 123).
وقد بيَّن عمر بن عبد العزيز في خطبه ورسائله أن الله تبارك وتعالى هو الهادي وهو المضل، وهذا ما جاء في الكتاب العزيز قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ ـ الأنعام 139 ـ. وغيرها من الآيات.
وكانت القدرية تنكر أن يكون الله تعالى هو الهادي وهو الفاتن، وإنما العبد هو الذي يهدي نفسه إذا شاء ويضلها إذا شاء. فبين عمر لهم أن أعمال العباد مخلوقة لله تعالى مقدرة له مكتوبة على عباده، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ ـ الصافات 196 ـ. وقال صلى الله عليه وسلم: كلُّ شئ بقدر، حتى العَجْز وَالكَيْس ـ أو الكَيْس والعَجْز (صحيح مسلم 2655). فالعبد إذا أذنب فعليه أن يتوب ويستغفر الله تعالى ولا يحتج على الله بالقدر، وبيَّن أن العبد له قدرة ومشيئة ولكنها تابعة لمشيئة الله تعالى (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20 / 239 ـ 248).
** ** ** **
ولمَّا تولى الخلافة هشام بن عبد الملك (عاشر خلفاء بني أمية، ولي 105 هـ ـ 125 هـ / 724 م ـ 743 م)، اعتقل غيلان، وقال له: مد يدك، فمدها غيلان، فضربها الخليفة بالسيف فقطعها، ثم قال: مد رجلك، فمدها، فقطعها الخليفة بالسيف.. وبعد أيام مر رجل بغيلان وهو موضوع أمام بيته بالحي الدمشقي الفقير، والذباب يقع بكثرة على يده المقطوعة، فقال الرجل ساخراً: يا غيلان، هذا قضاءٌ وقدره! فقال له: كذبت، ما هذا قضاء ولا قدر. فلما سمع الخليفة بذلك، بعث إلى غيلان من حملوه من بيته، وصلبه على إحدى أبواب دمشق (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20 / 242).

