الرياحين الصغار
( هما ريحانتاي من الدنيا )
قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين رضوان الله عليهما , وعلى أبيهما وجدتهما خديجة أم المؤمنين وعلى جميع أمهات المؤ منين
إن قبلة الوالد لأطفاله الصغار ليست مجرد قبلة , بل هي قبلة وشمة واستنشاق وضمة , فهم رياحين صغار , لا تزال رائحة الفطرة فيهم , فرائحة شعر الطفل الرضيع مميزة لا تشبهها إلا رائحة ريش صغار الطيور , في غابات الزهور , في أوقات البكور , يتحدر منها قطر الندى كأنه اللؤلؤ الرطب في نحور الحور .
والأب يتلهف إلى ملاعبة ولده , وعلى الزوجة أن تعرف جيداً أوقات فراغ زوجها , وشوقه إلى ملاعبة طفله فتنظفه وتطيبه , وتلبسه وتحسنه حتى يصبح وردة على صدر والده فحب الوليد من حب الوالدة ,ونظافته عنوان نظافتها , وأناقته دليل أناقتها .
وعلى الأم الحريصة على حب زوجها ورضاها أن تبعد أولادها عن المخاطر , فلا تتركه عند فرامة اللحم , أو عصارة الفاكهة , أو أمام النيران , لأن إهمال الطفل وإصابته بالضرريؤثر تأثيراً كبيراً على علاقة الحب والمودة بين الزوجين .
وعلى الأم أن لا تترك ريحانة قلبها بين يدي الخادمة أو المربية زمناً طويلاً , لأن الولد فلذة الكبد فمن يرضى أن يضع قلبه بين يديِ غيره , فضلاً عن الخادمة التي لا تعرف ديناً ولا خلقاً , ولتذكر المرأة موقف أم موسى عليه السلام عندما فارقها وذلك في قوله تعالى :(( وأصبح فؤاد أُم موسى فَرِغاً ))
فكيف ترتاح عينكِ وهي لا تنظر إلى عيون طفلكِ ؟
اسمعي معي إلى قوله تعالى : ( فرددناه إلى أمه كي تقرَ عينها ولاتحزن ) . أحتي الحبيبة : (( أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض )) إنهم ثمار الفؤاد !! ونور العين !!
فقد ارتوت عروقهم من صدرك الطاهر , فلا تضيعينهم بيديك
الشيخ أحمد قطان .