التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,571
عدد  مرات الظهور : 162,789,963

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مجتمع نور الأدب > أقسام الواحة > نادي الأطفال > أدب الطفل
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 12 / 2021, 59 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

قمر على قمر

لاحظت المعلمة اجتهاد تلاميذها منذ الحصص الأولى وأدركت رغبتهم في التحصيل وحبهم للاستطلاع، فكانت تحاول أن تخصص بعض الدقائق بنهاية كل حصة لتحكي لهم قصة يستخلصون منها إفادة وعبرة، ولما أعجبت الفكرة تلاميذها بدا عليهم اجتهاد أكبر رغبة في أن تكون كل حصة نهايتها قصة. كانوا دائمي المثابرة حتى يحظوا بتلك الدقائق الأخيرة دائما بعد انتهاء كل درس؛ هذا ما جعل المُدَرّسة تجتهد هي الأخرى فتكتب لهم أسماء بعض الشخصيات التاريخية،مخبرة إياهم أنها ستعين كل حصة شخصا يذكر أبرز ما أثر عليه من الشخصية السابقة، ثم يختار اسما لشخصية القصة الجديدة، وانتهت حصة اليوم قبل ما يزيد عن سبع دقائق ، وما إن أدركوا ذلك حتى جمعوا أدواتهم بسرعة، واتخذ كل منهم جلسته المفضلة التي تجعله يغيب في عالم القصص أو يحلم نفسه شخصية من شخصياتها إلا عبد الرحمن فقد كانت جلسته مختلفة عن العادة . إنه ينتظر إشارة من معلمته ليقوم أمام زملائه، ويذكر أكثر ما أثار انتباهه في قصة نهاية الحصة السابقة ، وبينما هو يفكر في وقفته أمام معلمته وزملائه والشعور بالفرح والارتباك يمتزجان لديه ويحاول جعل فرحته أقوى أخرجته فجأة معلمته من حياة الأفكار ليحيا بطلا تاريخيا في لحظة.
وقف أمام الجميع واثقا في نفسه فقال:
"إن أكثر ما استغربت له بالقصه السابقة هو إذاية كفار قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقساوتهم عليه وعلى المؤمنين به رغم أن بعضهم كان من أهله ومعارفه مثل أبي لهب، والأكثر من ذلك أنهم هجروه من أحب مكان وأقربه إلى قلبه "مكة المكرمة" حيث نشأ، ولكنه وجد بعد هذا الصد بالمدينة المنورة استقبالا من أهلها بترحاب وفرحة مرددين كلمات النشيد: "طلع البدر علينا" فكانوا هم الأنصار" .
ردت معلمته في سعادة:
أحسنت يا عبد الرحمن.
وطلبت من زملائه أن يصفقوا له، فصفقوا بحرارة ونشاط يشجعونه مما جعله يحس بأن كل الارتباك قد زال عنه وأنه الآن هو سيد القسم . سألته معلمته إن كان اختار من الأسماء التي سبق أن وضعتها لهم فقال بسرعة:
نعم ؛ أمي دائما تردد " الحسن الثاني رمز وبطل المسيرة الخضراء" لكن جدتي بكل ليلة مقمرة تمسك بيدي وتأخذني إلى الشرفة أو إلى السطح وتقول لي تأمل هناك بالسماء ، تأمل وجه السلطان.. إنه محمد الخامس ينظر إلينا. لكنها لا تريد أن تقتنع بأنه قمر في السماء وحتى جدي أكد لي أنه هو الملك محمد الخامس، وسألت أمي فردت: إن جدتي تعرف أنه قمر ولكنها متشبثة كجل أجدادنا بحدث تاريخي وبذكرى يفخر بها كل مغربي، فما رأيك معلمتي.. أنت قصي علينا لماذا يرى أجدادنا محمد الخامس بالقمر؟
ابتسمت معلمته ثم ردت: لا أخفيك يا صغيري أن هذه القصة لم يتأثر بها المغاربة في عهد الاستعمار فقط وإنما قد زرعوها حبا بأذهاننا وقلوبنا كذلك، حينها، أكد بعض التلاميذ على حصول أمر مشابه معهم لما حكاه عبد الرحمن عن جديه، وقال آخرون إنهم عندما يتأملون القمر يرونه وجها بملامح، وكثر اللغط حيث يخبرهم من عرف عن الأجداد قصة القمر أن ذاك وجه محمد بن يوسف، أوقفت المعلمة أحاديثهم بتدخلها، وأخبرتهم أنه بتاريخ 20 غشت 1953 أقدمت سلطات الحماية على نفي السلطان محمد الخامس إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر فاندلعت ثورة الملك والشعب، حيث أحدثت تنحية محمد بن يوسف انطلاق نوع جديد من المقاومة المغربية أعطى شكلا جديدا من الوفاء والارتباط بالسلطان الشرعي للمغرب. وشكلت معجزة رؤية صورة السلطان بالقمر إحدى الركائز الإيجابية التي قوت من تشبث المغاربة بسلطانهم الشرعي. فأدى انتشار هذه الفكرة سواء بالمملكة المغربية أو غيرها إلى ترسيخ شرعية محمد بن يوسف وتأكيد سلطانه وجعلته موحدا للأمة المغربية، فأسطورة رؤيته على جواده بسطح القمر أذاعها أفراد حركات المقاومة الوطنية المنادية بعودة الملك وأسرته وباستقلال الوطن، حيث وزعت صور الراحل على المواطنين، وبعد التركيز على نقطة محورية تتوسط الصورة يتخزن المشهد في الذاكرة البصرية، ويستعيده الدماغ في اللحظة التي يتم فيها التركيز على السطح الخالي للقمر...
فجأة دق الجرس معلنا لحظة الخروج من القسم، لكن التلاميذ أبوا إلا أن يبقوا داخله حتى تجيب مدرستهم عن سؤالهم؛ وهل عاد محمد الخامس بعد هذه الثورة؟
قالت سريعا وهي تستعد للخروج، حاملة حقيبتها بيدها: في 16 نونبر 1955 عاد محمد الخامس إلى المغرب من منفاه وحمل لقب الملك بدل السلطان باقتراح من الحركة الوطنية.
محلقين بمعلمتهم، خرجوا وكل واحد يردد تاريخا خطأ أو صحيحا للاستقلال، فصححت لهم وهي كالهاربة منهم مودعة بابتسامتها المألوفة: 18 نوفمبر 1956 : الملك محمد الخامس يعلن استقلال المغرب.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 45 : 06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|