موقف العلماء منه:
قال عنه الإمام مكحول الشامي (ت: 112 هـ / 734 م) وهو معاصر لغيلان: لقد ترك غيلان هذه الامة، في لجج مثل لجج البحار (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20 / 244).
وجاء رجلٌ إلى مكحول من أصحابه فقال: يا أبا عبد الله، ألا أعجبك، إني عدت اليوم رجلاً من إخوانك! فقال: من هو؟ فقال: لا عليك. قال: أسألك. قال: هو غيلان. فقال مكحول: إن دعاك غيلان فلا تجبه، وإن مرض فلا تعده، وإن مات فلا تمش في جنازته (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20 / 243).
وذكره ابن المبارك (ت: 181 هـ / 797 م) في حديثه، فقال: كان غیلان من أصحاب الحارث بن سعيد المتنبئ الكذاب وممن آمن بنبوته! فلما قُتل الحارث في عهد عبد الملك بن مروان سنة (79 هـ / 698 م) قام غيلان إلى مقامه، فقال له خالد بن اللجلاج العامري (ت: 111 هـ ـ 120 هـ / 730 م ـ 739 م): ويلك، ألم تك في شبيبتك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان، ثم صرت خادماً تخدم امرأة الحارث الكذاب المتنبي وتزعم أنها أم المؤمنين، ثم تحولت فصرت قدرياً زنديقاً؟! ما أراك تخرج من هوى إلاَّ إلى شر منه (لسان الميزان لابن حجر 6 / 314).
والحارث بن سعيد الكذاب، ويقال الحارث بن عبد الرحمن بن سعد، كان من أهل دمشق، وكان رجلاً متعبداً زاهداً، وكان إذا أخذ في التحميد، لم يسمع السامعون إلى كلام أحسن من كلامه. قال: فكتب إلى أبيه وهو بالحُولة (شمال بحيرة طبريا، في قضاء صفد): يا أبتاه، أعجلْ عليَّ، فإني قد رأيت أشياء أتخوف أنْ يكون الشيطان قد عرض لي! قال: فزاده أبوه عناء، فكتب إليه: يا بني، أقبلْ على ما أمرت به، إنَّ الله يقول: ﴿ تَنَزَّلُ الشياطين، تَنَزَّلُ على كل أفاك أثيم ﴾ ـ الشعراء 222 ـ ولستَ بأفاك ولا أثيم، فامض لما أمرت به. وكان يُجيء إلى أهل المسجد رجلاً فيذاكرهم أمره، ويأخذ عليهم بالعهد والميثاق إن هو رأى ما يرضى قبل، وإلاَّ كتم عليه. قال: وكان يريهم الأعاجيب، كان يأتي إلى رخامة في المسجد فينقرها بيده فتسبح؛ وكان يطعمهم فاكهة الصيف في الشتاء، وكان يقول لهم: اخرجوا حتى أريكم الملائكة. قال: فيخرجهم إلى دير مُرَّان (في جبل قاسيون بدمشق، في مكان قبة السَّيَّار)، فيريهم رجالاً على الجبل. فتبعه بشر كثير، وفشا الأمر في المسجد، وكثر أصحابه، حتى وصل الأمر إلى القاسم بن مخيمرة الهمداني (ت: 100 هـ / 718 م)، فدخل على عبد الملك فأعلمه بأمر الحارث، فبعث عبد الملك في طلبه فلم يقدر عليه، وخرج الحارث حتى أتى بيت المقدس فاختفى فيها، فوشى به رجل من أهل البصرة كان قد أتى بيت المقدس، وكان قد تردد إلى الحارث، وعرف مداخله ومخارجه، وأين يهرب وأين يذهب، حتى صار من أخص الناس به = فأمر عبد الملك بخشبة فنصبت، فصلبه، وأمر بحربة، وأمر رجلاً فطعنه، فأصاب ضلعاً من أضلاعه كعب الحربة، فصاح الناس: الأنبياء لا يجوز فيهم السلاح! فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين تناول الحربة، ثم مشى بها إليه، ثم أقبل يتحسس حتى وافى بين ضلعين فطعنه بها، فأنفذها فقتله.
قال الوليد بن مسلم (ت: 194 هـ / 809 م) عالم أهل الشام: بلغني أن خالد بن يزيد بن معاوية دخل على عبد الملك فقال: لو حضرتك ما أمرتك بقتله. قال: ولم؟ قال: إنما كان به المذهب. فلو جوَّعته ذهب ذلك عنه.
وقيل: إنَّ الحارث لمَّا حُمل على البريد، وجُعلت في عنقه جامعة من حديد فجمعت يداه إلى عنقه، أشرف على عقبة بيت المقدس، فتلا قوله تعالى: ﴿ قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليَّ ربي ﴾. قال: فتقلقلت الجامعة، ثم سقطت من يده ورقبته إلى الأرض، فوثب إليه الحرس الذين كانوا معه فأعادوها عليه، ثم ساروا به. فلما أشرف على عقبة أخرى قرأ آية لا أحفظها، فسقطت من رقبته ويده إلى الأرض، فأعادوها عليه. فلما قدموا على عبد الملك حبسه، وأمر رجالاً كانوا معه في السجن من أهل الفقه والعلم أن يعظوه، ويخوفوه الله، ويعلموه أن هذا من الشيطان، فأبى أن يقبل منهم، فأتوا عبد الملك فأخبروه بأمره، فأمر به فصُلب. وجاء رجل بحربة فطعنه فانثنت الحربة، فقال الناس: ما ينبغي لمثل هذا أن يقتل، ثم أتاه حَرَسي برمح دقيق فطعنه بين ضلعين من أضلاعه، ثم هزه فأنفذه.
قال: وسمعت غير واحد ولا اثنين يقولون: إن الذي طعن الحارث بالحربة فانثنت قال له عبد الملك: أذكرت الله حين طعنته؟ قال: نسيته أو قال: لا - قال: فاذكر اسم الله ثم اطعنه. قال: فطعنه فأنفذها.
وقال التابعي العلاء بن زياد العدوي (ت: 78 هـ / 697 م): ما غبطت عبد الملك بشيء من ولايته إلاَّ بقتله حارثاً؛ حدثت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون، دجالون كذابون، كلهم يزعم أنه نبي. فمن قاله فاقتلوه. ومن قتل منهم أحداً فله الجنة (مختصر تاريخ دمشق، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي 6 / 205).
وقال ابن عدي (ت: 365 هـ / 976 م): وغيلان هذا هو الذي يعرف بغيلان القدري، ويُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذمه، ولا أعلم له من المسند شيئاً (الكامل فی ضعفاء الرجال 7 / 116).
** ** ** **
وبعض المثقفين في أيامنا يرونه من أعلام الحریة الإنسانية، ويقولون: إن أول من قام علی وجه الظلمة واستشهد فی سبيل ذلك هو غیلان.
انظر: غيلان الدمشقي، شهيد الحرية في دمشق: محمد حبش (مركز حرمون للدراسات المعاصرة: قطر)، غيلان الدمشقي دفع حياته من أجل الحرية والعدالة (صحيفة الاتحاد: الإمارات 22 / 10 / 2011)، من شهداء الرأي والموقف في تاريخنا غيلان الدمشقي: حسام عبد الكريم (صحيفة رأي اليوم 23 / 12 / 2020)، مأساة غيلان: تراجيديا السياسة والثقافة على مرّ الأزمان: إبراهيم مشارة (صحيفة القدس العربي 29 / 3 / 2021)، غيلان الدمشقي وعرفانيته.. حرية الإرادة الإنسانية وما شكَّلته من خطر على الاستبداد السياسي والديني والعرقي: د. إليان مسعد (كلمة ورؤيا، موقع فينكس):
https://www.fenks.co › index.php › 13465

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 08 / 2021, 37 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: نشأة القول بالقدر (القدرية الأولى)

رائع ما قرأته .. سرد تاريخي هام يغري بالنقاش ..
قرأته بتمعن فوجدت فيه ما يشفي غليلي المتعطشة لهذا النوع من الدراسات التي تحمل في ثناياها عبق التاريخ .
كل الشكر لك أخي منذر على ما أهديته لنا من متعة .
خالص المحبة اللائقة بشخصك الكريم .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 08 / 2021, 21 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: نشأة القول بالقدر (القدرية الأولى)

الأديب الأستاذ رشيد الميموني ساحر بهيج عالي الحرف:
طيب عطر كلماتك، حافز شباب أكيد، لمواصلة تقديم النافع، الآمل سَدَّ فراغات مُعضلة في بحر تراثنا بطريقة رجالات أهل الحديث.
فالوصول إلى (اليقين) في أيّ خبر، لا بد ـ أولاً ـ من دراسة أسانيد الرواة، وأحوالهم، وطرق تلقيهم، ومقارنة ذلك بالبيئة الحاضنة التي صاغت الخبر، للوصول إلى نتيجة أقرب للصواب.
فالشكر، كل الشكر لك، ومستمر طيب اللقاء.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 08 / 2021, 20 : 01 AM   رقم المشاركة : [4]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: نشأة القول بالقدر (القدرية الأولى)

شكرا سيد منذر على ما تقدمه لنا في فضاءاتك
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 08 / 2021, 20 : 09 PM   رقم المشاركة : [5]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: نشأة القول بالقدر (القدرية الأولى)

الأنسة الأديبة خولة السعيد:
طيب مرورك مساكب عطر على الدوام، ونهارات حافزٌ أكيد لمواصلة تقديم النافع المثمر إن شاء الله.
فالشكر كل الشكر لك، ومستمر غناء ثمر اللقاء.


توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(القدرية, نسمة, الأولى), القول, بالقدر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القول في جُحا د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 2 26 / 09 / 2021 37 : 11 PM
نافلة القول في مراتب أهل التصوف د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 8 26 / 07 / 2021 19 : 06 PM
على سبيل القول محمد جوهر كلـمــــــــات 0 24 / 08 / 2018 41 : 02 PM
إسرائيل 2013: من أزمة سياسة إلى أزمة أخلاق نبيل عودة المقالة السياسية 0 24 / 02 / 2013 30 : 11 AM
قصيدة رائعةفي تفصيل القول في السور المكية والمدنية فيصل بن الشريف الاحمداني الإعجاز القرآني بكافة فروعه 0 27 / 09 / 2009 58 : 01 AM


الساعة الآن 12 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|